وانقطعت الخيوط للكاتبه ميمي عوالي

موقع أيام نيوز


قوللى بقى عملت ايه مع دادى 
مدكور بسخرية زى ما دادى حكالك بالظبط
تالا بامتعاض بس انا عاوزة اسمع منك انت بحب اسمعك و انت بتتكلم و خصوصا لو كلامك ده عن مستقبلنا مع بعض انا و انت 
مدكور بضحك بس كده يبقى هنفضل نعيد و نزيد كتير اوى فى كلام مامنوش اى لزمة و عمرنا كمان ما هنتكلم فى المفيد
تالا طب و ايه بقى هو المفيد ده

ليعتدل مدكور فى جلسته و ينحنى بجذعه مقتربا منها قائلا بجدية شديدة اسمعى يا تالا .. انا يمكن من ساعة ام رهف الله يرحمها ما ماټت و انا عمرى مافكرت ابدا فى موضوع الجواز ده نهائى و كان كل هدفى و تفكيرى انى اتطمن على رهف و ولاد المرحوم اخويا لانى ماليش غيرهم فى الدنيا دى و لا عندى اعز منهم ابدا و لا هيكون .. و دى اول حاجة لازم تحطيها حلقة فى ودانك من و احنا لسه على البر 
تالا بقلق تقصد ايه بكلامك ده تقصد انى مش هيبقى ليا عندك قيمة زيهم
مدكور انا ما قلتش كده ابدا .. انا بس عاوزك تفهمى ان رهف و مراد و هدى عندى فى حتة تانية لا يمكن ابدا حد يقدر يهزها او يحركها من مكانها مهما حصل
تالا طب و انا 
مدكور انتى هتبقى مراتى يعنى وضعك غير وضعهم هم من دمى و طول عمرهم اللى راح و اللى جاى اسمهم مقرون باسمى لكن انتى 
تالا بوجوم تقصد انك فى اى وقت ممكن تطلقنى و تبعد عنى و ما ابقاش على اسمك .. مش كده
مدكور و ليه بس يبقى فى طلاق .. انتى ناوية تعملى مشاكل مع حد فيهم او تعاديهم او حتى تقارنى نفسك بحد فيهم
تالا بدفاع لا طبعا خالص و اديك شايف علاقتى برهف و بمراد عاملة ازاى و هدى انا لسه ما اعرفهاش و لا عمرى حتى شفتها 
مدكور خلاص .. تبقى قلقانة ليه طالما كل واحد هيبقى فاهم حدوده فين يبقى ماحدش ابدا ممكن يزعل من التانى 
تالا باستسلام ماشى يا حبيبى .. ها .. فى حاجة تانية عاوز تقولهالى 
مدكور ايوة 
تالا يا ترى ايه
مدكور لازم تفهمى انى راجل غيور بطبعى و نشأتى و طبعا لازم دايما تفتكرى انى راجل صعيدى ابا عن جد
تالا بابتسامة دلال و انا هبقى اكتر من سعيدة بغيرتك دى
مدكور يبقى لازم تاخدى حذرك و انتى بتتعاملى مع الكل و فى كل الاوقات و مش عاوزك ابدا تشيلى الكلفة بينك و بين اى مخلوق مهما ان كان هو مين 
تالا و قد بدا عليها التأفف ها و ايه كمان 
مدكور لبسك 
تالا بامتعاض و ماله بقى لبسى كمان طول عمرى لبسى كان بيعجبك ايه اللى اتغير
مدكور كان بيعجبنى صحيح بس على اساس انك بنت سليمان الانصارى لكن اما تبقى حرم مدكور العزيزى فالوضع مختلف انتى هتبقى شايلة اسمى انا مش اسم ابوكى .. فلازم تكونى جديرة بده
تالا باعتراض و هو اللبس هو اللى هيخلينى جديرة او مش جديرة المفروض انى جديرة بقيمتى عندك مش بمظهرى 
مدكور بجدية شديدة و هو يضغط على كل حروف من حروف كلماته المظهر مهم جدا و انا ما ينفعش مراتى تبقى سلعة مكشوفة لكل عين هنا او هناك .. انا عمرى ماكنت و لا هكون راجل ډيوث 
تالا باستغراب ډيوث
مدكور مانتيش عارفة معناها و اللا معترضة على استخدامى ليها
تالا لا .. ما اعرفش معناها 
مدكور بتوضيح الډيوث ده هو الراجل اللى ماعندوش غيره على حرمة اهل بيته .. مراته بقى .. بنته .. اخته حتى امه اللى يسيب لحمهم لكل من هب و دب يتفرج و يجرب .. ده يبقى راجل ډيوث يا تالا و انا مش كده ابدا و عشان كده انا حبيت انى احطلك النقط على الحروف عشان تبقى كل حاجة واضحة و على نور من البداية 
تالا بشئ من التردد انت تقصد ان دادى ..
