رواية مكتملة بقلم مروه حمدي
المحتويات
كانت عاملة ازاى!
العم جابر بخبرة رجل خط الشيب رأسه يبجى ابن المركوب ولدى فضى ال فى عئبه كله
احمد بضحكه صغيرة على ذكاء هذا الرجل هو الصراحه اه اتكلم معايا بس ماقالش كتير
العم جابر ما تحلهاش يا ضاكتور ده كيه كيه أمه لا بيقعد فى بطنه وكل ولا حديت
أطلق زفيرا عالى متابعا طالما اللى يرزقه بزغطه تفطسه اتحدت وياك عايز تعرف ايه تانى
العم جابر غلبان وفقايرى وال فى يده مش ليه!
احمد هو غير الصړاخ والغناء بيتكلم مع حد او حد بيكلمه
العم جابر من ساعه ال حصله فى الجيش وانا مسمعتش صوته غير مرتين اول مرة لما جه من حدا اهل مرته واترمى فى حضنى يبكى كيه العيل الصغير ويقولى
صبرى پبكاء وعويل انا انضربت يا عم جابر كسرتني كسرتني لاخر يوم فى عمرى
صبرى كتفونى ليها يا عم اتكاتروا عليا ابوها وأخواتها وكتفونى
علت شهقاته حتى كاد يختنق منها ليربط جابر على ظهره مسرعا
جابر اهدئ يا ولدى اهدئ مش إكده
صبرى بنواح رفعت عليا شبشبها يا عم وضربتنى
جابر پصدمه مرتك!!
صبرى رميت عليها اليمين هناك وانا خارج من حداهم بعد ما حد من خواتها قالها كفاية على إكده لېموت فى ايدك ونروحوا فى ابو نكله من
تحت رأس المچنون ده
رفع عينيه له صوح انا مچنون يا عم
جابر بدموع يضم رأسه لصدره هما ال مجانين يا ولدى
رفعها من جديد وپغضب هو مش المحروق عمك كان وياكم كيف سابهم يعملوا فيك إكده!
دخل معايا وطلع بره قال يتحددت معاها فلأول يعقلها وبعدين انى اكلمها وبعدها هو خرج وقال
رايح مشوار ضرورى عند واحد نواحيهم وراجع ولما عاود كان حصل ال حصل
صبرى بشهقات متقطعه زعق فيهم قالوله قعد ېصرخ ورفع على بتنا السکينه
جابر ها وبعدين
صبرى مطأطا الرأس فقط دموع منسابه يعيد حديث عمه
كده برضه يا صبرى يا ولدى مش قولنا هنتكلموا بالعقل على العموم حقكم علينا يا جماعه
احمد بأنفعال ااااايه ده ال ربنا قدر عليه!
جابر ولا يزال حبيس ذكرى ذلك اليوم عندما ذهب له
جابر كيه يبجوا ضاربين واد اخوك وانت قاعد إكده ولا همك ولا حتى عيطت معاهم
حسين ببرود ولدنا غلطان
جابر ايش مايعمل عمرها ما توصل انهم يضربوه فى قعر دارهم وكمان من حرمه مش من راجل قبلتها كيف دى!
حسين اديك قولت فى قعر دارهم كنت عايزنى اعمل ايه ولا اسوى ايه ولا اڼضرب انا كمان وياه! وبعدين مالك محموج جوى إكده ليه! انا ال عمه مش انت
حسين هيروح لحاله وهيجراله كيه أخوه لما عم عيال عمه يقول ان صبرى هو ال غلطان ووقتها هنشوف هيصدقوا مين فينا الغفير ولا عمهم!
جابر بعصبيه انت بتعمل إكده ليه
حسين انا واحد بطفئ ڼار فتنه وتار ممكن ټحرق الكل وحده وطلقناها وراحت لحال سبيلها وخلاص ال حوصل ادفن هناك فى بيتهم وانا مش هتكلم ولا هحكى إلا إذا
قام من مجلسه يدور حوله انت ال حكيت وتبقى انت محرات الشړ ال عايزها تولع
جابر يغمض عينيه بحسره حطيت مركوب فى خشمى وسكت اصل هقول ايه بعد حديته ده! كتفنى كيه الحية الاهى يرزقه بطريشة عميا مطرح ما هو مخموض تفضل تلسع فيه للصبح
أحمد بتأثر وتانى مرة!
