رواية للكاتبه نورا سعد-4
المحتويات
أي شيء بكله بس دلوقت بقدر أكل وعشان كده مبقتش بدوخ خالص وكمان بقيت بعرف أنام كويس ومش بيجيلي حاجات وحشة تصحيني أنا حاسس أن بقيت فايق خلاص.
كلمات بسيطة عفوية جعلت قلبها ينبض بشدة شعرت أن قلبها على وشك القفز من موضعه لا تصدق أن هذا ما حصدته يدها العزيزة! فهي أول مرة تشعر بلذة أن تجني ثمارك بعد تعب ومشقة وإستنذاف مشاعر! ترقرقت الدموع في عينيها ولكنها دارتها سريعا وهي تقترب منه وتحاوط رأسه بيدها وتبتسم له كان يمنحها ذات الابتسامة ولكنها أكثر نقاء وصفو وبنبرة سعيدة مشاكسة كانت تقول له
وأنا جاية أقولك أن الدكتور قالي أنك وصلت للمرحلة الأخيرة يا سمير وأن دي أسهل مرحلة ودلوقت تقدر تخرج مع أخواتك وتشوفهم عادي.
دول... دول وحشوني أوي بقالي كتير خالص مشوفتهمش.
أشفقت عليه فهو منذ ثلاث أشهر وهو يجلس في تلك الغرفة بمفرده و سلمىفقط هي من كانت تعتني به عناية كاملة ودائما كانت تأخذه دائما للحديقة العامة الخاصة بالدار لكي يستنشف هواء نقيا أقتربت منه وهي تداعب خصلاته بحب وتقول له
خلاص يا عم خدنا أفراج وهتخلص مني خلاص.
وبحركة عفوية منه كان يفتح ذراعيه ويرتمي في أحضانها وهو يقول لها
بس أنا حبيتك أوي ومزهقتش منك أبدا.
بادلته الحضن بأمتنان شديد لذلك الشعور اللطيف الذي يغمرها ويتسلل لأوردتها بفضله وقبل أن ترد عليه أقتحمت ليلى الغرفة عليهم وهي تنضم لهم وتقول بمشاكستها المعتادة
ختمت كلماتها وهي تطلق صوتا من تلك الصفارة التي كانت تضعها في جيبها تهلل الولد بسعادة وهو يقفز هنا وهناك وهو يهلل فرحا وقبل أن يسأل على أي شيء قالت سلمى بحماس
وهي دي المفاجأة يا سيدي أحنا هنروح دلوقت أحنا وأخواتك تدريب كورة.
تعالى التهليل في الغرفة أكثر وأكثر وفي ثوان كانوا الأطفال جميعهم يقتحمون الغرفة ويهللون مع سمير لأنهم سمعوا ما قل وبمشاكسة كانت ليلى تقول لهم
حرقتوا المفاجأة يا عفاريت.
ثم وقفت في المنتصف سريعا وهي تسقف بيدها وتواصل
وسريعا اختفوا الأطفال لكي يبدلون ملابسهم والفتيات يقفون في المنتصف ينظرون لبعضهم بفخر على هذا الإنجاز الكبير الذي حققوه بمفردهم! فأن تلك الأطفال تصل لهذه المرحلة فهذا هو الإنجاز.