مدكور بحزم انا ما اقصدش حاجة .. و ده اللى لازم تتعودى عليه من دلوقتى انا دايما كلامى واصح و مباشر و يوم ما اكون بقصد حاجة معينة هتلاقيها فى كلامى على طول مش ما بين السطور 
ااه .. و اهم حاجة لازم تفهميها من دلوقتى .. علاقتى بسليمان الانصارى فى الشغل ده شئ انتى كتالا مراتى مالكيش بيه اى علاقة و لا سليمان الانصارى رجل الاعمال له علاقة أبدا بتالا مراتى 
تالا مش فاهمة 
مدكور كلامى واضح يا تالا .. علاقتى بيكى مالهاش علاقة بشغلى مع سليمان و علاقة الشغل مالهاش علاقة بحياتنا الخاصة 
تالا بلجلجة اااه طبعا .. من غير ماتقول 
مدكور يعني متفقين 
تالا بتردد اااه .. اااه متفقين 
مدكور انا حبيت بس اوضحلك كل حاجة من البداية عشان ماترجعيش بعد كده تقولى انى ضحكت عليكى 
لتصمت تالا و قد بدأت تلوم نفسها على مازجت نفسها به و لكنها انتبهت على مدكور و هو يسألها قائلا و انتى .. ماعندكيش اى حاجة تحبى تقوليهالى 
تالا لأ .. مافيش 
مدكور عموما انا اتفقت مع سليمان اننا هنكتب الكتاب بعد سفر مراد و رهف 
تالا هو انت ليه مصمم ان كتب الكتاب بكون بعد سفرهم
مدكور لان مهما ان كان موافقة رهف على جوازى منك الا انها برضة مش هتبقى مبسوطة ابدا و هى شايفانى بتجوز واحدة تانية 
تالا تقصد عشان هاخد مكان مامتها
مدكور ماحدش ينفع ياخد مكان حد يا
تالا لكن اللى اقصده انى مش عاوز اوجعها و هى لسه بتبتدى حياة جديدة مع جوزها
و عموما بعد كتب الكتاب هخدك و اطلعك رحلة شهر عسل انتى اللى هتختارى مكانها بنفسك و لما نرجع هيكون مراد و رهف كمان رجعوا و هنعمل حفلة ريسبشن نستقبل فيها كل الناس اللى حابين ييجوا يباركولنا .. قلتى ايه 
تالا بدلال رغم ان دادى كانت امنية حياته انه يشوفنى بالفستان الابيض بس انا ماعنديش مانع ابدا 
مدكور و انا ما قلتش انك ماتلبسيش فستان ابيض .. هتلبسى طبعا و هتتصورى زى اى عروسة لكن زفة بقى و فرح و الكلام ده ما اقدرش 
انا هسمحلك تنشرى صورة فرحنا على الميديا كاعلان لجوازنا و اللى هنستقبل المهنئين و المباركين بيه بعد رجوعنا 
تالا ماشى يا حبيبى اللى تشوفه انا موافقة عليه
مدكور وبالنسبة لفستان الفرح .. ده هديتى ليكى عشان اضمن انه يكون بالمواصفات اللى انا عاوزها 
تالا بدون مبالاة اللى يريحك .. مش هتفرق كتير 
مدكور بايعاز تالا .. احنا لسه على البر .. و قدامنا مش اقل من تلت اسابيع على ما نتجوز .. عاوزك تفكرى كويس فى كل كلمة قلتهالك و صدقينى لو اتراجعتى انا مش هزعل منك .. بالعكس هحترمك و هعزك اكتر
تالا بدهشة يعنى معزتى عندك هتبقى اكبر لو ماتجوزناش
مدكور مش قصدى ابدا .. القصد فكرى كويس و بلغينى لو غيرتى رأيك
و ما ان حاول النهوض من مجلسه حتى وضعت كف يدها على يده الممسكة بجوانب المقعد و قالت لازم تفهم ان مافيش اى كلام ممكن يخلينى ابعد عنك بعد كل ده انا ماصدقت انى قدرت ابعد خجلى منك و اصارحك بمشاعرى من ناحيتك
