رواية للكاتبه نورا سعد-2

موقع أيام نيوز

قابله بالرفض التام والصړاخ والتشنج أكثر من ذي قبل لذلك تكور ذلك المسكين على حاله في ركن بعيدا عنه وظل يراقب صديقه وهو ينهار كليا وهو غير قادر على مساعدته بأي شكل من الأشكال!
عودة للحاضر
وقتها بس فهمت أن تاج جاله حالة غريبة من الصرع مثلا! أو الخۏف أنا مش فاهم بس هو كان پيصرخ وبس!
كانت عيناه تذرف الدموع وهو يقص عليها ما حدث عاد بنظره لها ثم واصل حديثه وقال
لما تاج بقى يشوف أي كاميرا ونلاقيه پيصرخ لما بقى يشوف أي ڼار وجسمه كله يتنفض وميقدرش يبص عليها أصلا حتة اليوم اللي رجع فيه جاله أنهيار عصبي ومهديش غير لما قولناله أن الناس مشيت ومش هتيجي تاني! أنا مفهتمش أن الناس اللي بتيجي وتتبنى حد مننا بتكون مؤذية أكتر من تبارك بمراحل غير لما شوفت بعيني اللي حصل مع تاج عرفت منه أن كل واحد من صحابي بيروح لعيلة بيكون مسيره الهلاك بس بشكل مختلف!
كانت ليلى تسمع حديثه بأنصات شديد كانت تمسك في يدها ورقة وقلم وتدون كل شيء مهم يتفوه به ياسين بعدما انتهى من حديثه أقتربت منه لكي تهدأه ولو قليلا ثم سألته بلهفة 
ممكن تقولي يا ياسين صاحبك حصله إيه عند الناس دي
وليه كان بېخاف من الكاميرا إيه علاقة الكاميرا والحروق اللي كانت في أيده بالعيلة دي ممكن توضحلي
هكذا طرحت له سؤالها بطريقة مناسبة بينما هو فنظر في نقطة خاوية ثم همس ودموعه مازلت تنذرف من مقليه دون توقف
كان بېخاف من الكاميرا عشان بتفكره... كانت بتفكره أنه كان بيتعذب قدامها كانت بتفكره أنهم كانوا بيستمتعوا بوجعه وصراخاته كانت بتفكره أنه كان كل ما ېصرخ ويستنجد أكتر كل ما هما يكونوا عايزين يصوره فديوهات أكتر!
حملقت فيه غير مستوعبه وبدهشة سألته
ليه بيصوروه بالشكل ده ليه
رفع كفي يداه يكتم شهقاته پعنف ثم قال بصوت مبحوح
عشان يرفعوا الفديو على ال دارك ويب!
يتبع...
أزهار_بلا_مأوى
نورا_سعد
يحتاجون احتواء 
الفصل السادس
أزهار_بلا_مأوى
عشان يرفعوا الفديو على ال دارك ويب!
شهقت پعنف وهي تضع يدها على فمها سريعا دارك ويب! الموقع المظلم! ذلك الموقع الذي يفعلون فيه كل شيء محرم 
على وجهة الأرض هو كان يستخدم فيه! فعند تلك النقطة أنخرط ياسين في نوبة من البكاء الشديد تركت هي كل شيء في يدها سريعا ونهضت من مكانها واقتربت منه ركزت على ركبتيها لكي تجلس أمامه ثم فتحت له ذراعيها على وسعهما لكي يرتمي بداخلهما سريعا تشبث فيها وكأنه يقول لها احميني من ذلك العالم! ربتت على خصلاته المموجة وهي تحاول أن تهدئه بكلماتها كان ينحب ويبكي پعنف في أحضانها ورغما عنها بكت هي الأخرى على بكاءه فكيف على طفل في مثل عمره أن يرى كل تلك القسۏة من العالم ومن البشر وكيف على بشړ أن يفعلوا كل تلك الأشياء في براعم صغيرة مازالت جذورها تنبت! وكأنهم يريدون أن يقلعوا تلك الجذور قبل أن يظهر لها ملامح! وكيف على أنسان أن يكون بكل ذلك الأڈى في الأساس وكأن الله انتزع من قلوبهم كل معالم الرحمة والأنسانية التي يتميز بها أي إنسان سوي! ولكن بالتأكيد يوجد عبرة لكل ما حدث حتى وأن كانت غير ظاهرة لهم الآن ولكنها بالتأكيد ستوضح الرؤية عاجلا أم أجلا!

