رواية عشق لاذع بقلم سيلا وليد
المحتويات
بالوقوف ...رفعت رأسها فتقابلت نظراتهما المعاتبة مع دموعها الصامتة
تراجع بعيدا عندما شعر بضعفه أمامها عندما تذكر صفعها له عندما خيرته بين رجوعها له وبين رجوع جنى..تذكر مافعله بها
خدي بالك لتوقعي..قالها وهو يبعد بنظراته عنها..اومأت برأسها وتحركت إلى أن وصلت للسيارة فأمسكت ذراعه
عز أكيد متعرفش مكان جنى مش كدا
دا أخوكي يعرفه مفيش غيره
بغرفة جواد بالمشفى
جلس بجواره لبعض الوقت حتى فتح جواد عيونه بإرهاق فتململ وهو يهمس باسم زوجته
غزل..قالها بصوت متقطع..توقف صهيب متجها إليه دنى منه وهو ينحني بجسده
عامل إيه دلوقتي !
ابتلع ريقه ..يطبق على جفنيه
صهيب..ربت صهيب على كتفه
غزل عندها كام كشف ودلوقتي تيجي انت حاسس بإيه دلوقتي
الحمد لله ياصهيب قرب اعدلني علشان البتاع اللي في مناخيري دا
خليك مرتاح زي ماانت علشان متتعبش أشار على الأجهزة التي توضع بصدره
فين غزل تشيل الحاجات دي بختنق
ايه ياجواد هتعمل زي الأطفال ولا إيه
أراد أن يشاركه الحديث فرفع نظره إليه
جواد ارتاح وبعدين نتكلم ..
جنى كلمتك الفترة اللي فاتت ياصهيب..تسائل بها جواد
نظر إلي أخيه مذهولا
السؤال دا ليا انا وياترى دا شك فيا يااخويا ولا بتحاول تبرر أفعال ابنك
نزع الجهاز من أنفه عندما فقد بإنسحاب الهواء من رئتيه واعتدل بهدوء..هب صهيب من مكانه
ابني مظلمش بنتك يا صهيب وانت اكتر واحد عارف
جواد ممكن تسكت انت تعبان لو سمحت بلاش تتكلم
رفع يديه ببطء وتحدث بنبرة حزينة
لو مصدق أن جاسر ممكن يأذي جنى تبقى مصېبة ياصهيب هتنكر أنه بيحب بنتك ومستعد يضحي بنفسه علشانها..فتح صهيب فمه للحديث
فأشار له بالوقوف
جاسر وجنى الاتنين الظروف ظلمتهم بس متنكرش رغم كدا بس القدر كان رحيم بيهم وجمعهم اه ابني غلط عارف بس بنتك غلطها اكبر ياصهيب جنى مش وحيدة ولا مقطوعة من شجرة علشان تعمل كدا لو انت راضي باللي عملته يبقى لازم تراجع نفسك يابن ابويا
نهض صهيب يهز رأسه وهتف
اسكت ياصهيب..قالها جواد بتقطع وانفاسا ثقيلة ..دنى صهيب منه
خلاص ياجواد اسكت دلوقتي مش وقت كلام قاطعهم دلوف
غزل..هرولت إليه بعدما وجدت شحوب وجهه
ايه اللي حصل..اتجهت للأجهزة تتابعها
جواد ممكن تنام تاني..استدارت تنظر بعتاب لصهيب..الذي استدار بوجه للجهة الأخرى دون حديث
قبل السفر لتركيا بيومين ..وهو اليوم المقرر بخروج جواد من المشفى
عند جاسر
ترجل من سيارته سريعا متجها إلى غرفتها بمنزل عمه صهيب ولج يبحث بأركان الغرفة عله يجد شيئا..دلف لغرفة الرسم دفع بقدمه كل صورها يمسح على وجهه پعنف
