رواية كامله للكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


أول مرة إلي ذاك المكتب وسحر عيناها جذبه إليها 
كل حرف تتفوه به بالنسبة له شيء مختلف عن أي أنثي عرفها فهي أمامه كالجوهرة الثمينة التي لاينالها إلا من يستحقها 
تشام 
فريم في المجمل أمامه ټخطف أنظاره كل مرة يراها دون أن يشعر
أو هي تدري 
تحمحم بهدوء وتحدث
أولا تسلم ايدك علي التصميم الأخير بجد حاجة تشرف أوووي وده طبعا إللي متعودين عليه منك 

واستطرد حديثه بإبانة
ثانيا عايز حاجة تخرج من تحت ايدك برة إطار الدريسات .
ضيقت عيناها وأردفت باستفسار
متشكرة جدا بس حضرتك تقصد ايه مش فاهمه 
ابتسم بهدوء وأجابها
أنا عايز منك كذا تصميم لكوليكشن لبس مدارس إعدادي وثانوي 
حاجة كدة مختلفة عن إللي إحنا بنشوفة وطبعا الفكرة جديدة هتخرج الطلبة برة إطار المريلة المعروفة بتطورتها 
ها ايه رأيك هتقدري 
تحمست بشدة للفكرة وأجابته بموافقة دون تفكير
الله دي فكرة جميلة أوي وبجد هبقي مستمتعة وأنا بنفذها
واسترسلت وهي تنظر لعيناه بتلقائية لأول مرة 
عايزة أقولك يامستر
اني صممت لنفسي لبس الثانوي وماما أول ما شافت التصميمات أخدتني عند إللي بتفصل
عندها وعملتهم لي وكل إللي شافوني بيه سألوني عاملاه فين ووديتهم عند الست دي واتفقت معايا إن كل طالبة هجيبها لها هتديني عمولة عليها وأنا ساعتها كنت رافضة جدا لكن بابا ساعتها شجعني وقال لي ده تعبك وخدي عليه أجر وخاصة إني غيرت لها كذا تصميم .
كان ينظر إليها ومثبتا عيناه داخل نظرة عينيها بعمق ويستمع لها باهتمام ولأول مرة دقات قلبه تتمرد عليه ولا يعرف مالسبب لتلك الدقات 
ثم وجد لسانه يتفوه تلقائيا
علشان إنتي جميلة أوي لازم كل حاجة تطلع من تحت ايدك أجمل وأرق .
انقلب وجهها بعلامات الطيف من نظرته التي تحولت لأخري لا تفهمها ومن
حديثه الذي فاجأها به وأخفضت بصرها خجلا وهي تردد بخفوت
ربنا يخليك يامستر ومرسي علي المجاملة دي.
عندما رأي الخجل علي وجهها زادها جمالا علي جمالها اندهش لحاله من تركيزه معها بتلك الشدة 
تحمحم بهدوء وسألها 
مسألتنيش الفكرة دي جت لي منين 
رفعت رأسها ولكنها لم تنظر إليه وسألته 
أكيد حضرتك صاحب المؤسسة الكبيرة دي فلازم أفكارك تكون مختلفة .
أعجب بردها بشدة وتحدث بإبانة
شوفي يا ستي احنا لينا صفحة كبيرة على الانستجرام الصفحة دي طبعا موثقة تقريبا عليها ما يقرب من 5 مليون متابعه فلقينا الطلب على زي المدرسة شديد جدا 
وعلي عرض عليا الموضوع ان هو يجيب مصمم خاص بالفكرة دي لكن إنتي أول حد جه في بالي علشان عندي ثقة عمياء في ان اي حاجة هتطلع من تحت ايدك هتبقى رقيقة وكمان انتي بنت زيك زيهم هتقدري توصلي لعقول البنات دي وهتعاصري موجة
الموضة اللي ماشيه .
