روايه لُلكاتبه نورا سعد -1

موقع أيام نيوز

بلاش نسألهم على صاحبهم خالص.
أيدتها سلمى على أقتراحها نهضت سريعا ثم قالت لها
أنا هروح للمديرة وهخليها ترشح لي طفل أتكلم معاه وأنت روحي حاولي أتكلمي مع الأطفال عامة وصاحبيهم وأكتبي ملاحظاتك ونتقابل بالليل عندي ونشوف وصلنا لأيه.
أومأت لها ونهضت هي الأخرى كل واحدة منهما ذهبت لمكان مختلف كانت وجهة سلمى هو مكتب سهام ترجلت لمكتبها ولحسن حظها أنياسين كان انصرف من مكتبها منذ لحظات طلبت منها أن ترشح لها طفل لكي تتحدث معه وبالفعل رشحت لها طفل ابن عشرة سنوات وارسلت له لكي يأتي لها وبعد دقائق أتى لهم كان الطفل يدعىسمير رحبت به سهام بوجهة بشوش ثم قالت له
مس سلمى عايزة تتكلم معاك شوية أنا هاسبكم مع بعض شوية أتفقنا
ابتسم لها الطفل ثم تركتهم وغادرت المكتب جلست سلمى على المقعد وحثت الطفل على الجلوس أمامها ابتسمت له ثم عرفته بنفسها وعلى محياها ابتسامة لطيفة ثم بدأت في حديثها معه قائلة
قولي ياسمير أنت في حاجة مضايقاك أو... أو خاېف من حاجة.
صمت الولد قليلا دار بعيناه في المكان ثم قال وهو شبه شارد الذهن
خاېف لصحابي يعملوا في نفسهم زي مالك أنا عارف أن مالك لو مكنوش لحقوه كان هيم..... .. وت أنا معرفش هو ليه عمل كده بس أكيد كان في سبب عشان يعمل كده دايما بسمع أن لو حد حاول يقت... ل نفسه يبقى أكيد وراه سر كبير أو... أو ده كان وجعه أوي!
قال أخر جملة له وهو يشير لموضع قلبه حزنت سلمى لما وصلوا له هؤلاء البراعم الصغيرة ابتسمت بملامح حزينة ثم هتفت قائلة
متخفش يا حبيبي محدش هيعمل كده تاني من صحابك وصاحبك أكيد كان وقتها مش عارف يفكر كويس عشان لو كان فكر كان عرف أن اللي بيعمله ده حرام حرام أن حد يقرر يتخلص من حاجة مش بتاعته.
واللي بيحصل فينا ده مش برضه حرام.
هكذا زمجر پغضب غير مبرر عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألته بنبرة متعجبه من تحوله المفاجئ
بيحصلكم إيه
صمت الطفل ولم يتفوه بشيء كل ما فعله أنه نهض وقال لها وهو يتسعد للرحيل
مفيش حاجة بعد أذنك أنا عايز أمشي.
أومأت له بهدوء وهو رحل تركها وغادر بعدما شتتها أضعاف عن ما سبق ماذا يحدث لهم هل ما يحدث لهم هو السبب في محاولة أنت حار الطفل رأسها تدور بها تشعر أنها على وشك الاختناق أخذت نفس عميق ثم نظرت لساعة يدها كانت دقت ساعة الانصراف نهضت وهي تلملم أغراضها لكي تستعد للرحيل.

بعد وقت انصرافهم كانتا كل من الفتاتين ذهبت لمنزلها كانت وصلت ليلى للتو دلفعت لمنزلها وهي تبحث عن أي شيء يدل أن زوجها العزيز أتى وانصرف من جديد ولكن لا يوجد أي شيء يدل على هذا قلقت عليه بشدة تصورت أن يكون حدث له مكروه خاصة أنها لم تحادثه بعد مشاجرة اليوم الماضي أخرجت هاتفها واتصلت به فات أول مكالمة ولم يجب مما ضاعف قلقها أكثر ولكن في المكالمة التالية كان استجاب لها وبلهفة كانت تسأله
إيه يا عامر أنت فين ليه مرجعتش البيت
وبنبرة غير مكترثة للهفتها كان يرد عليها بعجالة قائلا
جاتلي سفرية مفاجأة يا ليلى هقفل عشان أنا في أجتماع سلام.
لم يعطيها فرصة للرد لم يقدر نبرتها القالقة عليه غير مقتنع أنه متزوج ويوجد أمرأة لها حق عليه! فهو دائما هكذا عمله هو أول شيء وأخر شيء في حياته دائما يتعامل مع تلك المسكينة على أنها شيء مهمش في حياته فعلى سبيل المثال خبر مثل سفره هذا لم يعطها الأهمية بأنه يخبرها أنه سافر! هو رحل يواصل عمله وتنحرق تلك المرأة التي لا تعلم شيء عن زوجها العزيز! 
بعد إغلاق الهاتف معه جلست شاردة الذهن في أمره فهي حقا ملت من مثل هذه حياة فهي تريد أن تشعر بأبسط حقوقها وهو الأمان من شريك حياتها! حتى هذه الأمنية أصبحت صعبة المنال بالنسبة لها مثلها مثل كل أمانيها التي تتحطم أمام عينيها وهي مكتفة الأيدي! 
نهضت من مكانها ومسحت دموعها پعنف سحبت حقيبتها من أعلى المنضدة ثم رحلت من منزلها وكانت وجهتها عند صديقتها سلمى.

