رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
لتهكماته بالحديث علي تفكيرها واتهامها بضيق أفقها لنظرتها للأمورفهتفت بعيناي حادة
الظاهر إني رخصت نفسي معاك قوي يا حضرة الرائد لدرجة إنك قاعد تتريق عليا من غير ما تراعي شعوريبس وعد مني مش هتتكرر
ثم هبت واقفة وبدأت بلملمة أشيائها تحت ڠضب كارم الذي هتف بنبرة صارمة
إقعدي وخلينا نكمل كلامنا زي الناس وبلاش تصرفات الأطفال بتاعتك دي
ومش معني إني بلفت نظرك لتصرف غلط عملتيه تقومي تغضبي وتقرري تنسحبي
واسترسل بايضاح
أنا عملت كدة علشان من الأول نفهم طباع بعض وكل واحد فينا يحاول يعرف إيه اللي بيضايق الطرف التانيويحاول يتجنبه علشان نقرب من بعض بطريقة صحية وصحيحة
بكبرياء عقبت
بس أنا مش شايفة نفسي عملت حاجة غلطوعلي فكرةاللي بيحب حد بيتقبله زي ما هومش من أولها يقعد ينتقد في تصرفاته ويطلب منه يتغير
ومن الآخر كدة أنا ما بتغيرش علشان حد يا سيادة الرائد
برافوا يا دكتورةإتفضلي علشان ما تتأخريش...هكذا نطق بملامح وجه مبهمة وبكل برود وهو يشير لها بكف يده إلي الخارجمما جعل جسدها يستشيط ڠضبا بعدما كانت تتأمل وقوفه وأعتذاره لها ومحاولة إرضائها التي كانت ستحدث بالتأكيد وتستكمل معه جلستها واحاديث العشاق الخاصة بهمالكنه حطم أمالهارمقته بنظرة مخيبة للأمال واندفعت خارجة من المكان كالإعصار حتي وصلت إلي ضابط الحراسة ثم استقلت السيارة متجهين إلي القاهرة تاركة ذاك المشتعل من حديثها
إهدي يا سيلا ما تعمليش في نفسك كدةكارم بيحبك واكيد هيراجع نفسه ويكلمك ويعتذر لك
بقولك سابني أمشي من غير ما يقولي كلمة واحدة...نطقتها وهي تهز رأسها نافية حديث سارة ثم نظرت إلي تلك الصامتة وتحدثت مستفسرة بعدما لاحظت شرودها
إنت ساكتة ليه يا مليكة
قوست شفتاها وأردفت بتحفظ
ضيقت عيناها باستغراب وسألتها من بين دموعها
وأنا إيه اللى هيزعلني منك!
واستطردت بعدما فقدت قدرتها علي التحمل
ياريت يا مليكة تتكلمي وتقولي اللي تقصديه بوضوحأنا متوترة وأعصابي مش متحملة لا ألغاز ولا كلام غامض
قررت مواجهتها بأغلاطها حتي لو أدت تلك المصارحة إلي ڠضب تلك المدللة منهابنبرة هادئة تحدثت بمكاشفة
واسترسلت بذكاء
كلمة حاضر ونعم ليهم واقع السحر عليهموتقدري بيهم تملكي قلبه وتشتري راحتك معاه العمر كله
واستطردت موضحة
الرجالة اللي من نوعية بابا وكارم ما بيقبلوش أبدا بدخول ست عندية في حياتهملأن ببساطة حياتهم كلها مخاطر وطول الوقت مضغوطين نفسيا
واسترسلت بإبانة
من حق كل واحد فيهم لما يرجع بيته يلاقي ست حنينة ومتفهمة تقدر تمتص من جواه تعب اليوم كله بحنيتها
بملامح وجه مړتعبة نطقت بارتياب
تقصدي إن كارم إتأكد إني مش مناسبة ليه وخلاص كدة قرر يبعد عني
ضيقت عيناها وتحدثت بحصافة
ما أظنشإنه يقرر يتجوزك ويروح يطلب إيدك من بباكي معناه إنه حبك بجدوشاف فيك مراته اللي هيقدر يكمل معاها باقي حياته
واستطردت بحصافة
ده ظابط في جهاز المخابرات يا سيلايعني ما بيخطيش خطوة غير وهو دارسها كويس وعارف هو رايح فين بالظبط
وافقتها سارة الرأي وسألتها الأخري بتشوق
طب إنصحيني وقولي لي أعمل إيه
رفعت منكبيها واسترسلت بهدوء
ولا أي حاجةتابعي حياتك وروحي جامعتك وسيبي الأمور تمشي بطبيعتها
وافقاها الرأي وأكملن أحاديثهن
ليلا
دخل ياسين إلي صغيرته القابعة بغرفتهاوجدها تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بتمعن وتركيز تحرك إليها وتحدث مبتسما بعدما جلس علي طرف الفراش
عاملة إيه في دراستك يا حبيبتي
أجابته بنظرة يسكنها الحزن لم تستطع حجبها عنه
الحمدلله يا بابيبدأت اتأقلم علي الدراسة والدكاترة بتوعيوبصراحة الدكاترة طلعوا متفاهمين وقدروا يستوعبوا ظروف إنتقالي وساعدوني في إني أندمج بسرعة
أومأ بهدوء ثم تحدث بمراوغة
مفيش حاجة تانية غير الدراسة عاوزة تحكيها لي
بعدم استيعاب لسؤاله أردفت معقبتا
حاجة تانية زي إية يا بابي!
