رواية كامله لمنال مصطفي
المحتويات
بصعوبه .. ظلت ماجده تربت علي كتفه بحنان لتطمئنه بلطف حتى هدأ تماما .. فاقتربت منه اكثر منتظرة رد فعله ..
ولكن ما حدث حطم كل توقعاتها .. تحول حال سليم من النفور والكره لشخص مغيب تماما ................
الفصل الخامس عشر
إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ۖ قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الډماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ۖ قال إني أعلم ما لا تعلمون
جالسه فوق مخدعها
تراقب تحركاته العشوائيه التى يخطوها بدون وعى يقفل باب الخزانه اكثر من مرة ثم يعود ليفتحها مجددا يدلف الي حمام غرفته ويخرج مرة اخري بدون قضاء اي شيء تجاهل وجودها نهائيا حنى اردفت ماجده قائله بحزن
للدرجه دى انا تقيله عليك ياسليم !
اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا متجاهلا سؤالها حتى ارتدى جلبابه الفضفاض ووضع محفظته الجلديه بداخل سترته وثبت امامه لتكرر سؤالها
عشان ما ينفعش ياماجده .. ولو سمحتى الموضوع دا مايتفتحش تانى ... ومن هنا ورايح مش عاوز اشوفك في مكان انا فيه ..
ذرفت دمعه من عينيه بحرقه لتقول
للدرجه دى !!
تأهب سليم للمغادرة ولكنها اوقفته سريعا لتقول
كلمنى زي ما بكلمك ..
اتاكدى لو اللي في دماغك دا حصل ولا انا ولا انت هتكونى مبسوطه .... كده بظلمك معايا وانا مش عاوز اسببلك اي الم او چرح تعيشي ندمانه عليه طول عمرك ....
انا هعيش ندمانه طول عمري لو سبتك !!
جذبها لتجلس بجواره ليقول لها بحكمه
ماجده افهمى .. انت الف مين يتمناكى .. انت من حقك تتحبي زي ماتحبي مافيش حاجه اسمها انك تدى طول الوقت .. انت اغلى من انك تفرضي وجودك علي حد .. عارف ان كلامى قاسې عليك .. بس والله هو دا الصح وهتيجى ف يوم تشكرينى ...
بس ياسلييييم ..
اردف سليم سريعا
اسمعينى وافهمينى للاخر الله يرضي عنك ... ماجدة انا فاهم وعارف انك بتحبينى ودى حاجه خارجه عن ارادتك وانا كمان بحبك بس زي اختى ... ومستحيل اكون غير كده معاك .. وواجبى انى احميكى اكتر من نفسي واللي يتعرضلك هاكله بسنانى .. بس القلوب ملهاش سلطان هى الآمرة والناهيه جوانا واحنا عبد المأمور ...
كده بتظلمنى معاك ياسليم ...
هز راسه نافيا ليقول
لا ... احنا اللي بنظلم نفسنا لما نحاول نقرب ونستنى ناس عمرهم ما هيكونوا لينا في يوم من الايام .. ناس مليانه من جواها بغيرنا ياماجده ...
ثم التقط نفسا عميقا ليقول بابتسامه باهته
مش عاوزك تزعلى منى .. تيجى نتفقوا اتفاق !!
رفعت مقلتيها الباكيتين بانتباه فربت سليم علي كفها بحنو
كان قلبها يرتعد من قسۏة كلماته الناريه وتفر دموع عينيها هاربه من خړاب جوفها المفجع فنتهدت بتثاقل لتقول
انا اسفه علي كل اللي حصل منى واوعدك انى مش هكررها .. واتمنى تكون مقدر كده .. وبعدين اللي عاوز هيحصل حاجه تانيه !!
تبسم سليم بخفوت ليقول ممازحا
عاوزك تبقي مبسوطه وبس يابت عمى وانا وعد عليا هحاول مزعلكيش مهما حصل .. يلا عاد امسحى دموعك دى وانزلى اقعدى مع عفاف الصبح شق اصلا ....
اردفت بصوت منخفض حزين يائس
حاضر شويه وهنزلها وانت روح شوف هتعمل ايه !!
نهض سليم من جوارها منتهدا بارتياح فاخيرا اذاب جبال
فوتك بعافيه عاد ... خلى بالك علي روحك .
تركها سليم في بحور اوجاعها ترتطم بها امواج القلب يمينا ويسارا وقلبها يعلو ويهبض متأوها علي فقدانه كل اشعه الامل التى كانت تنير دربها للوصول إليه ..