انتبهت لكل ماقاله وهتفت برجاء
طيب ممكن أشوف بعض من التعليقات دي علشان أقدر أفهم دماغهم أكتر .
هز رأسه بموافقة وأجابها وهو يتناول هاتفه 
طبعا مفيش مانع أنا هبعتلك لينك الانستجرام الخاص بيا لأن أكتر شغلي بنزله هناك 
واسترسل حديثه وهو يناولها الهاتف
اتفضلي ياستي أدي التعليقات علي البوست إللي عرضت فيه الفكرة .
مدت يدها تأخذ
منه الهاتف وإذا به يعلن عن اتصال أحدهم فتركته هي وهو في أن واحد وكاد أن يسقط الهاتف علي شاشته إلا أن يداهما الاثنين سحبته تلقائيا كي لا يقع وقامت من مكانها مستأذنة بخجل
عن إذنك
هروح مكتبي أحاول أشتغل علي الفكرة .
ولم تنتظر رده
وهرولت من أمامه وهي في قمة نهرها لنفسها داخليا عما حدث .البارت العشرون
جاء اليوم الذي انتظره رحيم بصبر طالت أيامه ولياليه اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبة ملاكه الجميل التي يعشقها ويتمناها برغبة شديدة 
صعد ذاك العاشق سيارته وهو في كامل أناقته الكلاسكية حيث كان يرتدي حلة باللون الأسود تليق عليه فكان حقا وسيما يخطف الأنظار وبجانبه تجلس ريم التي تنظر له بسعادة عارمة وهي تردد بمداعبة
الله الله ياعريس علي الشياكة والأناقة ولا ريحة البرفيوم ده انت هتجنن البنوتة وتخليها تدوب أكتر ومش هنعرف نلحقها بعد كدة .
ابتسم علي مداعبة أخته الصغيرة مرددا مداعبتها بخفة 
ومالوا ياريما عندها حق تدوب وتعشق ده أنا الدوك رحيم علي سن ورمح .
أنهي كلامه وهو يحرك رابطة عنقه بدعابة 
ابتسمت الأخري ورددت باستنكار مصطنع
يانهار أبيض علي الغرور إللي إنت فيه يبني من تواضع لله رفعه .
نظر إليها رافعا احدي حاجبيه مرددا بمرح 
الله بهزر ياريما حرام يعني ولا كله نكد نكد كدة .
أمائت علي ظهره بحب وأردفت بنبرة حنونة
هزر واضحك وحب وعيش حياتك ياحبيبي ربنا يسعدك يارب ويرزقك الراحة اللي في الكون كله.
تنهد بثقل حينما لمح نظرة الحزن بعينها وأردف ملبيا
اللهم آمين يارب العالمين وإياكم يارب 
واستطرد حديثه متسائلا
إلا قولي لي ياريم هو إنتي لو اتقدم لك حد توافقي 
ضمت عيناها بعبث وأجابته باستفسار مغلف بالتعجب 
اشمعنا سؤالك
ده يعني 
استوعب حيرتها وتحدث بإيضاح 
أقصد يعني إنتي لسة صغيرة ويعتبر مفرحتيش بجوازك وأنا مش حابب إني أشوف عمرك بيضيع كدة هباء .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة حزينة 
العمر
مش هيروح هباء ولا حاجة يارحيم كل فدا ولادي اللي علشانهم أفديهم بعمري وأهدي لهم أيامه .
رفع حاجبه وهتف باستنكار
وايه علاقة إنك تبدأي حياتك من جديد بولادك أنا مش فاهم 
واسترسل وهو يشير بيديه معترضا
دي نقرة ودي نقرة .
أدارت وجهها إليه وأجابته بإبانة
إزاي يعني هي نقرة واحدة
وانت مش واخد بالك أنا لايمكن أسيب ولادي وأعيش
وأبني حياتي مع حد تاني وأجيب لهم جوز أم 
وتابعت حديثها وهي تنهي ذاك الحوار
وبعدين ده وقت نتكلم فيه في الموضوع ده بذمتك !