بابتسامة هادئة أجابها متراجعا
مفيش يا حبيبتيأنا كنت حابب بس أطمن عليكي
واستطرد وهو يهم بالوقوف كي ينسحب إلي الخارج
سيلاانا عاوز أقول لك إنك أهم حاجة في حياتي إنت وإخواتكوإن أي حاجة بعملها بتبقي من خۏفي عليكم وعلي مستقبلكم
أومات له بإبتسامة حنون قابلها بأخري هادئة وتحرك إلي الخارج تاركا إياها لمتابعة دروسها
بعد مرور ثلاثة أيام أخرمرت علي ذاك العاشق بصعوبة بالغة لإبتعاد مالكة القلب عنه
فمنذ معاقبته علي يد تلك العنيدة التي قررت تأديبه علي نعته لها بأبشع طريقةفكانت اكثر قسۏة وشراسة مما إعتقد واختارت أسوء أنواع العقاپ لتهذيبه ألا وهو إبتعادها عنهوأي عقاپ أبشع من ذاك أيها الياسينومن حينها وقد جافاه النوم والراحة ولم يعد يذق لهما طعما
خرجت من غرفة صغارها حاملة طفلتها علي ساعديها بحرص بعدما قضت سهرة سعيدة بصحبة جميع أطفالهاتحركت إلي جناحها وقامت بتجريد الرضيعة من ثيابها ووضعتها داخل حوض الإستحمام الخاص بها وبدأت بتحميمها وهي تغمرها بالماء والصابون بدلال مما أسعد الصغيرة وجعلها تشعر بالإسترخاء مع دلال مليكة لها
وبعد مدة كانت الطفلة غافية داخل أحضان مليكة بعدما قامت بإرضاعها من حليب صدرها الحنونأرجعت جسدها للخلف مستنده علي ظهر التخت وباتت تستعرض حالتها وما أوت إليه بفضل عشقها التي لم تجني منه سوي الألم وجلب الشقاء لقلبها البرئ الذي لم يقترف جرما سوي أنه عشق بضميروما جني من ذاك العشق اللعېن سوي المعاناة والإهانة والتخلي عن الكرامةهذا ما كان يحدثها به عقلها الغاضب دائما عقب كل مشاجرة تحدث بينهما
تحرك إلي جناحها متأملا عودتها إلي أحضانه عل إشتياقها وحنينها إليه يحثاها علي الرضوخ والعودة من جديد لعالمها الساحر معه
خطي بساقيه إلي الداخل وجدها تتوسط تختها محتويه صغيرتها بين أحضانهاوبمجرد دخوله حتي إحتدت ملامحها وأشاحت عنه بوجهها تنهد بثقل وتحرك إلي أن وصل إلي الفراش وجلس بطرفه ثم تحدث بنبرة هادئة
عاوز أتكلم يا مليكة
نظر عليها وما وجد منها سوي الصمت الذي بات يمقته منها مؤخرازفر بأسي وأردف بهدوء كي يستدعي إسترضائها
أنا عارف إنك زعلانة مني وليكي كل الحقبس لازم كمان تعذريني وتقدري الظروف اللي أنا كنت فيها
تنهد لصمتها المستمر واستطرد بصوت يحمل بين طياته أنينا مؤلما
أنا تعبان قوي يا مليكةمحتاج تاخديني في حضنك وتطبطبي عليا مش تهجريني بالشكل ده
حملت صغيرتها إستعدادا لنقلها داخل مهدها وتحدثت بنبرة حادة
من فضلك يا سيادة العميدأنا نعسانة وعاوزة أنام
وقف سريعا وحمل رضيعته عنها ثم قام بوضعها داخل المهد الخاص بها داثرا إياها بغطائها الوثيرمال عليها وبحرص تام قام بوضع قبلة حنون فوق وجنتها الناعمة واستدار ناظرا علي حبيبته
متابعة القراءة