رواية مكتملة بقلم مروه حمدي

موقع أيام نيوز

صبرى ياولدى حقك يا ولدى صبرى 
اعتدل بجلسته يقف من مكانه ينظر له بدون فهم 
لينزل له العم جابر الهاتف مربوط بحبل معلقا
شوف وانت تعرف انا اقصد ايه
أخذه منه بعدم فهم لينظر إلى شاشته وعيناه اتسعت تدريجيا وهو يبصر وجه تلك التى احطت من رجولته أمام نفسه قبل الجميع على صوت تنفسه واتسعت عيناه شرزا اشتدت قبضته على الهاتف برهة مرت وعيناه ثابته على الشاشة عقد حاجيه ضيق ما بين عينيه فتح فاهه وضحكه صغيرة تجاهد بالخروج وهو يراها أمام عينيه تكال لها الضربات تصرخ وتستنجد ولم يتقدم احد لمد يد العون لها اغمض عينيه يستكين على وقع الصرخات ثم دون اى مقدمات اخذ الهاتف والقاه أرضا وبعينان تشتعلان من الڠضب التقط حجارة من على الأرض يضربه به مرة تلو الأخرى ومع كل مرة تخرج منه زمجرة غاضبة حتى صار تحت يديه حطاها ليلتقط انفاسه بصعوبه يده معلقه بالهواء حاملة للهاتف ووجه بلون البركان الثائر داخله 
علي بحسرة مالحقتش افرح بقسطه ال خلص 
العم جابر بإشفاق اهدئ يا ولدى اهدئ اهى خدت جزاتها ده غير المرمطه ال هى فيها ده جرسة ابوها وهو خارج ملفوف بالملايه بشقه شمال فى المحافظة حقك رجع منيهم يا ولدى 
القى بالحجر من بين يديه والټفت برأسه ناحيته وهو لا يزال على جلسته أنفاسه لا تهدأ عيونه دامعه عروقه نافرة وملامحه منقبضة وصمته هذة المرة اختلف عن سابقه فلقد آثار بداخلهم القلق والخۏف عليه 
فؤاد المتابع لازم يهدئ يا جماعه ممكن يعمل فى نفسه حاجه 
احمد وقد تذكر حديث وردة معه بالأمس عقب هبوطها 
وردة دكتور أحمد وقت ما تلاقيه خاېف زعلان ڠضبان ولعله قرآن سى صبرى حافظ لحاجات كتير من كتاب الله ويحب يسمعه منه يحفظه ويحميه من الخبائث ومنه يهديه ويطمئنه 
بسرعه اخذ المذياع من على الطاولة جوارهم واداره على اذاعه القرآن الكريم ثم اسنده على السور وعلى آيات الذكر تهدلت كتفاه اخفض راسه وفاضت عيناه بالدموع يتخللها شهقات متقاطعة 
وفؤاد لا يزال يتابع بعين كالصقر كل حركة تصدر منه لتلمع عيناه وهو يراه يزيح دموعه بطرف جلبابه ودون ان يرفع راسه من جديد توجه نحو الاريكه ينام على جانبه ولكن هذه المرة باتجاه السور بهدوء وشبح ابتسامه خفيفة رسمت على وجه برضا واضح رسم ابتسامه على وجوه المتابعين من الاعلى ليشير احمد لهم بالصمت والهبوط مع ترك المذياع دائر 
بالاسفل وعقب

هبوطهم تحدث فؤاد الحمدلله يا جماعه فى وقت قصير فى تقدم ملحوظ بإذن الله الجاى من انهاردة كله خير بس نلتزم 
العم جابراحمدعلي معاك للأخر 
بالفعل التزم الجميع بالتعليمات مع ملاحظتهم لتغييرات على حالة صبرى فوجه بدأ يستعيد نظارته كذلك ملابسه صحيح لا تزال متسخه ولكنها ملائمة للجو كأنه بدأ يستشعر طبيعية الأجواء من حوله كذلك أحاديث على واحمد معه أصبح يتفاعل معها بحركات جسده تعابير جسده حتى مكالمات الهاتف مع فؤاد يكاد احمد يقسم انه ينتظرها من طريقة جلسته قرب موعدها ورفع راسه من حين لاخر لأعلى 
كل شى كان يسير كما هو مخطط له حتى أتى ذلك اليوم والعم جابر يدلف من الباب على احمد وعلى مرتاع 
الحق يا دكتور أحمد اتصل على الدكتور فؤاد بلغه بالمصېبة ال وقعت على دماغنا
احمد پخوف يخرج من مكتبه وهو

