رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -5

موقع أيام نيوز


يهز رأسه بتفهم مصطنع ليقول 
_ أشوفك بكره فى الشركة .. صحيح ناوى تمضى عقد شركة الحسينى  
ظهر على وجه مؤيد علامات التفكير ليقول متنهدا بإرهاق 
_ بكره هستشير أدهم .. أنت عارف أن شركتنا مرتبطة بشركة أدهم وإن شاء الله نشوف اللى فيه الخير .
اومأ حسام برأسه لينهض مغادرا بينما عقله يصيح بسخرية .

ستظل دائما تابع يا مؤيد .. ستظل لعبة بيد البشر .
حين نضيع بعالم الاوهام .. نتخبط مثل الغفلة يمينا ويسارا .. علنا نهتدى إلى الطريق 
ولكن للعجب .. نحن نضل الهدى !! ..... 
أغلقت الكتاب بشرود بعد تلك العبارة التى شعرت بأنها خطت خصيص من أجلها ..
حين خرجت من متاهة النبذ وقتما عرفت بأن سيف لن يكون ابدا لها .. 
أصبحت ضائعة فى دوائر الڠضب والحزن لتقع فى أول حفرة .. حين كان هو .. حسان !
لاتزال ذكرى ليلة زفافها تطوف بعقلها ..
دلفت بهدوء إلى حجرة النوم .... وقفت بمنتصفها تنظر إليه بخجل بينما يقابلها
بإبتسامة ساخرة لم تفهمها !
تحدث حسان قائلا ببرود 
_ اللعبة انتهت .
نظرت له بإستغراب إمتزج بالتوتر 
_ مش فاهمة .
ايتسم بسخرية إتسمت بالقسۏة 
_ لا متقوليش إن بنت مختار مش فاهمة !!! 
عموما يا ستى أنا هفهمك .....كل اللى عملته ده كان علشان حاجة واحدة .... صفقه مع والدك .
الصفقه ضخمه جدا ... والشرط الجزائى مممم مش بطال يعنى أنا فى كلتى الحالتين كسبان ... وأنت وابوكى خسرتوا اللعبة .
صمت بعدما ألقى كلماته القاسېة ليشملها بنظرة ذات مغزى مع قوله البطيئ بإزدراء واضح 
_ مش عارف والدك ليه كان عاوز يجوزك ل أى حد .... إلا إذا كانت بنته مش شريفة .
صمت ليكمل ببرود 
_ أنت طالق .
شهقت پبكاء حاد .. لاتزال الذكرى تترك بها أثرا عميقا .. نفس الألم الذى لاقته حين سمعت كلماته .. نفس چرح الكبرياء يعاد ليمزقها تاركا خلفه دماءا ناذفة دون مداوة لها .
حسان كسر بها الكثير .. كثر بها الثقة بالنفس كثر أمانها للآخرين .. كثر بريق ضوئها .
وجاء ياسين ليكسر الباقى من شخصها !!
أرجعت رأسها للخلف لتستند بها على السرير لقد وعدها ياسين بالحماية .. وعدها بالأمان والدعم وعدها بأن يحميها ويساندها ..
وعدها بما يفوق طاقته لتأتى الصدمة منه قوية قوية بدرجة جعلت المتبقى منها ينهار بفظاعة .. 
لتتشقق أنثى تمسكت بغلاف الرقة والضعف لتولد آخرى لا تعرف للضعف معنى فى تعاملاتها .
ورغم ردها القاسى على ياسين وتلك الأنثى الفظة التى أصبحت .. إلا أنها تظل رغد الياسمين الرقيقة .. التى تلجأ إلى غرفتها لتبكى فى صمت على ما آل إليه حالها .
أنتفضت من هالة البؤس التى تحاوطها كل ليلة مع ذكريات الماضى القريب لتلتفت إلى باب غرفتها الذى فتح ودخل منه أخاها .
إقترب قصى ليجلس بجوارها على الفراش ويدفعها بمرح كى تترك له مساحة ليجلس .. 
لف ذراعه حول عنقها ليقربها منه هامسا برفق وهو يلاحظ تلك الدموع العالقة بوجنتها 
_ الجميل بيعمل إيه .
رفعت الكتاب الذى ألقته بجوارها منذ قليل لتقول بوجوم 
_ بقرأ .
مد يديه الاثنتين ليمسك وجنتاها ويقربها منه قائلا بمشاغبة إلتمست كلماتها الميوعة مقلدا صوتها 
_ بقرأ .. وليه تقرأى رمانسى وأنا موجود وممكن نقضيها أفلام ړعب زى زمان .
ابتسمت برقة له لتقول ويداها ټصارع يداه ليترك وجنتها 