إنت عريس ورايحين نتفق علي خطوبتك وكتب كتابك ياقلبي افرح ومتشغلش بالك بيا.
تنهد بحزن لأجلها وراعى شعورها المخټنق حينما فتح ذاك الموضوع وفضل السكوت لئلا يضغط عليها 
وعلي صعيد أخر في سيارة جميل حيث كان يتحدث مع فريدة مرددا بدعابة 
فيه واحدة رايحة تخطب لابنها وهي لسه صغيره كدة بالله اللي يشوفك يفتكرك أخت العريس مش والدته .
ابتسمت على دعابته التي يخصها بها دائما فهو محب بل عاشق لها ودوما يغازلها ويجعل روحها هائمة في سماء أخلاقه 
تنهدت بسعادة وأردفت بحب
لحد امتي هتفضل تشوفني حلوة وصغيرة ياجميل 
نظر إليها بحب نابع من عينيه وأجابها 
لحد علامات الشيب ماتسيبش حاجة من ملامحنا خالص وبردو مش هبطل أشوفك غير فريدة بنت العشرين اللي جمالها وجمال روحها يغطي علي الكل .
كان يجيبها بصدق نابع من قلبه ولكن المغزى من وراء لطفه معها كي ينعش مزاجها ويجعلها تدخل علي تلك اليتيمة مبتسمة 
بعد نصف ساعة استقلت السيارتان أسفل البناية وصعدوا إلي ذاك الطابق 
كانت مريم في أبهي استعدادها لحبيب الروح الذي وصل للتو وأخبرها بالتسجيل الصوتي كي يجعلها تستعد 
كانت تقف أمام المرآة تتفحص شكلها بتوتر بالغ وأثناء وقوفها شردت بحزن عميق حيث أنها كانت وحيدة
لا أم ولا أب ولا أخ يقف بجانبها في أهم يوم
بعمرها ولكن دعت الحزن وولته جانبا فكفاها أحزان طيلة العمر 
استمعت إلي وصولهم وفتحت لهم الباب بابتسامة بشوشة جعلتها كالحوريات من رقتها 
أشارت
اليهم بيديها للدلوف مرردة بترحيب 
أهلا وسهلا بيكم نورتي بيتي المتواضع.
تبادلوا السلامات جميعا وجلسوا في غرفة الاستقبال 
كانت فريدة تنظر إلي المكان بانبهار فنظافته ورائحته العطرة اخترقت أنفاسها كانت متعجبة كيف لمريم ومن أين أتت بتلك الشقة ذات الأساس العصري المنمق فالبطبع ثمنها غاليا ولكن نفضت التفكير عن رأسها حينما استمعت إلي جميل يردد 
شوفي يامريم يابنتي أنا جاي النهاردة مش مع رحيم كأب أطلب ايدك لااااا أنا جاي النهاردة وأنا في مقام والدك وهو يطلبني منك وأنا اللي أتشرط عليه 
واسترسل مبتسما بحنو
تمام يابنوتي القمر 
رعشة خفيفة اجتازت جسدها داخليا فكيف لذاك الخلوق أن يخطف روحها بحنانه البالغ وأقسمت بداخلها أنه أب لم تلده الأيام لها
وأردفت بنبرة خجولة 
شكرا ياعموا أنا والله مش عارفه أودي جمايل حضرتك دي كلها فين .
اتسع بؤبؤ عينيه وأردف بنبرة تحذيرية مصطنعة
بنت عيب في بنوتة تشكر باباها علي واجبه تجاهها متقوليش كدة تاني .
كان رحيم وريم وفريدة ينظران إليه بفخر لكون ذاك الرائع الذي لم يوجد أمثاله كثيرا أبا لهم وبالتحديد رحيم الذي ود أن يحتضنه ويقبله بنهم شديد لحنانه علي حبيبته 
وأردف بنبرة سعيده
أنا جاي النهاردة يابابا وحابب أطلب منك مريم علي سنة الله ورسوله .
