بقلم شيماء سعيد
المحتويات
اخرتها أقعد بس أرتاح أنت شكلك تعبان و مش قادر تاخد نفسك يا قلب أمك...
لم ينظر إليها مشيرا لها بالابتعاد عنه قائلا پغضب
روحي اقعدي مكانك يا حاجة أنا اعصابي على أخرها مش عايز أعمل حاجة أندم عليها...
عادت أم كارم إلى مكانها تعلم أن إبنها على حافة غضبه وضعت رأسها بين كفيها تدعو الله أن يمر هذا الموقف مرور الكرام بعد ساعة أتت نجوى و هنا كانت الکاړثة العظمى بملابسها التي ليس لها أي علاقة بالحجاب الموضوع فوق رأسها...
عند تلك النقطة انقض عليها مثل الأسد بصڤعة سقط وجهها على إثرها صارخا
كنتي فين يا بت الكلب بالهدوم دي انطقي قبل ما روحك تخرج في أيدي...
ابعد عني يا كارم بالله عليك أنا معملتش حاجة كنت عند أختي..
نزل إلى مستواها جاذبا لها من خصلاتها قائلا بصوت فحيحي
و حياة أمك و لما أنتي كنتي عند أختك قولتي رايحة تجيبي الغدا ليه و من امتا بتخرجي من البيت من غير النطع جوزك ما يعرف طالعة الشارع بهدوم النوم.....
أبعد والدته عن طريقه جاذبا نجوى من ملابسها لغرفة النوم قائلا قبل أن يغلق الباب عليهما
مش عايز مخلوق يدخل جوا...
ألقى بها على الفراش و عينيه تفيض بالنيران قائلا
انطقي يا روح أمك...
كنت عند أختي و الله العظيم صدقني أنا مش بكذب و هدومي باظت لبست حاجة من عندها يا كارم... أنا نجوى حبيبتك معقول أهون عليك بالشكل ده...
رغم قوله أنه لا يريد أحد بالداخل إلا أن السيدة أم كارم فتحت الباب على حديث نجوى قائلة هي الأخرى
أيوة يا ابني مراتك كانت خارجة بعباية...
الو يا إحسان هي نجوى خرجت من عندك و الا لسة...
شعرت نجوى بالارتياح مع سماع صوت شقيقتها
أيوة.. مشيت من شوية في حاجة و الا إيه يا كارم يا اخويا...
ألقى عليها نظرة أخيرة كلها شك قبل أن يترك لها المنزل بالكامل لتقول هي بهمس.
شيماء سعيد
هل هي الآن بالفعل أصبحت تحمل اسم فاروق المسيري أم هذا مجرد وهم تعيش بداخله!.. رحل المأذون و معه الشهود و الوكيل الخاص بها لتبقي معه وحيدة..
لم تكن تلك المرة الأولى التي تبقي أزهار مع فاروق بمفردهما إلا أن تلك المرة لها إحساس خاص ربما رائع يحرك المشاعر و ربما مريب لسبب مجهول.
تركته يأخذها من يدها مثل الطفلة الصغيرة إلى جناحه و مع إغلاق الباب عليهما.... أخذ نفسه براحة
و كأنه حقق انتصار عظيم بحرب بها حياته أو مۏته..
اثبت مكانك يا ابن المسيري أحسن لك أنا ممكن أخليك تقابل وجه رب كريم..
إحنا في بنا إتفاق مش قولت حماية ليا من فوزي يبقى احترم نفسك السايحة دي و ابعد عني يا ابن الناس أنا خاېفة عليك من رد فعلي ده على چثتي إنك تقرب مني...
شعرت بدقات قلبه تتعالى مع كل كلمة تخرج منها و التصميم واضح بعينه مثل الشمس بدأ الخۏف يدلف إلى قلبها رويدا رويدا مع جملته الحاسمة
أنا عرضت عليكي الجواز أكتر من مرة قبل ما فوزي يعرفك أصلا و بعدين ده على چثتي إن الليلة دي تعدي على خير بقولك إيه أنا على آخري منك..
شكلك فاكر إني عيلة في إعدادي عاملة شعري قطتين لا صحصح ده أنا ممكن انشرك هنا مستحيل تاخد مني حاجة ڠصب يا فاروق...
غمز لها قائلا بعبث
مين جاب سيرة الڠصب دلوقتي كله على مزاجك يا شوكلاته دي عينك هتطلع عليا من اليوم المكسرات اطلعي من دول يا بت...
اتسعت عينيها بذهول مردفة بدفاع عن نفسها
انت بتقول إيه يا قليل الأدب يا ساڤل أنت! أنت عايز تدبسني في مصېبة يا جدع إيه البلاوي دي يا عالم...
سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما ټغرق في الشوكولاته...