ليتنهد مدكور بعمق ثم يقول بابتسامة واسعة يبقى اهلا بيكى تحت جناحى يا بنت سليمان الانصارى 
فى اليوم التالى .. وصلت هدى الى ارض الوطن و بصحبتها تميمة او كعكة السكر كما يحلو لمراد ان يلقبها و كم كانت السعادة تطغى على مراد لملاقاة شقيقته فطالما كانت له كابنته المدلله و برغم اهتمام مدكور الدائم بها الا انه كان يحب القيام بجميع شئونها بنفسه 
و فى السيارة بعد تبادل العديد من عبارات الشوق و السعادة قال مراد عمى قاللى انه كلمك امبارح 
هدى ايوة فعلا .. كلمنى و حكالى على موضوع جوازه
مراد و انتى رايك ايه
هدى رايى مش هيفرق يا مراد و مش هيغير حاجة 
مراد افهم من كلامك ان الموضوع مش عاجبك 
هدى الموضوع مايعجبش حد يا مراد عارف لو اللى اختارها دى تناسبه سنا على الاقل .. ماعتقدش ان كان ممكن حد يعترض لكن دى تقريبا من سنى انا و رهف الفرق بيننا حاجات بسيطة اوى 
مراد عندك حق لكن انتى قلتى ايه لعمى
هدى قلت له نفس اللى قلته لك ده
مراد قوليلى قولتيله ايه بالظبط
هدى قلت له رايى مش هيغير شئ و سواء موافقة او معترضة دى حياتك الشخصية و طبعا فهم من بين السطور معنى كلامى فقال لى .. اللى انا عاوزه منك انك تصبرى على ماتشوفى النتايج و ماتحكميش بالمظاهر 
مراد انا كمان عاوزك تعملى كده اتعاملى عادى و كأن الموضوع مايفرقش معاكى 
هدى نفس اللى احمد وصانى بيه و ده اللى انا فعلا ناوية اعمله و صدقنى اتمنى من كل قلبى ان عمو أمله مايخيبش فى الحكاية دى رغم ان رهف صعبانة عليا جدا اكيد برضة الحكاية دى مش سهلة عليها ابدا 
مراد بتنهيدة هى مش سهلة على حد و لا حتى على عمى بس كلنا بندعى ربنا انه يبقى خير 
و عند وصولهم الى القصر وجدوا رهف تنتظرهم اعلى درجاته لتهبط إليهم مسرعة لتحتضن هدى قبل ان تخرج من السيارة و هى تقول بسعادة جارفة وحشتينى وحشتينى وحشتينى 
هدى ضاحكة و هى تبادلها الاحضان بحب شديد مش زى مانتى وحشتينى .. انتى هنا معاكى عمو و مراد و امينة و دادة و كل الناس اللى تعرفيهم و يعرفوكى لكن انا مافيش غير احمد و تميمة و بس اللى معايا
لتمسكها رهف من كتفيها قائلة بصدق انتى عارفة ان كل دول حاجة و انتى حاجة تانية 
لتقبلها هدى بحرارة و تقول ضاحكة عارفة طبعا بس لازم احسسك بمأساتى كل مرة 
لتدور رهف بعينيها متسائلة اومال تميمة فين 
ليعتدل مراد الذى كان ينحنى بداخل السيارة و هو يحتضن تميمة النائمة فى سبات عميق و يفول بابتسامة جذابة كحكة السكر نايمة من ساعة ما خرجنا من المطار
لتقترب منه رهف بلهفة و هى تقبل تميمة من وجنتيها و يديها حتى قدميها لتقول هدى ضاحكة خلاص يا بنتى ايه كل ده 
رهف و هى تتناولها من احضان مراد لتضمها الى صدرها بحب و هى تلتهم ملامحها الطفولية الآثرة بعينيها قائلة كبرت شوية ماشاء الله يا هدى 
هدى انا قلت لازم نحتفل بعيد ميلادها التالت معاكم و عشان كده جيت بدرى
مراد احلى و اكبر عيد ميلاد فيكى يا بلد عشان خاطر سمو الاميرة تميمة 
هدى برفض لأ.. مش عاوزة عيد ميلاد كبير عاوزة
 

تم نسخ الرابط