رواية للكاتبه نورا سعد-4

موقع أيام نيوز

حاليا وصلت لحافة الأنهيار! صمت وهي نظرت له وضحكت! صوت ضحكاتها كان يدوي في المكان بشكل آثار تعجبه أقتربت منه وهي مازالت تضحك ثم قالت له
تعرف أن أنا كمان أتجوزتك عشان أهلي
ثوان وتحولت ملامحها تهجمت ملامحها سريعا أنكمشت ملامحها ثم صړخت في وجهه پغضب نابع من قساوة الأيام
أنا أتجوزتك عشان أخلص من زن الناس والعيلة وكلام الناس! عشان مبقاس عانس!
صمتت...صمتت ثم واصلت بنبرة رخيمة هادئة لكنها تقطر ۏجعا وظلما
أتجوزتك عشان مبقاس عانس في نظر المجتمع ومكنتش أعرف أن الضريبة أني هكون تعيسه باقي حياتي!
انتهت من كلماتها ثم ظلت تتنفس پعنف أنفاسها تهدكت بشدة وقبل أن تضيف حرفا أخر تكلم هو بنبرة هادئة
أنا وأنت أتجوزنا بعض عشان غاية يا ليلى مينفعش نيجي دلوقت ونقول ليه! أحنا كنا عارفين.
وأنا تعبت يا عامر الغاية من سنين كانت غاية أهلي دلوقت أنا عايزة ألبي غايتي أنا جيه الوقت اللي أشوف فيه مصلحتي الشخصية زي ما أنت بتعمل دايما.
ختمت كلماتها وهي تأخذ حقيبتها وتمسح وجهها بياطن يدها ثم أتجهت نحو باب منزلها ولكنها قبل أن ترحل سألها هو
يعني إيه
استدارت له بهدوء وهي تجيبه
يعني غايتي دلوقت هي ياسين
لم يعجبه كلماتها رمقها بنظرات مشتعله وهو يقول لها
لو نزلتي من هنا يا ليلى اللي بنا هينتهي اللي في دماغك ده شيء مش عاقل ومش طبيعي ومستحيل أقبل بيه.
لم تهتم لكلماته كل ما فعلته أنها ابتسمت بسخرية وهي تعقب على كلماته قائلة
تفتكر كلامك ده هيفرق معايا
ختمت كلماتها ثم ركضت نحو الدرك سريعا سنوات كثيرة مرت أمام عينيها أياما وليالي كانوا يمرون عليها وهي تشبيه الأموات تتذكر جيدا أن حياتها لم تبدأ إلا من ثلاث سنوات فقط منذ وطأت قدمها سوق العمل العمل الذي كان أول شيء تختاره بكامل إرادتها منذ نعومة أظافرها! ظلت تتجول في الشوارع دون وجهه محددة حتى هدأت قليلا وقفت تلتقط أنفاسها ثم أجرت اتصال بصديقتها سلمى تتأكد منها أن ياسين وصل لعندها لكنها تصنمت عندما سمعت كلمات صديقتها وهي تقول لها
ياسين لسه مجاش يا ليلى هو مش معاك
صدمة أخرى تقع فوق رأسها تشتت والړعب تملك منها أحساسها بالأهمال يسيطر عليها قالت لسلمى ما حدث باختصار شديد ثم غلقت معاها المكالمة وهي تنظر حولها بهلع لا تدرى أين تذهب ولكنها أخذتها قدمها للتجول في الشوارع المحيطة بمنزلها لعبها تعثر عليه وتعتذر له عن كل شيء حدث رغما عنها.

