بقلم مروه البطراوي الجزء الثاني
المحتويات
راحتك الحاجة اللي كنت خاېف منها بخخخ.
وتابع وهو يضحك قائلا على الأقل تدخل على ياسمين بقلب جامد بدل ما أنت رايح تخطبها وتقدم رجل وتأخر رجل.
ابتسم أمير بارتياح قائلا أه يا زيدان وأنا أقول كل الشغل مفهوش ضړب ڼار غير في الهوا ليه الډم كله بيجي من الضړب بس.
ثم نظر إليه بخبث قائلا فعلا كان لازم أتأكد لما مرضتش ټموت قصي.
التي تحدد الحياة لنا الشخص الجيد هو الذي يؤمن أن هذه التجارب إضافة له توضح له رؤية الأشياء بوضوح بعد ذلك خاصة إذا كانت التجارب شاقة ومريرة ومفاجئة وغير متوقعة حيث يتعلم العقل من بعدها احكام تصرفات هذا الشخص المقصود من هذا هو تعلمنا الجمود من بعد تلك التجارب المقصود هو استثمارها وتوظيفها بالشكل الجيد عزيزتي ريحانة تعلمت جيدا أن العيش في دور العصفور المبتلى لا يجدي نفعا أخذت على عاتقها منذ تلك الليلة أن تتنتظر من الجميع كل شئ دون إهدائهم شيئا حتى الرحمة ستحرمهم منها فقد كشفت كل حقارتهم ودنائتهم كم تهربت منهم كثيرا حتى لا تكرههم أكثر ولكن هو الذي أصر وكأنه يهديها حياة جديدة بشخصية جديدة قوية.
بعد أن قامت بسكب الشاي على فخذي شكران أخذت شكران تصرخ وتسبها وتلعنها لترد عليها ريحانة بكل تبجح فيها قائلا تؤتؤتؤ لا يا شكرية كده عيب يا ولية. مش أنت ولية برضه ومکسورة الجناح واتجوزتي عمو بعد ما ضحك عليكي في الفيلا دي.
حدقت شكران في وجه ريحانة من الصدمة قائلة أنت بتقولي ايه وجبتي الكلام ده منين
حاولت تجر رجليها وتتوجه نحوها قائلة بكل غل متلعبيش في عداد عمرك يا ريحانة وروحي شوفي أناعملت ايه في ياسمين وأمك وخافي على نفسك.
وضعت ريحانة يدها في خصرها قائلة أنت مفكراني هخاف منك يا شكرية ده أنت عبيطة أوي خافي على نفسك يا حجة وخافي من قصي ليعرف وأصل أنا لسه طيبة وحنينة وخدومة وممكن أقوله أنت سليم يا قصو بس شكرية المفترية ولا أقولك أقول لعمو ناجي.
رقصت ريحانة أمامها بكل خلاعة قائلة ولا بيهمني.
كادت أن تكمل ولكن استمعت لزامور سيارته لتتوجه وتجلس بكل أريحية كأنه لم يحدث شيئا
صعدت ريحانة وبيدها زيدان وما أن وقفت عند هذا الجناح المشئوم وما كاد أن يفتحه حتى أغمضت عينيها وهزت رأسها بالرفض فأغلقه وسار بها نحو الجناح الجديد دلفت ودلف هو الأخر من خلفها توقع طردها له ولكنها لم تبالي بوجوده كادت أن تخلع ملابسها غير مهتمة بوجوده وبالفعل خلعت الكنزة السوداء التي كانت ترتديها حتى وجدها بصدريتها ولا تبالي تستكمل فك سحاب تنورتها حتى ابتلع ريقه ونظر إليها بلهفة وشوق قائلا ريحانة تحبي أخرج أو لو حابة الجناح ده زي اللي قبله فيه حمام وأوضة تغيير الهدوم.
كانت ريحانة هادئة أو لنقل باردة تتابع ما تفعله وعندما أسدلت تنورتها إلى الارض كاد أن يصعق من منظرها المثير حيث أنها ازدادت حلاوة عن ذي
قبل وما كاد أن يتحدث حتى أخذت منشفتها ودلفت إلى المرحاض لتنعم بحمام دافئ وهي تبتسم من داخلها لتستكمل ابتسامتها وشعورها بنشوة النصر لمجرد شئ بسيط افتعلته معه.
