بقلم اسماعيل موسي-2
المحتويات
فوق الصخور سقف يحمى من الرياح والمطر
اول حاجه هتتعلميها يا فانتونه التأمل هتقعدى ساكته صامته تتأملى الطبيعه خلق الله
لازم تسمحى للجمال يدخل جواكى وتشعرى بيه
فانتونه حاضر
مرت ايام اردين يحضر الطعام وفانتونه قاعده زى ما طلب منها اردين
باليل بالنهار لكل وقت من نهار الله وليله مكان من الجمال
الأمر كان ممل بالنسبه لفانتونه انها تقعد بصمت من غير كلام مغمضه العينين تسمح لعناصر الطبيعه ان تتخللها
اردين يتابع بصمت بصبر فانتونه الصامته
شعرت فانتونه بعد مضى الاسبوع الثانى ان الطبيعه تعاندها وانها ان تشعر بأى شيء يتخللها
كأنها تغنى داخلها
رأت نسر يحلق فى السماء اغمضت عينيها وتمكنت من التحليق معه
حلق النسر لبعيد ووجدت نفسها فى عينيه تنظر للغابه
استطاعت ان ترى كل شىء يراه النسر وتسمع صوت رفرفرة جناحيه
وعندما حط النسر على الأرض شعرت فانتونه بالتراب أسفل منها رغم أنها داخل الجبل بين الصخور
تورد خدى فانتونه كان وجهها يشبه لوحه مزركشه من الاوان الصفراء والبرتقاليه
عندما فتحت فانتونه عينيها رأت اردين جالس جوارها
ضحك اردين عليها انا متأكد انك لم تذهبى لهذا المكان ابدا
فانتونه بتحدى انا متأكده
اردين مستحيل يا صغيره
فانتونه اتبعنى من فضلك
قطعت فانتونه الغابه واردين يتبعها سارت مسافه كبيره حتى وصلت المكان الذى كانت تعنيه
انظر سيد اردين هذا المكان إلى كنت بتكلم عنه
تعجب اردين انتى عرفتى الماكن ده ازاى
فانتونه سمحت للطبيعه ان تتخللنى انا صديقه للطيور سيد أردين الان
والان ساعدنى
اردين ساعدك ازاى
فانتونه فيه عش فوق الشجره فيه حماتين صغيرين أطفال
لكن للأسف ماټو هما پيصرخو دلوقتى لازم نساعدهم
القصه بقلم اسماعيل موسى
تسلق اردين الشجره ووجد العش كما أخبرته فانتونه
نزل اردين مصعوق
فانتونه قوليلى عملتى كده ازاى
انا حاولت اوصل للمرحله دى لكن فشلت
فانتونه بضحك هبقى اعلمك
لم تكتفى فانتونه بهذا القدر كانت مستقبل بكر
زادت قواها الانطباعية وتوحدت مع الطبيعهفى مطلع الشهر الثالث سمعت فانتونه صوت النهر إلى بيبعد تلت أميال عن المسكن
ايقظت اردين الناعس وقالت بعيون مغمضه النهر يتحدث لى
النهر يعرف كل شىء
كانت تجليات فانتونه جميله حد الأرعاب يقولون اذا جلست وسط الغابه مغمض العينين لمدة طويله يوم او يومين فأنك تستمع لكل أصوات الغابه ليس صرير الصرصور ونقيق الصفادع وزمجرة الرياح وأصوات الحيوانات وخرير المياه
ودقات المطر وحفيف الأشجار بل أعمق من ذلك هناك أشياء لا يمكن رؤيتها بالعين ليس معنى انك تمتلك عينين انك
مبصر ان كل أصوات الغابه تصبح فى داخل رأسك حتى اخفت الهمسات فانتونه كانت تجلس بالساعات مطرقه انها لا تشعر بالممل الان بل بجمال الطبيعه التى خلقها الله لقد فتحت فانتونه قلبها وروحها لجمال الله الذى اسكنه مخلوقاته فأستقر داخلها
ولم يكن مستغرب ان يسمعها اردين تبكى بحړق منتصف الليل متألمه لچرح حيوان او عذاب طائر يغدو على رزقه
لقد أصبح جسدها نحيل كان عذاب كل مخلوق يعيش فى الغابه عڈابها وعندما تضحك فانتونه يعلم اردين ان هناك امر جيد قد حدس
اردين باب يفهمها ويحسدها لقد تفوقت التلميذه على الاستاذ
لطالما تمنى اردين ان يصبح مثلها
منذ صغره كان يخرج لأماكن بعيده منعزله ويراقب ويستمع للطبيعه لكنه على حال يسمع كل ذلك من خلال فانتونه
فى صبيحية يوم مشمس فتح اردين عنيه ووجد فانتونه تقف تحت أشعة الشمس القاسيه
ظنها تلعب لكن فانتونه ظلت واقفه ساعه ساعتين ثلاثه حتى تصلبت اقدمها
كان جسدها ېصرخ من الۏجع اغلقت فانتونه عنيها وسمحت للألم ان يصعقها
فى الرمق الاخير من النهار اختفى الألم توحدت فانتونه مع الطبيعه
لقد ظن اردين انه سيفقدها
لكن فانتونه عادت بحماس للكهف جو أثر للتعب
اردين كان مهتم بنظافة الكوخ واعداد الطعام كان مهتم بفانتونه ويحرص ان لا ينقصها شىء
فى مساء تلك الليله بعد نوم اردين سكنت فانتوته تحت النجوم المتلالئه لقد ذهبت بروحها للشاطئء حيث يقبع هر مېت سكنت داخله وماټت معه نهش جسدها الضباع والطيور
تفسخ جسدها وتعفن تحلل إلى التربه أصبحت لا شىء
كان تشعر بكل ده من مكانها حتى انها شعرت حقيقه انها مېته
سافرت فانتونه مئات الأميال عاشت داخل الصخر والحيوان كان تقضى ايام ربما طالت متوحده مع ذاتها الفناء من أجل الذات
وبعد أكثر من بضعة شهور اطلت فانتونه على اردين بفكره جديده
قالت إنها لن تأكل ولن تشرب تريد أن تتعلم انكار الذات مثل النساك والزهاد
ولان اردين يعرف ان فانتونه تعشق الاكل والطعام الفاكهه المسكره كان متأكد انها تمزح
قرفص على الأرض وجعل يضحك بصوت مرتفع
انظرى لحالك قديستى الصغيره انت تأكلين فى اليوم عدة مرات أكثر من الدجاج ذاته
لكن فانتونه لم تبالى بكلامه وشعر اردين انها جاده عندما وجد طعام الإفطار متروك مكانه
القصه بقلم اسماعيل موسى
بس اردين قال وقت الغداء ستركض على الكهف
ومر
متابعة القراءة