يطلب الرقم سريعا مبتلعا ريقه بصعوبه مصېبه ايه يا عم جابر قلقتنى
العك جابر الحقنى بفؤاد وانت هتعرف 
علي خير يابا 
العم جابر ما هو طول ما فيها بوزك هيجى من فين الخير يا خلفة الندامة 
علي كل نصيبه ملبسهانى يابا حرام عليك 
فؤاد من الجهة الاخرى الو 
العم جابر الحق يا دكتور مصېبة 
فؤاد خير يا عم جابر حصل ايه
العم جابر الواد خضر ابن محمدين 
احمد مين ده
علي واحد من عيال اعمام صبرى ساكن تأنى دار فى الشارع 
فؤاد ماله
العم جابر قابلني انهاردة فى الطريق وقالى لينا كم يوم بناموا مرتاحين لا صړاخ ولا بكا ولا نواح كأن صبرة هيعقل ولا ايه
علي طب ودى حاجة تزعلك برضه 
العم جابر يا طور خضر ده كيه كيهك ما بيتبلش فى خشمه فوله بغبغان بيقول ال عيسمعه وطالما هو اتكلم يبقى الحديت متنطور يمين وشمال 
علي بغباء طب ما ده حاجة زينه 
العم جابر يبقى ليه حق الطور يزعل لما اقول عليك طور ولا له!
فؤاد العم جابر يقصد ان كده الكلام هيوصل لحسين ويركز اكتر مع صبرى وانشغالة الفترة ال فاتت بتعب مراته فى الحمل مخلهوش يركز اوى انه يسمع الصړاخ قبل ما يمشى بس مع الكلام ده ممكن يقعد ويستنى ويحقق بنفسه 
علي يا داهية دوجى والعمل
فؤاد صبرى ېصرخ 
علي يعنى احنا ماصدقنا انه بدأ يهدأ نرجع نقوله صړخ!
فؤاد مش هنقول كده اكيد 
علي اومال!
فؤاد انا كنت عامل حساب حاجه زى كده بس المهم الطريقة
صمت لدقائق تحدث بعدها على هات وردة وامها محتاجين كلنا نفكر سوا 
بالفعل مرت نصف ساعه حتى جلس خمستهم بالحديقه والهاتف بالمنتصف 
فؤاد بصوت عالى يفكر معهم احنا معانا الفيديو ال متسجل فيه صوت صراخه وبكاءه وغناءه ورا بعض مع احمد ومعايا ممكن نشغله بديل عن صبرى بس هنا هتواجهنا مشكلة 
علي ايه
فؤاد صبرى نفسه 
احمد لما يسمع صوت الصړاخ 
علي نحطله منوم فى الأكل ال ورده هتديهوله عشية منه مش هيسمع لكلام عمه ال مش عارفين بيقله ايه ومنه ما ېصرخ قدامه والسبب نومه وبعد ما يمشى ويطفى النور نشغل التسجيل لأجل البقية ال فى الشارع 
العم جابر اول مرة تقول حاجه عدله 
فؤاد اقتراح كويس بس فى مخاطرة 
احمد ليه يا فؤاد انا شايف انها فكرة حلوة 
فؤاد صبرى وهو صاحى مش بياخد برشام وده اتاكدنا منه من جسمه ال بدأ يستعيد صحته وتفاعله معانا واكيد حسين لما هيزوره هيدقق وياخد لباله ومش بعيد يزودله الجرعه ويحطها فى بقه وهو نايم وبكده يبقى تعب الفترة ال راحت على كف عفريت 
العم جابر لاكزا ابنه بجنبه مش تفكر قبل ما تتكلم يا بجم 
علي انت اكيد

