رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -5
المحتويات
مراتى وإھانتها من اهانتى فده اللى مش هسمح بيه .
عقد عمها حاجبيه قليلا ليقول بثبات
_ أطلعوا بره مش عاوز أسمع حاجة .
شهقت باكية پعنف لتشعر بذراعه تلتف حول كتفها .. مقربا إياها إلى صدره لتسمع همسه بجوار إذنها
_ خلاص أهدى مفيش حاجة .
إزداد وقع دموعها على وجهها لتلتفت لها قائلة
_ أنا آسفة .
همس مشدوها ولا يزال يحدق بمقلتيها بإعجاب
_ ليه
أبتلعت غصة مؤلمة بحلقها لتقول بصوتها الباكى
_ لأنى السبب فى طردنا وبهدلتنا فى السفر .
إقترب بوجهه من وجهها ليقول بثبات
_ أنت مش السبب قدرى مكنش هيكتمل غير بوجودك أنت نصى التانى اللى كنت بدور عليه ..
صمت حين وصلت شفتاه إلى خدها لتستقر عليه براحة .. بينما أكمل قائلا بأنفاس ساخنة
_ من النهاردة هتبدأ تجهزى زى أى عروسة فرحها فى آخر الاسبوع .
انتفضت مبتعدة عنها لتنظر إلى عينيه بذهول
_ عروسة !! .... آخر الاسبوع فرحى !!!!
تركها بعد دقائق لينظر بعمق إلى عينيها التى أسرته .. بينما كان الأحمر الوردى يكتسح وجهها بخجل لتقول ناظرة حولها من زجاج السيارة
_ أحم .. سيف أحنا فى الشارع وفى مكان .. مممممم مقطوع يعنى .. بالمختصر هنتفهم غلط .
_ أول مرة ألاقى نفسى فى موضع شبهة ... لا ومع مين مراتى وفى منطقة مقطوعة وبستفرد بيها مش ناقصنا غير بوليس الاداب .. بس الحمد لله معايا القسيمة .
نفس الحجة التى ستودى بهما إلى مركز الأمن لا محالة .
أخفت ابتسامتها وهى تتدل حجابها لتسمعه يكمل بمرح
_ طب تعالى نروح بيتنا .. وفى أوضتنا نعمل اللى عاوزينه .
رفع سماعة الهاتف ليقول بثبات
_ قصى سافر النهاردة ألمانيا .. كده مش مضطرين نجذبه بحاجة ليسافر بس الأكيد أن فيه حاجة دفعته لكده .. دورك الجاى أنت عرفاه كويس وزى ما خططنا سوى .. قصى ليكى بقلبه وجسمه .. وليا بعقله .
أغلقت الهاتف من جانبها لتضعه على مكتبها الأنيق برقة ..
الفصل 31
نظرت حولها بعينين غائمتين إلى تلك الحوائط التى تأسرها .. لا تعلم من قادها إلى ذلك المكان العجيب ام ماذا تفعل هنا .. كل ما تعلمه أنها أسير النسيان ..
لقد فتحت عيناها بيوما لتجد نفسها فى هذه الغرفة .. تجهل كل شئ عن الوقت والزمن .. لا تعلم أين او كيف هى هنا !!
عادت عيناها تستقر على الحائط المقابل لها لقد كانت الغرفة مصنوعة من الطوب الأحمر وفقط ..دون أى محاولة لتجديدها أو طليها باحدى مواد الطلاء .
جالت نظراتها من الحائط إلى الفراش الذى تجلس عليه كم بدا باهتا بملائته البيضاء الشاحبة الوانها .. ووسادتها المهترئة .
إستقرت عيناها أخيرا على الأرض الغير ممهدة والتى لاتزال تحمل أثار البناء .
نهضت ببطئ لتسير بخطى بطيئة نحو المرآة الدائرية الصغيرة المعلقة بأحد الحوائط ..
نظرت إلى شكلها بالمرآة .. شعرها الأسود الطويل كان متناثرا بلا هوادة حول وجهها .. عينها البنية إمتج بها اللون الأخضر ليعطى لونا ضائعا بين الألوان .. كما هى ضائعة بتشتت أفكارها .
من هى ! .. أين هى ! ... لماذا تحبس هنا
لماذا يدخل لها الطعام من شق صغير اسفل الباب
لماذا لا يحادثها أحد ... لماذا هى وحيدة
لا تعلم !..