أماء جميل برأسه مرددا بحكمة
وعندك استعداد تدفع مهر بنتنا الغالية
ولا لا 
ابتسم رحيم بعشق وأجابه وهو ينظر داخل عيناها بهيام 
ده إللي تطلبه
البرنسيسة مريم أفحت في الصخر علشان أجيبه لها لحد عندها وزيادة كمان .
أعجبه رد رحيم بشدة وتسائل بجدية
عندك استعداد تواجه أي صعوبات تقابلك علشان خاطر بنتي ولا هتقع وتتخلي عنها في نص الطريق 
تنهد رحيم بحب وأجابه بثقة
الطريق لو كله شوك همشيه معاها وأشيلها علي راسي وأتحمل ألمه ولا إنها تتوجع لحظة .
كانت دقات قلب تلك المريم تسبقها ويكاد الجميع أن يسمعها كانت تنظر إليه بعشق بالغ ولو كان الأمر متاحا لارتمت في ه وسكنت أمانها 
أشاد جميل بتنبيه 
خلي بالك مش هيحصل كويس لو زعلتها في يوم من الأيام أو جيت عليها أو عملت لها أي حاجة أو جرحت شعورها قولا أو فعلا ساعتها هقف صفها ومش هسمي عليك .
ابتسم رحيم بخفة وأردف بدعابة 
مين إللي يعمل كدة ده أنا غلباااان .
ابتسم الجميع علي دعابته وهتف جميل ناهيا استجوابه بأخر 
طيب خطوة الخطوبة وكتب الكتاب بالنسبة لي ميثاق مفيش رجوع فيه انت واثق من نفسك ومن اختيارك وانك مش هيجي يوم وټندم .
شبك كلتا يداه وتحدث وهو قاصدا النظر داخل عيناها مرددا بعشق 
أندم !
وتابع وهو ينظر لها بعشق
لو الزمن رجع بيا
ألف عمر لاختارتها في الألف ألفا 
ولفتحت لها بابا ثانيا من أبواب قلبي
وعززته بثالث واجلستها ف ثنايا القلب ثانيا فعسى المقام بالمقيم يليق فمرحبا بها أولا وثانيا وعمرا وأخيرا فلا الخصام طبعنا ولا الفراق طريقنا .
كانوا ينظرون إليه بعيون منبهرة من عشقه اللامتناهي لتلك اليتيمة وكأن الله وضعها في طريقها كي يعوضها حنان الأم فكفاها بحنانه
وعوضها به أبا كانت الكلمات والنظرات الممتنة
له لاتكفيه علي حديثه الذي أثلج صدرها وجعلها تهواه كثيرا 
وحدثته عيناها بهيام 
كيف لك أن تسحبني لعالمك بتلك الدرجة من العشق لك رحيمي 
أنا ذائبة عاشقه متيمة وأكاد من فرط الجمال أذوب 
لاعبارات الشكر تكفيك ولا قصائد الحب ترثيك ولا حكايات الغرام الذي عشت أقرأها وأسمعها تمثل ذرة واحدة من حبك ومن حنانك الذي رطب قلبي وجعله يجوب في هيامك .
أما هو كانت عيونه في حضرتها لاتري غيرها وكانت أنفاسه تتلهف للقرب منها ولكن حدث نفسه
مهلا ياأنا مهلا ياقلبي اهدأ وانتظر فالصبر أخره جبر لاتتعجل 
فأنا في انتظارك حبيبتي حتي نلتقي وللقاء لذة أعدك بأن مذاقها سيجعلكي تحلقين في سماء الهيام والغرام فلنتمهل 
ولكن عدي حالك لأجل ذاك اللقاء الذي حتما سيكن حربا بين عاشقان فرقهما الزمان
 

تم نسخ الرابط