رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
ألقي بجسده فوق مقعده باستسلام وتيه
كانت تتحرك داخل الجامعة بخطوات واسعة قاصدة بطريقها البوابة الخارجية كي تستقل سيارة الحراسة للعودة من جديد إلي مدينتهاوجدت من تتحرك بجانبها والتي نظرت إليها ثم رمقتها بنظرات كارهة وتخطتها بكبرياء تحت نظرات أيسل المتعجبة من تلك المايان
أكملت طريقها وخرجت من البوابة وجدت ضابط الحراسة المسمي ب أحمد كمال ينتظرها بجانب فريق الحراسة السابقانحني برأسه كتحية ترحاب قابلتها بايمائة بسيطةتحرك بجانبها يترقب حوله بتدقيق شديد حتي وصلت إلي العربة واستقلت السيارة تحت عيناي ذاك الأحمد الذي أغلق لها الباب واستدار ليستقل مكانه أمام عجلة القيادة التي شغلها وتحرك للأمام
أشغل لحضرتك الكاسيت علشان يسليكي يا دكتورة
كانت شاردة فيمن إختطف قلبها ولبها وباتت تشتاقه وتطوق إلي رؤياه حد الجنونإنتبهت إلي صوت ذاك المتطفل والذي دائما ما يسعي لخلق الأحاديث لجذب إنتباهها يصل أحيانا لحد الثرثرة وهذا ما جعلها تنفر منه وتتحاشي الحديث معهأردفت باقتضاب كي تجبره علي الصمت
أردف بنبرة هادئة متغاضيا عن طريقتها الحادة
هو حضرتك زعلتي ولا إيه يا دكتورةأنا بحاول أفتح كلام معاكي وأتعرف علي طباعك وإيه اللي بيرضيكي علشان نقدر نتفاهم مع بعض بعد كدة
زفرت بضيق ونظرت لانعكاس وجه ذاك المتطفل ثم تحدثت ببرود ولا مبالاة
واسترسلت بايضاح ساخط
إنت بالكتير فاضل لك معايا يومين والرائد كارم يرجع يستلم مهمته ومش هنشوف بعض تاني
ضيق عيناه واسترسل متعجبا
هو ياسين باشا مابلغش حضرتك إنه أعفي كارم المعداوي من مهمة قائد حراسة سعادتك ولا إيه!
إتسعت عيناها بذهول وظهر فوق ملامحها عدم التصديق والارتباك وتحدثت مشككة
واستطردت بإبانة
الرائد كارم بنفسه بلغني إمبارح إنه راجع بعد يومين بالكتير
بنبرة جادة تحدث موضحا الأمر لها
يا أفندم هيرجع فين إذا كنت أنا إستلمت المهمة رسمي إمبارح من ياسين باشا شخصيا
ضيقت عيناها وباتت تهز رأسها بعدم استيعاب لما إستمعت له وهمست لحالها بامتعاض ظهر بين فوق ملامحها
أمضت ما تبقي من الطريق في صمت تام وذهول مما استمعت إليهوبرغم تأكيد ذاك الأحمق للخبر إلا أنها هدأت من حالها متأملة سوء فهم ذاك الأحمد للموضوع
ترجلت من السيارة بعد أن وصلت إلي منزل جدها واختفت بداخله سريعا تحت ابتهاج الضابط أحمد حيث بات يتابعها حتي اختفت عن ناظريهتنفس براحة عالية بفضل توليه منصب قائد الحراسة الخاص بتلك الجميلة حيث تأمل أن باستطاعته جذب انتباه تلك المبهرة والحصول علي قلبها للتقرب من ياسين المغربي وعائلته العريقة النسب والتي تمتلك أموالا طائلة سيستفاد منها حتما في حال زواجه بتلك الجميلة
بسرعة چنونية وجسدا مشتعل كان يقود سيارتهإستمع إلى رنين هاتفه الموضوع أمامهنظر علي شاشته وسرعان ما سرت رعشة في كامل أطرافه وشعر بغصة في حلقه بمجرد رؤيته لنقش إسم مالكة قلبه
ضغط علي سماعة البلوتوث الموضوعة بأذنه وتحدث بنبرة بائسة جراء ما دار بينه وبين ذاك المتعسف
أيوة يا أيسل
إنتابها شعور بالريبة جراء إستماعها لنبرة صوته البائسة وتحدثت مستفسرة بارتعاب خشية ما هو أت
صوتك ماله يا كارم
تنهيدة حارة خرجت من داخل صدر ذاك العاشق وبات يبحث داخله عن كلمات تعبر عن مدى ألم صدره الموجع فلم يجدزفر بضيق وصل إلي تلك المغرمة مما جعل قلبها ينتفض رعباتحدث بنبرة منهزمة
سيادة العميد أعفاني من مهمة حراستك يا أيسل
شهقة عالية خرجت من فمها وتحدثت باستياء
يعني الكلام اللي قاله لي الظابط أحمد كمال صح!
