رواية مكتملة لايناس محمود -1
اتصل بخالك عشان يجهز إجراءات السفر .
ثم الټفت مغادرا ليلتفت سيف لامه التي بدأت تدمع عيناها فقال بحنو
ليه العياط يا ماما .هو انتوا مش هتشفونى تانى ولا إيه إن شاء الله هنزل إجازات .
والدته
_ يابنى انت رايح بلد بعيدة وغريبة ازاى مش عايزنى أخاف عليك
_ اوعى تكوني خاېفة عليا من الفتنه يا سوسو .مټخافيش انت اللي في القلب مفيش حد هياخد مكانك مټخافيش .
والدته
_ سيف أنا بتكلم بجد
قاطعها سيف
_ أمي أنا عارف انتى خاېفة ليه مټخافيش صاحب الشركة اللي هشتغل فيه مصري . وأنا لازم اتعب عشان أوصل لحاجة كويسة ولا إيه
ربنا يوفقك .
سيف
ادعيلى يا أمي
عاد والده وهو ممسك بهاتفه ليقول
سيف خلال يومين هيكون كل حاجة جاهزة وتسافر
والدته
ليه يا حسن السرعة دى
حسن
صاحب الشركة مستعجل .وعايزه يكون جنبه علشان يساعده
سيفماشى
والټفت مغادرا وهو يشعر بالالم يعتصر قلبه لايريد مفارقة عائلته ولكن ما الحل ففى بلاده ټموت الاحلام ولتحقيق احلامه لابد من السفر للخارج .
بعد بكاء طويل سمعت صوت هاتفها . فالتقطته لتطلع الى اسم المتصل فتجدها صديقتها المقربة ميساء
فردت بسرعة
ميساء وحشانى .
ردت ميساء ضاحكة
وانت كمان وحشانى اوى عملت ايه فى الامتحانات
أجابتها زهور
الحمدلله .حليت كويس
ميساء
ينفع اجى اتطفل عليكوا شوية لو سيف مش موجود طبعا
ميساء
_ 10دقائق واكون عندك
أغلقت الخط مع ميساء وهى تشعر بالسرور والفرحة يتسللان الى قلبها .
ميساء هى جارتها وصديقتها المقربة . تكبرها بثلاث سنوات تشعر دائما بأنها الرفيقة والاخت الكبرى رغم الالام التى تتحملها من زوجة ابيها الاانها دائما ما تضحك وتزيل هموم الاخرين .
براحة شوية هتخنقينى
زهور
احسن تستهلى .علشان بقالك فترة طويلة مبتجيش
ميساء
أنت عارفة الشغل فى المستشفى والبيت ومرات بابا وبعدين انا سيبتك علشان تذاكرى وتجيبى تقدير
زهور ماشى يا ستى سماح المرادى
ميساءهو احنا هنفضل نتكلم على السلم كده كتير
زهور اتفضلى انا تسيت خالص وبعدين البيت بيتك
جلستا متجاورتان على سرير زهور . بعدما قصت لها زهور سفر سيف وحزنها لانه سيفارقها
ميساء بهدوءمتغطيش عليه سبيه يعمل اللى هو عايزه .خليه يعتمد على نفسه وينجح فى حياته واكملت بمرح هو انتى صغير ة علشان عايزة اخوكى
صمتت زهور وهى تفكر فى كلماتها .لديها كل الحق لابد من ان يبنى نفسه ليحقق احلامه وطموحه
ميساءاقفى جمبه وسانديه هو محتاج اللى يحمسه مش يكبته ويقلل من عازيمته
زهور صح معاكى حق هو اختار وانا لازم اسانده
ميساء بمرح مش كفايه انا معاكى .عايزة حد تانى ليه
إلتفتت اليها زهور وإحتضنتها بإمتنان لطالما اذابت ميساء الحزن فى قلبها وحولته الى فرحة
زهور بمرح احكيلى اخر الاخبار ميساءمفيييييش الحمد لله من المستشفى للبيت ومن البيت للمستشفى
سألتها زهور بمكر
يعنى مفيش حاجة كدة ولا كده
ردت ميساء بضحكةلا مفيش حاجة كده ولا كدة تذكرت زهور طلب رغد زهور ميساء .رغد عايزة تشوفك قبل ما تسافر ميساءخلاص خلاص اتصلى بيها وحددى معاد نتجمع فيه
زهورثوانى هجيب الموبيل واتصل بيها
وقفت تنظر الي ملابسها بملل تنتقي منه ما ستأخذه معها وتضعه في حقيبة سفرها . سمعت صوت الهاتف وسط تلك الفوضى فبدأت بالبحث عنه هنا وهناك الي ان وجدته اخيرا .