ولكن عند سلمى فبعدما غلقت المكالمة مع صديقتها تصنمت من الصدمة كل ما فعلته أنها رحلت من المكان سريعا تاركه خلفها زياد الذي كان يقف معها للتو يحدثها عن سيب مجيئه للدار غير مباليه لصياحه عليها ولا على ركضه خلفها خرجت من الدار بحذر شديد لكي لا تلفت نظر السيدة سهام عليها وقفت في منتصف الشارع لا تعلم أين تذهب ولكنها تذكرت أن ليلى تبحث عنه في الشوارع القريبة من منزلها إذن أنسب حل أنها تبحث عنه في الشوارع القريبة من الدار ظلت تبحث عنه هنا وهناك كانت تدخل من الشوارع الخاصة بطريق منزل ليلى أمله أنها تقابله في طريقها.
أما زياد فركض خلفها وهو لا يعلم ماذا حدث من الأساس كان يترجل خلفها لكنها أختفت من أمام عينه في لحظات ظل واقف في منتصف الشارع يبحث عنها بعيناه وعندما يأس ضړب كفا على كف وهو ينظر في الفراغ أمامه لا يعلم ماذا أصابها وقبل أن يتحرك من مكانه سمع صوت أنين مكتوم وكأن هناك من يبكي بصمت ظل يبحث عن ذلك الصوت حتى رأى طفلا صغير يجلس خلف سيارة ويبكي بصمت أقترب منه بحذر وهو يسأله برفق
مالك يا حبيبي
كان الطفل يخفي وجهه بركبتيه لذلك صوت بكاءه كان مكتوم ولكنه مع سماع صوتا قريبا منه رفع وجهه له ببطيء ليتفاجأ الأخر أنه ياسين أقترب منه سريعا وهو ينحني على ركبتيه أمامه وسأله بلهفة شديدة
ياسين! مالك يا حبيبي قاعد كده ليه وليه بټعيط
كانت الرؤية مشوشة لكنها أضحت واضحة بالنسبة له بعدما دقق النظر فيه كابتن زياد المدرب الذي يدربه كرة القدم هو وزملائه نظر له ودموعه مازالت تنهمر منه وبشفتان يرتجفان قال له
أنا مشيت من عند مس ليلى ومش عارف أرجع الدار يا كابتن.
هنا فقط وفهم الأخر ما يحدث حوله أومأ له وهو يعتدل لكي يجلس بجانبه على ذلك الرصيف وقبل أن ينطق سمع ياسين يسأله
تعرف ترجعني للدار تاني يا كابتن
قالها والعبرات تتلألأ في مقلتيه ابتسم له ذياد وهو يربت على كتفه وقال له برفق
وأنت بقى سبت مس ليلى ليه متعرفش أنها هي دلوقت قالبه الدنيا عليك وعماله تدور عليك في الشوارع هي ومس سلمى
نظر له سريعا غير مصدق ما قيل وبملامح مصډومة كان يقول له
أنت عرفت منين
وبهدوء أجابه
منهم...منا كنت بدور عليك معاهم.
صمت وهو يراقب تعابير وجهه بدقة تذكر سلمى لذلك خرج هاتفه لكي يجرى يطمئن سلمى على ياسين مسك الهاتف وهو يقول له
صحيح أنا نسيت أكلمها وأقولها أني لقيتك.
انتهى من جملته وهو يضع الهاتف على أذنه ينتظرها تجيب وفور ردها عليه قال هو سريعا
أسمعيني يا سلمى ياسينمعايا متقلقيش وطمني ليلى.
سمع نبرتها اللتي تحولت كليا في لحظات ابتسم وقال لها أنه سوف يأتي برفقته ولكنها طلبت منه أنه ينتظرهم هو والطفل في الحديقة التي تقع بجانب الدار أغلق معها الهاتف ثم نظر لياسين الذي كانت عيناه متعلقه عليه طوال مدة المكالمة نظر له ذياد وهو يتنهد ويشبك يداه في بعضمها ثم سأله
مقولتليش بقى ليه سبت المس بتاعتك
وبحزن خيم على ملامحه قال وهو يكسي رأسه للأسفل
عشان هي خلفت وعدها ليا.
أزاي
تنهد الطفل وهو يحاول أن يكبد دموعه ولكنه قال بحزن
كانت وعداني أني هعيش معاها بس رجعت في كلامها وجيه واحد النهاردة زعقلي وطردني وأنا معملتوش حاجة.
أنصدم الأخر! الأن فقط ربط خيوط الحكاية لكي توضح في ذهنه ورغم فهمه للأمر وما حدث لكنه كان مصډوم كيف عليها أن تأخء قرار مثل هذا من الواضح أنها قوية... فمن يقرر أن يدخل في معركة وسط المجتمع فهو بالتأكيد قوي قوي لأكبر حد ممكن! لم يخرج من دوامة أفكاره بسهولة كما سلب إليها ولكن من أنتشله منها صوت ياسين الذي استطرد قائلا بنبرة باكية حزينة
هي ليه قالتلي حاجة هي عارفه أنها مش هتنفذها أنت عارف أني كنت هبلغ صحابي النهاردة أني هسيبهم....كنت أول لما أجي من مشواري معاها هروح أحكلهم.
طبقة رقيقة شفافه أحاطت عسليتاه شهقة باكية فلتت منه تزامنا مع سقوط دموعه وقبل أن يسمع من الأخر كلمة واحدة تطيب خاطره المبتور كان هو يواصل بقلب طفل أنفطر
أنا كنت فرحان أوي لما قالتلي تعالى هفرجك على بيتك الجديد...فرحت أوي أن هيكون ليا بيت زي كل الناس! بس أكتشفت النهاردة أن اللي زي
تم نسخ الرابط