رواية للكاتبه نورا سعد-4
المحتويات
أنا وصحابي من منحقهم يفرحوا...ولا حتى يحلموا يا كابتن.
ختم كلماته وهو يرفع وجهه الغارق بالدموع جهته كان زياد على وشك البكاء هو الأخر كان يود أن يشاركه الحزن وليته يستطيع أن ينتشل من قلبه كل الخذلان الذي به استطاع أن يتحكم في زمام مشاعره مسك وجه الصغير بكفي يداه يمسح دموعه بأبهامه وهو مبتسم وبنبرة صادقة كان يقول له
أوعى تقول كده تاني يا ياسين أنت جميل وكل شيء جمل في الدنيا أتخلث عشانك الفرحة أتخلقت عشان قلبك...قلبك الأبيض الجميل.
ابتسم باتساع أكثر ثم داعب خصلاته الناعمة وهو مازال يحدق في مقلتيه العاذبتان اللذان يغلفهم الحزن وقال له برفق
كان الصبي منتبه لحديث زياد جيدا كانت عيناه تسأله كيف هذا وقلبه يريد أن يخبره أنها لم تخذله وبالفعل أستجاب له زياد وقال له وهو ينهض ويمد له كف يده لكي يتحركان لتلك الحديقة
أنت مين اللي زعقلك يا ياسين
كان ياسين نهض معه وبدأ اثنتيهم في السير إلى وجهتهم نظر له الصبي وأجابه
الرجل اللي دخل علينا.
زعقلك أنت بس
هنا ورجع الولد بنظره للطريق صمت لحظات ثم أجابه
لا زعق للمس كمان ده زعقلها أوي وكان عمال يشتمها!
وبهدوء شديد ودون النظر للطفل كان يقول له
معنى كده أن هي كمان حصلها حاجة تضايق يا ياسين الرجل جيه زعقلكم أنتوا الأتنين.
لما زعقلك هي سكتت
وسريعا كان يدافع عنها بكل عزم قائلا
لا حاولت تسكته وتمنعه وحاولت تيجي ورايا كمان.
هنا فقط ووقف زياد في مكانه بعدما وصلوا للحديقة کسى على ركبتيه لكي يصل لقامة ياسين الذي مسكه من كتفيه وقال له برفق ولين
يبقى هي حاولت تمنع اللي كان بيأذيك يا ياسين هي مخلفتش وعدها زي ما بتقول هي بس بتواجه مشاكل عشان خاطر تعرف تنفذ الوعد ده وأول المشاكل دي كانت النهاردة تفتكر بقى أنت المفروض تقف معاها وسط المشاكل دي عشان تساعدها تنفذ وعدها ولا تتخلى عنها وتقول وأنا مالي
على فكرة مس ليلى عماله ټعيط عليك وفكراك أنك زعلت منها ومشيت.
ختم كلماته تزامنا مع ظهور ليلى التي تركض نحوهم بلهفة شديدة وترافقها سلمى ركضت نحو ياسين بسرعة شديدة ثم ألتقطته داخل أحضانها وهي تعتذرله من كل قلبها والأخر أستجاب لها وأستكان داخل مسكنه الدافئ ووسط أعتذارها المتكرر له خرج هو من أحضانها ومسح دموعها المنهمره بأنامله الصغيرة وهو يقول لها بابتسامة عاذبة أذابت لها كل الحزن الذي كان في قلبها
كلماته طيبت لها چروحا كثيرة! وكأن كلماته بلسما يداوى چروح القلوب المنكسرة لأشلاء! عجز لسانها عن الرد ولكن كل ما استطاعت أن تتفوه به هي جملة واحدة
وأنا هواجهه العالم كله عشانك.
كل هذا حدث تحت أنظار زياد وسلمى التي كانت ترمقه بنظرات فخوره بالتأكيد هو من تحدث معه ومن الواضح أيضا أنه فطينا بصورة مبهرة فمن يستطيع أن يفهم كل ما حدث من خلال كلمات بسيطة صادرة من طفلا صغير وأيضا يستطيع أن يحل الوضع بتلك السلاسة فمن خلال ما قصته عليها ليلى تدرج أن ياسين كان مستاء منها ومن كل ما حدث إذن ما قلب الموازين هكذا غير هذا الخبيث الطيب ابتسمت له ولم تنطق بشيء دقائق فقط وأنتقلوا جميعهم للدار .
