رواية للكاتبه نورا سعد-2
المحتويات
متدمر!
عقدت جبينها بتعجب وسألت
يعني إيه
نظر لنقطة فارغة وكأنه يتذكر ذلك اليوم وأردف
صاحبنا رجعلنا وهو شخص تاني شخص مش قادر يستحمل الصوت العالي ولا حتى أن حد يلمسه! صاحبنا بقى پيصرخ لو أي حاجة من دي حصلت جمبه أو ليه هو بالذات!
عودة لأعوام ماضت
دعنا نعود مرة أخرى حيث صديقتنا سلمى وسمير بعدما هدأت الأجواء بينهم بدأت سلمى في استدراك الطفل في الحديث كانت تريد أن تعرف كل شيء لكي تبدأ في رحلة علاجه في أسرع وقت وبدأت سلمى تطرح عليه اسألتها قائلة
عندك كام سنة الأول
10 سنين.
نظرت له نظرات حزينة ولم تعقب فقط احتفظت بتلك الأسئلة التي دارت بداخلها لنفسها وانتقلت هي على السؤال التالي وقالت
ارتسمت على وجهه علامات الأسى والندم کسى رأسه للأسفل وأجابها
4 شهور تقريبا مش كتير.
أومأت له ولم تعقب فقط انتقلت على السؤال التالي
مين اللي بيجبلك الحاجات دي
صمت ولم يجيبها بينما هي فنظرت له وهي تضم رجليها لصدرها ثم هتفت بتهجم
الولد اللي عرفت أنه بيجيلك يسلم عليك صح
رفع رأسه لها سريعا ونظر لها نظرة غير مصدقة! وكأنه يسألها كيف علمتي وأنت لم تري ذلك الولد غير مرة واحدة! أومأ له بهدوء وهي ابتسمت ساخرة وعقبت قائلة
كنت حاسه أن الولد ده وجوده هنا مش طبيعي!
أنت شوفتيه مرة وحدة وحسيتي أن وجوده مش طبيعي وهما شايفينه بقالهم 5 شهور ومحدش حس شايفه الضحك في الموضوع
ابتسمت له بحزن ولم ترد لأنها لا تمتلك رد فثمة اسئلة تطرح علينا يكون العقل عاجز عن الأجابه عليها لأننا إذا أجبنا عليها سنتسبب ف ندبة عميقة وحسب! فالأفضل في مثل تلك المواقف هو الصمت! ولكنه هو الذي خرجها من صمتها عندما واصل حديثه وقال
أنا دايما محدش مهتم بوجودي من يوم ما وعيت على الدنيا فمش هاجي دلوقت واستغرب دايما متهمش أو الكل بيبعد عني وكأني مرض ملعۏن! أنا دايما دايما مش باين وكأني نقطة صغير في أخر الصفحة البيضا الكبيرة! فمهما كتبوا ووصلوا لنهاية الصفحة هما برضه مش هيشوفوني! وأنا مسكين مفيش حاجة في أيدي أعملها عشان أقولهم أني هنا موجود!
زحفت دموعه على خديه بعدما انتهى من الاسترسال بينما هي فمسكت كف يده وحضنته وهي تجبر شفتيها على الابتسام بدلا من البكاء! أخذت نفسا ثقيلا وهتفت وعلامات الحزن ظاهرة على معالم وجهها وقالت
مش مهم اللي حصل وإيه اللي حصل فيه يا سمير المهم اللي هيحصل لو هما مش شايفينك وأنا عارفه أنك أكيد فاهم غلط فأنت برضه اللي بأيدك أنك تخليهم يشوفوك بتصرفاتك وأفعالك وأنجازاتك.
تنهد ولم يعقب على حديثها فهو غير قادر أن يوضح لها أنه لم يكن يتحدث على أفراد الدار هنا! بل يتحدث عن عائلته! وكأن حديثه سيصل لهم في يوم من الأيام! كان يريد أني يقول لهم أنه هنا أنه يحتاج لهم أنه ورغم كل ما حدث مازال يريدهم ويريد عناقهم الدافئ يريد أن يشعر أنهم يريدوه وأنه غير منبوذ وحسب!
