بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

 


بسبب الحالة المادية التي أصبحت عائلتها تمر بها فأخبرته
طيب أستناني و أنا هاتصرف
و بعد دقائق كانت خلفه فوق الدراجة الڼارية
سألها
مبسوطة
تتشبث به أو لنقل بالأحرى تحتضنه من ظهره
فرحانة أوي
صاح لكي تسمعه من صوت الهواء والموتور
ربنا يقدرني وأخليكي فرحانة كدة ديما
دفعت دفة الحديث في اتجاه آخر حتي لا تصل معه إلي الأمر الذي تتهرب منه دائما أخبرها بعد ظهور النتيجة لديها سيذهب إلي والدتها وشقيقتها الكبرى غرام لطلب يدها وبعد انتهائها من مرحلة التعليم الجامعي سوف يتزوجها بينما هي تمتلك طموح ليس له حدود فآخر ما تفكر به الزواج من عثمان ابن الجيران الذي أحبها منذ نعومة أظافرها ربما سبب عدم قبول ذلك يعود إلي المستوي الاجتماعي والمادي لدي عائلته لا يقل حالا عنها كم تحلم أن تخرج من بوتقة تلك الحارة المتعفنة إلي حي آخر أكثر رقي كما تري في التلفاز أحلام وردية وسط ظلام حالك يتخلله بصيص أمل تتشبث به لعل تتحقق أحلامها.

