رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 

موقع أيام نيوز

 


ذراعها الذي يهرسه أسفل قدمه تمتمت بخفوت وألم شديد
حاضر يا عصام حاضر أنا اسفة مش هعمل حاجة تاني كفاية أنا اسفة.
لم يتركها بالطبع بل تعامل كأنه لم يستمع إلى حديثها بل يستمع الى صرخاتها التي تعبر من خلالها عن ۏجع ذراعها الذي لازال يضغط عليه هل سينتهي الامر هنا بالطبع لا وجدته يجلب الزنار الخاص به _حزام جلدي قوي_ تطلعت نحوه بړعب وصړخت متوسلة إليه

عصام عشان خاطري خلاص مش هعمل حاجة تاني أنا اسفة خلاص بالله عليك ارحمني مش هقدر تعبانة بجد أنا اسفة ليك هعمل كل اللي أنت عاوزه والله هعمل كل حاجة تقولي عليها بس كفاية بلاش تضربني بيه اعمل اي حاجة تاني تعجبك.
لم يستمع إلى حديثها من الأساس بل ابتسم بسعادة وقسۏة وهو يرى المتعة في رؤيته لنظراتها المړتعبة بما تحمله الكلمة الړعب يبدو في عينيها وملامح وجهها رفع يده بالأعلى وهوى على جسدها بقوة غير مبالي لصرخاتها أو الآمها الذي يبدو عليها غير عابئ بچروحها التي فتحت من جديد أو الډماء التي تسيل من جسدها بل كان يطالع كل ذلك بانتصار وملامح وجه فرحة لما فعله بها.
صوتها قد انتحب واختفى تماما من فرط الصرخات التي كانت تصرخها كانت تشبه الچثة الهامدة والچروح تملأ جسدها الډماء تسيل من چروحها..
وقف يطالع هيئتها بلا مبالاه وانتصار شديد سعيد كونه يمارس قوته عليها ويجعلها ضعيفة ذليلة أمامه سار ببرود متوحه نحو المرحاض من دون أن يعطيها ادنى اهتمام بل ضربها بقدمه عن عمد وهو يسير من جانبها تأوهت بخفوت وصوتها بالفعل قد انحبس بداخلها وكأن احبالها الصوتية قد انقطعت بسبب ضراوة ارتفاع صرخاتها..
ها قد انتهت ليلتها الآن ولكن ماذا عن باقي لياليها ستمضيها ايضا في ذلك العڈاب والۏجع الألم والذل الضعف والخۏف لماذا تعيش تلك الحياة القاسېة بضراوة لماذا لا تعيش حياتها بحرية مثلها مثل أي انسان طبيعي تفرح متى تحب! تحزن متى تريد! تضحك بطريقتها الخاصة وتبكي لحزنها هي. 
لكنه سلب منها كل ذلك جهلها تفرح وتضحك تحزن وتبكي متى يريد هو.

في صباح اليوم التالي..
عاد جواد إلى المنزل للتو بعد ليلة شاقة قد عمل بها العديد من الأعمال الهامة وجد الجميع يجلسون يتناولون فطورهم كان سيدلف على غرفته في صمت تام من دون أن يتحدث معهم ألا أن والدته استوقفته متمتمة بحنان
تعالى يا حبيبي افطر شكلك تعبان.
بالفعل كان الإرهاق يبدو على قسمات وجهه وعينيه بوضوح هو لم ينم من ليلة أمس وأيضا عقله الذي انشغل بتفكيره بها بعدما رآها مرة أخرى كل شئ كان يدفنه قد تجدد من جديد يشعر وهي أمامه بالعجز والضعف يريدها ويريد أن ينعم باقترابها منه لكنه لم يستطع يجب أن يخفى كل ذلك بداخله ولا يريد أن يجعل أحد يعلمه تنهد بصوت مسموع يخرج من تلك الدوامة التي بها ورد على والدته بهدوء بابتسامة سعيدة تزين ثغره
لأ يا حبيبتي افطروا انتو أنا عاوز أنام مش قادر.
كاد يسير متوجه نحو غرفته لكن استوقفه والده تلك المرة مغمغما بخشونة وجدية
تعالى اقعد عشان عاوز اتكلم معاك يا باشا.
سار جواد مقترب منهم حذب مقعد خاص بمائدة الطعام وجلس فوقه متناولا شطيرة صغيرة يطالع والده منتظره يتحدث ويردف بما لديه عندما طال انتظاره أردف متسائلا
خير يا بابا عاوز إيه قولت إنك عاوزني
اومأ والده برأسه أماما متحدثا معه بجدية صارمة
عملت إيه امبارح مع أروى بنت عمك كويسة أروى مش كدة.
عض على شفتيه بضيق كان يعلم أنه سيحدثه في ذلك الأمر التقط شهيقه بصوت مرتفع محاولا أن يسيطر على أنغعالاته تمتم يرد عليه ببرود
معملتش حاجة يا بابا هعمل إيه مثلا بعدين اكيد كويسة أروى زي سما بالظبط.
طالعه والده بعدم رضا ساخرا من حديثه متطلع بصرامة نحو جليلة التي ادعت انشغالها مع سما ابنتها فتحدث بحدة ولهجة مشددة
بس أروى مش زي اختك يا جواد وأنت عارف كدة كويس وعارف كمان اللي اقصده.
وقف واضعا يده داخل جيب سترته متخلي عن هدوءه الذي يصحبه دائما وأردف بجدية هو الأخر
ماهو أنا عشان عارف قصدك بقولك أن أروى زي سما وياريت حضرتك تفهم قصدي وإيه اللي عاوزه أنا مش اللي عاوزينه انتم.
وقف والده قبالته بعصبية شديدة وغمغم بسخرية وتهكم مطالع إياه بضيق
أنت عاوزنا تحت مزاجك لا بقولك إيه هو محدش غيرك اصلا بيعمل لللي أنت بمزاجه بس مش المرة دي بقى المرة دي لأ ياجواد.
أسرعت جليلة تتطلع نحو ابنها پخوف وقلق تخشى أن الامر يكبر ويزداد فأسرعت بعينيها نحو ابنها تترجاه أن ينهي الأمر من قبل ان يتحول من نقاش إلى مشاجرة بينهما لكن الأمر بينهما من البداية لم يكن نقاش هو كان مشاجرة هادئة ستشتد لكنه فهم مغزى نظراتها فأومأ لها برأسه يهدئها عاود
 

 

تم نسخ الرابط