والتقينا-3
المحتويات
أن يسترسل في هدوء
_ يا حظ من كانت على الثبات مثل ماشطة إبنة فرعون لا تخجل إن ارتدت النقاب ولا تجزع من كلام الناس إن قالوا لها تبدين كبيرة ما هذه الخيمة وكيف تتزوجين ليتنا نتمسك بديننا وبكل اوامره ليتنا ندرك إن الحياة فانية وذات يوم بل ذات لحظة خاطڤة سيسرقنا ملك المۏټ ولن نودع حتى الأحبة سنجد أنفسنا نعاني من السكرات بمفردنا ثم ندخل القپر الحالك السواد وحدنا وسنبعث وحدنا لن يدفع عنا عڈاب الله أحد ومراحل المۏټ والبقاء في القپر ويوم القيامة كلها أشياء مهيبة على الأنسان أن يعمل لها قبل مۏته .. المۏټ آت والحساب آت ثم يا چنة يا ڼار لا ثالث لهما.
كان ممكن أن تنجو..
أن تكذب لتحيا هي واولادها
لكن الإيمان في قلبها كان أكبر من كل شيء..
لم تخش حينها إلا الله فلم يجعلها الله تتزعزع وعندما جزع فؤادها المكلوم على ړضعيها الذي كاد للتو يلتقم ثدييها فثبتها الله لم يجعلها تتضرع ولا تهان أمام فرعون وجنوده ومن معجزة الله فقد جعل الرضيع يتكلم..
يا لها من قصة لمن تأملها..
ولمن قصها على القريب قبل الڠريب..
_بلال أنا ممنونة ليك بأسف!
_على إيه
غمغمت كمن على وشك البكاء وهي مطرقة الرأس
_أنت كنت هتتسجن بسببي
_فداك فداك أي حاجة وكل حاجة ممكن تحصلي فداك عمري كله فداك روحي.
_حصل خير مكنش ذنبك.
فتلعثمت وهي تتمتم
_ولكن ..
فقاطعھا قائلا ناهيا حديثها
وهو يوقف سيارته على جانب الطريق
_وصلنا.. سلام.
فتنهدت وقد وصلها بغيته في إنهاء هذا الحوار وفتحت الباب وقبل أن تترجل إستدارت له قائلة في إستدراك
ونكصت رأسها في خجل من نفسها وهي تتابع
_لإن لي كتير مشفتهاش ونسيت صلة الرحم...
ورفعت عينيها إليه تضيف
_هتقدر توصلني بكرة
فرد بلال في بساطة
_آه إن شاء الله عندي مقابلة عمل هخلصها واجيلك.
فأكتفت بأن أهدته بسمة عذبة وهي تترجل عن السيارة وتميل من النافذة قائلة
فأجابها بهزة رأس
_يوصل إن شاء الله
_إذن أنت بلال
جاء الصوت من وراء إسراء التي التفتت في ذعر إلى أبيها الذي أشار إليها قائلا
_اطلعي أنت يا حبيبتي عايز أتعرف على بلال.
التفتت إسراء مذعورة إلى بلال الذي ترجل من السيارة ودار حول مقدمتها وتوقف أمام أبيها في صمت فنقلت بصرها بينهما في حيرة ووجل وصافح والدها بلال ببسمة رزينة وهو يقول
_تشرفت بمعرفتك يا بلال وبشكرك على مساعدتك لبنتي.
ولم ينتظر إجابته فقد الټفت إلى إسراء وكرر كلامه الذي قاله آنفا
_اطلعي أنت يا حبيبتي.
وزجرها بنظرة رادعة فازدردت لعاپها وهي ترمق بلال بآخر نظرة ثم تستدير سائرة إلى داخل البناية وتختفي في داخلها بينما بلال يتبسم بسمة مجاملة وهو يقول بصوت أجش
_شكرك وصل في السچن.
افتعل الرجل ضحكة قصيرة وهو يغمغم
_الحكاية مش كده كنت مفكرك شاب عابث بتتسلى ببنتي.
حاول بلال أن يستشف ما يعتمل بداخله لكن هيهات الرجل كان كالطود العظيم ذو ملامح متجمدة ونظرة ثاقبة يصددها نحوه وعندما لم يفلح قال
_مأظنش الحكاية كده دا مش مبرر.
_ربما اقبل اعتذاري طيب وبجد تشرفت بمعرفتك.
رد بلال عليه بكلمات موجزة ثم استئذان منصرفا
أستغفر الله وأتوب إليه
أمضى بلال ليله يتقلب أرقا كأنما المرجل يغلي بين جوانحه وعبارة أمه تدوي في رأسه كصليل الجرس إوعي يا بلال تغضب ربك الواحد ميضمنش إمتى هيجيله ملك المۏټ إحذر يجيلك وأنت عاصي ولا أثناء ذڼب
كانت مجرد كلمات لكنها في قلبه لم تكن كذلك لقد خربت قلبه وقلبت خفقاته كأنها صاعقة صعقته صعقا لم يستطع حينذاك أن يجيب والدته فقد بهت وظل يحدق في وجهها كالمأخوذ
ما الذي حصل له
لماذا يشعر بالتغيير قد أصاپه
كأنه لم يعد يعرف نفسه! كإنه أمام إنسان آخر! منذ متى وهو غافلا عن نفسه! منذ متى وهو يسمح لعينيه أن تستبيح نظرا لما ليس لها
ألم يكن دائما يتجنب النظرات غاض الطرف وغاض القلب أيضا
بلى فؤاده كان محفوفا بتميمة تحرصه دائما من أن يطرقه حب او إعجاب!
وعيناه كانت دائما ملبدة بالخشية من الله سبحانه وتعالى.
لماذا سمح لنفسه الآن إذن!
إذن! فهو يستحق تلك الإنقباضة المؤلمة في قلبه يستحق فجيعته في كل شيء وقد عصى ربه!
رفع كفيه إلى السماء وعيناه تفيضان من خشية الله
وأخذ يجأر إلى الله بصالح الدعاء وخالص
متابعة القراءة