رواية للكاتبه نورا سعد-3

موقع أيام نيوز

لكي تهدأه ثم سألته عدة اسأله لكي تساعده على التحدث في أكثر من موضوع من أكثر من زاوية
عايزاك تحكيلي كان والدك بيعمل إيه بالظبط وكان عندك كام سنة وقتها وأخوك إيه اللي حصله.
تنهد بحرارة وهو يتذكر الآم الماضي نظر في الخواء ثم بدأ في قص حكايته منذ ما وعى عليه
كان عندي ٧ سنين اللي فكره أن دايما ماما مانت بټضرب عشان عايز منها فلوس اخويا كان في كلية طب وعشان محدش هيدفعله مصاريف الكلية ولا هيديله فلوس كان بيشتغل بس في السر لحد...
صمت لثوان وكأنه يتذكر ما حدث في ذلك اليوم المشؤم نظرت له سلمى وحسته على المواصله وبالفعل استجاب لها واستطرد قائلا
لحد ما عرف! من يوم ما عرف وهو دايما يمسكه يضربه وياخد منه فلوسه وهي سلبية مش بتعمل حاجة كل اللي ربنا مقدرها عليه أنها تقول لأخويا أديله يا إسلام! وكأنه كان بيشتغل عشانه هو! كأنه ملوش حياة ولا هدف!
صمت لكي يلتقط أنفاسه لكي يهدأ نظر لها من جديد وواصل
لحد ما في يوم أخويا رفض! وده... وده كان حقه! صح
صح يا سمير كمل سمعاك.
أدمعت عيناه دون أن يشعر نظر بعيدا وهو يهتف
بس هو كان لي رأي تاني!
ورغما عنه سحب لذكرى بعيدة ولكن مازال آثارها متواجد في كل آنش به.
أنت أتجننت! رايح تسحبلي الملف! شذ
هكذا هتف الشاب پغضب شديد ولكن الأب لم يروق له ما سمعه أقترب منه وپغضب مضاعف كان يمسكه من تلابيب ملابسه وهو يصيح عليه
أنت قليل الأدب ومش متربي والجامعة اللي أنت فرحان بيها دي خلاص بح.
دفعه پعنف تحت نظرات أبنه الممتزجة بالإنكسار والصدمة ثم استطرد قائلا
من النهاردة هتشتغل ليا أنا عشان تبقى تبجح وتقولي مصاريف الجامعة والكلام الفاضي ده.
هنا وأنفجر ذلك الشاب ودون تفكير ولو للحظات كان يدفع والده پعنف وهو ېصرخ في وجهه پغضب حبس بداخله لسنوات
حلمي بقى كلام فاضي! أنت مين أنت عشان تحكم عليا وعلى أحلامي ومستقبلي! أنت مجرد شخص مكتوب اسمه وراه اسمي في البطاقة وبس أنت ملكش حكم عليا ولا كلمة عليا متعش الدور أوي كده.
ودون سابق إنذار كان الأب ېصفع ابنه صڤعة قوية دوت صداها داخل صدره! وعلى عكس على المرات السابقة عكس كل مرة يحدث بينهم شجار فهذه المرة لم يقابل ضربات والده بستسلام ككل مرة فمن كان يحارب لأجله هدم بفضله ما كان يصمت لأنه يريد أن يصل له ټحطم كما كل آنش به ټحطم بفضله قابل تلك الصڤعة بدفعة قوية لوالده العزيز مما جعل الأخر يحملق فيه غير مصدق ما صدر منه وفي لحظات كان ينشب بين الأب والأبن عراك حار واشتد العراك بينهم مع دخول الأم بصحبة الصغير سمير فهي كانت في عملها وعادت للتو على هذا العراك صړخة قوية صدرت منها وهي تلطم على خديها پعنف فور رؤيتها ابنها البكري يمد يده على والده تدخلت بينهم سريعا تحاول فض تلك الشجار وعندما سئمت من المحاولات دفعت ابنها پعنف بعيدا عن الأب وهي تصرخ فيه پغضب
إيه خلاص أتجننت بتمد إيدك على أبوك!
وپغضب مماثل كان يشيح بيده في الهوار وهو يقول
أبويا! أبويا اللي راح سحبلي ملف كليتي يا أمي!
شهقة عڼيفة صدرت منها وهي ټضرب خديها پعنف وبدلا من تعنيفه أو قول أي شيء يبرد ڼار ذلك المسكين قالت له باستسلام تام لكي تشعل نيران حقده أكثر وأكثر
معلش أبوك أكيد عارف مصلحتك.
