رواية للكاتبه نورا سعد-4

موقع أيام نيوز

أن ينطق بحرف غير وكانت هي ټنفجر فيه قائلة
هو لحد دلوقت مبعتش ليك المؤخر بتاعي ليه وبعدين يا متر في الموضوع اللي مش عايز يخلص ده!
انتهت من كلماتها ثم سمعت صوت ضحكات الأخر الهادئة ضيقت عينيها وهي تسبه في حالها ولكنها ابتلعت تلك السبات عندما سمعته يقول لها
يا فندم الحكاية كلها خلصت وطليق حضرتك مكنش عايز مشاكل وقال تروح تاخد كل حاجاتها اللي مكتوبة في القايمة والمؤخر هيوصلك على البيت الليلة وكمان بيبلغك أن الفلوس اللي في البيت هو مش عايزها.
كلماته صډمتها لم تتخيل أنه يفعل كل تلك الأشياء بهذه البساطة! كانت تتخيل أنه سيعقد الأمور وستلجأ للمحاكم إذا لزم الأمر لكنه اثبت لها أنه مازال يحفظ لها مشاعر نبيلة بداخله ومن أجل ذلك الشعور غلقت مع المحامي المكالمة بعدما شكرته ثم أجرت مكالمة أخرىلعامر ....ثوان حتى رد عليها وفور فتحه المكالمة كانت تقول له بأمتنان حقيقي
أنا متشكرة يا عامر أنك صونت العيش والملح ومخلتش أخر أيام بينا تمر بمشاكل.
كان الأخر متفهم كلماتها لذلك ابتسم بهدوء وكأنها تراه وبعد تنهيدة طويلة كان يقول لها
متشكرنيش يا ليلى ده اللي المفروض يحصل...عيشي حياتك وابدأي من جديد وحاولي تتأني في اختياراتك بعد كده.
ابتسمت على كلماته وأومأت له وكأنه يراها ولأول مرة تشعر أن كلماته حنونة لهذا الحد! كان شعور غريب..ولكن في نهاية الأمر ابتسمت له ثم شكرته مرة أخرى وغلقت معه المكالمة وقبل أن تنسحب في دوامة هي في غنى عنها في هذا الوقت بالتحديد بدأت تفكر بماذا تبدأ هل تبدأ أن تنقل الأثاث للمنزل الجديد أم توصي عمال النقاشة لكي يأتون ويجهزون المنزل أم تفعلهم جميعهم في ذات الوقت وبالتأكيد أستقرت في نهاية الأمر على الخيار الثالث.

