روايه لُلكاتبه نورا سعد -1
المحتويات
سمعته منذ متى وعملها يحولها لمثل تلك الأماكن عقدت حاجبيها بتعجب وسألتها بنبرة جاهدت أن تكون طبيعية لكي لا تدخل معها في تساؤلات هي بغنى عنها
ست شهور متواصلة وفي دار أيتام ده من أمتى
أومال لو عرفتي أننا هننزل 3 أيام في الأسبوع.
بتهزري! وده ليه وإيه لازمتنا في الدار دي أساسا
هكذا سألتها متعجبه فتلك المرة الأولى التي تتحول فيها من المؤسسة التي تعمل بها إلى تلك المؤسسة بالتحديد فهي أخصائية إجتماعية عادة يتم تحولها إلى محاكم الأسرة لكي تفض مشكلة بين زوجين أو تحولها لمؤسسة تخاطب وتنمية مهارات وأقصى شيء تعرضت له هو تحولها لذلك السچن الذي يطلق عليه أبو زعبل بالقاهرة لمقابلة مسجون كان على مشارف الاڼتحار ولكن تحولها لمؤسسة دار أيتام والعمل فيها لمدة ستة أشهر متواصلة! من الواضح أنه يوجد حلقة مفقودة تائهة عنها ما الذي يستدعى لأطفال تخطوا أولى خطواتها في حياتها أن تحتاج لأخصائي اجتماعي وآخر نفسي من الواضح أنه يوجد خلفهم أسرار كثيرة هكذا قالت لحالها بعدما غلقت المكالمة مع صديقتها انتهت المكالمة بأخبارها أنهما على موعد في المساء في تلك الدار مع مديرته لكي يتعرفان على طبيعة عملهم هناك!
وفي مكان آخر وبالتحديد في دار أيتام أزهار المستقبل كانت الفوضى تعم في المكان في الآونة الأخيرة الجميع يتسائل ما حالة المسكين الذي نقل للمشفى منذ يومين الأطفال يتسائلون ما الذي أصابه لكي يصل لفراش في مشفى لسبب بشع مثل ذلك!
الأطفال يشعرون أن الجميع هنا يدارون عليهم شيئا خطېرا يخص صديقهم هم ليسوا بأغبياء لكي لا يستنبطوا ذلك ولكن اليوم كان مختلف اليوم الدار تعمل على قدم وساق لكي يستقبلون ضيوف مميزون للغاية ضيوف سوف يضيفون للدار الكثير والكثير هذا ما كانوا يسمعوه كلما سألوا من سيأتي لنا ومن بين كل تلك الأسئلة المسموعة والغير مسموعة كان يتقدم ولد صغير لا يتعدى التسع سنوات من باب مكتب مديرة الدار طرق على الباب ثم سمع إذن الدخول تقدم منها ثم سألها دون مقدمات ما كانت تتوقعه بالفعل
ناس مهمة يا ياسين.
هكذا أجابته مديرة الدار السيدة سهام وهي ترفع رأسها من على الأوراق التي كانت منكبة عليها باهتمام شديد ولكن الآخر لم يصمت تقدم من مكتبها خطوة أخرى وسألها مجددا بأصرار يلمع في عدساته البنية
وأحنا مالنا بالناس دي ليه عمالين تكلمونا بقالكم يومين عن أهمية الناس دي وأن قد أيه الناس دي مهمة ولازم نسمع كلامهم هما مين دول ما حد يفهمنا!
كان يتحدث بانفعال زائد علمت أنه يشعر بأن الخۏف يحاوطه أخذت نفسا عميقا ثم نهضت من كرسيها وتقدمت نحوه وهي تخلع نظارتها الطبية وتضعها على سطح مكتبها وقفت أمامه ومسكته من معصمه برفق ثم سألته وعلى محياها ابتسامة بسيطة
رفع كتفيه ببساطة وأجاب عليها بنبرة لينة أكثر من ما قبل وقال
عشان من حقي أفهم يا مس سهام!
ابتسمت له بهدوء على جملته ربتت على كتفيه ثم قالت له
طب يا عم كلها نص ساعة وهتفهم أتفقنا
نبرة صوتها الواثقة بثت الطمائنينة في قلبه ابتسم بهدوء ولم يعقب فقط أومأ لها بحسنا ثم تركها ورحل منذ ما حدث لصديقه وهو يشعر أنه يوجد شيئا خاطئا في المكان يشعر أن ملجأه الذي كان يحتمي به أصبح غير محصن جيدا أصبح غير أمن له ولأصدقاءه! ولكن مهلا لم يتبق سوى القليل وسوف يوضح له كل شيء عليه أن يهدأ الآن فقط هكذا كان يقول لنفسه حتى يهدئ من روعته.