جابر لما محمد ماټ اترمى لتانى مرة فى حضنى فى العزا بعد ما كان بيبكى وېصرخ وقالى فدانى فدانى دمه غرق ايدى كيفهم يا عم وبعدها فضل يبص على ايده ويضحك
جابر متابعا بتأنيب ضمير لتانى مرة معرفتش اعمله حاجه غير انى اخده فى حضنى واطبطب عليه ومن بعدها مسمعتش حسه واصل
أطلق تنهيدة عاليه متابعا لولا الأغانى ال بيروشنا بيها طول الليل كنت قولت عليه بجا اخرس من ال شافه
بس عارف يا دكتور انا حكيت معاك ليه
قالها وهو يغلق البوابه الحديدية ويضع عليها القفل من الداخل
احمد ليه
جابر علشان حاسس ان بسكوتى ليا يد فى ال حصله ولو يرجع الزمن بيا تانى كنت اتكلمت وقولت ولو على موتى
احمد الظروف والحجج ال اتحطت قدامك كانت أقوى منك يا عم جابر ما تشيلي نفسك فوق طاقتها
جابر له يا ولدى زى ما رميت كلام حسين من طول دراعى وبحدفه الاكل من اهنه كنت رميته زمان واتكلمت حسبى الله على كل قوى
اكمل روح ريحلك هبابه يا دكتور بقينا نص الليل خلاص وانا اهو مجعمز جار الباب لو عوزت حاجه قول يا عم
احمد وهو يقم من مجلسه تصبح على خير يا عم
العم جابر وانت من اهل الخير يا ولدى
رحل للداخل وبدلا من الدلوف للغرفة وقف أمام الدرج للحظات وقد عاد الفضول له من جديد لمعرفة إجابة سؤاله الاخير
بخفه صدع إلى الأعلى توجه نحو السور المطل على بوابه المنزل الواسعه خاصته ولم يبصره توجه بعدها إلى السور القابعه اسفله تلك الاريكه التى استلقى عليها صباحا ولم يجده بابتسامه صغيرة استدار ادراجه ولكن تيبس مكانه وهو يدور براسه مرة أخرى ينظر لذلك المنزل
لم ينتبه أثناء سيرة وراء تلك الوردة ان جميع إضاءات المنزل مضاءه وهنا ضړب عقله جملتها تلك
واهو النور قايد
بسرعه ذهب يبحث بعيناه ليجده جالس بتلك الردهه بمقابلته وهناك شخصا ما معه لم يستطع تبين ملامحه أخرج هاتفه وشغل تسجيل الفيديو مفعلا وضع الزووم بالكاميرا وعيناه تضييق بعد فهم لكل ما يحدث أمامه الان
مرت دقائق خرج بها الرجل من المنزل تاركا ذاك الصبرى بمكانه ليتابعه احمد بعينيه بعدما توارى بجسده أسفل السور فقط عيناه تظهر منه فسلوك ذلك الرجل والتفافة يمين ويسار بتلك الطريقة كانت مريبة وما جعله يتأكد بأن وراءه أمرا ما عندما اخرج هاتفه يسجل ما يفعل ذلك الرجل عقب إغلاقه البوابه لتصدح صرخات صبرى بعدما مباشرة
ليوقف التسجيل يقف من مخبأه ينظر لذلك المنزل الغارق فى الظلام الدامس لا يصدر عنه صور صرخات لا يقدر على تحديد مكان صاحبها
نقر بسرعه على شاشه الهاتف يستمع إلى الجرس من الجهة الأخرى مرة لم يتلقى إجابه فالاخرى
احمد بتوتر رد يا فؤاد رد
فؤاد بنعاس ايه يا اخى انت هتفضل قارفنى كده كتير حتى بعد ما رحت الصعيد
احمد فوق يا فؤاد انا فى مصېبة
فؤاد ما ياما قولتلك شغل الحكومة ما يجيش من وراءه غير الهم تعال معايا فى الخاص
احمد وهو يجذب خصلات شعره ينظر أمامه بقلة حيلة يا فؤاد انا حاسس ان فى چريمه بتحصل قدام عينى ومش عارف اعمل ايه
فؤاد وقد اختفى من عينيه النوم چريمه ايه ېخرب بيتك ده انت مكملتش ٢٤ ساعه عندك
وصل له صوت صرخات عاليه ثم نواح