شيماء سعيد
الفصل الخامس عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
على كورنيش النيل الهاديء كانت تقف فتون بجوار عابد و تحمل بين يديها كوب من حمص الشام اللذيذ مكان مخصص للعشاق به الكثير و الكثير من قصص الحب منها من استمرت و منها من إنتهت هنا بنفس المكان كما بدأت..
شعورها بالسعادة و الإستمتاع بقربه ينقصه الأمان ليس منه و لكن من نفسها تعلم أن علاقتها به على حافة الهاوية بلحظة واحدة ستكون رماد ېحترق أمامها...
ابتلعت ما بفمها قائلة بتوتر
بلاش تعمل كدة تاني الناس بتبص علينا...
أخذ القليل من كوبه ثم وضعه بداخل فمها عنوة و هو يردف بلا مبالاة
مفيش حد له عندنا حاجة حبيبتي و بتاكل من أيدي سيبك من الناس و خلينا مع بعض أحسن...
اتسعت إبتسامتها على كلمة حبيبتي الرائعة من بين شفتيه الرجولية ثم عادت خطوة للخلف متصنعة الحدة قائلة
لا طبعا احنا لازم نحترم وجود اللي حولينا و بعدين يا سيدي لما
نبقى نتجوز هاكل كل حاجة من ايدك زي ما أنت هتاكل كل حاجة برضو من أيدي...
أخذ المعلقة من موضع طعامها يأكل هو منها متذوق نعيم بالفعل يرسمه بخياله لطالما رآها أو وصل إليه صوتها الناعم أغلق عينيه لدقيقة مستمتعا ثم أردف
جنة..أنتي جنة نفسي أقرب منها تعرفي يا فريدة بحب شخصيتك و هدوءك بسيطة في كل حاجة مش زي أختك بحسها بتاعت مشاكل حتى جليلة مش شبهك أنتي فعلا إسم على مسمى فريدة من نوعك..
لماذا دائما يضغط على تلك النقطة لديها بكل بساطة! أهو أحب شخصيتها التي أخذت إسم شقيقتها للهروب منها! تصنعت الإبتسامة قائلة بهدوء تحاول تغيير الموضوع
تعرف إني عرضت العمل بتاعي على دار نشر كبيرة و قبلته فعلا..
ظهرت معالم السعادة على وجهه مردفا بحماس
بجد يا فريدة ده أحلى خبر في الدنيا أنتي تستحقي النجاح و يلا يا ستي مش خسارة فيكي أول نسخة هشتريها عشان يبقى معايا من ريحتك...
أومأت إليه قائلة هي الأخرى بحماس
بجد يا عابد أنت مبسوط طيب اشتري خمسين نسخة و الا حاجة.. واحدة ايه بس بلاش بخل..
حدق بها لحظات مذهول من ردها ثم اڼفجر بالضحك دارت بعينيها بالمكان بخجل تحول إلى ڠضب من نظرات الفتيات إليه و إلى وسامته..
أسكت بقى بلاش فضايح أقفل بوقك و الا فرحان بنظرات البنات ليك يا محترم!
توقف عن الضحك لأول مرة يشعر بغيرتها الواضح عليها أبتسم إليها بهيام مردفا
إيه ده أنتي غيرانة يا روح قلبي!
حمقاء و تستحق القټل ماذا فعلت بنفسها ها هي تقف أمامه بخجل شديد لا تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه حمحمت قائلة بتقطع
ط طبعا مهو أنا معايا سيد الرجالة و لازم أغير عليه أكتر من روحي...
لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و ډم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا...
شيماء سعيد
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه جلست على مكتبها الخاص وسط زملائها صامتة فقط تشاهد ما يحدث أمامها..
حياتها تنتهي أمامها و هي عاجزة عن توقف الزمن أو حتى العودة به للخلف تشعر و كأن الجميع يعرف ما حدث معها نظراته تشكل لها حالة من الرهبة..
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج... فريدة أصبحت عاړية بشهر ديسمبر أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها...
صوت السكرتير الخاص بفارس أتى إليها بإحترام قائلا
آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه...
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض...
ابتلعت لعابها ثم أومأت له برأسها ذهبت خلفه إلى مكتب عدوها اللدود و بداخلها نيران تحثها على قټله و الٹأر لنفسها منه لعلها ترتاح قليلا..
توترت من مظهره هذا و منعت قدميها من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة ابتسم لها بحبور مشيرا إليها بالجلوس قائلا
أقعدي يا فريدة..
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء
إنتي حرة النهاردة طبعا
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة
حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
ابتسم بخبث قائلا
برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة
لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم..
أومأ إليها قائلا
طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية
أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر
يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الڠضب
يا ريت ندخل في الموضوع و نخلص بقى يا فندم...
غمز لها بمكر مردفا
ده أنتي عيون الأفندم احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول...
سألته بهدوء
طيب و العقد بتاعي!
مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت...
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه...
شيماء سعيد
بمنزل فارس المهدي...
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع وجدت
متابعة القراءة