وصلوا جميعهم النادي الذي قامت سلمى بحجزه لهم كانوا يلعبون ويمرحون هنا وهناك وكأنهم كأنوا أسرى حرب وأنفك أسرهم للتو كان المدرب سعيد بهم كثيرا فهم لديهم طاقة لكي يهدون العالم ويشكلوه من جديد كما يناسب الجميع من وجهة نظرهم المحدودة كانت ليلى تمسك هاتفها وتلتقط لهم بعض الصور التذكارية المبهجة ولكن سلمى فكانت تترجل في المكان تحاول الوصول لذلك المشرف فالمدرب بلغها في صباح اليوم أن تأتي هي والأطفال وأن المشرف لم يأخذ منهم مال لأنها مؤسسة خيرية فكانت تريد أن تقابل ذلك المشرف النبيل لكي تشكره ولكنها لم تعثر عليه يقولون أنه في المكان ولكنها لا تعلم أين هو بالتحديد! ودون سابق أنذار كان يوجد من يقف خلفها وهو ينادي عليها قائلا
استدارت له سريعا ولكنها تفاجأت من هويته هل من الممكن أن الصدفة تضعها في موقف محرج كهذا! ضيقت عينيها وهي تسأله بشك دون الأهتمام بالرد على كلماته
هو أنت صاحب حسين كنت معاه في الخناقة صح
تذكر أنها هي فهو كان لا يتذكرها من الأساس ولا كان لديه علم باسم البنت الذي كان زميله ينوي خطبتها كانت علامات الصدمة تعلو وجهه وبنبرة متعجبة قال
آه أنا أنت إيه اللي جابك هنا قصدي إيه علاقتك بدول قصدي...أنت مين
كانت كلماته مشتتة غير مرتبة بالمرة ولكن الأخرى لم تفهم ذلك هي ظنت أنه يستهزء بها وبعملها مثل صديقه الأحمق وبعيون حادة كانت تصيح عليه قائلة
والله وأنت بقى عاملي الشويتين دول ومش هاخد فلوس عشان تقول لصاحبك أني مبقشش عليها هي وشغلها أنت عبيط ياض ولا إيه
كانت تتحدث بانفعال شديد غير مدرجة بما تتفوه به! هي فقط رأت شياطين ذلك الحسين تتراقص أمامها وهي قررت أن تحرقهم بكلماتها ولكنها تفاجأت برد فعل الأخر الهادئ الذي كان في وجهة نظرها بارد! فضحك لها برفق وهو يقول لها بهدوء
حيلك حيلك عليا بس أنا أصلا مليش علاقة بحسين ده خ هو معايا في التدريب وكانت عربيته في الصيانة وطلب مني أوصله وللصدفة شافك وحصل اللي حصل.
موقف محرج تضع حالها به من جديد! هل هي للتو هزءته لسبب في رأسها هي فقط رائع موقف أخر يذيد من الطين بلة فهي الأن تقف أمامه كالفأر الذي أصتاده الصياد الماهر بعدما هشم له بيته على رأسه! ابتسمت له بحرج وهي تعبث بخصلاتها وتقول
آه ... يعني أنت متعرفوش أنا بس أفتكرتك صاحبه فأكيد واخد من نفس تفكيره يعني وبتاع.
حاولت أن تبرر سبب انفعالها عليه ابتسمت لها بهدوء وهو يقول لها
ولا يهمك أنا تشرفت بيك والحقيقة أني كنت عايز أعتذر ليك على أسلوبه الغير حضاري اللي أتعامل بيه معاك يومها.
كان لبق في حديثه كثيرا يختار كلماته بعناية تشعر أن ذلك الشاب وحسين هم الشيء ونقيضه مناحته ابتسامة ودودة وهي تتحرك معه وتقول
أنا اللي بعتذر عن تسرعي في كلامي الحقيقة أن أفتكرت حاجات غريبة كدة وزعقت عشانها يعني.
ضحكت بخفوت وهي تتذكر ذلك السناريو الذي رسمته في ذهنها كان الأخر يراقب تعابير وجهها بهدوء شديد فقط ينظر لها وهو مبتسم وضعت الأخرى خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تنظف حلقها وتقول
شكرا على أستضافتك لينا في النادي بدون مقابل كنت بدور عليك عشان أشكرك.
أسمي ذياد صحيح.
وكأنه للتو لاحظ أنه لم يعرفها على نفسه ابتسمت له وهي تقول له أول شيء جاء في ذهنها
منا عرفت من كابتن عادل.
أحرجته الحمقاء شعرت بحالها عندما حك في ذقنه ودار بعيناه في المكان تنحنحت هي وأضافت
وأنا سلمى أتمنى مقابلتنا الأولى متسبش في ذهنك أنطباع سيء عني.
ختمت كلماتها وهي تضحك برفق كانت تستهزء بأفعالها ولكنه فاجأها عندما أخذ كلماتها على محمل الجد وقال لها متفهما بجدية شديدة
لا خالص ده أنت شكلك مهذبة وعندك خبرة كبيرة أوي في مجال عملك أنا الحقيقي أعجبت بالبنت اللي كلموني عنها وأنها كانت بتسعى بكل جهدها عشان تخلي أولاد الدار اللي هي بتدرب فيه ينزلوا تدريب أنا عارف اهمية النقطة دي في حياة كل طفل وكنت جاي النهاردة عشان أقابل البنت دي وأشكرها بنفسي والحقيقة أنها كانت صدفة لطيفة أوي.
كلماته جعلتها تتلكم لا تعرف بماذا تجيب ولكنها ابتسمت له ثم قالت
شرف ليا الكلام الكبير ده.
قوليلي بقى أنت كنت بتعملي إيه في الشارع
متابعة القراءة