تقف غرام منذ أكثر من نصف ساعة في انتظار السيدة رشا تنظر كل فينه وأخرى إلي ساعة هاتفها فقد أخبرتها أن لديها أمر هام لدي مصلحة الضرائب ستنتهي منه وتأتي إليها لكي تعطيها البضاعة مثل كل يوم.
هاتفضلي واقفة عندك في الشمس كدة لحد ما تتحرقي
كان صوته البغيض يأتي من داخل المتجر وهذا سبب آخر في انتظارها بالخارج
ألتفت إليه و رمقته بابتسامة كراهية
و أنت مالك خليك في حالك أحسنلك
شعر بالحرج وبداخله يكن لها وعيد عزم علي تنفيذه منذ البارحة
براحتك خليكي عندك
فتابع بهمس
ما بقاش المعلم رجب لو ما كسرتش عينك ونفسك وأخلي سيرتك علي كل لسان يا غرام
رفع هاتفه وقام بأجراء مكالمة انتبهت إنه يتحدث في الهاتف ثم اقترب منها
أهي واقفة يا رشا مش عايزة تدخل
أعطي الهاتف إلي غرام وأخبرها
خدي رشا عايزة تكلمك
أخذت الهاتف علي مضض وترمقه بازدراء
ألو يا مدام رشا
بصي يا غرام شكلي هتأخر وحرام تستنيني كل ده خلي رجب يديكي مفتاح المخزن فوق وخدي البضاعة اللي في أول كيس علي يمينك أول ما تدخلي
خلاص يا مدام مش مشكلة النهاردة هابقي أعدي علي حضرتك بكرة إن شاء الله
أنا بكرة مسافرة البلد مش هابقي موجودة و رجب هو اللي هايفتح و أنا عارفة إنك مش بتحبي تتعاملي معاه و معرفش هاغيب قد إيه عشان كدة بقولك خدي البضاعة اللي في الكيس كلها هتكفيكي 5 أيام لحد ما أرجع
زفرت و صدرها يزداد ضيقا فقالت مرغمة
حاضر يا مدام رشا هاخد الحاجة ولما أبيعها هاعدي علي المعلم رجب أديهاله
لاء خليها معاكي أحسن
حاضر ترجعي بالسلامة
أعطت الهاتف إلي رجب والذي أعطاها المفتاح كم أخبرته شقيقته بحسن نية
تركته غرام منشغلا في التحدث مع شقيقته و ولجت سريعا ثم صعدت علي الدرج و قامت بفتح باب
المخزن و هو عبارة عن شقة شاغرة من الأثاث تتخذها رشا مخزن.
أنت
طالع هنا ليه 
أغلق الباب بقدمه 
تتراجع وتخرج من حقيبتها مبرد الأظافر دون أن تلفت النظر إليه
أنا بحذرك يا رجب أبعد عني أحسن لك
أنا قفلت باب المحل بالقفل و المخزن مالهوش باب غير اللي ډخلتي منه يعني برضو علي المحل المقفول بابه مش هاتعرفي تهربي و مهما صړختي محدش هايسمعك
شهقت پخوف فهي الآن أشعلت جذوة الڠضب لدي هذا الذئب الماثل أمامها ظلت تجول ببصرها من حولها لعلها تجد شيئا تدافع به عن نفسها فلم تجد خطوة أخيرة إلي الوراء شعرت بأن أسفل قدميها شيئا...
هتروحي مني فين أنا قتيلك النهاردة
مد يديه لكي يجذبها إليه و في لمح البصر انحنت إلي أسفل حتي لا يقيدها و اختطفت هذا الشيء من أسفل قدميها فكانت عصا معدنية في مقدمتها خطاف صغير تستخدم في تعليق الثياب علي المشجب المرتفع في حائط العرض.
مش عايز تبقي قتيلي خد يا روح أختك
عبارة ساخرة تزامنا مع ضړبة من العصا المعدنية جعلته يترنح ويفقد الرؤية مع فقدان الوعي.
بصقت عليه وقامت بفتح الباب والركض إلي أسفل تمكنت بفتح باب المتجر بصعوبة أطلقت ساقها للريح حتي وجدت نفسها داخل المنزل لا تعلم كيف ومتي وصلت ارتمت علي مضجعها ترتجف خوفا كلما تتذكر ما كان سيحدث معها أخذت تتلو بعض الآيات و الأذكار ليطمئن قلبها إلي أن غالبها النوم.
قد انتهت من التسوق للتو وفضلت السير علي الأقدام لترى نظرات الإعجاب و الصفير من كل إطارات نزل منها ونظرة التعلق التي باتت لديه منذ شهور تنضح من عينيه
عنك يا سماح
تسلم يا عاطف
تركته يأخذ من الأكياس وقام بوضعهم داخل المركبة عاد إلي كرسي المقود و أنطلق بها توقف بالقرب من الحارة سألته والقلق يساور قلبها
وقفت هنا ليه
ممكن تديني من وقتك خمس دقايق
أطلقت زفرة يتبعها تعليقا
و الله كنت حاسة أخرة الجدعنة دي مصلحة خير يا عاطف
استدار ليستطيع أن يتحدث معها وجها إلي وجه
أنا عمري ما كنت بعمل حاجة عشان مصلحة اللي عايزك فيه حاجة بعيد عن أي مصالح
زفرت بضيق ونفاذ صبر
إنجز عندي غدا لسه هاعمله قبل ما أبويا يجي و يطين عيشتي
حاضر مش هأخرك الموضوع و ما فيه أنا...
تردد في أن يلقي عليها هكذا دون مقدمات
بصراحة أنا بحبك من فترة كبيرة و عايز أجي أطلب إيدك من عم مليجي أو من عماد أخوكي
رأى علي وجهها تعبيرا لم يكن يتوقعه بتاتا قد وجد سخرية بل و ضحكة هازئه للغاية
هو أنا قولت إيه يضحكك أوي كدة
توقفت عن الضحك بصعوبة فتحولت إلي شخصية أخرى لم تجل في خاطره يوما
