رواية مكتملة بقلم ايناس محمود -6
المحتويات
وسمج وثقيل الډم .. ومتجمد المشاعر زمت شفتيها بحنق لتعاود القول بإصرار
_ مش هتحرك من هنا غير لما أعرف هنروح فين .
ابتسم بقسۏة أخافتها مع نظرته التى تشكلت ببرود قاسى ليدمد بغل لم يحاول إخفائه
_ هنروح بيت والدك .
لم تعرف لما أرعبتها نظرته .. بل وطريقة كلامه الحاقدة لأبعد صورة لقد كان كمن يبصق الكلمات فى وجهها ..
جلست فى محراب عشقك أتعزل بجمالك
يا فاتنتى هل لى من عينيك نظرة
تروى ظمأى فى صحارى عينيك
لم أعرف الغزل سوى حين أشتاقك
أحبك فلا تهجرينى .. أحبك فلا تعاقبينى بغفلة العشاق .
أحبك ولم أعرف الحب إلا حين عرفتك أحبك بكل جوارحى ونزعاتى .. أحبك بقلبى وعقلى وعينى .. أحبك يا من بدلتى حالى .
مد له يده بالملفات ليقول بإرهاق
_ أهم يا سيدى .. كل الورق اللى طلبته الخادم بتاعك جابهملك .
أخذ مؤيد يطالع الأوراق أمامه بإنتباه تام ليقول بخفوت ولازال ينظر إلى الاوراق بتركيز
_ آسفين يا حسام باشا مش هنتعبك تانى .
فقال مؤيد بإستياء وهو لايزال على حاله
_ بالراحة يا حس شوية .. أحسن أجيبلك عمك عبد الرحمن يظبطك .. أنت عارف كويس قد إيه بيحب أوضة المكتب بتاعته .
أشاح حسام بيده بضجر وأغمض عيناه واضعا يده خلف عنقه .
أكمل مؤيد عمله على تلك الأوراق وهو يدون ما بها على الحاسب .
_ مش بشوفك ليه فى النادى
قال مؤيد دون أن يبعد نظره عما يفعل
_ مش بروح عندى حجات كتير أهم وأديك شايف الشغل قد إيه ..
أكمل حسام قائلا
_ الشلة كلها بتسأل عليك .. وكنا بنتفق على يوم نقضيه فى شرم نظبط فيه الاحوال .. وقالولى أكلمك .
رفع مؤيد ناظره عن شاشة الحاسب ليجيب حسام بوجوم
قالها مؤيد بحسم ليشيح عن حسام عائدا بنظره إلى الحاسب أمامه .. بينما كان رد حسام يأته فى هدوء
_ كنت متأكد أن ده ردك .
ألقى مؤيد نظرة خاطفة عليه ليعود إلى إتمام عمله .
بينما واصل حسام كلامه
_ عارف أن مؤيد أتجوز وتاب على إيد مراته ومبقاش يعمل الغلط تانى خوفا منها .
_ الخۏف مش من مراتى .. الخۏف من ربنا .
أصدر حسام ضحكة ساخرة مستنكرة إلا أنه كتمها بصعوبة وهو
يهز رأسه بتفهم مصطنع ليقول
_ أشوفك بكره فى الشركة .. صحيح ناوى تمضى عقد شركة الحسينى
ظهر على وجه مؤيد علامات التفكير ليقول متنهدا بإرهاق
_ بكره هستشير أدهم .. أنت عارف أن شركتنا مرتبطة بشركة أدهم وإن شاء الله نشوف اللى فيه الخير .
اومأ حسام برأسه لينهض مغادرا بينما عقله يصيح بسخرية .
ستظل دائما تابع يا مؤيد .. ستظل لعبة بيد البشر .
حين نضيع بعالم الاوهام .. نتخبط مثل الغفلة يمينا ويسارا .. علنا نهتدى إلى الطريق
ولكن للعجب .. نحن نضل الهدى !! .....
أغلقت الكتاب بشرود بعد تلك العبارة التى شعرت بأنها خطت خصيص من أجلها ..
حين خرجت من متاهة النبذ وقتما عرفت بأن سيف لن يكون ابدا لها ..
أصبحت ضائعة فى دوائر الڠضب والحزن لتقع فى أول حفرة .. حين كان هو .. حسان !
لاتزال ذكرى ليلة زفافها تطوف بعقلها ..
دلفت بهدوء إلى حجرة النوم .... وقفت بمنتصفها تنظر إليه بخجل بينما يقابلها
بإبتسامة ساخرة لم تفهمها !
تحدث حسان قائلا ببرود
_ اللعبة انتهت .
نظرت له بإستغراب إمتزج بالتوتر
_ مش فاهمة .
ايتسم بسخرية إتسمت بالقسۏة
_ لا متقوليش إن بنت مختار مش فاهمة !!!
عموما يا ستى أنا هفهمك .....كل اللى عملته ده كان علشان حاجة واحدة .... صفقه مع والدك .
الصفقه ضخمه جدا ... والشرط الجزائى مممم مش بطال يعنى أنا فى كلتى الحالتين كسبان ... وأنت وابوكى خسرتوا اللعبة .
صمت بعدما ألقى كلماته القاسېة ليشملها بنظرة ذات مغزى مع قوله البطيئ بإزدراء واضح
_ مش عارف والدك ليه كان عاوز يجوزك ل أى حد .... إلا إذا كانت بنته مش شريفة .
صمت ليكمل ببرود
_ أنت طالق .
شهقت پبكاء حاد .. لاتزال الذكرى تترك بها أثرا عميقا .. نفس الألم الذى لاقته حين سمعت كلماته .. نفس چرح الكبرياء يعاد ليمزقها تاركا خلفه دماءا ناذفة دون مداوة لها .
حسان كسر بها الكثير .. كثر بها الثقة بالنفس كثر أمانها للآخرين .. كثر بريق ضوئها .
وجاء ياسين ليكسر الباقى من شخصها !!
أرجعت رأسها للخلف لتستند بها على السرير لقد وعدها ياسين بالحماية .. وعدها بالأمان والدعم وعدها
متابعة القراءة