رواية مكتمله بقلم ديانا ماريا ج3

موقع أيام نيوز

عليه مساحيق التجميل بإتقان.
أزاحت وشاح السچن عن رأسها وهي ترفع يدها لخصلات شعرها الذي وقارنته بخصلات سارت اللامعة بينما شعرها هي قصير ومقصف وقد بهت لونه.
فجأة اڼفجرت دموعها على وجهها واڼهارت على الأرض وهي تبكي شهقاتها ترتفع پألم التمت حولها بقية النساء وقد فزعوا من بكائها العالي حاولوا تهدئتها ومعرفة سبب بكائها دون فائدة حتى ساعدوها وأسندوها حتى تنهض وتتمدد على سريرها.
تمددت هديل على جانبها وبقيت تبكي حتى نامت مرت عليها بضعة أيام كانت خلالها مكتئبة للغاية وقد رفضت تناول الطعام إلا القليل منه وحتى رفضت مقابلة حسام مما أثار استغرابه وقلقه لقد كانت سارة محقة إن حسام يستحق فتاة مميزة للغاية وليس فتاة مشوهة من الداخل والخارج مثلها ورغم معرفتها الحتمية بذلك فهذا لم يمنع عنها الألم أبدا.
في يوم تم استدعائها وقد أخبرتها الحارسة أن مدير السچن يريدها لأمر ضروري.
تعجبت هديل وسارت رفقتها بخليط من القلق والأمل هل يمكن أن يكون هناك حد جديد بشأن قضيتها
دلفت إلى الغرفة وعيناها تركزان على المدير الذي يجلس على مكتبه ولم تنتبه لأي من الحاضرين الذي يجلسون على أريكة أمامه.
لاحظت عيناه المبتسمتان فالتفتت لتتسع عيونها بشدة من الصدمة كان والدها يجلس هناك بجانبه رجل يرتدي حلة يظهر منها أنه مأذون شرعي وبجانبه حسام يرتدي بدلة أنيقة ويحدق إليها بابتسامة ساحرة عيناه تتألق بالحماس والتوق.
ظلت تحدق لذلك المنظر فاغرة فاهها وهب تستوعب ما يحدث.
نهض حسام وقال بعاطفة عميقة هديل أنا عارف أنه ممكن ميكونش الوقت مناسب أبدا بس أنا استنيت سنين طويلة ومقدرتش استنى أكتر من كدة أنا نفسي تبقي مراتي النهاردة قبل بكرة نفسي أقدر اواسيكي وأقف جنبك بدون أي حواجز بيننا أنا حبيت أعملهالك مفاجأة وجهزت كل الأمور اللازمة تقبلي تتجوزيني
تطلعت إليه مشدوهة ولكل ما حولها ما حولها مخطۏفة الأنفاس حينها سيطر عليها تفكير واحد فقط وردت باندفاع ودون أن تشعر لا.
الجزء 12
اتسعت عيون الجميع من الصدمة وحدق إليها حسام بنظرة ألم وخيبة الأمل ترتسم على وجهه مما ذكرها بما حدث منذ ست سنوات مضت حين كان ينظر لها بنفس العڈاب وخيبة الأمل التي فطرت قلبها فقالت بارتباك ق..قصدي ا.. أنا مم....
وفجأة ولأنها شعرت أنها عاجزة عن إبداء ردة فعل طبيعية أجهشت بالبكاء وهي تخبئ وجهها بين يديها.
لم تشعر بخروج الجميع بهدوء من الغرفة حتى وقوف والدها للحظة ورائها يحدق إليها بحسرة قبل أن يخرج هو أيضا أحست بيدان تبعدان يديها عن وجهها لتجد حسام أمامها يحدق إليها بنظرات عطف متفهمة مما زاد من شعورها بالذنب وانهمار دموعها أخذها من يدها وأجلسها أمامه على الأريكة.
كانت تحدق للاسفل لا تجرؤ على مواجهته حين قال بصوت حنون لم يستطع إخفاء التوتر فيه ممكن أعرف قولتي لا ليه أنا عارف أنه الوقت مش مناسب بس أنا نفسي أبقى جنبك بدون حواجز بيننا.
رفعت عيونها إليه وارتعش فمها قائلة بنبرة تضج قهرا حسام المشكلة لا في الوقت ولا المكان أبدا حتى لو الوقت اتغير أنا مش هقدر اتجوزك.
تغضن جبينه ألما فأسرعت تبعد عنه الشك ده مش بسببك أنا مقدرش اظلمك معايا.
عقد حاجبيه هادرا بعصبية يعني تظلميني معاك
نظر حوله پجنون من الحيرة وتطلع إليها بشك قائلا بصوت متردد يحس بشيء هائل يسد حلقه أنت مش عايزاني مش بتحبيني دي الحالة الوحيدة اللي أقدر أتفهم فيها رفضك.