أنا عارفه أنك مش صغير وأنك هتقدر تعدي الفترة الجاية اللي في جسمك لسه في مرحلته الأولى وده هيكون في مصلحتنا عشان نتخلص منه بسرعة وعلى فكرة اللي كنت بتتعاطاه ده زيه زي الهيروي ن والمخډرات هو سم زيهم بالظبط اللي هيجي مش هيكون سهل ولكن لازم تعرف أن زي ما كنت قدها ودخلت السكة دي بإرادتك فأنت مجبر أنك تخرج منها بإرادتك برضه! أنا هفضل دايما معاك ومش هسييك أبدا الولد اللي بيجيلك ده ميجيش هنا تاني أبدا ومن بكرا هنبدأ أول يوم في علاجنا أتفقنا
أومأ لها وهي يحاول أن يكفكف دموعه بينما هي فهبطت دموعها رغما عنها ثم شدته لأحضانها ظلت تعتذر له نيابة عن العالم بأكمله!
عودة مرة أخرى حيث ياسين وليلى كان الطفل بدأ بالفعل في قص ما حدث معه منذ سنوات مضت.
عودة لأعوام ماضت
كان اليوم مشحون بالحزن كباقي أيامهم هنا ولكن اليوم بالتحديد كان الحزن مضاعف في قلب الأطفال الصغار فاليوم صديقهم عاد لهم بعدما رحل عنهم منذ خمسة أشهر عاد لهم وهو حاله متبدل كليا! كان الطفل يتسطح على فراشه وجسده يرتجف كان يرتدي سترة بأكمام رغم أنهم في شهر يونيو! عيناه كانت ذبلت من كثرة بكاءه وتلك الكدمات الزرقاء التي تزين وجهه جعلت الأطفال يتسألون ماذا به ذلك المسكين
كان ياسين هو أقرب صديق لذلك الطفل رغم سعادته بأنه عاد له لكنه كان حزين على حالته الغير مفسرة بالنسبة له كان جالس أمامه على الكرسي ينتظره يستيقظ من نومه وعندما رأه يفتح عيناه ابتسم هو فارحا وھجم عليه لكي يعانقه بقوة ولكن ما حدث صدم ذلك المسكين!
فور أقتراب ياسين من تاج صديقه دفعه الطفل پعنف وبدأ في الصړاخ الغير مبرر أبتعدياسينعنه وهو يحملق فيه غير مستوعب لماذا فعل هذا! وعلى صوت صراخه أجتمع جميع من يعمل في الدار وبعد التساؤلات والتي لم تأتي بفائدة معه تخلت مديرة الدار عن هدوئها وبكل جحود قلب كانت تمسك الطفل من معصمه وهي تصرخ عليه پغضب
هو في إيه هنقعد نتحايل عليك تتكلم! ما تنطق وتقول في إيه
كل ما فعله الطفل وقتها أنه ظل ېصرخ لكي تبتعد عنه وكان يدفع يدها عنه أفعاله أثارت حنقها أكثر وقبل أن تعنفه سمعت ذلك السيدة المربية المسؤلة عن الأطفال وهي تقول لها دون الأكتراث لمن ېصرخ ويستغيث
هو عمال يبعد أيدك لي عن دراعه شكله كده مخبي حاجة تحت هدومه دي.
نظرت السيدة على ذراعه سريعا بينما الطفل حاوط ذراعه بكف يداه وكأنه هكذا يحمي نفسه منهم ولكن هي نظرت له بشړ ثم خلعت له ثيابه پعنف رغما عنه وتحت صرخاته المدوية ولكنها صدمت من ما رأت! كان ذراعه بداية من رسغه حتى كتفيه في الأعلى مټشوه بطريقة أو بأخرى! كان هناك أثار حړق كبير وأثار حروق صغيرة مما يدل أن عمليات الحړق تمت بطرق مختلفة!
وهناك كدمات زرقاء تدل أنه تعرض لنوع أخر من الټعذيب غير الحروق! نظرت له السيدة بغير تصديق ثم سألته وهي تحملق فيه وبؤبؤ عينيها على وشك الخروج من محجره
حصلك إيه عملوا فيك إيه
هنا وكان الطفل وصل لذروة خوفه تراجع للخلف وظل ېصرخ پعنف وهو يضع يده على أذنه وكأنه يمنع عقله على التذكر ما حدث له كان كل ذلك الأشياء تحدث تحت أنظار ياسين وبجواره أصدقاءه وهم غير مدركين ما يحدث حولهم وتلك السيدة عندما رأت حالته هذا انسحبت من الغرفة وجعلته يهدأ مع حاله! في ذلك التوقيت حاول ياسين الأقتراب من صديقه لكنه
متابعة القراءة