تعالي يا ليلى أدخلي.
هكذا رحبت سلمى بصديقتها في منزلها كانت ليلى وصلت لها للتو فالمسافة بينها وبين منزلها ليست كبيرة.
بعدما جلسوا وتناولوا مشروب بارد يرويهم من طقس الصيف الحار جلسوا اثنتيهم في ردهة المنزل يتسامرون عن ما حدث اليوم وكل منهم يطرح ملاحظاته التي دونها أخذت سلمى شهيقا عميقا ثم هتفت قائلة
متهيألي الولاد الكبار وراهم حكايات كتيرة لازم نفهمها والموضوع مطلعش زي ما كنا متخيلين أن شوية خوف ورهبة من الموقف لا الموضوع شكله في مصايب!
أيدتها صديقتها بعدما تنهدت بعمق تحاول أن تصب كامل تركيزها في العمل الآن وتريح عقلها في التفكير في أمورها المعقدة نظرت لها وهي تمسح وجهها بكف يدها وتضيف لها قائلة
أنا خدت بالي فعلا من اللي أنت قولتيه ده أنت مشوفتيش كلام ياسين معايا كان عامل أزاي! ده كأنه رجل عجوز وقرب يشيخ مثلا!
أزيكم يا بنات عاملين إيه
هكذا أقتحمت جلستهم والدة سلمى بكلماتها ابتسموا لها اثنتيهم وردوا السلام ثوان ثم هتفت السيدة رغد وهي تجلس بجانبهم على الأريكة
مش ناوية بقى يا سلمى تقابلي العريس
دحرجت الأخرى عينيها بعيدا بملل للمرة المئة تتحدث معها في ذات الموضوع! من الواضح إنها لم تكل! تأففت بملل وهي تهتف بملامح ممتعضة قائلة
هو أحنا مش قفلنا على الموضوع ده
ڠضبت السيدة من حديث ابنتها فزمجرت پغضب وهي تشيح بيدها في الهواء قائلة
لا مقفلناش حاجة أحضرينا أنت يا بنتي عريس ميعيبوش حاجة والهانم رفضاه من الباب للطاق ده اسمه كلام برضه
وهنا فقط سمحت ليلى لحالها التدخل في الحديث الټفت لصديقتها وسألتها بتعجب
ورافضة ليه بدون سبب
يا ستي مش هتجوز أنا بالطريقة دي!
هكذا هتفت بتذمر بينما الأم نهضت وهي تقول لها بضيق
بصي أنا هسيبك تتكلمي مع صاحبتك شوية يمكن تعقلي بس خدي بالك اللي في دماغك مش هيحصل أبدا.
نهت حديثها وهي تعطيهم ظهرها وترحل من أمامهم بملامح معترضة انتظرت ليلى حتى اختفت والدة صديقتها من المكان ثم بدأت تتحدث معها بهدوء قائلة
هو ممكن أعرف إيه السبب
مش عايزة مش عايزة يا ناس مش هتجوز أنا صالونات!
هكذا هتفت بعصبية بينما الأخرى ربتت على كتفيها بهدوء وقالت لها بحزن دفين
بلاش تلاكيك يا سلمى بلاش تعملي زيي لحد ما الفرص كلها تروح مننا!
تنهدت وهي تتذكر ما حدث لها بسبب عندها الغير مبرر ابتسمت بحزن ثم استطردت قائلة
بلاش نقعد نتأمر لحد ما العمر يعدي علينا ونتضر في الأخر ناخد أي حد أي حد عشان قطر الجواز ميفوتناش!
كانت سلمى تنصت لها جيدا ولأول مرة تلاحظ ما تفعله هي بالتقريب تفعل كل ما كانت تفعله صديقتها انقبض قلبها عندما تخيلت حالها دون بيت
تم نسخ الرابط