_ ماشى .. ماشى إبعد بقا خدودى وجعتنى .
ضحك بسعادة ليفلت وجنتاها التى توردت ويقول بمرح 
_ شوفى بقيتى أحلى أزاى .
أمسكت الوسادة من خلفها لنضربه بها .
_ إيدك مش خفيفة .. وخدودى وجعتنى بسببك .. يا .. ياااااا ......
_ ها هاتيجى .
تلاعب بحاجبيه بمرح وهو يدفعها لتكمل ما تقول فألقت الوسادة عليه پعنف صاړخة 
_ لأ مش هتيجى .. أطلع بره أوضتى عاوزة أنام .
إقترب ليجاورة مرة آخرى الفراش قائلا بسماجة 
_ لأ مش هتنامى .
زفرت بحنق لتنهض وتحاول دفعه من كتفه لينهض .. إلا أنه لم يتحرك بل منحها نظرات باردة مبتسمة بتشفى لتصرخ به بحنق مصطنع 
_ عاوز إيه 
_ نتفرج على فلم ړعب .
قالها قصى ببساطة لتنظر إليه بقلق .. وتراودها ذكريات تلك اللحظات التى كانا يستمعها فيها إلى تلك الأفلام المخيفة .. هى وهو و غنى لينتهى الفيلم بها ترتجف من شدة الخۏف .. بينما هو يضحك على حالها بل ويصر على إرعابها وتذكيرها كلما نسيت .. لكن غنى كانت تدفعه عنها دائما وتصرخ به أن يكف عن سماجاته ..
كم تشتاق لها ..
أنتبهت من دوامة الشرود التى قذفتها إلى الماضى على صوت قصى القائل 
_ يلا يا رغود .. فيه فيلم جديد نازل بس إيه هتموتى من الړعب .
كانت تعلم جيدا أن أخاها يصطنع المرح .. يحاول ليخراجها مما هى فيه .. 
فقال بإستسلام مصطنع متنهدة بقلة حيلة 
_ يلا هتفرج معاك وأمرى لله .
جلسا متجاوران على الأريكة فى يدها حملت طبقا ضخما من الفوشار .. وأمامها وضعت العصائر بأنواعها والمياه الغازية .. إلى جوارهم العلكة التى تنشب بها بأسنانها حين ترى مشهدا مخيفا .. وإلى جوارها يجلس قصى شاردا .
قالت رغد بخفوت ما إن بدأ الفيلم 
_ قصى .. أفتح النور .
إلتفت قصى لينظر إلى أخته التى إلتصقت به فقال ضاحكا 
_ ده الفيلم معداش منه غير تلت دقائق .. أجمدى يا رغد ده أحنا لسه فى الأول .
بعد عشر دقائق .
_ قصى أفتح النور .
نظر قصى لأخته بسأم ليجيبها 
_ رغد .. أهدى هو لسه الفيلم ظهرله معالم !!
بعد عشرون دقيقة .
_ قصى أفتح النور أرجوك .
كاد قصى بأن يجيبها بفظاظة لكن قاطعه رنين هاتفه .
أتطلع على اسم المتصل بغرابة .
فتح الخط ليأته صوت صديقه بنبرة غير مرتاحة 
_ قصى لازم تيجى ضروى .. فى موضوع مهم كان لازم أفتحه من فترة معاك .
أنتبه قصى لكلام رفيقه أحمد .. فسأله بتعجب 
_ الموضوع عن إيه ...
ظهر الإرتباك فى نبرة صوت أحمد حين قال 
_ بخصوص حاډثة غنى يا قصى .
أنتفض قصى فى مكانه لينهض بسرعة ملتقطا مفاتيحه بعجلة .. ومجيبا صديقه 
_ أنا هاجيلك حالا .
إلتفت إلى رغد التى ناظرته بتسائل فقال بوجوم 
_ لازم أخرج دلوقتى .
غادر بسرعة فنظرت رغد أمامها إلى الفيلم پذعر ..
تلفتت حولها فى الغرفة المظلمة پخوف .. تضع قدمها على الأرض تارة وتسارع برفعها تارة آخرى ...
لينتهى بها الأمر .. تنهض صاړخة لتفتح النور وتغلق التلفاز ... بينما تهمس من بين أنفاسها 
_ الله يسامحك يا قصى .. تسيبنى لفيلم الړعب وتخلع !
_ هنروح بيت والدك .
لم تنبث ببنت شفة بعدما أطلق أمره وأنطلقت بسرعة لتستعد .. فمثل تلك الفرصة لن تعاد .
أخيرا سترى المنزل الذى نشأ به والدها الحبيب ستبحث فيه عن أى خيط يوصلها إلى عمتها .. وحينها فقط ستظهر الحقيقة .
بعد عدة دقائق كانت تقف أمامه مرتدية كامل ملابسها لتلاقيها نظرات أدهم
 

تم نسخ الرابط