أخيرا ألتقطوا الفتيات أنفاسهم بهدوء أخذت ليلى ياسين وأنضمت للأطفال بينما سلمى فأخيرا أنفردت بزياد بمفردهم أقتربت منه وسألته وعلى محياها ابتسامة لطيفة
براڤو عليك أنك عرفت تتعامل مع الموقف.
بادلها بابستامة لطيفة هو الأخر وأجابها ببساطة
أنا مش تلميذ برضه أكيد بعرف أتدارك الموقف.
ختم بكلماته بغمزة خبيثة بينما هي فدارت وجهها تضع خصلة كانت تداعب وجهها خلف أذنها وهي تقول له بعدما نظفت حلقها
مقولتليش صحيح كان إيه سبب الزيارة
وقف أمامها وبثباث أجابها
الحقيقة أني نسيت أعرفك بنفسي كويس أنا زياد خلف الله صاحب محتوى على الأنستجرام وعندي عدد لا بأس به يعني محتوايا يخص شغلي شوية وهو التدريب بقدم معلومات تخص الشباب وهكذا.
ابتسمت له ولكنها كانت مازالت على جهل بما يرمي عليه فقالت له سريعا
مفهمتش برضه.
ضحك بصوت عال على رد فعلها السريع لاحظ امتعاض ملامحها فرد عليها سريعا وهو يبتلع ضحكاته
منا لسه هقولك أهو أنت متسرعة ليه بس.
أحرجها الوقح! ورغم ذلك تدارك سريعا الموقف واستطرد قائلا
أنا قولت بصراحة أني لازم أساعدكم بأي شكل أقدر عليه أصل مينفعش أشوف خدمة أنسانية جميلة زي دي بنات بيقدموها لأطفال وأنا محاولش أساعد بحاجة بسيطة.
صمت وهو يرى ملامح البلاهه ترتسم على وجهها من جديد لذلك واصل
أنا أمبارح ظبطت الصور اللي خدتها مع الأولاد في التدريب وقولت أني هنزلها عندي وهعرف الناس عليكم وهسلط الضوء على الدار الفترة الجاية وهوضح كل شيء بتعملوه مع الأطفال وقولت أن طبعا لازم أول داتا تكون معايا هي صور للمكان اللي عايشين فيه الأطفال فقولت أجي النهاردة أزور الأولاد وأخد كام صورة ليهم.
تحمست الأخرى لكلماته كان بداخلها مشاعر متخبطة هناك أمتنان وهناك حماس وأخرى فخر به ولكن كل تلك المشاعر لخصتها هي بنظرة لطيفة وكلمات ألطف
شكرا بجد لأهتمام ده يا أستاذ ذياد
بادلها تلك الابتسامة وقال لها
طيب مش المفروض نقول لمديرة الدار
وبالفعل تحركا سويا نحو مكتب الأستاذة سهام دخلت أولا سلمى وعرفتها على زياد ثم أعطته المجال لكي يحدث ويقترح عليها فكرته البسيطة لدعم الأطفال والدار وفي نهاية حديثه قال لها
الفديوهات دي أنا متأكد أنها هتساعد الدار بشكل كبير ومن خلالها بإذن الله هيكون في تبرعات تقدروا تساعدوا بيها الأولاد أكتر وأكتر.
كانت السيدة فخورة بهم كثيرا وبفرحة تعلو ملامحها كانت تقول له
أنا بجد مش عارفه أقولك إيه على موقفك النبيل ده بس بإذن الله كل ده يترد ليك في ميزان حسانتك.
ابتسم لها بود ولم يعلق وقبل أن تتفوه هي بشيء كانت ليلى تطرق على الباب لكي تنضم لهم وقبل أن تفهم أي شيء كانت السيدة سهام تستدير لهم وتقول موجه حديثها لليلى
كويس أوي يا ليلى أنك جيتي في كلمتين عايزة أقولهم ولازم تسمعيهم.
وضعت ليلى يدها على قلبها بړعب هل صديقتها قصت على السيدة ما حدث هل ذلك الشاب أخبرها أنها مهمله وغير مسئولة على طفل صغير ولكن السيدة حطمت جميع أفكارها السوداء عندما قالت لهم بفخر يتراقص في مقلتيها
حقيقي يا
متابعة القراءة