انتهت ليلى من جلستها معياسين ثم ترجلت نحو مكتبها كانت تجلس وهي تحاوط رأسها بيديها تفكر في كل حرف وقع على مسمعها تفكر في كيف تساعد هؤلاء الأطفال وأثناء اهنماكها في التفكير دخلت عليها سلمى عابسة الوجة رفعت وجهها لها ثم سألتها مستفهمة
مالك
جلست الأخرى أمامها وهي تتنهد بعمق ثم قالت
أنا من امبارح للنهاردة عرفت بلاوي مكنتش أتخيل أنها موجودة يا ليلى
تنهدت ليلى هي الأخرى وهي وتنظر إلى اللا شيء أمامها وهي تقول
أكيد مش أسوء من اللي عرفته.
ثبتت سلمى نظراتها هلى صديقتها وبشغف سألتها
عرفتي إيه
صمتت لثوان ثم بدأت ليلى أن تقص عليها كل ما عرفته من ياسين أخبرتها لماذا ذلك الطفل يتعامل معهم بتهجم واضح وحذر شديد فهمتها أنه يفتقد الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معنى كانت الأخرى تسمعها بأسى واضح على ملامح وجهها وبعدما افرغت ليلى من حديثها وصمتت بينما سلمى فتنهدت بإرهاق وقالت
واضح أن الولاد دول عانوا كتير أنا كمان لسه عارفة أن سمير....
بدأت هي بقص الجزء الذي يخص سمير كانت مفاجأة ليلى مضاعفة كل ما ترك على رأسها هو كيف كيف على طفل مازال ينمو جسده أن يعرف تلك السمۏم كيف على طفل مازال يكتشف الدنيا ينغمس في جانبها المظلم بتلك السرعة بعدما فرغت سلمى من الحديث قابلت ليلى وهي تنهض سريعا وتهتف بنبرة غاضبة
هي أزاي مديرة الدار دي متقولناش كل اللي بيحصل ده أزاي متعرفش أن في ولد صغير من اللي عندها بيدخل جسمه السم ده أزاي أصلا الحاجات دي بتدخله وهو هنا!
وقفت سلمى مقابلها ثم قالت لها بهدوء وهي تحثها على الجلوس من جديد
هي ملهاش الحق أنها تقولك أن ياسين مر بكذا وكذا يا ليلى لأن بيساطة هي متعرفش أنهي نقطة في حياته بالظبط اللي ۏجعاه! وهو ده شغلك.
جلست أمامها بعدما راقبت ملامح وجهها التي بدأت أن تلين ثم واصلت
أما سمير فهي متعرفش عنه حاجة هي مكنش في بالها أنه بيعاني من مشكلة كبيرة أصلا! واللي كان بيجبله الحاجات دي طفل من برا المفروض أنه صاحبه.
انتهت من حديثها وحل الصمت بينها ولكن بعد فترة وجيزة سألت ليلى وهي تقضم في أظافرها بتوتر ظاهر جليا على ملامح وجهها
والمفروض هنعمل إيه دلوقت مع سمير أحنا لازم نتحرك.
نهضت سلمى سريعا من مكانها وهي تنظر لصديقتها وكأن عقلها بدأ أن يعمل من جديد أخذت دفترها التي دونت فيه كل ملاحظتها التي تخص الطفل ثم قالت لليلى وهي تهم للرحيل
لازم أبدأ أني أساعد سمير أنه يتعافى من السم اللي دخل جسمه وده مش هيحصل غير لما سهام تعرف أنا هتحرك دلوقت على مكتبها عشان أقولها اللي المفروض يحصل.
أومأت لها صديقتها دلالة على موافقتها بما هي تود فعله ثم سحبت الأخرى حقيبتها وقالت لها
وعايزاك تطلبي منها أنها تنقل سمير أوضة مالك و ياسين وأنا هروح أكلم الولاد أنهم يقربوا من سمير أكيد ده هيفرق معاه جدا.
ابتسمت لها سلمى بحزن ثم أضافت لها
هو بعده عن الكل كان هو السبب الرئيسي في اللي حصله.
ربتت الأخرى على كتفيها بهدوء ثم حثتها على الرحيل وبالفعل تحركت صديقتها متجهة نحو مكتب السيدة سهام بينما هي اتجهت نحو غرفة الأطفال مشت ممر طويل حتى أصبحت تقف أمام الغرفة مدت يدها وفتحت بابها وهي تدور بعينيها على فراش الأطفال حيث كان كل غرفة تحتوي على خمسة أفرشة بجوار بعضهم لا يفصلهم غير مسافة صغيرة وقعت بنظرها عليهم فترجلت نحوهم وعلى محياها ابتسامة بسيطة كان مالك يختبئ أسفل المفرش القطني و
تم نسخ الرابط