رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
بثبات إنفعالي تعجب له ياسين
نبرة الټهديد اللي في كلام حضرتك دي إتوجهت للشخص الغلط وأنا برفضهاأنا ما حدش يقدر يجبرني علي التعاون لأن معنديش اللي أقدر أساعدكم بيه وده أولا
واستطرد بنبرة ساخطة
وثانياحتي لو عندي فأكيد مش هعرض نفسي وأدخل نفسي في قضية تخابر علشان موضوع ما يخصنيش لا من بعيد ولا من قريب
أردف سليم متسائلا بتعجب حاد
هو إيه اللي في كلامي مش مفهوم ومخلي حضرتك مصر علي إني هقدر أوصلكم للجزء المحذوف!
لؤمك وإنكارك مش هيفيدوك بالعكسإنت كدة بتعرض نفسك لڠضب المسؤلين وأنا بحذرك...جملة ټهديدية صريحة نطق بها ياسين بعدما فاض به الكيلجعل بها الأخر يصل للمنتهي ويثورهب واقفا وتحدث بنبرة شديدة الحدة
وبعجالة تحرك إلي الباب وفتحه بقوة وتحدث بنبرة حادة وثبات يحسد عليه
نورت يا حضرة المسؤل
إتسعت عيناي ياسين وتحول بياضها إلي أحمر داكن جراء بركان الڠضب الذي أصابه من تصرف ذاك الأرعن وهتف بصياح عال
إنت فاهم إنت بتعمل إيه وبتعادي مين بالحركة الغبية بتاعتك دي
أنا بحذرك لأخر مرة
بحركة إستفزازية مال سليم برأسه فيما معناه أن يفعل جل ما بوسعهوأشار له بيده بإتجاه الخروج
وهنا ظهرت فريدة التي إستمعت إلي صوت زوجها الغاضب فارتدت حجابها سريعا وهرولت إليه وتحدثت مستفسرة وهي تطالعه بارتياب
فيه إيه يا سليمصوتك عالي ليه
أجابها ببرود ومازال ناظرا علي ذاك المريب
نظرت حيث يثبت عيناه فلمحت ذاك الغريب التي ضيقت عيناها حين رأت وجهه وشعرت أنها رأته من ذي قبل ولكن أين
إحتدم غيظا وبقلب مستشاط وخطوات واسعة تحرك ياسين متجها إلي الأمامهدئ من مشيته حين وصل لوقفة ذاك العنيدوقف يطالعه بعيناي غاضبة ورمقه بنظرات توعديه تحت نظرات فريدة التي باتت تطالعه عن قرب وهي تجاور زوجها الوقوف بجانب باب المكتبألقي بنظراته الأشبه بالأسلحة الفتاكة ثم أندفع للأمام متخطيا وقوفيهما وكاد أن يصل إلي الباب الخارجي لولا صوت تلك التي تحدثت إليه باستفسار
تسمرت ساقاه بالأرض وألتفت يتطلع عليها بإستغرابأما سليم فحول بصره عليها سريعا وبات ينظر لها باستغرابفاسترسلت هي بتأكيد
أنا متأكدة إن الصورة اللي شفتها علي الموقع الإخباري اللي نزل الخبر كانت لحضرتك
بنبرة حادة أردف سليم مؤنبا إياه
واستطرد متهكما بسخط
لا وراسم لي دور الوطنية وماسك منصب في المخابرات وقضية أمن دولة ومعرفش إيهوأنت جاي تدور علي اللي قتل مراتك
هتفت فريدة مؤكدة بإيضاح
هو فعلا ظابط في المخابرات الحړبية يا سليمأنا قريت ده علي الموقع الإخباري قبل الخبر ما يتحذف بعد دقايق من نشره
وضع كف يده ومسح به وجهه بإرهاق وألم ظهر عليهفشعرت به فريدة التي تحدثت إلي زوجها بإستفسار
هي إيه الحكاية يا سليم
بنبرة حادة وعيناي غاضبة هتف سليم بامتعاض
الحكاية إن حضره الظابط جاي يهددني في بيتي وعاوزني أخون مهنتي وأسرب له معلومات عن تسجيل الكاميرات بتاعه الأوتيل اللي حصلت فيه الچريمة
بنبرة جادة تحدث بإبانة
أنا ما قصدتش أهددكأنا لما لقيتك رافض تساعدني اضطريت أكلمك بالطريقة دي علشان أجبرك علي إنك تتعاون معايا
واستطرد بصدق ظهر بين داخل عيناه
أنا كل اللي عاوزه هو إني أعرف مين اللي عمل كده في مراتي.