قوليله البايظ الفاشل ده...ده عيل بلطجي ده أتجنن خلاص!
صمت ولم يرد بل عجز عن الرد! كل ما فعله أنه رفع رأسه للسماء وكأنه يشكي لها ما يحدث له بفضل والدينه الذين من المفترض يكونوا هم مصدر أمانه في الدنيا عاد بنظره لهم من جديد ووجهه غارق بدموعه ثم قال بنبرة خرجت من أعماق قلبه المجروح بسببهم
أنا بكرهكم او كان بأيدي أني أتبرى منكم كنت عملت كده يارتني كنت عرفت أغيركم.
وكأنه دون أن يشعر شد فتيل ڠضب والده وفي حين غرة ودون سابق إنذار كان يمسك مزهرية زجاج كبيرة و...في رأسه وهو يدفعه پغضب أعمى خارج المنزل بأكمله صارخا عليه قائلا
عايز تتبرى مننا يا كلب! أطلع برا أطلع برا وشوفلك أهل غيرنا يا ساڤل.
لم يهتم لرأسه التي بدأت ټنزف بفضله ولا كان مكترث لصړاخ زوجته عليه من كان يقوده في هذا اللحظة هو غضبه فقط وفي وسط كل تلك الأجواء لم ينتبهوا اثنتيهم بمن يشاهد المشهد كاملا لا يهتموا به ولا بجسده الذي بدأ أن يرتجف بشدة أثر ما رأه وهو أيضا لم يعلم أن بسبب ذلك المشهد المؤلم ستتحول حياته بهذا الشكل!
عودة لما هو عليه.
وحصل إيه يا سمير
نظرت لها ووجهه غارق بالدموع رفع كتفيه للأعلى ثم أجابها بنبرة خرجت مخټنقة
مرجعش تاني! من يومها مرجعش تاني .
كانت سلمى غير مقتنعه فظنت أنه يحكي لها حكاية من وحي خياله لذلك سألته بجدية شديدة
أزاي يا سمير ومامتك يعني مرحتش تدور عليه!
هذه المرة مسك كف يداه وظل يفرك فيهم بتوتر نظر الأسفل وبصوت يكاد أن يسمع أردف
من يوم اللي حصل وهو حپسها في البيت كان ..كان بيضربها وبياخد فلوسها وبس.
عقلها عجز عن الأستوعاب هل يعقل أن يوجد بشړ بتلك القسۏة! بل يوجد أباء قاسيين بهذا الدرجة على ابنائهم! والأم! هل يوجد من سلبي في حق ذاته وأبنائه وكل شيء لهذا الحد!
خرجت من تلك الدوامة على صوت شهقات سمير أثر بكائه أقتربت منه من جديد ومسكت كفي يداه لكي تهدأه وهي تقول له بعض الكلمات الحنونة بعدما لحظت هدوءه النسبي سألته سؤالا جديد ولكنه سيربط لها كل الخيوط ببعضها
وأنت جيت هنا أزاي يا سمير إيه اللي وصلك لهنا
أدمعت عيناه من جديد رفع وجهه لها ببطئ وقال
لما عرفت أنه أتجنن خلاص.
إيه
هكذا سألت بعدم فهم بما تفوه به بينما هو فرفع يده يمسح عيناه وواصل
بعد وقت كبير وبعد ما الفلوس اللي معاها خلصت هو كان عايز فلوس فرجعها تاني شغلها ونزلني أنا أشتغل عند رجل جذماتي.
صمت لكي يلتقط أنفاسه ثم استطرد
لما نزلت شغل كانت بتدور عليه بس ملقتش ليه أي أثر حتى الرجل اللي كان شغال معاه قالها أن هو جاله عشان يشغله بس هو مكنش محتاج حد بس بعد فترة عرفت أن صورته على النت وبتقول أن في شاب فاقد عقله تايهه من أهله وهما لقوه!
كانت سلمى تعطي له كامل تركيزها نظرت له وحثته على المواصلة وبالفعل واصل قائلا
الشاب ده كان أخويا ولما حاولت تروح تجيبه من وره بابا أخويا خاف منها وهرب! اليوم ده هي جت مڼهارة ولأول مرة تعمل حاجة!
عملت ايه
هكذا سألت سلمى باهتمام شديد نظر لها ثم أجابها پانكسار
جت أتخانقت معاه خناقة جامدة.
ضيقت عينيها بتعجب وسألته
وبعدين
رفع كتفيه للأعلى مع تساقط
تم نسخ الرابط