روايه لُلكاتبه نورا سعد -1
المحتويات
ڠصب عنه ووديناه المستشفى بس...
بس إيه
الولاد الكبيرة اللي في سن مالك وخصوصا صحابه مصدقوش.
عقدت ليلى حاجبيها بتعجب وسألت
ومصدقوش ليه وأصلا ليه قولتوا أنه أتعور ما كنتوا قولتوا أنه كل حاجة بايظة مثلا!
جلست سهام مرة أخرى على المقعد المقابل لهم وأردفت موضحة
مكنش ينفع ياسين صديق مالك هو اللي بلغ العنبر كله باللي حصل لمالك أصلا! هو اللي لحق مالك ولولاه كان زمانه....
تنهدت بثقل وهي تطأطأ رأسها للأسفل فزعت ليلى مما سمعته هل عملية الأنت حار هذا حدثت أمام جميع الأطفال! أطفال في بداية حياتهم يكتشفون بمفردهم أنه يوجد أناس يريدون أن ينهوا حياتهم بتلك البساطة ولكن مهلا.. الکاړثة الأكبر هو الضحېة المسكينة ذلك الطفل الذي كان يريد أن يقضي على حياته قبل أن تبدأ بعد! خرجت ليلى من مستنقع أفكارها السوداء على صوت سلمى وهي تهتف قائلة بعملية
أيدتها ليلى ثم أضافت قائلة
ولازم نعملهم دورة جماعية عن حب الذات والنفس وكمان لازم نفهمهم أن اللي حصل لصاحبهم ده كان شيء غلط عشان محدش فيهم يقلده مثلا!
نهضت السيدة ثم هتفت قائلة
بس خدوا بالكم أن الولاد الكبيرة اللي زي ياسين هيتعبوكم شوية وخصوصا ياسين أنتوا هتيجوا معايا دلوقت تتعرفوا على الأطفال ولازم تكونوا مستعدين لأي سؤال أو أي رد فعل منهم.
كانوا يفهمون كلماتها جيدا أومأوا لها وهي ترجلت خطوتين للأمام وهم خلفها ثم دارت لهم في حين غرة وقالت لهم
نهت حديثها ثم ترجلت للأمام من جديد نظروا لبعضهم وشعروا أن المهمة كبيرة بحق وليس كما كانوا يتوقعون بالمرة! تابعوها في الخطوات حتى خرجت من مكتبها وذهبت معهم لغرفة أخرى مساحتها أكبر ولا يوجد بها أثاث غير مقعدين فقط تفحصوا المكان جيدا بأعينهم وقبل أن يتفوهوا بشيء كانت سهام تهتف قائلة
دي غرفة الاجتماعات الخاصة بالأولاد فاضل خمس دقايق والجرس هيرن والولاد هيجوا.
أومأوا برؤوسهم ولم ينطقوا ظلوا ينظرون للباب في انتظار هؤلاء الأطفال!
رحبوا معايا يا ولاد بمس ليلى ومس سلمى.
هكذا هتفت سهام وهي تشير على الفتايات ببسمة واسعة صفقوا الأولاد بحرارة تدل على ترحيبهم بالأعضاء الجدد الذين كانوا في انتظارهم منذ مدة قريبة وها هم انضموا لعائلتهم الكبيرة كان الأولاد يقفون في صفوف أمام بعضهم وليلى وسلمى يقفون أمامهم وبجانبهم مديرة الدار كانتا الفتاتان مرتبكتين من الموقف حثت سهام الأطفال بالتقدم طفل تلو الأخر لكي يعرف نفسه لهم وبالفعل تقدموا الأطفال وبدأوا في التعريف عن أنفسهم واحد يليه الأخر مر الوقت حتى انتهوا من جميع الأطفال ولكن كان يتبقى طفل واحد فقط ولم يكن سوى ياسين ابن الأثنى عشر عام تقدم منهم وعرفهم على نفسه وقبل أن يغادر فاجأهم بطرحه لسؤاله المباشر قائلا
تلكما الفتاتان من سؤاله هم بالفعل ليسوا مربين لهم كما من ذكرهم ولكن كيف علم بذلك والسيدة سهام لم توضح هويتهم لهم فاقوا من شرودهم على صوت سهام وهي تقول له بكل سلاسة ووضوح
دول أخصائين يا ياسين جاين عشان لو حد منكم حاسس أن عنده مشكلة ومش عارف يحلها أو عايز يتكلم مع حد يجي يتكلم معاهم هما بيسموا وبيحلوا المشاكل أحنا طلبنا منهم أنهم يجوا لينا عشانكم يا ياسين.
