رواية للكاتبه نورا سعد-2

موقع أيام نيوز

نفسك في إيه
صمت الولد للحظات ولم يرد عليها وعندما رأى العيون التي ترمقه بشغف ابتسم بحزن ثم هتف
أنا نفسي يبقى ليا عيلة.
قال كلماته وهو يرفع كتفيه للأعلى دلالة على بساطة طلبه!
وقبل أن ترد ليلى تكلم طفل أخر وأضاف
وأنا نفسي أحس أن لينا أهمية هو أحنا لينا أهمية يا مس
صدمت الأخرى من كلمات ذلك الطفل ولكنها تخلت عن صډمتها سريعا وهي تبتسم لهم بهدوء بعدما لحظت تركيزهم عليها ثم هتفت قائلة
أنتوا عارفين أنكم مهمين أوي أوي في الدنيا دي يمكن لدرجة محدش فيكم يتخيلها أصلا
علامات الجهل اعتلت وجههم لذلك اعتدلت في جلستها وأردفت
أنتوا عارفين يا ولاد أن في ناس ربنا حرمها من الخلفة حرمها أن يكون ليها ابن أو ابنة في الدنيا يعني تخيل كده أن أنت كبرت ولقيت نفسك لوحدك! محدش معاك أبدا! أحساس وحش صح
أومؤوا لها جميعهم باهتمام وهي استطرد قائلة
أنتوا بقى واللي زيكم بيكون العوض العوض للناس دي بتكونوا عوضهم في الدنيا وعن خذلانها يعني لولاكم كان زمان الناس اللي... اللي زيي دي حصلهم حاجة من الوحدة!
ختمت كلماتها مع تساقط دموعها ابتسمت لهم وهي تلاحظ حملقتهم فيها ثم أردفت
أصل أنا زي الناس دي يولاد أنا عاقر مش بخلف عشان كده عارفه أهميتكم أوي!
انتهت من حديثها ثم انهمرت الدموع من مقلتيها ودون مقدمات كان الأطفال جميعهم يقتربون منها ويكفكفون دموعها بيدهم الصغيرة وهم يرتمون في أحضانها أخذتهم في أحضانها وهي تشعر أن روحها ترفرف في الهواء من فرط السعادة وللحظة داهمتها فكرة ربما تكون مچنونة ولكنها بالتأكيد ستغير حياتها مائة وتمانين درجة! ماذا لو أصبحت هي بدلا من كانت تتحدث عنهم ماذا لو هي من تكفلت بطفل كفالة متكاملة وأصبح ذلك الطفل عونا وسندا لها في الحياة عند الكبر خرجت من كل تلك الأفكار الوردية على صوت السيدة سهام وهي تخبرها أنها تريدها في أمر هام نظرت للأطفال بحب ثم هتفت وهي تنهض من مكانها
شكلها فيها مصېبة يا ولاد ربنا يستر.
ضحكوا عليها ثم تابعوها وهي تنصرف من غرفتهم كانت السيدة تنتظرها على أعتاب الغرفة وفور خروجها من غرفة الأولاد استقبلتها سهام بكلماتها التي ألكمت تلك المسكينة وهي تقول لها
مامت سمير في مكتبي ونفسها تشوفه يا ليلى
نعم مامت سمير! هي عايشة قصدي هي موجودة أصلا!
يتبع..
أزهار_بلا_مأوى
نورا_سعد

تم نسخ الرابط