زفر بقوة وأردف معلما إياها
مش بس كدةده أنا طلبت إيدك منه للجواز ورفض
إتسعت عيناها بذهولانتابتها مجموعة من المشاعر المختلطة ولم تعد تعلم ما وجب عليها فعلهأتسعد لسماعها بذاك الخبر الهائلأم تحزن لعدم موافقة والدها لهاسترسل كارم بإبانة
أنا مش قادر أفهم سيادة العميد بيعمل معايا كدة ليه!
بنبرة مټألمة وصوت محبط أردفت
أنا اتفاجأت بكلام الضابط وهو بيبلغني إنه بقي قائد الحراسة رسميمش عارفة إزاي بابي عمل كدة من غير ما يبلغني
كم أنه محبطا ومؤلم الشعور بخيبة الأمل الذي أصاب كليهما لكنه سرعان ما تدارك الأمر وتحدث مطمأنا حبيبته كي لا تحزن
أنا مش عاوزك تقلقي خالص يا حبيبيأنا مش هستسلم وهحاول بكل قوتي لحد ما أقنعه وأخليه يغير رأيه
نزلت دموعها بغزارة وإنهارت أوصالها جراء فكرة إبتعاده وعدم رؤيتها اليومية للساحرة عيناهإنتفض قلبه ألما بعدما إستمع إلي صوت شهقاتهاكم كانت مؤلمة لروحهتحدث بنبرة حنون كي يهدئ من روعها
إهدي يا حبيبي أرجوك
بدموعها سألته متعجبة
هو ليه بابي بيعمل فينا كدة يا كارم!
إنتفض قلبه حزنا عليها وتحدث بنبرة حاسمة
ممكن تهدي وتبطلي عياط علشان كدة بتوجعي قلبي عليكي
واستطرد بنبرة عاشق إختزل كل كلمات واحاسيس العشق كي يغمر به حبيبته ويسبح معها داخل بحر غرامهما
علي فكرة لو ما بطلتيش عياط حالا هحول مسار عربيتي واجي لك البيت وأخدك في حضڼي قدام الكل واللي يحصل يحصل
نزلت مغازلته الخلابة بردا وسلاما علي قلبهاوبرغم دموعها المنسابة وإنفطار قلبها إلا أن لكلماته السحر عليهاتهلل وجهها وإتسعت إبتسامتها الصافية وبدون مقدمات إنتفض قلبها من شدة حبورهاتحركت وتمددت فوق فراشها مع إخراجها لتنهيدة حارة
إبتسم بهدوء ثم تحدث بنبرة حنون في محاولة منه لإخراجها من دائرة الحزن تلك
عارفةأنا لقيت فيك كل المواصفات اللي كنت بتمناها في البنت اللي نفسي اتجوزها
إبتهجت روحها فاسترسل علي عجالة بايضاح
بس الكلام ده بعيد عن أيسل اللي قابلتها أول يوم دراسة طبعافاكرة
واستطرد بمشاكسة وهو يحاول تقليدها
كل الهري ده علشان تقول لي إنك ال Body guard اللي هتمشي ورايا
ضحكت عندما تذكرت ذاك اليوم وكم بدت له شخصية متعالية فارغة وسخيفةأردفت بمداعبة
إنت لسة فاكر يا حضرة الرائدده أنت قلبك طلع إسود قوي
تهللت أساريره وضحك من أعماق قلبه ثم أردف بنبرة هائمة وكأنه تحول لشاعر مغروم
أنا قلبي عاشق ولهان وأميرة احلامه سكنته وقعدت جواه وأتربعت علي عرشه
إهتز قلبها طرباواعترته نشوة بالغة وأصبحت الدنيا لا تسعه من فرط السرور عندما إستمعت لطرب كلماته التي وقعت علي مسامعها ك ترنيمة عذبةأردفت بنعومة أسرته
كل الكلام الحلو ده ليا يا كارم
أجابها بعاطفة جياشة
الكلام الحلو كله مشتال ومتحوش في قلبي من سنينحافظت عليه وعليا علشانك يا نور عيوني
أغمضت عيناها وتقلبت بحالمية فوق تختها ثم باتت تتنفس براحة ولوعة العشق تعتصر قلبهاأرادت أن تستمع إلي المزيد من ملاطفته وكلماته التي تأسرها فتحدثت بدلال انثوي
عاوز تفهمني إنك ما قولتش كلامك المعسول ده لحد قبلي
إنت أول حب يسكني وهتكوني الأخيرة يا عمري...نطقها بصدق ظهر بين بصوتهلمست كلماته قلبها البرئ فارتجف ذعرا خشية إبتعادهوما شعرت بحالها إلا وهي تترجاه باستعطاف متجنبة
متابعة القراءة