اسمعني يا عاطف و ركز في كلامي أوي أنا أبويا راجل علي قد حاله بيشتغل في فرن عيش الصبح و بعد الضهر سباك علي ما تفرج يعني الحمدلله و بلا فخر الفقر راكبنا من ساسنا لراسنا يعني يوم ما أطلع من بيت أبويا أروح لحد يخليني أتنفس هوا نضيف في حتة نضيفة مش أفتح البلكونة ألاقي فرشة أمك ومرصوص عليها الفجل والجرجير و لا بيتكم اللي لو بتوع الحي جم وشافوه هيطلعلوا قرار إزالة يعني أنا وأنت علي باب الله و لو أتجوزنا هندور نشحت عشان نعيش
كانت صدمة ضارية لم تكن في الحسبان لديه لكن قلبه الذي أراد أن يمحو حبه القديم بآخر جديد أخفق تلك المرة في اختياره
أنا مش فقير يا سماح التوكتوك اللي شايفاه ده ملكي أنا وجمال و البيت اللي بتتمسخري
عليه فيه شقة ملكي ده غير إن كل شهر يجي لي عرض سفر من عنتر أخويا عشان أشتغل معاه في الكويت
ضحك بسخرية و عقبت
و يا تري هاتشتغل مع أخوك إيه! مبلط و لا هاتغسل صحون!
و ماله الشغل ده و لا ده أهو كله بالحلال
و رزقهم ماشاء الله يخليني أفتح بيت و أنا مرتاح
تربت علي كتفه قائلة
مالهوش يا أخويا بس أنا أصلا مش عايزة أتجوز عندك البت يمني بنت ميمي بتاعت الطماطم أتجوزها و أمها وأمك يضموا شغلهم علي بعض ويفتحوا فرع لسوق العبور في الحارة
كانت تضحك من بين كلماتها و حتي لا تثير غضبه أكثر من ذلك تناولت الأكياس من داخل المركبة ثم لوحت يدها إليه بتهكم
سلام يا سي عاطف
تركته وذهبت و لم تر ألسنة اللهب في عينيه و وعيد بأن تأتي الفرصة وسوف يرد لها الصاع صاعين حينذاك.
أصوات الموسيقي الصاخبة تصدر من تلك 
واحد كمان لو سمحت
أصابته الحازوقة من فرط وأخبره
كفاية يا يوسف و يلا بينا عشان أروحك
قعدي ساكتة أنتي وهي و ملكوش دعوة
ثم مال نحو صاحبه يخبره بالقرب من أذنه
يلا عشان منيرة هانم قالبة الدنيا عليك و علي رأفت بيه
نزل يوسف من علي المقعد واستند علي كتفي الأخر
وصلني يا رامي وحياة أغلي حاجة عندك
يا عم من غير ما تحلفني أنا أصلا كنت هوصلك
ظل يسير به حتي الخارج ركض الحارس ليفتح باب السيارة فوضع رامي يوسف داخلها ثم ذهب ليجلس في مقعد القيادة أخرج ورقة مالية أعطاها إلي حارس الملهى
تسلم يا تايسون
و أنطلق بالسيارة وجهته فيلا عائلة الشريف
وفي بهو الفيلا من الداخل تجلس منيرة أمام التلفاز من يراها يحسب إنها تتابع برنامج أو مسلسل ما لكن هي تنتظر كلا من زوجها وابنها فالوقت قد تأخر و نور ابنها الأكبر عاد من الشركة السادسة مساء يتمدد في غرفته علي السرير يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي انتبه إلي زوجته تخرج من الحقائب الكثير من الثياب و المتعلقات لديها نهم الشراء بحاجة و أغلب ما تشتريه ليست في الحاجة إليه لكن الشراء أصبح هوسا لديها
ترتدي ثوبا قصيرا أمام المرآة
بيبي إيه رأيك في ال dress ده
بدون أن يرفع عينيه عن هاتفه أجاب
حلو
حلو من غير ما تبص!
كاميليا أنتي كدة كدة إشتريتي كل اللي عمالة تقسيهم دول يعني حلو أو وحش رأيي مش هيفرق بالنسبة لك
ألتفت إليه بحنق
و أنا اللي كنت عملالك مفاجأة أوك زعلانة منك
ترك الهاتف ونهض ليذهب إليها
إيه يا كوكي بهزر معاكي يا ستي أنتي أي حاجة بتبقي تحفة عليكي عشان أنتي اللي بتحليها
بجد يا قلب نور
قامت بتقبيل خده ثم ابتعدت لتأتي بحقيبة
أنا بقي جيبتلك معايا هدية صغننة يارب تعجبك
أخرجت قميص قطني أبيض بنصف أكمام
أتفضل يا بيبي تيشرت هتليق عليك جدا
أخذه ويشعر
بالسعادة فأخيرا بدأت بالاهتمام به
الله حلو
أوي يا حبيبتي
دي القطعة الرجالي لكن ال female منها نفس اللون عاجبني و لاقيت البنت بتقولي عليه عرض لأنه معمول لل couples و التيشرت بتاعك هدية
خابت آماله إنها قد تذكرته و لو بهدية بسيطة لكن هي لن تتذكره إلا عندما تريد البطاقة الائتمانية فقط!
أصوات شجار بالخارج جعلته يخرج ليرى ما يحدث...
عايزة مني إيه يامنيرة أنا تعبان و مش فايقلك
هو أنا لما بسألك كنت فين عشان أطمن عليك تقوم قالب عليا!
كان عندي شغل كتير في الشركة كنت بخلصه ها إرتاحتي
نظر نور إلي والده الذي شعر بالحرج أمام ابنه الذي يعلم أن والده غادر مبكرا من الشركة
فيه إيه صوتكم عالي أوي كدة ليه
كان صوت يوسف الثمل و يسنده أحد الحراس الذي أخبر والديه
أستاذ رامي وصلو لحد البوابة
كان علي
رأفت استغلال موقف نجله إلي صالحه فأشار لزوجته نحو ابنهما موبخا إياها
أتفضلي يا هانم تربيتك جاية أنصاص الليالي عمال يطوح ويا عالم لو مكنش معاه رامي كان ممكن حصله إيه
نظرت منيرة إلي يوسف پغضب فقال وهو يترنح
ما تبصليش كدة أنا حر أعمل اللي أنا عايزه خليكي فيه رأفت
جوزك
لم يشعر بحاله وهو يهوي علي الأريكة
 

 

تم نسخ الرابط