روايه لُلكاتبه نورا سعد -1
المحتويات
من البشر ويفتقد الأمان هل من المفترض أن بعد كل ما مر به يعطي الأمان لمخلوق على وجهة الأرض بالتأكيد إذا فعل ذلك فسيكون مختل عقليا بكل تأكيد!
انتهى ذلك الأجتماع بوضع أهداف جديدة تخص الأطفال وكانت خطط الفتاتين تغيرت كليا فكل منهم سوف يستخدم اسلوب مختلف مع الأطفال ولكن ليلى فكانت وضعت ياسين هدف صريح لها فمهمتها منذ اليوم هو معرفة الحلقات المجهولة في حكاية ذلك الطفل فهي ربطت بين ما حدث له وبين رفضه التام لانضمامه لأسرة بالتأكيد يوجد حلقة مفقودة وهي من ستقوم بالعثور عليها!
مرت أيام عديدة على أبطالنا كانت الأيام تمر عليهم بسلام فالفتيات مواصلات عملهم في الدار كل يوم يمر عليهم وسط الأطفال يتقربن منهم أكثر من ذي قبل.
صاحبك علي برا وعايزك يا سمير أخرجله هو في الجنينة.
هو مين اللي جاله ده وليه فرح أوي كده لما عرف أنه برا!
وفور انتهاءها من طرح سؤالها هم طفلا من الأطفال وأجاب عليها قائلا
ده علي صاحبه بيجيله كل فترة كده يسلم عليه ويمشي.
هكذا سألت ليلى بتعجب رد عليها طفلا أخر مردفا
يروح مكانه اللي عايش فيه.
عقدت ليلى حاجبيها بعدم فهم وقبل أن تستفسر من جديد قال ياسين مفسرا عن ما قاله صديقه
هو الولد ده من ولاد الشوارع من من الملجأ هنا بس سمير اتعرف عليه وأداله عنوانه عشان يجي يلعب معاه ويسلم عليه كل فترة.
تعجبت ليلى من ما سمعته فسألته من جديد
يعني إيه من ولاد الشوارع يا ياسين
ابتسم ياسينبسخرية وبنبرة متهجمه رد عليها قائلا
متعرفيش يعني إيه ولاد شوارع! هو أنت جاية منين!
وسريعا تدخلت سلمى وأنقذت الموقف بذكاء حينما قالت
كانت سلمى تظن أنها هكذا تنقذ صديقتها ولكنها لا تعلم أنها أثبتت وبجدارة أنها لا تفقه شيء أمام هؤلاء الأطفال! فور انتهاءها من حديثها سمعت قهقهات الأولاد الكبيرة الذين يجلسون حولهم تبادلت النظر هي وصديقتها بجهل وهي تشعر حالها أنها زادت الطين بله! وقبل أن تتحدث بشيء سمعت طفل يسخر منها قائلا
أنت كده فعلا أثبتي أنكم متعرفوش حاجة عننا.
ثم ارتفعت قهقهات الأطفال من جديد ولكي يزيحوا الفتيات عنهم الحرج انسجموا معهم في الضحك وبعدما أنتهوا من الضحك ومن كلمات الأطفال الساخرة تكلم ياسين وبدأ في توضيح ما كانوا يسألون فيه وأردف
الولاد اللي عايشين في الشارع دول مينفعش يجوا يعيشوا معانا يا مس لأن دول في ناس مشغلاهم حاليا مسسهامكانت قالتلي قبل كده أن الولاد دي هي اللي اختارت تعيش في الشارع وبيكون صعب أنهم يسيطروا على كل الولاد اللي في الشارع دي لأنهم بيتعرضوا لحاجات كتير صعبة.
ابتسمت ليلى بفخر على ذلك الولد رغم صغر سنه ولكنه يمتلك عقل شاب ناضج! نظرت له والابتسامة مازالت على محياها وسألته برفق
وأنت عرفت كل ده منين بقى!