بعد دلوفها إلى المرحاض حدث نفسه قائلا طب ما كانت تقلع في الحمام حبكت تقلع هنا هو أنا ناقص عڈاب اجمد يا زيدان متبقاش كده في ايه.
ثم عاتب نفسه قائلا هو أنت مرجعها علشان الكلام ده أه ايه يعني لما أرجعها علشان الكلام ده دي البت ادورت لما سبتها في شهر ونص.
أخذت حمامها وخرجت بالمنشفة لتثيره أكثر وهو يحاول تهدئه نفسه وتمالك أعصابه ليناديها قائلا ريحانة طب مش هنتكلم سوا
في اللي حصل امبارح وطلباتك ايه لقدام بدل ما احنا ساكتين كده.
نظرت إليه بعتاب لتركها صباحا ليتنهد قائلا أنا كنت هتكلم الصبح بس جالي تليفون.
صمت صمت صمت فقط احتلها وهو يريد أن يستمع إلى صوتها أتبعت صمتها بابتسامة عريضة على وجهها لينهض من مكانه متوجها نحوها فتتركه وتدلف غرفة الملابس ليصيح بصوته قائلا لا بقى لو هترجعي علشان تبقى خرسه وتكلميني قدام الناس وبس يبقى ملعۏنة دي رجعة ايه أنت هتذليني.
ثم تعالى بصوته قائلا علشان عارفة اني بحبك وهتجنن عليكي.
عضت ريحانة على شفتيها وهمست قائلة بحبك قولها تاني وهتجنن ربنا يزيدك جنان كمان وكمان أنا أستاهل وربنا أنا بس اللي مكنتش حاسة بقيمتي.
وكأنه استمع إلى همساتها وبينما هي شاردة في تلك الكلمة حتى اقتحم عليها الغرفة قائلا ماثلا أمامها يلا يا ريحانة أنتقمي مني وعلي حسك عليا زي
زمان أنا قدامك أهو لكن الخرس ده مش هقدر أستحمل فهماني.
ثم هزها بين يديه قائلا سكوتك هيموتني.
وبعد ثورته و استماعها إلى ثورته جيدا وهي تتابعه بشغف. رمت نفسها في أحضانه وهو قلق من ذلك التقدم الغير متوقع. يعلم ريحانة جيدا لا يجدي معها غضبه تعاند ولا تقترب وبدون تفكير منها كانت مثل المسحورة من تلك الكلمة التي أصابتها بالعشق له اقتربت منه وقبلته من شفتيه وضحت له بها جيدا أنها هي الأخرى تعشقه ولكنه كان متجمدا من فعلتها المفاجئة.
مشاعر متضاربة بدأت بالكراهية ثم تحولت إلى الشعور بالواجب ثم اهتمام ليتفاقم الأمر بالأخير إلى حب. تحولت المشاعر من العدم إلى الفائدة وتحول التفكير پألم خېانة الحبيب إلى ندم على هذا التفكير لأنه لا يستحق كلمة حبيب حقيقة لو نعلم الغيب لتمنيت الواقع غيبيات عاشت فيها ريحانة وأجبرت زيدان على المرور بها لو أنها أفشت تلك الغيبيات منذ بادئ الأمر كان تغير كل شئ إلى الأسوأ ولكن كيف تكشفها لرجل لا يربطها به أي احساس أو مشاعر تفكير جديد احتلها بعد التفكير في الألم الذي سببه قصي. تفكير الخۏف من تلك الحقودة شكران وتلاعبها بالأوراق أيضا خۏفها منه ومن إصراره الغريب على الارتباط بها بدافع الإنتقام وليس منها بل لها كيف لها لا تشعر بالخۏف من كل ذلك ظنت ظنونا حتى أصيب بمرض الظنون حينما تهيأ لها أنه متضامن معهم لإضاعتها بفك عذريتها وكتمان ڤضيحة قصي على يديه وأن كل ما بدر منه تجاه قصي كان تمثيلا. هي دائما تحلل كل الأشياء منذ لحظة ټهديدها ولا يمر حدث أمامها مرور الكرام حقا تلك العائلة حولتها إلى مريضة بداء الشك وهو لمريض انفصامي.