روحتي فين ليه تعملي فيا كدا .. شهر ونص معرفتش أوصلكهوى جالسا على الأرضية الباردة أنامله على صورتها يضمها بإشتياق كأنها غادرت منذ سنوات
تجول بأنظاره بين تلك اللوحات وصوره المختلفة بين أعظمها ...ابتسم بين دموعه
غبية ياجنى متعرفيش انا بتنفس حبك يابنت عمي والله لأحاسبك حساب عسير اعرفك ازاي توجعي قلبي كدا..هلاقيكي هتروحي فين يعني ..قالها وهو يزيح كل ما يقابله توقف ېحطم كل ما بالغرفة حتى أصبحت الغرفة أشلاء..وصلت الخادمة على صراخه مذهولة من حالته التي توصل إليها رفعت هاتفها وقامت بمهاتفة صهيب ولكنه لم يجب فاتجهت إلى عز الذي كان عائدا من الخارج
وصل إليه عز
جاسر ايه اللي بتعمله دا..اقترب من عز يدقق النظر بمقلتيه
بقالك يومين مختفي فين كلمتك صح وممكن تكون انت اللي مخبيها
جاسر أنا بحاول اتغاضى عن عمايلك مع اختي لخاطر ابويا وابوك إنما تستهبل مش هسكتلك
امسكه من تلابيبه يهزه پغضب ونيران چحيمية تخرج من مقلتيه
متستعبطش ياعز جنى متعرفش تتحرك من غيرك صمت للحظة ثم تحرك متجها إلى ربى..ولج الى منزل والده سريعا
ربى..صاح بها بصخب حتى خرجت من غرفتها بثيابها المنزلية
جاسر فيه إيه بابا حصله حاجة
اقترب يجذبها من ذراعيها پعنف
جنى كلمتك صح..هزت رأسها بالنفي سريعا
ابدا والله معرفش عنها حاجة ..نزع عز ذراع ربى من بين يدي جاسر
كفاية بقى يااخي ومتفكرش هسكت عليك اقسم بالله
اختي لو مظهرتش ياجاسر لأبلغ فيك وأقول انت السبب في اختفائها أشار بسبباته محذرا إياه
احمد ربنا لولا تعب عمي كنت ولعت فيك ياجاسر وجنى هوصلها سمعتني
قالها واستدار يرمق ربى بنظرات مټألمة ثم تحرك للخارج
مساء اتجهت غزل لمنزل صهيب
ولجت للداخل تبحث عن نهى وجدتها تجلس بغرفتها تنظر بشرود أمامها
خطت حتى وصلت إليها
نهى!!..استدارت نهى بعينها تطالعها بصمت ..تحركت غزل إلى أن وصلت إليها
حبيبتي عاملة ايه!..حدجتها نهى بهدوء ثم اردفت بهدوء
من 35 عشرين سنة أول مرة قابلتك فيها وانتي بټعيطي قدام المدرسة علشان جواد زعلك ومكنتيش عايزة ترجعي على البيت فاكرة اليوم دا ..أنا كنت راجعة من شغلي .. كنت لسة أول مرة انزل شغل بعد دراستي وراجعة زعلانة علشان أسلوب مديري أنت كنتي في ثانوية عامة وقتها يعني فرق كبير في السن مش أقل من سبع سنين..وقتها رغم حزني ومكنتش عايزة اتكلم مع حد لكن شوفت فيكي براءة وحزن في نفس الوقت وجعلي قلبي يوميها سألتك زعلانة ليه وبتعيطي كدا ليه
قولتلي مالكيش دعوة وسبتيني ومشيتي وبعد مامشيتي متر تقريبا ھجم عليكي ابن عمك عاصم كان عايز يخطفك وقتها انتي جريتي عليا وقولتي احميني لو سمحتي مكنش فيه غيرنا تقريبا قدام المدرسة..فاكرة ايه اللي حصل ياغزل
انسابت عبرات غزل تومأ برأسها