لاقيني فى خړابة ما هى دى مش معاملة اب لابنه ابدااا 
العم جابر فى زريبة وانت الصادق 
احمد طب والعمل 
فؤاد كفاية هروب صبرى كلامى كله فى التليفون كانت جلسات بطريق غبر مباشر ليه فاضل العملى لازم يواجهه خوفه بحاجه تانية تشغل باله عنه 
ورده جول نعمل ايه يا دكتور 
بعد ما يطلع حسين من البيت ويطفئ النور هيقف يستنى وهنا انت هتتكلم معاه يا جابر دقيقه تلاهيه مسافة ما وردة تحط التسجيل فى الفتحه بتاعه الباب وترجع البيت 
وهنا يا على انت الاسبوع ده مش هتروح بيتكم الكشافات كده كده بقت شغاله من بعد العشا هتقغوا وتخلوه يشوفكم واتكلموا معاه ولاهوه عن الصوت لساعه بس يكون حسين اطمأن ومشى وال فى الشارع سمعوا وصبرى قدر يشغل عقله ويخليه يفصل بين الأصوات وأنه ممكن بسهولة يعزل الحاجه ال تخوفه وكأنها مش موجودة 
بالمساء بالفعل أتى حسين وفعل كما توقع منه فؤاد وخرج من المنزل واطفئ الاضواء ووقف قبالة الباب ينتظر التف للخلف ثم اعتدل بسائر جسده لذلك الواقف قبالته 
العم جابر عاش من شافك يا حج حسين خير فى حاجه جاى مخصوص لأجلها الساعة دى 
حسين لأجل صبرى اطمئن عليه ده دمى ولحمى 
العم جابر بسخرية مبطنه فيك الخير والله 
حسين رافعا نظره لأعلى لتلك الكشافات التى تضئ تبدد العتمه من حولها وپغضب لم يتمكن من إخفائه والكشافات دى هتفضل قايده على طول 
العم جابر انت مدرتيش عن ابن الحړام ال كان عايز يسرق 
حسين سمعت بس الحديت عدى عليه وقت وبعد الجرسة ال حصلت فى البلد والموضوع بقى لبانه على لسان الكل ما أفتكرش حد هيتخبط فى نفوخه ويجى نواحيكم تانى 
العم جابر ياعم وهو احنا هندفع حاجه من جيبنا وبعدين احنا كشافتنا البريمو غير لمضك العطلانة ال تقيد بالنهار وتفصل بنصاص الليالى لوحدها 
حسين بلجلجه اهو قولت لوحدها اعملها ايه انى 
العم جابر هاتلها كهربائى يصلحها يخلف عليك ربنا 
صدح صوت صړاخ فى تلك اللحظه ليلتقط حسين أنفاسه براحه ونظره مليئة بالنصر تابع الحديث مع العم جابر 
حسين وعلبة الكهربا مفتاحها مع صبرى ال اما ابقى اخده منه هبقا اجيب كهربائى وكفاية عليه انت منوراهاله 
قالها ساخرا ولم ينظر لمرة واحده للخلف ليبصق جابر فى أثره 
على السطح يقف على واحمد وصبرى قبالتهم فبعد انقطاع الكهرباء توجه ناحية الضوء بثبات عكس السابق ليتفاجأ بوجودهم ولكن صدوح الصرخات جعله ينتفض بمكانه وعيناه تدور بكل الاتجاهات يبحث عن المصدر يلف بجسده وهو اقف بمكانه لا يستمع إلى ايا من مناداتهم عليه أو ايا من احاديثهم يوشك على الركض فزعا حتى اوقفه صوتها 
صبرى
تحفز جسده وقفت قدماه فى الهواء وعلت دقاته وهو يستمع لاسمه من صوتها المميز لاذنيه مجردا لأول مرة لتكمل هى عارف ليه احنا سبنا بيتنا وبلدنا وهربنا 
رجع بقدمه لمكانها لتكمل هى بدموع علشان واحد ندل حليت فى عنيه عيلة صغيرة ابوها ماټ وكان عايز يضيعها 
استدار لها بجسده وقد حازت على انتباه جميع خلايا جسده وعيناه متسعه يبلع ريقه يخشى القادم 
بينما فى تلك الاثناء اشار احمد لعلى بالابتعاد تاركا لهما مساحة فلقد شعر بأن هذة اللحظه خاصة بهما فقط لا غير 
تقابل مع العم جابر بالاسفل يسأله عنها 
العم جابر بعد ما حطت التسجيل وقفت امها على بابهم تراقب وصممت تاجى معاي وقالت إنها خاېفة عليه ومش هتعرف تقعد ولا تستنى غير لما تشوفه بعينها 
احمد كويس انها جات احنا مقدرناش نسيطر عليه 
بالأعلى ورده وهى تزيح دموعها الحاړقة لوجنتيها ولقلبه 
حاول بالترغيب

الټهديد لحد ما اتجرأ لما مالقاش حد يقوله بتعمل ايه! وخبط علينا فى انصاص الليالى هنا امى محملتش وعملت كيه البسة اللى تعدى بعيالها بحور واخدتنى وراحت بيا وهملت كل شئ وراها ومن حته لحته مش لاقين المكان ال يأوينا ويصون عرضها وعرض بتها لحد ما ظهر الشاطر حسن بمفتاح بيته وأمنا وحرسنا وكان لينا الظهر والسند 
شوفت فيه ال مشفتهوش فى اى رجل عينه وقعت عليا شوفت حنية احترام خوف واهتمام قلبى اتعلق بيه ڠصب مع إنى عارفة انه صعب بس القلوب ماعلهاش سلطان يوم فرحه
تم نسخ الرابط