إستشعرت صدق حديثه ولمست من نبرات صوته القهرفتحدثت برجاء إلي زوجها
أرجوك تساعده يا سليم
واستطردت وهي تشير لذاك الواقف بالدخول إلي حجرة المكتب من جديد
إتفضل يا حضرة الظابط وأكيد سليم لو في إستطاعته يساعدك مش هيتأخر
فريدة...كلمة نطقها سليم بنبرة حادة وعيناي تطلق تحذيرا متوعدا
ترجته بعيناها وتحدثت وهي تمسك كفه لتحثه علي الموافقة
علشان خاطري توافق يا سليمإحنا في الأخر ولاد بلد واحدةواللي إتقتلت دي مصرية زينا ولازم تساعده يجيب حقها
إكفهرت ملامحه وبسهو منه هتف بما كشفه أمام ذاك الداهي
إسكتي يا فريدة إنت مش فاهمة حاجةالموضوع كبير ودي مش مجرد قضية قتل عادية علشان أساعده فيها
واستطرد شارحا بتغافل منه
دي قضية مخابرات من النوع الأول وداخل فيها منظمة إرهابية وجماعات متطرفةيعني القټل ده أسهل حاجة عندهم
قطب ياسين جبينه ونظر له مدققا ثم سأله متهكما
وبتتهمني بإن أنا اللي بلف وادور!
واستطرد لائما بتعجب
طب ولما أنت عارف كل حاجة عن القضية قاعد تتلائم عليا وعامل فيها مش فاهم حاجة ولا عارفني ليه!
بمتتهي الثقة عقب علي حديثه بصدق تام
أنا فعلا ما أعرفش شكلك ولا شخصيتكلكن بالنسبة لچريمة القټل أنا عارف كل تفاصيلهالأن الشرطة الألمانية لجأت لي في التحقيقات علشان أساعدهم
واستطرد بإيضاح لائم
وبيتهئ لي حضرتك أكثر واحد عارف إن ما ينفعش لا أتدخل ولا أكشف عن معرفتي لأي تفاصيل وصلتنيأنا مش عايش في بلدي يا حضرةأنا واحد مغترب أنا وأسرتي ولازم أمشي جنب الحيط وأتجنب المشاكل
أنا قلت لك إني هحميك...جملة قوية نطقها ياسين بثقةتنهد سليم وزفر بقوة والحيرة سكنت عيناهشعرت أميرته بحيرة قلبه وضميره الحيوتردد عقله الواعي الذي يدرك جيدا كم المخاطر التي تكمن داخل ذاك الموضوع الأشبه بقنبلة موقوته والتي ستنفجر حتما بوجه من يتجرأ علي الإقترب منهاتحدثت بنبرة هادئة
تعال نتكلم بهدوء ونشوف إزاي ممكن نساعده في إنه يرجع حق مراته
مبدأيا كدة إنت تبعدي عن الموضوع ده وماتدخليش فيه نهائي...جملة مړتعبة نطقها سليم بحدة خشية علي متيمة روحه من أن يصيبها مكروه من هؤلاء الخارجون عن القانون
أومأت له لتستدعي سكون روحهتنهد بأسي ثم نظر إلي ياسين من جديد وتحدث مرغما وهو يستدعيه للعودة إلي حجرة المكتب من جديد
إتفضل
تقدمهما ياسين وجلس بعدما أشار له ذاك السليم بالجلوس
داخل الحجرة الخاصة بأيسلحيث كانت تجلس القرفصاء ودموعها تنهمر فوق خديها بغزارةخليطا من المشاعر تجتاح داخلها لتحدث ضجيجا وتجعل من عقلها مشوشاشعورا بإنشطار قلبها لاجل غاليتها التي إستعجلت الرحيل تاركة عالمها قبل الأوانوشعورا بالذنب يتأكل من روحهاتعض أصابعها ندما علي ما أقترفته من خطئ فادحا بحق تلك الراحلةصوتا عاليا داخلها دائما ما يؤنبها ويحملها جزءا كبيرا مما حدثيحدثها داخلها لو أنها لم تنصت لتحذيرات والدتها واخبرت حينها أبيهالكانت نأت بحال والدتها من الهلاك
وما زاد من أحزانها وجعل من ثقل أحمالها تتزايد وتكاد تقطم ظهرهاهو مكالمتها الهاتفية مع أستاذها بجامعة هايدلبرغ الألمانية والذي أخبرها بأن الجامعة لا يوجد بها فرعا لدراسة الطب البشري بالقاهرة
أخرجها من شعور الذنب الذي يعتصرها داخل مفرمته القاسېة إستماعها لبعض طرقات فوق البابعلي عجالة جففت دموعها ثم سمحت للطارق بالدخولفتح الباب ودخلت منه تلك الرقيقة التي تحدثت علي استحياء
ممكن أدخل
تعالي يا سارة...نطقتها بصوت خاڤت حزينتحركت إليها وجاورتها الجلوس فوق تختها وتحدثت بنبرة حزينة لأجل صديقتها
لحد إمتي هتفضلي حابسة نفسك في أوضتك كدة يا سيلا
إنت كدة بتدمري روحك
أجابتها بدموعها الحارة
مش قادرة أشوف حدحاسة إني فقدت القدرة على كل حاجة
تنهدت سارة لأجلها وتحدثت في محاولة لإخراجها من
متابعة القراءة