رفع كتفيه بهدوء للأعلى وأجاب
من مسسهاملما طلبت منها أنا وسمير أن علي يجي يعيش معانا قبل كده.
اومأت له متفهمه ثم غيرت الموضوع كان مالك يجلس بجانب سلمى ولكنه مازال منقطع عن الحديث أعتدلت سلمى في جلستها ثم صفقت بحماس وقالت
بصوا بقى هنلعب لعبة واللي هيخسر هيتعاقب أتفقنا
إيه العقاپ
هكذا سأل طفل من الأطفال ببراءة ېخاف أن يكون العقاپ قاس أو يكون صعبا عليه اقتربتسلمى منه ببطئ ثم قالت بنبرة بمشاكسة قضت بها على خوف ذلك المسكين الصغير
لا لا ده هيكون مفاجأة للي هيخسر يلا بينا.
تحمس الأولاد كثيرا بدأت في شرح اللعبة لهم والتي كانت تسخدم فيها يدها شرحتها لهم وشرعوا في اللعب سويا كانت ضحكاتهم تملأ المكان ومن يخسر يعاقب بطريقة مضحكة ومرحة فمنهم من نالت يده من أسنان سلمى ومنهم من قامتليلى بزغزغتهحتى أمتلئت صوت ضحكاته في المكان ظلوا يلعبون بمرح حتى خسر مالك في تلك المرة نظرت له سلمى بشړ طفولي ثم قالت له وهي تشمر أكمامها الوهمية
بس جيت في ملعبي يا معلم.
انتهت من جملتها ثم أنقضت عليه بطريقة مضحكة كانت تزغزغه بيدها في موضع بطنه وأسفل رقبته كان الولد يقاومها بكل استطاعته كلما اقتربت منه كلما ارستمت على وجهه علامات الذعر والرفض! كانتسلمىمنغمسه في اللعب معه كما تظن لا تشعر برعشة جسده التي تملكت منه فور اقترابها منه! كان يدفعها بيده لكي تبعد عنه كانت تظن أنه يبعدها عنه لأنه يريدها أن تتركه كما يفعل جميع الأطفال عندما تمسكهم وتبدأ في اللعب معهم بهذه الطريقة لا تفهم أنه حقا مذعور منها! ولأن جسده صغير فكان وجهه مخفي عن عيون أصدقاءه بفضل جسدها الكبير بالنسبة له لم تدرك سلمى أن الطفل يعاني حقا لم تنتبه غير على يده الصغيرة التي دفعت وجهها عنه پعنف وصوت صراخه الذي دوى في المكان! تفاجأت من رد فعله ابتعدت عنه سريعا وهي تنظر له بتعجب فور ابتعادها عنه انكمش على حاله وهو ينظر لها پذعر كان جسده يتنفض بطريقة ملحوظة أنطلق سريعا ياسين صوبه وبدأ في تهدئته دون الاقتراب منه كان جميعهم ينظرون لهول الموقف بفم يكاد يلامس الأرض!
خرجوا جميعهم من تلك الصدمة على صوت ليلى التي قالت موجهة حديثها للطفل
أنت اتكلمت يا مالك
هنا وأخيرا خرجتسلمى من صډمتها اقتربت منه بهدوء وهي تسأله بهتمام
هو أنا ۏجعتك أنا كنت بل..
أبعدي عني.
هكذا صړخ عندما اقتربت يدها منه ابتعد عنها سريعا وانكمش على حاله أكثر أشارت لها ليلى أن تنسحب الآن وبالفعل انسحبت من الغرفة بأكملها بهدوء وبقت فقط ليلى نظرت للأطفال الذين يتابعون الموقف منذ بدايته ثم هتفت قائلة
حبايبي ممكن تروحوا تلعبوا في الجنينة شوية
و بالفعل أنفض المكان من الأطفال في أقل وقت ولم يتبق سوى ياسين الذي كان يجلس بجانب مالك وينظر
متابعة القراءة