بقلم امل حماده الجزء الثاني
كلفه الثمن ...
.......اذكروا الله ........
مرت أيام ....
وعاشوا البنتين في منزل في المنصوره ...في حين وجدت ريم عملا في احدي المحلات التجارية .....
كانت تشعر بالتعب كلما تعمل ...وذلك لانها في الشهور الأخيرة من حملها .....ولكن ليس أمامها شئ اخر ....
تجلس تفكر مع نفسها في حالها فيما بعد ...وكيف سيكون مصيرها هي وطفلها ...وهل حقا سيجدها شريف ....تشوشت افكارها ....وضعت يدها علي رأسها تحاول ان تنسي ....ولكن اي شئ سينسي ....
وعندما علمت شقيقتها انها في المستشفي ...ذهبت ورائها علي الفور ....
كان امر ليس يسير عليها ....وذلك لانها مريضه بالقلب ......
ظلت ثلاث ساعات في العمليات .......شقيقتها قلقه عليها بشكل غير طبيعي ....تنتظر اي طبيب يطمئنها ....
-الحمدلله ولدت ....بس هي تعبانه شويه .....لازم تفضل تحت رعايه مش هتخرج دلوقتي ....
بكت ندي ....لشعورها في تلك اللحظه بأن لا احد معهم ...لا اب ولا ام ولا عم ولا خال ....قائله
-الله يرحمكم ....كانوا نفسوا تكونوا عايشين ماتسبوناش لوحدنا .....
.....صلوا علي النبي ......
في مكتب شريف كان يفكر في ريم ...لم تغب عن باله ....هذا مايهون عليه ...ولكنه يبعث رجالته لكي يبحثون عنها في كل مكان ...ولم يجدوا لها اثر ....
-اي يامعلم مالك كده
شريف
-حاسس ان مش عايش ....تعبت من كتر مابدور عليها ..معنديش مانع ادور عليها العمر كله ....بس ابقي عارف ان هلاقيها ...
مختار
-يابختها اللي قلبت كيانك دي ....بس ماتيأسش وانت هتلاقيها صدقني ......
شريف
-يارب ....انا هقوم اروح لان حاسس ان تعبان ...
نهض شريف من مجلسه وتوجه الي سيارته .....
جلس في غرفته يفكر ....ماذا سيفعل ...هل حقا ضاعت منه .....حتي نهض من مجلسه ودلف الي الغرفه التي كانت تقيم بها ....قائلا بعذاب
-وحشتيني ....وحشتيني اوي ياريم ..ارجعي عشان اشوفك ...كنت اقوي خلق الله دلوقتي بقيت ضعيف ....عملتي فيا اي بس ....
استيقظت ريم في المشفي ....وهي تنطق اسمه
-شريف ...شريف ...
أتت الممرضة قائله
-حمدالله علي سلامتك ...
ريم
-انا فين
الممرضه
-انت في المستشفي ....جالك بنوته زي القمر ....
ريم بلهفه
-عاوزه اشوفها ......
الممرضه
-حاضر ....ارتاحي وانا هجبهالك من الحصانه ...
دلفت ندي الي الغرفه ....قائله وهي تقبل رأس اختها
-حمدالله علي سلامتك ياحبيبتي ....
-الله يسلمك ياندي ....
ندي
-انا اسفه ياريم علي أسلوبي معاكي طول الفترة اللي فاتت ....
ريم
-انا عمري مازعلت منك ...لان ملناش غير بعض ....
سقطت دموع ريم فجأه .....
ندي
-مالك ياريم
ريم
-وحشني اوي ياندي ....نفسي اشوفه ....
ندي
-انت بتحبيه اوي كده ....بعد اللي عمله ....
ريم
-مش قادره أكرهه ...حبه بقي في دمي ....انا بحبه ...بحبه اوي ...
عانقتها ندي .....وهي تفكر في حل .....
.......صلوا علي النبي .......
بعد مرور عدة أيام ...
ركبت ندي قطر القاهرة ...وحينما وصلت ذهبت اتصلت برجل من رجال شريف ...لكي يأتي ويأخذها الي شريف ...وبالفعل اتي وتوجهت معه ....
في حين كان شريف في شركته ....
طلبت ندي مقابلته ....وبالفعل دلفت الي مكتبه ...
لم يصدق شريف عينيه ....فاسرع نحو ندي ...يمسكها من كتفيها
-ندي ...إنتوا فين ...ريم فين ...ريم كويسه
شعرت ندي بلهفة شريف ...حقا لم تعد تفهم شئ ...
