كسرت لعبها وحاجياتها.
مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن وسألناها لماذا تحفظين القرآن
قالت علمت بان الله يحب القرآن فأردت أن أقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه وكانت كثيرة الصلاة وقوفا وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها فسألتها عن ذلك فقالت سمعت إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول جعلت قرة عيني في الصلاة فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين
وحان يوم رحيلها وأشرق بالأنوار وجههاووامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة وأخذت تقرأ سورة يس التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة قل هو الله أحد ثم آية الكرسي ثم قالت الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين حمدا كثيرا أبدا واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة
ثم قالت تنح يا والدي قليلا فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا. علق أمين يا رب العالمين.