زيدان بالرغم كل الظلم الذي تعرض له من النساء أمثال غفران وشذى إلا أنه تعاطف معهم بالأخير فكرهه لهم كان من خلال كرهه لشكران بالنسبة لغفران
أنقذها من براثن زاهر وسيفعل كل ما بوسعه ليخلصها من براثن قصي أما شذى عندما علم منها أن الذي فعل بها ذلك هو مهندس الإنشاءات بعث ليأتي بيه ويركعه أمام خاطر ويعقد قرانها حتى لو يتم الانفصال بعدها بفترة ولكن رفض خاطر هذا الأمر خاصة بعد ما رأى سطوة زيدان عليه فقام بكتابة بمؤخر صداق لا يقدر عليه هذا المهندس إن طلقها إلا إذا طلبت الطلاق بنفسها وبالفعل تزوجت شذى وذهبت مع زوجها إلى منزله وطيلة الطريق لم ينطق ببنت شفه لها نظرت إلى المنزل وجدته جيدا يحمل أثاثا فاخرا فأغمضت عينيها تتذكر عندما طلب منها الزواج وتحججت هي بفقره.
نظرت إليه شذى بأسى قائلة يعني معاك فلوس أهو تشترى بيت وتجهزه من مجاميعه طب ليه معرفتنيش.
زفر بحنق لتلوي شفتيها بامتعاض قائلة اوعى تقولي انك كنت خاېف من زيدان لأن ساعتها أنت مكنتش بتشتغل عنده.
ألقى يسري بنفسه على الأريكة بتعب بعد ما حدث له من رجال زيدان ليمقتها پغضب قائلا الحمد لله ربنا رزقني ايه يا شذى هي في حاجة بتفضل على حالها ما أنت كمان روحتي اتجوزتي.
ثم اتكأ على ركبتيه قائلا باندهاش اللي مستغربه هو كان أخدك وعارف انك حامل
علمت أنه لا يعلم سر قصي ليكمل هو بحيرة قائلا ولا أخدك علشان ضامن انك بتخلفي ولا مكنش عايز عيل مش تبعه.
ثم استطرد باستهزاء قائلا عموما أنت غلطتي أساسا مين يرضى ياخد واحدة ابنها من راجل تاني.
تنهدت بتعب وزفرت بقلة حيلة قائلة أنت محسسني انك راجل بجد بس أناهريحك.
واستطردت پحقد قائلة اللي زي قصي كان عنده استعداد يرضى بأي حاجة علشان يتقال عليه راجل واتقال فعلا.
فغر فاه وتدلت شفتيه إلى الأسفل قائلا وأنت بقى اللي خلتيه راجل ولما بقى راجل استقوى عليكي يبقى مش راجل.
وتابع پغضب قائلا وبالنسبة بقى لعدم احساسك اني راجل فأنا راجل غصبن عنك.
كشفت شذى أمامه ما بها من چروح وزفرت بحنق قائلة أنت فعلا راجل يا يسري ومش معنى كده اني كويسة أنا ژبالة أوي أه لو يرجع الزمن.
عض على شفتيه بغيظ قائلا أنت قولتيها أنت ژبالة ووضيعة وكفايه انك فاكره مين فينا اللي بدأ وغرر بالتاني أنا كنت موظف غلبان على قد حالي.
أوقفته شذى بحنق قائلة خلاص يا يسري كفايه اللي حصل حصل شوف يا ابن الناس لو عايز تطلقني هبريك من كل حاجة وهطلب الطلاق بنفسي.
واستطردت برجاء قائلة بس مش دلوقتي.
فرك كفيه لا يعلم بما يجيبها ولكن الكلمات انبعث تلقائيا حيث قال مټخافيش أنا مليش نية أطلق دلوقتي. أنت لو مش خاېفة على سمعتك خصوصا بعد اللي حصل ليكي أنا اخاڤ.
ثم صدمها قائلا كفايه أهلي لما يعرفوا.
في البدايه سرت لاهتمامه ولكن سرعان ما التمعت الدموع بمقلتيها عندما حدثها عن أهله فردت قائلة أنا عاوزة أعرفهم إنك غلطت معايا قبل كده وكنت حامل بحفيدهم مش ده من حقهم برضه.
ثم استطردت باستهزاء قائلة على الأقل يعرفوا ابنهم على حقيقته .
انقض عليها ولوى ذراعها قائلا پغضب
مش خاېفة يعرفوا
متابعة القراءة