صوت تلك الجملة وهي تتردد في أذنه دون رحمة كان يرتد للخلف دون شعور وكأنه هكذا يهرب من ذكرياته ولكنه فاق من تلك الحالة على تقدم السيدة منه وهي تمد له يدها وتقول له بصوت ضعيف سمير من فضلك متسبنيش وتمشي أنا عايزة أتكلم معاك عايزاك! نظر لها سريعا وارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وكأنه يذكرها بما حدث في ذات المكتب منذ سنوات! وقبل أن تضيف السيدة حرفا واحدا كان هو يقول لها بثبات حاول جاهدا أظهاره لها كان أسهل حل ليك من سنين أنك تمشي... في كل حال كنت بتسبيني وتمشي ودلوقت طالبة مني أن أنا ممشيش! شوفتي الدنيا لم ترد فقط وضعت يدها على وجهها بعدما كست على ركبتيها أمامه وأجهشت في البكاء بينما هو فنظر لها بحسرة ثم أضاف
بس دلوقت أنا اللي همشي يا ماما مش أنت. انتهى من كلماته ثم أنصرف من المكتب بأكمله هنا وتدخلت ليلى التي كانت تتابع الموقف منذ بدايته اقتربت من السيدة وساعدتها على النهوض وهي تربت على كتفيها بهدوء وتقول لها أجمدي الموضوع مش بالساهل. صلبت السيدة طولها وهي مازال جسدها يرتجف نظرت ليلى بضعف ولم تعقب بينما ليلى فجلست أمامها على المقعد بعدما طلبت لها مشروب ليمون لكي يهدأها.
بينما عند سمير فكان وصل لغرفته وتكور في فراشه وظل يبكي پعنف بعد وقت قليلا لحقته سلمى كانت الغرفة فارغة لأن ذلك الوقت كان وقتا مخصص للعب ولكن ذلك المسكين استغله في البكاء المرير! تقدمت سلمى منه بهدوء وجلست بجواره على الفراش كان يجلس أعلى الفراش يضم ركبتيه لصدره ويدفن رأسه فيهم داعبت خصلاته برفق لكي تلفت انتباهه رفع عينيه الحمراوتين لها ولم ينطق وهي استقبلت بندقيات عيناه بابتسامة هادئة وهي تقول له
أنت بټعيط ليه أنا عرفت أنك عملت اللي أنت عايزه. لم يفهم ما قالته وهي كانت تتوقع هذا لذلك واصلت قائلة على فكرة أنا معرفش حصل إيه ولا حتى إيه الموضوع بس اللي أنا عارفاه أن أكيد مس ليلى خلتك تقول اللي أنت عايزه للشخص اللي قابلته صح أومأ لها برأسه وظل صامتا بينما هي فتنهدت وهي تمسح دموعه بأناملها وتقول له بص يا سمير أنت لازم تبقى عارف أن أعظم شيء هو المواجهة أنك تواجهة اللي قدامك ده قمة القوة المواجهة بتخليك ترتاح وأنا متأكدة أنك واجهت الشخص اللي كان مستنيك صح هذه المرة هو من رفع كف يده ومسح دموعه المنهمرة نظر لها وبضعف كان يسألها
هو أنا لازم نسامح يعني لو حد طلب مني اسامحه وأعمله حاجة معينة المفروض أني أقول ماشي حتى لو أنا مش عايز والحد ده أذاني قبل كده يعني المفروض أوافق على الطلب وبس عشان مبقاش... مبقاش أناني! ابتسمت سلمى عليه فهي نجحت أن تجعله يتحدث ويخرخ ما في جعبته ربتت على كتفيه بهدوء ثم قالت له بص يا سمير أنا هقولك كام حاجة وهسيبك ترتاح شوية أولا لازم تبقى عارف أن من حق كل واحد يسامح الشخص اللي أذاه أو لأ بمعنى أن لو حد ضايقني أوي وجيه بعد فترة قالي متزعلش مني أنا من حقي أني اقوله أنا مسامح أو لا أنا مش قادر! طب لو قولتلع مش قادر هل أنا هكون كده أناني طبعا لا يا سمير لأن الحاجة دي بالذات مقدرة أنت ممكن تقدر وممكن متقدرش.