يوميها ضړبتي عاصم بجذمتك لما حاول يشدني واصابك بالمطوة بأيدك وصړختي لما الناس اتجمعت علينا واتصلتي بجواد من تليفوني لما لقيتني بعيط وبقول اسمه
ابتسامة حزينة لاحت على وجه نهى
ودا كان أول تعارف بينا وقتها قربتي مني أوي وانا عوضت حرمان الوحدة فيكي حبيتك زي اخت ليا لدرجة اليوم اللي مكنتش اشوفك فيه كنت بحس إن نقصني حاجة كبيرة اوي صداقتنا قبل جوازي من صهيب فضلت 5سنين ياغزل وبعد الجواز لحد دلوقتي عمرك
مازعلتيني كنت أختي الصغيرة الحنينة وارتبطنا ببعض لدرجة الكل كان مفكرنا من نفس العمر أو القرابة لحد ماجه موضوع جاسر وجنى وهنا بدأت حياتنا تفرقنا بسبب ولادنا لأول مرة من وقت مااتجوزت اشوف ۏجع صهيب منك لأول مرة أحس إنك واحدة غير صاحبتي اللي بقالنا اكتر من 35سنة صداقة بينا ليه ياغزل ليه دا كله لو اعرف علاقتنا هتبقى كدا كنت مستحيل اوافق صهيب على جواز جنى من جاسر
قالتها پبكاء حتى اقتربت منها ټحتضنها
آسفة يانهى سامحيني ڠصب عني والله أنت عارفة جواد بالنسبالي ايه حتى ولاده مابستحملش حد فيهم يزعله
ضړبت نهى على صدرها تبكي بنشيج
قلبي مولع ڼار على بنتي ياغزل بنتي معرفش عنها حاجة طيب انت جواد قدام عيونك حتى لو تعبان بس مطمئنة أنه قدام عيونك أما أنا بنتي معرفش عنها حاجة..أزالت عبراتها تطالع غزل تستعطفها بنظراتها
جاسر لسة معرفش أي اخبار عن جنى ياغزل .. طمنيني ياغزل بالله عليكي هزت رأسها بالنفي
بيسأل في كل مكان نفسي اعرف ليه يانهى جنى تعمل فينا كدا
تراجعت بجسدها تضع رأسها على ظهر المقعد تبكي
ياترى يابنتي إنت فين ياترى عايشة ولا مېتة..تدفقت عبراتها عبر وجنتيها كالشلال ..تهمس بخفوت
عايزة بنتي هاتيلي بنتي ياغزل شوفلي بنتي عايشة ولا مېتة
ضمتها غزل تربت على ظهرها
نهى ممكن تهدي
والله كلهم بيدوروا عليها حتى جواد لما فاق عمل اتصالته وان شاءالله هيوصلولها قريب
اعتدلت ترفع كفيها
ازاي ياغزل دي بقالها شهر ونص دا اخوها مسبش مكان الا لما سأل عليها. وصل صهيب من الخارج .فاتجهت إليه سريعا
ايه ياصهيب مفيش جديد بردوا
هوى على المقعد يهز رأسه بالنفي
بكت بشهقات مرتفعة
لأ اكيد حصلها حاجة دا حتى مااتصلتش بعز لازم جاسر يقول ايه اللي حصل خلاها تعمل كدا ياغزل
ابنك اكيد عمل حاجة ...ربتت على كتفها
طيب ممكن تهدي والله جواد قالي هيتصرف وخلال يومين أن شاءالله هيلاقيها بس يسترد صحته الاول يانهى جواد تعبان ومش حمل زعل اعذريني لو سمحتي
وضعت رأسها على المقعد تنظر من الشرفة تبكي
ومفيش غير جواد اللي هيجبلي بنتي عارفة ومتأكدة من دا مش كدا ياصهيب
كانت نظراتها على صهيب الصامت ..عيناه التي أصبحت خاوية من الحياة..نهضت من مكانها وجلست بجواره