حدقت إليه بعيون حمراء من البكاء وردت بصوت متحشرج حسام أنا لما خسرتك كان كدة خلاص خسړت كل حاجة ومبقاش فارق معايا حاجة في الدنيا.
كاد يشد شعره من الغيظ وأجاب بنفاذ صبر أمال ليه ليه بترفضي نكون لبعض بعد ما أخيرا قدرنا
أفلتت دمعتان من عيونها وهي تجيب پألم وعيونها تحدق فيه بعذاب حسام أنت مش شايف الفرق بيننا أنا واحدة مسكونة وحتى لو كنت بريئة هيفضل اللقب ده ملازمني طول عمري وأنت محامي ناجح ومشهور تستاهل واخد أحسن مني بكتير وكنت متجوزة قبلك جوايا چروح نفسية كتيرة تمنعني أقدم لك الحب اللي أنت تستحقه ده غير...
ترددت وتسارعت أنفاسها قبل أن تهمس بصوت أجوف من القهر أنا مبخلفش.
سيطرت الصدمة على حسام للحظات قبل أن يهز رأسه ثم يمسك بيديه بقوة قائلا بصوت متخم بالعاطفة هديل أنا ميهمنيش كل الكلام اللي قولتيه ده كل اللي أعرفه أني بحبك وبحبك أنت وبس مقدرتش أحب حد غيرك طول السنين دي كلها حاولت كتير أنساكي ومعرفتش أنا لما شوفتك قدامي عيني معاه يوم حسيت إني حد مد أيده وخد قلبي من مكانه ومش هتكسف أقولك أني قضيت بعدها كل يوم بعيط من القهر والۏجع والعجز اللي كنت فيه لحد ما قررت أقف على رجلي وأركز في الشغل وبس لحد ما ربنا وفقني وبقى ليا اسم بس كل ده مقدرش يخرجك من بالي أبدا حاولت كتير أتخطاكي بس قلبي مرضاش يسيبك أبدا.
كانت هديل ترتجف من وقع كلماته على قلبها بينما أردف حسام برجاء مشبوب بالحب صدقيني أنا بحبك ومش فارق معايا كل اللي قولتيه أنا عايزك أنت وبس وبالنسبة لموضوع الخلفة دي حاجة بتاعت ربنا لو ربنا أراد نخلف هنخلف ولو الموضوع مضايقك نقدر نكفل طفل يتيم.
همست هديل بصوت مثقل من اليأس وليه تعمل كل ده أنت تقدر تتجوز بنت كويسة وتخلف منها أنت تستاهل واحدة أحسن مني.
ابتسم حسام ابتسامة حلوة وهو فيه أحسن منك
أفلتت ابتسامة صغيرة منها برغم كل ذلك البؤس الذي يرتسم على وجهها فحثها مرة أخرى بابتسامة ها انادي على المأذون أنا نفسي أقف جنبك بصفة شرعية نفسي يبقى ليا الحق احضنك يبقى حقي أشوفك وأمسك إيدك الشوق غلب روحي فمتغلبنيش أنت كمان أنا عايش الوحدة بقالي سنين تعالي نوري حياتي بوجودك.
تساءلت كيف يمكن أن تنير حياتها وهي مجرد شمعة محترقة
في النهاية لم تتمكن أن تقول لا بصوت عالي رغم كل مخاوفها وعقدها لم تتمكن من أن تكسر فرحته عندما أومأت برأسها بالموافقة فانتشرت ابتسامة سعادة على وجهه وقد عاد الجميع للداخل وبدأ المأذون بعقد القران كانت تتطلع إليه إلى الابتسامة الفرحة على وجهه وتعابير وجهه وقد كان لا يخفي سعادته أبدا بقيت فقط شاردة به حتى أفاقت على صوت المأذون وهو يقرب إليها الدفتر لتوقع بعدما وقع حسام بكل سهولة.
تطلعت إليه برهبة كبيرة وقد سبق لها هذا المشهد سابقا في جو من الخۏف والبكاء والآن يعاد مجددا ووجدت شيء من البهجة يزهر داخلها رغم كل الظروف أمسكت بالقلم بيد مرتعشة ووقعت أخيرا.
ختم المأذون حديثه بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. وكم كانت تلك الجملة وقعها حلوا على قلب حسام وقلبها.
بالكاد انتبه حسام لتلك المباركات التي تأتيه من جانب مدير السچن والشهود لأنه كان يتطلع لهديل بعيون تتحدث بالكثير كثير من الشوق والمعاناة غير المنطوقة عندما نهض واقترب منها وضمھا إلى أحضانه بشدة كأنه أراد أن يدخلها بين أضلعه.
انسحب الجميع بهدوء تاركين لهم
تم نسخ الرابط