فاشرقت ابتسامة على شفتيها ما ان علمت شخصية المتصل ودون تردد ردت السلام عليكم ازيك يازهور اوام ما وحشتك كده مش قادره على بعدى
زهور ضاحكه وعليكم السلام هنعمل ايه بقا مالحب ۏلع ف الدره يا فخري ماعلينا عارفه مين معايا دلوقتي
رغد تمثل التفكير
مممم هاه عرفت اكيد سوما
زهور بالظبط يا حبيبتي بتجيبيها وهي طايره خدي
عاوزه تسلم عليكي
اخذت ميساء الهاتف قائله
ازيك يارغد عامله ايه واحشاني
ردت رغد باجمل ابتسامه
الحمدلله ياحبي عاوزه نخرج بكره يابنات قبل ما اسافر
اختفي الحماس من نبره ميساء مردده باحباط
للاسف ماما اميره مديقة عليا الحصار شويتين تلاته ف الخروج فتعالي بيت زهور اقابلك فيه قولتي ايه
رغد قولت تمام ياقمر ولايهمك المهم اشوفكوا يلا اما اروح اجهز بقية حاجتي سلام يا عزازيل
ميساء ضاحكه سلام يا امو دماغ متكيفة
الفصل الثالث
خرجت من المشفى بعد عناء يوم طويل فى العمل .تنهدت بإرهاق .وهى تفكر فى ان العمل هو عشقها الاول والاخير .وهو وسيلتها للتخلص من الجلوس فى المنزل بجوار زوجة ابيها زفرت بضيق حين تذكرت مأساة حياتها والتى تتكون فى زوجة ابيها
التفتت تنظر الى ساعة معصمها لتتأكد من عدم تأخرها عن البيت .ولان ببساطة حين تتأخر نصف ساعة .تبدأ اټهامات زوجة ابيها عن سبب تأخرها فى كونها قد ترافق احد الشباب وينتهى الصړاخ پبكاء زوجة ابيها وإدعائها انها تحبها وتخاف عليها .وانها السبب فى عدم إنجابها ويبدا الصړاخ من ابيها ألا تتأخر مرة اخرى وإلا سيكون العقاپ سيئ .
لم تنتبه وهى تعبر الطريق ان هناك سيارة مسرعة كادت ان تصدمها ولكن يد قوية جذبتها من ذراعها بسرعة .ولم تسطتع ادراك ما حدث إلا انها سقطت على الارض وذلك الذى أنقذ حياتها واقع الى جوارها .
مرت بضع دقائق قبل ان تفيق من صډمتها وتحاول النهوض الا انها لم تسطتع فقد كانت يد قوية تحيط بخصرها النحيل إلتفتت لصاحب اليد لتتعرف عليه فقد كان زميلها فى العمل زياد.
كانت قريبة منه بدرجة لا تصدق لقد كانت بين احضانه .شعرت بالخجل الشديد و حاولت دفعه عدة مرات الى ان استفاق من تأمله لها وابتعد عنها بخجل .
وقف سريعا وهو يشعر بمن يراقبهما نهضت ميساء بسرعة تنفض ملابسها وهى تشعر بإحراج من صاحب السيارة الذى كان يراقبهما بعدما اوقف سيارته ونزل منها لم يبد عليه اى خوف تجاهها .كل ما ظهر على وجهه ابتسامه ساخرة رمقهما بها ثم الټفت اليها
ابقى خلى بالك يا انسة
نظرت له مطولا كان شاب رياضى عريض المنكبين و ذو بشرته برونزيه يبدوا انها من تأثير الشمس شعره اسود وطويل وبعض خصلاته تساقطة على جبينه لتكمل وسامته ذقنه غير حليقه ولكنها منمقة بإحتراف
إرتفعت عيناها لا إراديا وكأنها مسلوبة الإرادة لتتلاقى اعينهما احست بأن عاصفة بهما جعلتها ترتجف فجأة
نظراته غريبة لا تعرف اى خليط من الندم ام إعتزار .لاتعرف كل ماتعرفه انها غير قادرة عن ابعاد عينيها من عيناه .
كان هو ايضا يدقق النظر فيها بالنسبة له هى فتاه عادية تتميز ببعض الجمال الربانى غير المصطنع ولكن ملامحها بها شئ غريب يجذبه لها .
لايعرف لما دقق اكثر يحاول استكشاف وجهها الذى خلا تماما من من كل مساحيق التجميل
كانت بيضاء البشرة ذات وجنتات محمرتان بخجل .وشفتان مكتنزتان شهيتان عيون واسعة تتلألأ بهما حجران من الزمرد الذى لم يستطع مقاومة النظر اليه والغوص بداخلها احس بهما البراءة والطيبة .
ظلا ينظران الى بعضهما وهما يشعران ان الزمن توقف بينهما وكل منهما يحكى حكايته للأخر دون ان ينطقا بحرف واحد قطع تأملهما زياد قائلا بضيق
أظن ان حضرتك المفروض تعتز للدكتورة ميساء
تأملها ببطئ قبل ان ينطق بإسمها بطريق ارسلت الرجفة الى اعماقها
ميساء
ولكنه استفاق من تأمله لها بسرعة قائلا بثقة
مش مؤيد عبدالرحمن الراجحى هو اللى يعتز . وبعدين الدكتورة هى اللى غلطانة كانت ماشية وهى سرحانه
نظرت له وكانت نظراتها مليئه بالعتاب ولا يعلم لما اثرت به وجعلته يريد الاعتزار لها فخفضت ميساء رأسها
انا فعلا غلطانة انا آسفة ودون كلمه اخرى كانت تسرع لتمر من جوار مؤيد مغادرة
تسللت رائحتها الى انفه بخبث ليشعر للحظه انه ثمل وكأن رائحتها اسكرته من الوهلة الاولى فالټفت ينظر اليها وهى تمضى بعيدا وبعدما اختفت عن مرمى نظره الټفت الى سيارته مغادره ولكن لم ينس ان يرمق ذلك الرجل الذى انقظها بنظرة ضيق .لا يعرف لما ولكنه شعر بضيق غريب حين رأها وهى بين احضان ذلك الرجل !
.
فى مطار بريطانيا كان يجلس شاب ينظر الى ساعة معصمه بفروغ صبر يتذكر شجاره مع والده بالامس .لان والده يريده ان يحضر ابنة عمه من المطار . ابنة عمه التى يمقتها بشدة
حتى بدأ بينه وبين والده شجار يتذكر احداث شجارهم عندما قال له بضيق
ليه انا اللى اروح اجيبها مش المفروض ان عمى هو اللى يروح يا مختار باشا
مختار
عماد عنده اجتماع بكرة مهم ومش هيعرف يجبها من المطار واكيد