ندي
-احنا كويسين ....انا جايالك عشان كده ...
شريف
-تعالي اقعدي....قوليلي ياندي فين ريم ...
ندي
-ريم بتحبك اوي ياشريف بيه ....احنا عايشين في المنصورة ....وريم ولدت بنت ....
اغمض شريف عينيه ...وتعالت انفاسه عند سماع حديث ندي ...قائلا
-ريم ولدت ....اي اللي خلاها تسبني ..داانا بمۏت كل دقيقه بدور عليها في كل حته ...
ندي
-ماهي كان لازم تمشي ...لما عرفت انك متجوز ....والدتك قالتلها كده وادتها فلوس وريم رفضت تأخذها ...لانها بتحبك ...
حدق شريف بعينيه
-متجوز وأمي ...اي الكلام دا ....
ندي
-تعالي نروح لريم ...وبعدين هفهمك كل حاجه في الطريق ...
سافروا الي المنصوره ....وذهبت ندي ومعها شريف الي المحل التي تعمل به ريم ....
كانت تتابع عملها وهي حامله طفلتها ....
نظر شريف لها .....وهي تعمل وأيضا تحمل الطفله ....
فنظرت ريم قائله
-تحت امر...
وتوقف لسانها علي الحديث فور رؤيته ...
يتبع .........
...........................................
الفصل الحادي عشر والأخير من نوفيلا "عشقتها ولم أدري"
حينما رأته ....توقف لسانها علي الحديث فورا ....فاقترب منه خطوه خطوه ...حتي همت من مجلسها وكادت طفلتها ان تسقط من بين ذراعيه اثر رؤيته ...ولكنه لحقها وحملها بين أكتافه ...ينظر اليها والدموع تفر من عينيه ....ليري طفلته الجميلة التي كانت ضحېة بينهم .....لتأتي ندي وتأخذ الطفله من شريف عندما رأته يبكي ...وقررت ان تتركهم بمفردهم .....وتتوجه الي الخارج .....
أعاد شريف النظر الي ريم ...التي كانت ترتعش من الخۏف ...جسدها يرتجف حقا .....
لم يستطع شريف ان يبدو طبيعيا ....حتي صفعها صفعه قوية .....
بكت ريم وهي واضعه يدها علي وجهها ....فانح
شريف بصرامه
-قومي ....
لم تجيب ريم عليه بل اكتفت بالبكاء ..فازداد غضبه اكثر ...وجذبها بقوة من يديها ....متوجهين الي السيارة .....واجلسهم بالقوه ...ومعها ندي
بينما جلس في الكرسي الأمامي بجانب السواق ...كان طوال الطريق ينظر لها وبداخله ڼار تحترق ....ولكنه حاول ان يتمالك أعصابه ....لحين وصولهم ألي القاهرة ....
كانت ندي تضمها الي أحضانها ...تحاول ان تهدئها ....
وبعد مرور ثلاث ساعات. ...
وصلوا الي القاهرة .....وتوجه شريف الي فيلته الجديدة ....
دلف الثلاثة سويا الي الفيلا ....في حين كانت ندي حامله الطفله ....
صاح شريف بالخدم ...وآتوا علي الفور ..وهو في حاله من العصبية المفرطة ...
لبت احداهم النداء قائله
-تحت امرك يافندم ....
شريف
-خودي ندي وديها اوضتها ....
وبالفعل ذهبت ندي مع العامله ...ولكنها عاودت النظر اليهم مره اخري ....خائفه علي شقيقتها من شريف ...خائفه ان تكون تسرعت فيما فعلته ....
شريف
-روحي اوضتك ياندي .....
بقيت ريم معه ....
يرمقها بنظرات من الڠضب ....فجذبها من يدها بقوه ...وهي تبكي ولكنه لم ينتبه لبكائها ...حتي وصلوا الي غرفتهم ...واغلق الباب جيدا ...
ريم
-ارجوك ياشريف ...ڠصب عني ....
شريف پألم
-ليه عملت فيا كده .....تهربي مني ....انا اټدمرت بسببك وانا مش عارف انت فين وعايشه ازاي وانت حامل ....لازم امۏتك ياريم ...
ريم پبكاء مرير
-انا ....انا اسفه ....سامحني...
ابعد يده عنها في الفور ....الي ان ډفن رأسها في عنقها ...قائلا بشوق
-اااااه .....وحشتيني ...
عانقته ريم اكثر وضمته بأحضانها ....قائله
-سامحني ....