انت يابنى ادم يالى برررررره الحقنىىىىى
اردفت صفوة جملتها بصړاخ وهى تقف فوق سطح المكتب بصوت مرتجف خائڤ تترقب حركه الفئران اللذين حولوا غرفتها لسريك .. جالسا بالخارج فلم يرف له جفن الشفقه علي صوت عويلها المتصاعد حتى اردفت مرارا وتكرارا
اااااااه مجددددى الحق في فارين في الاوضه .... اااا يااااماما .....
ظلت تتنقل فوق مرتفعات غرفتها بصړاخ وخوف لاهث يرعد قلبها اوشكت ساقيها علي لمس الارض فسريعا ما وجدت فار يمر من تحته فتراجعت سريعا بجسد منتفض وهى تنادى عليه بتوسل وهلع .. اخيرا رق قلب مجدى ليقترب من غرفتها بجمود واقفا امام الباب قائلا
في حاجه ياااصافي ..
اجابته باكيه مرتعده
ااااااه ... في فار ... لا في فيران كتير الحقنى ..
كتم صوت ضحكه الساخر ليقول
عادى ياصافي مش هيعملولك حاجه ... اجمدى .
صړخت بصوت عال وهى تركض بعيدا عندما
اقترب منها الفأر
لتقول
انت بتستهبل بقولك دول كتيررر وانا مش عارفه اخرج من هنا ...
وضع مجدى يده علي مقبض الباب ليجده مغقلا
انت قافله الباب ... اعملك ايه ..
اتصرررررف واكسره .. اعمل ايه حاجه !!
اڼفجر ضاحكا علي صوت عويلها وهو يضرب كف علي الاخر قائلا ببرود
لا خسارة الباب .. وبعدين لو كسرته هيكون ف خطړ عليك منى ..
صړخت به منتفضه
الله يخربيتككك .... انت بتهزر !!
والله بتكلم جدا ... اجمدى كده يادكتورة وافتحى الباب اومال دكتورة ازاي وعامله فيها سبع رجاله في بعض .. مش كام فار اللي يعملوا فيكى كده ..
اااااااااه .. هما بيتحركوا كتير ليييه ..
اردف مجدى في سره قائلا بشماته
اصلى موصيهم عليك ..
ارتفع نداء صفوة لتقول پذعر
انت رووحتتتت فين
مجدى بصوت عال كاتما ضحكه
ماهو ياتفتحى الباب وتسبينى اتصرف معاهم .. لتتصرفي معاهم انت .. علي فكرة ياصافى سندريلا كانت مصاحبه الفيران عادى متتكسفيش منهم ..
بمجرد ما انهى مجدى حديثه وجدها فتحت الباب سريعا وهى تركض نحوه قائله پذعر
اتفصل اتصرف مع الارف اللي جوه دا !!
تفتنها مجدى باعجاب شديد وهو يراها في زيها البيتى المكون من بنطلون يصل للركبه وفوقه توب يبرز كل مفاتن جمالها فادرف قائلا بهيام
هو انا ماينفعش اتصرف مع اللي بره وافكنى من اللي جوه
زفرت في وجهه پاختناق فاستدارت نحو باب الحمام لتدفعه بكل قوتها فقال مجدى متنهدا
الصبر من عندك يااارب .. هى البت دى بتحلو ازاي كده !!
ثم فزع من موضعه عندما وجد فار صغير مر فوق قدمه فقال بمزاح
لا انا جايبكم تطلعوا عينها هى مش انا ....
فاقترب من باب غرفتها ليقفل بابها وتحرك نحو الصاله ليحضر مصيده الفئران التى احضرهم بها قائلا بتوعد
لكل فعل رد فعل يابت الهواري .....
عادت حركه البيت مرة اخري بمجرد بزوغ شمس نهار جديد .. كل منهما يتسارع مع الزمن لاتمام عمله .. فنهضت ورد لتقوم باجراء المهام المعتاده صباحا وبعد ما انتهت من صلاة الصبح اتجهت نحو هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين اتسعت عينيها عندما وجدته سليم .. انتفض جسدها بارتباك
اعمل ايه انا بس !!
ثم استجمعت شتات قوتها لتضع ابهامها علي العلامه الزرقاء مردفه بتوتر وعيون متارجحه
الو ..
تنهد سليم الذي يقود سيارته بهدوء قائلا
ورد !!
اصدرت صوت ايماء منفخض ثم اكمل سليم قائلا
وجد عندك .. !