فقط الوحدة هى رفيقتها التى لا تجد لها جليس سواها فى هذا المكان المنزو .. الذى خرج خارج نطاق الوقت والمكان لتغيب فيه دقات الساعة .. ويخفت ضوء الشمس .
حياة بلا حياه !!
عالم هو مجرد أحجار ..
فاصلا زمنيا وبعدا مكانيا
لا أحد تعرفه .. ولا أحد يعرفها
تبعثرنا الأيام بلا هوادة ..
ها أنا أمد يداى علي ألتقط ثانية مسروقة فأهديها إلى ملكة القلب كى ترضى
ولكنى إكتشفت بأنى هاوي .. ليس لى فى السړقة فقد مرت الثانية تبعتها أخرى وأخرى .. وظل حالى كما هو وحيدا بدونها !
.....
أخذ أدهم نفسا عميقا .. لايزال يقف محدقا فى الخضرة أمامه بلا هوادة منذ ساعتين .. يقف فى ذات المكان .. يراقب تحرك الاشجار بفعل الرياح يسمع حفيف اوراق النباتات .. يترك لعقله المجال للراحة ولعينه تأمل ما سيريحها...
الماضى وحشا أسود ذا مخالب ناشبة حين ينقض على فريسته يستحوذها تماما هكذا كان هو
مقيد بأغلال جراحه!
أسير لوحش الماضى!!
تحيطه غمامة تحجب عنه الواقع!!!
وكأسير إنصاع لحكم الماضى وخطى فى طريقه ليدمر حياته .. ويدمر أول من إرتاح لها القلب ..
زهور .. لقد كان ظهورها فى حياته كالدواء لجراحه .. كانت البلسم الرقيق الذى يطيب به الروح...ترياقه الشافى لتمزيقات نياط قلبه وقد فعلت وشفت جراحه .. لكنها لم تستطع شفاء ندوب جسده الغائرة فأصبحت الزهور ذات الأشواك هى ما تؤرق تفكيره ..
أيطيب لها البقاء معه .. أيستطيع أن يتغير من أجلها ... أتسطيع هى أن تذيب جليد قلبه المتحجر
اسئلة دون جواب .. ولن يجد الجواب إلا إذا تشاركها السؤال ولكنه ببساطة غير قادر حتى الأن .
وسط ألحان تراقص الشجيرات .. تناهى إلى سمعه صوتا شاذا صوت أقدام ثقيلة .. صوت تحريك النباتات بقوة وكأنما أحدهم يفسح المجال لنفسه كى يسير .
إلتفت إلى الخلف حين شعر بأحدهم يقف ورائه وقبل أن تخرج الكلمات سائلة عن هويته الذى أخفى وجهه بعمته البيضاء .. كانت يد تلك الرجل تندفع بسلاح لمع تحت وقع الضوء الخفيض إلى جانبه الأيمن .
صړخ أدهم بصوتا مكبوت .. لينحنى للأمام واضعا يده على جنبه حيث تلقى تلك الطعڼة الغادرة رفع نظرة إلى الرجل الذى لايزال يقف أمامه ..
وقبل أن يبدر من أدهم أى فعل كان الرجل يمنحه ركلة قاسېة إلى معدته لم يستطع إلا أن يرتد للخلف فاقدا توازنه .
خلال لحظات كان ذلك الرجل يتبخر من أمامه ليتركه ملقى على الأرض يحاول النهوض لينادى أحدهم .
بعد عدة محاولات فاشلة تقهقرت قواه وفترت و تشوشت الرؤية .. وتقطعت الإنفاس .. وبات الامر صعبا فى محاولة الوقوف بثبات .
ليتهاوى جسده على الأرض مغمضا عينيه بضعف .. يعد أنفاسه الاخيرة فى الدنيا ولم يكن بباله كيف سيصل إليه أحد وينجده .. بل إن ما حدث معه طعڼة غادرة مشابهة لتلك التى تلقاها والده حين كان معه فى الحقل .. وعينان سوداوان إمتلأتا بالحقد .. كانتا نفس التى قابلهم منذ لحظات !!
أغلقت هاتفها بضجر لقد حاولت الاتصال ب أدهم ثلاث مرات .. وكل مرة تتوصل لنفس الإجابة بأن الهاتف مغلق
متابعة القراءة