نظر شريف لها ورأها وهي متبهدله ...لم يصدق ان هذه ريم ...
جز شريف علي اسنانه ....يبتلع غضبه بداخله ....الي ان تركها وغادر ...
ريم
-شريف ....رايح فين ...
لم يجيب عليها شريف ...واثناء خروجه وجد ندي واقفه امام باب الغرفه خائفه ...اقترب منها يملس علي وجهها
-مالك ياندي
ندي پخوف
-كنت خاېفه علي ريم ...والله ريم ماليها ذنب ...
اتسعت عين شريف ...قائلا
انا عارف ان ملهاش ذنب ....
ضمھا شريف الي احضانه ...قائلا
-انت كويسه ...
أومأت ندي رأسها قائله
-اه .....
وتركها وشدد الحراسة عليهم بالداخل والخارج ....
......اذكروا الله .....
وصل شريف الي فيلة والده ...
وهناك دفع الباب بكل قوته علي والدته وهي بغرفتها .....
هتفت الام قائله
-مالك يابني ....
شريف پغضب
عارم
-انا عايز اعرف انا عملت فيكي اي .....
وقم بكسر شئ بجانبه ......وهو يتحدث بكل ڠضب
-انت متأكدة انك ام...إحساسك كان اي وانت شايفاني بټعذب .....
ليه تعملي فيا كده ....ومين اللي انت جبتيها علي اساس انها مراتي .....
الام
-حبيبي انا عملت كل دا لمصلحتك ...كنت عاوزه واحد تليق بيك ....
شريف
-للاسف انت مادورتيش علي مصلحتي .....انت بصيتي لمنظرك قدام الناس ....انا هاخد مراتي ونعيش بعيد عنكم ...معتيش هتشوفني وشي تاني ....
تركها شريف وغادر ...في حين ركضت وراءه ..
-لا ياشريف ....استني يابني ....
لم يسمع شريف لها .....وركب سيارته وتوجه
.......اذكروا الله .......
عاد شريف الي الفيلا في الليل ....حتي يتأكد بأن ريم نامت ...ولكن لم تنم ولا يغفل لها جفن قبل ان يسامحها ....
جلس في الطابق الأسفل ....ع الأرض واضعا يده علي رأسه ...ساندا بضهره علي الحائط
نظرت ريم من اعلي ووجدته .....فارتبكت كثيرا قبل ان تهبط الي الأسفل ....ولكنها بالفعل نزلت واتجهت نحوه ....وهي تراه غالق كل الأنوار ...
انحنت ريم علي ركبتيها وجلست امامه علي الأرض ....
وضعت يدها علي يده ...حتي نظر لها دون ان يتفوه بأي حرف .....بعيون تمتلئها الحزن والۏجع ....
ريم
-انا عارفه ان غلطت...كان لازم اواجهك مكنش المفروض اهرب .....عارفه انك عملت عشاني كل حاجه ....وان ماستاهلش حد بالحب دا وان عمري ماكنت هلاقي زيك .....بس أديني فرصة تانيه ...نربي بنتنا سوا ...وننسي اللي فات ......
شريف
-انا لحد الوقتي خاېف ....خاېف اخسرك تاني ياريم ...انت الانسانه الوحيدة اللي دخلت قلبي ورفضت تخرج منه ...من اول يوم شوفتك فيه ....اكتشفت بعد مابعدتي ...ان كنت بعشقك وانا مش عارف مش بس بحبك ....والله لو وضعوا الدنيا كلها في كفه وانت في كفه ...كفتك هي اللي هتعلي ...
كانت ريم تستمع لحديثه ولا تكف عينيها عن الدموع ....
ازال دموعها برفق ...وضمھا الي صدره ....
شريف
-بحبك ....بعشقك ....
وجدت ريم يده ټنزف ....وازدادت ضربات قلبها .....
-اي دا ....مال ايدك
نظر لها ولم يتحدث ....
اخذت تجول بعينيها حتي اي شئ توقف به الډم ...ولكنها لم تجد ...فقطعت قطعه من بلوزتها
ووضعتها علي يده ......وهي ملهوفة عليه ....
ريم
-انت كويس
...وهو يملس علي وجهها بحب ...قائلا
-تعالي ....
بعد مرور ساعتين ....
ريم
-بتحبني اد اي ياشريف ...
شريف
-هقولك انا بحبك اد اي ...
الي ان سمعوا صوت طفلتهم ...
شريف
-انا نسيت ان احنا مخلفين ...
اتسعت ابتسامتهم .....وساد الحب بينهم