انتهت من كلماتها ثم اقتربت من مقدمة رأسه وطبعت عليها قبلة رقيقة رفع عيناه لها وكأنه يشكرها ولكن بنظراته الخاصة لها ابتسمت له ثم نهضت من مكانها وقالت هسيبك دلوقت عشان اليوم كان طويل وبكرة هنتكلم على كل اللي حصل النهاردة ماشي وأخيرا ابتسم لها أومأ لها بالموافقة وهي أرسلت له قبلة في الهواء رحلت من غرفة الطفل وكان إتجاها لمكتب السيدة سهام حيث تنتظرها السيدة ومعها ليلى.
دلفت سلمىلمكتب السيدة كانت سهام وليلىفي انتظارها وفور دخولها للمكتب كانت تقول پغضب شديد موجه حديثها للسيدة حضرتك كنت لازم تصرحينا بكل شيء يخص الولاد قبل ما نبدأ شغل عشان نفهم أحنا هنأهل إيه بالظبط لكن أننا كل شوية نكتشف مصايب ونبقى زي العمي كده مينفعش أبدا. رفعت السيدة رأسها لها وتنهدت لم تغضب من انفعالها فهي متفهمه أشارت لها أن تجلس بجانب ليلى وهي تقول لها أقعدي بس يا سلمى نتكلم. أخذت هي الأخرى نفس لكي تهدأ من حدة انفعالها ثم نظرت لصديقتها وجلست معهم نظرت للسيدة دون الحديث تنتظرها هي لترد على حديثها وبالفعل استجابت لها سهام وأردفت عليها قائلة أولا موضوع سمير ده أنا متوقعتش أنه هيتفتح أصلا والموضوع التاني اللي اكتشفتيه ده أنا مكنتش أعرف عنه حاجة وأنت عارفة فالمفروض كنت قولتلك إيه يا سلمى لما ليلىاحتاجت تعرف معلومات عن ياسين عرفتها وهي قدامك أهى تشهد. هنا تدخلت ليلى تؤكد حديث السيدة قائلة مدام سهام مش بتأخر علينا معلومات يا سلمى بس الموضوع كله جيه مفاجأة مش أكتر. صمتت ليلىوهي تتابع صديقتها ملامحها تلين بعدما كانت متشجة بشدة ثم أضافت دلوقت تعالي عرفينا عملتي إيه مع سمير تنفست سلمى الصعدأ ثم قالت بملامح أكثر استرخاء خدته وعملت له تحاليل وأشاعات عشان اتأكد أن مركز المخ والجهاز الهضمي والتنفسي بخير وسألت الدكتور على حالته وعلى المدة اللي بيتعاطى فيها وطمني مش ناقص غير النتيجة. وكده العلاج هيتم فين هكذا سألت سهام نظرت لها سلمى وأجابتها بهدوء لازم يكون هنا بس طبعا الموضوع لازم يتجهزله كتير أوي. أومأت لها السيدة ولم تضيف شيء ولكن من تحدث هي ليلى عندما أضافت الموضوع مش هيكون سهل لازم يكون في مرحلة تأهيل شديدة للولد المهم دلوقت يا سلمى كنت بتقولي في حاجات مهمة تخص مالك أتفضلي اتكلمي. تنهدت لكي تحفز حالها على الحديث نظرت لهم ولعيونهم المهتمة ثم هتفت للأسف مالك تعرض للأعت داء الجن سي يا استاذة سهام. شهقة عڼيفة خرجت من اثنتيهم ولكن الصدمة الأكبر كانت من نصيب السيدة سهام وهي تنهض مڤزوعة من مما وقع على مسامعها وهي تصيح پصدمة تعلو ملامح وجهها اعت داء جن سي! أزاي ومن مين هنا في الدار مستحيل اللي أنت بتقوليه ده. كانت سلمى متوقعة صډمتها لذلك نظرت لها بهدوء وأردفت الموضوع بقاله فترة يا مدام وكان في بيت من اللي أتكفل بيه يعني مش من هنا متقلقيش. كانت الصدمة مازالت تحتل وجهها سندت بكفي يديها على سطح المكتب ثم جلست مرة أخرى بضعف نظرت لليلى التي تلبستها الصدمة هي الأخرى وقالت بوهن عشان كده حاول يخلص من نفسه لما حاولت أضغط عليه عشان يوافق على العيلة اللي عايزة تتكفل بيه! كان حديثها جديد على مسامع الفتاتان لذلك انتبها لها وسألتها سلمى مستفهمة إيه حكاية العيلة اللي عايزة تتكفل بيه دي يا استاذة سهام أخيرا خرجت السيدة من تلك الحالة حاولت بشتى الطرق لملمة أعصابها لكي تقص ليها مقصدها وبالفعل هدأت حالها ثم بدأت في الاسترسال قائلة من