مرت الأيام على أبطالنا سريعا وبسرعة الرياح جاء أخر يوم لهم في ذلك المكان الذي ولدوا فيه من جديد كما يقولون دائما كانا الصديقاتان وصلوا للمكان مع بعضهم فهم قرروا أن ينهوا أخر يوم لهم هنا كما مر عليهم أول يوم لهم سويا وقبل أن يفعلوا أي شيء ترجلوا الأثنين نحو مكتب السيدة سهام التي استقبلتهم بملامح حزينة ولكنها مزينة ببسمة لطيفة وفور دخولهم للمكتب كانت تنهض من مكانها وتقول لهم بمشاعر متغبطة
مش عارفة أقولكم إيه بس بجد أنا سعيدة أوي أوي بالشغل معاكم ومكنتش أتمنى أن اليوم ده يجي بالسرعة دي.
تأثروا الفتيات بكلماتها وبابتسامة نابعة من قلوبهم كانوا يقولون لها بصوت واحد
أحنا اللي بنشكرك.
نظروا لبعضهم وهم يضحكون ولكن ليلى تقدمت من السيدة وهي تنظر لها بأمل وحماس وبكل سعادة كانت تقدم لها بعض الورق وهي تقول لها
أنا خلصت الورق على فكرة وفاضل أمضتك.
رمقتها سهام بنظرات خبيثة ثم قالت لها بمشاكسة
وكمان جاية تاخدي مني بونبوناية الدار طب أقول إيه طيب
ضحكا الأثنين على كلماتها ولكن من تكلم هذه المرة هي سلمى عندما تقدمت منهم وهي تقول لهم
بس متنسيش أنه هيروح لقلب بيحبه...ومستعد يبيع الدنيا عشانه.
كانت كلمات سلمى محقه مسكت ليلى يدها وربتت عليها بأمتنان والسيدة سهام ابتسمت لهم وهي تأخذ الورق من يد ليلى لكي تمضي عليه وأثناء تركيزهم مع أمضتها رفعت هي وجهها لهم ثم قالت بابتسامة واسعة
مش عايزاكم تنسونا ولازم تجيبي ياسين يزورنا ويزور أخواته.
التقطت ليلى الورقة من يدها بفرحة شخص عثر على كنزا كان يبحث عنه منذ سنوات! لا تتخيل أن كل شيء انتهى وحلمها أصبح بين يديها كانا الأثنين يراقبون رد فعلها بهدوء تام ولكن الأخرى لم تستطيع أن تسيطر على فرحتها وبحماس شديد كانت ترفع الورقة التي في يدها للأعلى وهي تقول موجه حديثها لصديقتها
الورق خلص يا سلمى هاخد ياسين خلاص!
انتهت من كلماتها وهي تنقض عليها وتعانقها بشدة كانت السيدة سهامترمقهم بأعجاب شديد فهي للحق معجبه بعلاقتهم القوية البسيطة ولكنهم لم يعطوها فرصة لكي تتأمل في علاقتهم أكثر من ذلك ففجأوها الأثنين وهم ينقضون عليها هي الأخرى يعانقوها ويودعوها بحرارة شديدة..
انتهت تلك المقابلة والأثنين يترجلون نحو غرفة الأطفال ولكن سلمى لحظت مكالمات زياد لها بشكل متكرر فهي منذ أيام قطعت أي طريقة يستطيع أن يوصلها بها شعرت أن ما تفعله خطأ ولابد أن تصححه ولكن أتصاله المتكرر بهذا الشكل جعلها تتوتر هل حدث خطب يخص الأولاد ومع ذلك الأحتمال قررت أن تضع أي شيء شخصي جانبا وتجيب على أتصاله وبالفعل اتسأذنت من ليلى ووقفت خارج الغرفة ترد عليه وفور نطقها بكلمة مرحبا كانت تسمع صوت الأخر يصيح عليها بعصبية شديدة
هو في آيه يا سلمى يعني إيه بحاول أوصلك ومش عارف إيه شغل العيال ده
تعجبت الأخرى من رد فعله ضيقت عينيها وهي مازالت تستوعب ما قيل لها! وبصوت حاد كانت تقول له
نعم هو في حاجة يا كابتن زياد
من الواضح أن الأخر وأخيرا شعر أنه كان منفعل زيادة عن اللازم! تنحنح بأحراج شديد يشد خصلاته پعنف وكأنه ېعنفها هي عن ما فعله منذ لحظات توتر وبشدة ونتيجة ذلك التوتر كان يقول لها بسرعة شديدة ودون حساب لما سيتفوه به للتو
أه في حاجة...في أني عايز رقم والدتك يا سلمى. أنا عايز اتقدملك.
لحظة أدراك... عقلها وقف عن عمله بشكله الطبيعي! رئتيها أخټنقت من قلة الأكسجين حولها ودون شعور كانت تغلق المكالمة في وجهه وهي تتنفس پعنف! لا تصدق ما سمعته تظن أنها توهمت ما سمعته من الممكن بالفعل أنها توهمت لم لا ولذلك فتحت هاتفها سريعا واتجهت نحو تطبيق الواتساب وقبل أن تفكر ماذا تسأله بالتحديد رأت أنه هو من كاتب لها رسالة نصية تحتوي على هو في إيه بقولك هاتي رقم والدتك يا بنتي أنت
رائع...هي لم تتوهم! وبسرعة كانت بداخل المحادثة تحملق في الحروف تحاول الاستيعاب وبيد مرتجفة كانت تنقش بأناملها أرقاما بجانب بعضها في تلك المحادثة وبجانبهم كتبت
رقم ماما أهو متكلمنيش تاني بقى كفاية توتر!
غلقت الهاتف سريعا لا تريد أن ترى شيء هي فقط كل ما تريده أنها تسترخي وتنسى كل ما حدث...تنسى أنه هو الأخر كان معجب بها! لا تريد أن تتذكر أنه سيأتي ويطلبها للزواج!
لملمت مشاعرها المبعثرة تلك ثم أخذت أنفاسها تحاول تهدئة حالها وهي تخطو داخل غرفة الأولاد تنضم لهم وفور دخولها رحبوا بها الأولاد كالمعتاد وسريعا نست سلمى كل شيء وتذكرت هؤلاء الملائكة وبسرعة كبيرة كانت تنغمس معهم في الشرح ...وبعد انتهائهم من المحاضرة الأخيرة لهم وقفت ليلى بينهم وهي تنظر لكل واحد فيهم تحفظ شكله جيدا ابتسمت لهم ثم قالت لهم بابتسامة
أنا عايزة اسمعكم يولاد عايزة أعرف كل واحد أستفاد إيه مننا.
تحمسوا الأولاد كثيرا وبلهفة نهض مالك الذي بدأ هو في الحديث وقال
أنا اتعلمت منكم أني أثق في نفسي أتعلمت أني مسبش نفسي لحاجة أذتني أتعلمت أزاي أدافع عن نفسي وعرفت أني شاطر وعندي مواهب كتير أوي أنا مكنتش أعرفها.
هنا وتدخل
تم نسخ الرابط