عامل إيه يا صهيب .رفع نظره بنظرات تائهة معذبة
الحمد لله جواد عامل إيه وهيرجع إمتى البيت..اقتربت منه وطالعته مټألمة
لسة زعلان مني..نهض من مكانه بجسدا منهك يكاد أن ينصب عوده وتحرك كالطفل الذي يتعلم السير وتحدث
نهى هطلع ارتاح ولما عز يرجع خليه يطلعلي..نهضت سريعا متجهة إليه
صهيب إنت تعبان..هز رأسه بالنفي وتحرك مرددا
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كانت نظراتها عليه..انشق صدرها لحالته وشعرت بتأنيب الضمير بسبب ما قالته له ..ربتت نهى على كتفها
متزعليش منه استدارت إليها وطأطأت رأسها بندم
أنا اللي آسفة انا اللي آسفة يانهى..قالتها وحملت حقيبتها متجهة للخارج دون حديث
بالأعلى ولج لغرفة ابنته وزع نظراته على الغرفة بأكملها وانسابت عبراته بقوة..تحرك إلى أن وصل فراشها ..هوى عليه يتلمسه
ابوكي هان عليكي ياجنى لدرجة دي يابنتي ..ليه يابنتي تكسريني كدا..ليه توجعي ابوكي ياجنى والله يابنتي لو كنت
شكيت فيه ماكنت رميتك له..ولجت نهى إليه انتابها الخۏف والألم معا..جلست بجواره وضعت رأسها على كتفه تحتضن كفيه
صهيب هنعمل ايه عز وجاسر مش عارفين يوصلولها اعتدلت تنظر إليه
تفتكر ممكن تكون راحت فين ..مسح دموعها ثم رفع كفيها وقبلها
أنا آسف يا نهى معرفتش احافظ على بنتنا بس والله كنت عايز أسعدها مع الشخص اللي حبته قالها مع تدفق دمعاته
احتضنت وجهه وبكت على بكائه
حبيبي جنى كويسة انا قلبي بيقولي كويسة ياصهيب بنتي كويسة اوعى تزعل نفسك ..استمع الى رنين هاتفه فالتقطه
أيوة..قالها بصوت خاڤت
بابا..قالتها پبكاء
هب واقفا وانعقد لسانه عن الحديث لفترة ..حاول اخراج الكلمات ولكنها خرجت بتقطع
ج..ن..ى..صړخت نهى تجذب الهاتف من صهيب
كدا ياجنى أمك وأبوكي هانوا عليكي ياجنى ..
ماما وحشتيني..
والله ياجنى لسة فاكر عليكي إن ليك أهل أنت فين يابت
ماما عاملين ايه! ..وجا..سر ..جاسر عامل ايه
أشار صهيب إليها أن تعطيه الهاتف
انت فين يابنت صهيب وايه اللي حصل خلاكي تقلي بأبوكي كدا دي تربيتي فيكي ياجنى
بكت بصوت مرتفع
آسفة يابابا سامحني عارفة إنك زعلان مني بس والله ماقدرت اتحمل يابابا انا بطمنك انا كويسة جدا وكمان ولادي كويسين حبيت اطمنكم سامحني ياحبيبي وخلي عمو جواد يسامحني
لو مرجعتيش ياجنى يبقى انسي أن ليكي أهل
بابا..صاح بصوتا غاضب حتى شعر پألما بصدره
اسمعيني يابنت صهيب لو مرجعتيش انسي أن ليكي اب ابوكي وأخواتك موجودين علشان تهربي انا بنتي تهرب من جوزها واتعاير بيها
بابا..قولت بكرة تكوني عندي هنا خلص بينا الكلام..ووقت ماتوصلي اعتبري هتكون ورقة طلاقك من ابن عمك في ايدك ودا اخر
متابعة القراءة