فؤاد من الجهة الأخرى ايه الصوت ده
احمد مبتلعا ريقه ماهى دى المصېبة
صبري بقلم مروة حمدى
الفصل الرابع
مر أسبوع على تلك الليلة ظاهريا لم يكن هناك جديد يذكر سوا تلك الوجبات التى يتلقاها احمد من منزل والدة وردة اما من خلال علي نهارا او العم جابر مساء وحتى هذة اللحظه لم يتلقى بوردة وجها لوجه منذ ذاك المساء
بينما وردة تقتطف اللحظات التى ياخذ منها علي الطعام دالفا إلى غرفه الطبيب صاعدة للسطح وبالليل تقتنص الفرص لتؤنس وحدته بصوتها وبوقوفها فى النافذة دون أن يراها أحدهم او هكذا ظنت هى
على والعم جابر يبقى الحال كما هو عليه فأحدهم حزين على صديقه والأخر يفتك بقلبه الندم القهر والحزن
بينما ذاك الحسين فهو فى قمه سعادته فلقد انتصفت زوجته بشهور حملها واستطاع الشعور بحركة الجنين داخل رحمها ليذبح عجلا كان قد نذره سابقا لأجل تلك اللحظه ولما لا فهى الفرحه التى طال انتظارها لخمسون عاما منذ تزوج أول مرة وهو بعمر العشرين
اما عن ذلك الصبرى فلقد زاد الوضع سوء حتى أصبح الليل كاللعڼة له وللجميع وبمساء اول ليله بالأسبوع الثانى هبط أحمد من على الدرج بسرعة متوجها إلى مكان جلوس العم جابر وجملة واحدة ألقاها بوجهه كانت كافيه لتحفيز سائر جسده
احمد بدون مقدمات عم جابر لو جاتلك فرصة تكفر بيها عن ذنبك فى حق صبرى و
لم يدعه جابر يكمل هابا من مجلسه ولو فيها موتى همسكها بأيديا وأسنانى
احمد بابتسامه مقتربا منه يربط على كتفه ما تقلقش يا عم جابر ال جاى خير بإذن الله
العم جابر بس ازاى يا ولدى
احمد بكره مع الظهر نتجمع سوا انا وانت وعلي و وردة وقتها هتعرف
العم جابر باستغراب انا وعلى مبلوعه بس ورده ليه عايز منيها ايه وايه ډخلها من أساسه!
احمد وردة اهم وحده فينا يا عم جابر وضروري تحضر
العم جابر طب ما تفهمني وتريحنى يا ولدى!
احمد بكرة يا عم جابر وقتها ال هيفهمنا كلنا حد تانى مش انا
العم جابر كلامك كله ألغاظ ليه ومين الحد ده!
احمد وهو يوليه ظهره راحلا من امامه بكرة كل الالغاز هتتفك ووقتها هتعرف كل حاجه
تجلس كمن يرقد على البيض وعيناها لا تنزاح عن البوابه منذ أن أخبرها العم جابر بضرورة حضورها أمام طبيب الوحده ظهرا ومئات الأفكار تعصف بها
معجول يكون شافني وانا عطلع السطوح طب ما يمكن الوكل مش عاجبه! بس ده ليه اسبوع ما اشتكاش منيه! طب يمكن وكل إمبارح ما انا رقيت الفطير وعقلى مكنش فيي من خوفى على الغالى وال بيحصله! وعم جابر مجعمز ليه لحد دلوكيت ومروحش طب هو هيدخل معايا ماهو انا لا يمكن ادخل لوحدى طب اشيع لأمى بس العم جابر نبه علي ما اتحددتش واصل ياربى هو فى ايه! والظهر عوج كده ليه!
بينما جابر يجلس أمام البوابه منتظرا تتلاقى نظراته مع وردة من حين لاخر يستطيع أن يرى بها حيرتها الواضحه واسئلتها التى لا يمتلك له أو لها اى إجابه
وزوج ثالث من الأعين ينظر من أعلاه منتظرا ساعه اللقاء
وبالداخل مع خروج اخر مريض من الوحده دلف علي مسرعا للمكتب بلهفة
علي ها يا دكتور مأنش الأوان
احمد ممسكا بالهاتف ناظرا لشاشته
متابعة القراءة