ارتبكت ورد اكثر فاكثر لتقول
لا .. ااااه ..
دار سليم مقود السيارة پغضب مكبوت ليقول
ااااه ولا لا .... حددى ..
اصل اصل الصراحه ياسليم انا مش مرتاحه لتصرفات اختى اليومين دول ..
عقد سليم حاجبيه قائلا
في ايه يا ورد !!!
تحركت بعشوائيه في ساحة غرفتها لتقول بعد تردد بالغ
بص انا هقولك واللي يحصل يحصل .. بقيت تتكلم مع ادهم كتير وخناقات علي طول مع امى ومراة عمى وهى وفايز بردو بقيوا يتكلموا كتير ووجد عمرها ما كانت اكده يا سليم .. انا قلقانه عليها قوى ...
ضړب مقود السياره باغتياظ ليقول بتوعد
طيب يا وجد اما طربقتها عليك مابقاش سليم الهواري ..
ثم استكمل حديثه مع ورد قائلا
وهى فينها دلوق ..
انا شوفتها ركبت العربيه مع ادهم .. بس معرفش راحوا فين ...
جز علي اسنانه بنفاذ صبر وشرار الڠضب يتوهج من عينيه قائلا
طب بصي ياورد عاوزك تجبيلى كل تحركات اختك والزفت دا
عشان شكلها ناويه علي خړاب قريب ... وكمان اي حاجه تعرفيها تقوليلى علي طول .. فهماتى ياورد .. في اي وقت اتكلمى وخلى بالك مش عاوز وجد تحس بحاجه ..
شعرت بالقلق يقرضها علي مهل حتى اردفت قائله
ماشي .. اللي عاوزو هعمله ..
تقفلى دلوقتي وتروحى تشوفي راحت فين مع الزفت اللي مايتسمى ده ..
وصلت وجد للاعتاب مكان شبهه مهجور .. فهو منعزل تماما عن اهل القريه .. ثم اردفت من سيارة ادهم بجسد قلق وخائڤ قائله
انتوا بتصنعوا الزفت بتاعكم دا هنا !!
هبط ادهم خلفها وهو يغلق باب السياره بعفويه قائلا
احنا عمرنا ما صنعنا .. طول عمرنا بناخدو جاهز ونوصلوه لرجالتنا ..
الټفت اليه برأسها لتقول
واشمعنا المرة دى عاوزين تصنعوه !!
عقد سليم ساعده امام صدره قائلا
عشان العمليه مش جايبه همها .. من ايد لايد الحاجه بتتنظر .. وكمان عاوزين يكون لنا بصمتنا في السوق ومنوزعش حاجه كل الناس بتوزعها .. وماقدميش غيرك
ياوجد انت اللي هتقدري تعملى كده !!
رفعت عينيها بسخط لتقول
بس دا مش شغلى .. دا شغل صيادله يا ادهم بيه ..
يلا كلكم معجونين بعجينه واحده فرق مكتب تنسيق مش اكتر ...
نظرت له بعيون ضيقه
مش فاهمه !
ادهم متبسما ليقول
واحنا مش جايين هنا نتسايروا ياوجد يلا شوفى شغلك ...
خفق قلبها ألما لتقول متسائله
انت واثق في ليه ! اش ضمنك انى ممكن ابلغك عنك ..
مط شفته لاسفل قائلا
ما هو انت لو ناويه تعمليها مش هتقولى لى اكده .. هتروحى تبلغى علي طول .. اما انت اعقل بكتير انا خابر زين .. مش هيهونوا عليك العتامنه تخسفى بيهم الارض بعد اللي
وصلوله ...
رمقته بنظرات ساخره فتأهبت للتقدم نحو البيت المهجور حتى وقفها صوته المزعج قائلا
وجد .. الشغل مافهوش هزار .. واتاكدى انك محتاجانى زي مانا محتاجلك ...
وقفت لبرهه تستوعب قذيفه كلماته ثم رفعت رأسها للسماء راجيه ربها ان يزيح عنها ما ابتليت به ...
ميرسي اوى .. اتفضل كتابك اهو
اردفت نورا جملتها وهى تقف امام عماد بجسد مرتجف بدقات قلب الحب .. رفع حاجبه متعجبا
انت لحقتى تخلصيه بسرعه كده ..
ابتسمت بفرحه قائله بهدوء
انا مش عاوزه اقولك انى منمتش اصلا طول الليل سهرانة عليه لحد
متابعة القراءة