نهت كلماتها وهي تداعب خصلات شعره بلطف لكن الآخر لم يرق له حديثها تجهم وجهه وزمجر قائلا
وكانوا فين دول قبل ما مالك يعمل في نفسه اللي عمله ده ودول يعني هيمنعونا أننا نعمل زي ما مالك عمل
تنهد ثم واصل بحدة أكثر وانفعال
على فكرة أنا عارف أن مالك متعورش لوحده وأن هو اللي عمل كده في نفسه.
صدموا مرة أخرى! ولكن هذه المرة تدخلت ليلى سحبته من معظمه ناحيتها وانحنت لكي تصل لقامته ثم قالت له بلطف
هو ممكن أتكلم معاك شوية
لم يرد عليها فقط نظر لسهام لكي يستنبط منها أجابة وبالفعل حثته على الحديث وهي تقول له
هستناك في مكتبي يا ياسين ماشي
أومأ لها وعاد بنظره لليلى من جديد ابتسمت له وحثت صديقتها على الجلوس بعيدا عنهم لكي تعطيه أحساس بالحرية والأمان وبالفعل فهمت الأخرى وجلست بعيدا عنهم أعطت له كامل تركيزها ثم ابتسمت وسألته
ممكن أعرف بقى أنت إيه اللي مضايقك
نظر لها بدون تعابير مميزة فقط رفع كاتفيه للأعلى وقال
معرفش بس أنا مش متضايق!
طب أنا خدت بالي أنك بتقول أن صاحبك كان متضايق صح
أومأ لها بالإيجاب واستطرد هي قائلة
طب تعرف كان متضايق ليه
هنا وتحولت تقاسيم وجهه تجهم وجهه كليا وزمجر پغضب طفيف
معرفش معرفش! هو المفروض أنا اللي أعرف! مش لازم كل اللي حوالينا يكونوا واخدين بالهم مننا! الدار هي اللي مسؤولة عن رعايتنا يبقى لازم تاخد بالها إيه اللي ممكن يأذينا!
حديثه جعل لسانها يعقد! كيف على طفل مثله يستطيع أن يعبر بهذا الشكل! يتحدث وكأنه على علم بكل ضيق يمر به الإنسان كأنه على يقين أن كل إنسان بحاجة لشخص يسمعه ويساعده ويمد له يد العون يتحدث وكأنه يلوم كل من حوله على أنهم لم يفهموا كل تلك الأشياء البديهية بالنسبة له! والکاړثة الأكبر أنه كان على حق!
فاقت من شرودها على صوت الطفل وهو يهتف لها من جديد
أنا معرفش مالك كان ماله بس اللي أعرفه أنه كان متضايق أنا عارف أن اللي بيحاول يق...... تل نفسه بيكون متضايق أنا مكنتش أعرف وقتها مش عشان أنا وحش بس عشان أنا صغير مالك كان عايز حد كبير ياخد باله أنه زعلان!
انتهى من حديثه وغادر المكان وهو على مشارف البكاء كانت مشتتة بسبب ما سمعته! كيف عليه أن يتحدث على كل تلك الأشياء! هو حتى لا يعطيها المجال للحديث أو للتبرير! طفل صغير لا يتعدى التسع سنوات ويعلم كل شيء يحدث حوله!
انتشلتها من مستنقع أفكارها صديقتها انضمت لها وهي تقول لها بعملية
الطفل ده غريب أنا توقعت أن ممكن يكون مشيل نفسه ذنب صاحبه مثلا عشان كده متضايق لكنه يبقى فاهم أن ده مش ذنبه عشان هو طفل ويبقى مدرك أن دي مهمة الناس اللي بترعاهم يبقى بجد أحنا قدام طفل إدراكه مش طبيعي بجد!
صمتت لثوان ثم هتفت من جديد
ولا أحنا اللي كنا عيال هب لة
استطاعت أن تخرجها من الحالة التي كانت بها نظرت لها وهي تضحك على كلماتها ثم هتفت قائلة
بصي ممكن يكون الولد ده هو اللي دماغه أكبر من سنه لازم نتكلم مع حد تاني من الولاد الكبار بس المرة دي نحاول نفهم منهم هما بيفكروا في إيه دلوقت
متابعة القراءة