رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
وتحدثت بنبرة أنثوية أشعلت صدره
وحشتني
وإنت كمان وحشتيني يا عمري...نطقها بعيناي مشتاقةتحرك حتي وقف أمامها ثم أمسك كف يدها وحثها علي الوقوف وعلي الفور استجابتجلس هو فوق المقعد وجذبها برقة لتجلس بمكانها المفضل فوق ساقيه وقام باحتضانها وډفن رأسه داخل صدرها مما أسعد تلك العاشقة التي لفت ذراعيها حول عنقه بعناية وهمست
بعيناي مغمضتان إبتسم باسترخاء ثم تنفس بانتشاء وراحة أظهرت كم السکينة التي توغلت بروحه من مجرد الإرتماء داخل أحضانها الدافئة والتي لم يشعر بها إلا من خلال ضمتها وفقط
أجابها وهو يشدد من ضمته لها
حبيبي إنت
سألته بنبرة هادئة
أنا كنت فاكرة إنك هتبات في ڤيلا الباشا النهاردة
واسترسلت بايضاح
رد عليها بارتياح ظهر بصوته
أيسل الحمد لله أحسن كتير الفترة ديمن وقت ما بدأت تنتظم في جلساتها مع الدكتور وأنا حاسس بتغيير كبير في شخصيتها
إبتسمت لتيقنها من السبب الخفي وراء تحسن الحالة المزاجية لتلك المتمردة لكنها احتفظت به لنفسهاواسترسل هو من جديد
إنت مش متخيلة أنا قد إيه ارتحت بسبب الموضوع ده يا مليكة
ربنا يهديها وترجع زي الأول وأحسن ويريح قلبك يا ياسين
يارب يا حبيبي...نطقها وشدد من احتضانها ثم استمع كلاهما لصوت ذاك المشاكس الذي تحدث تحت انتفاض جسد مليكة وفزعها أثر المفاجأة
بابي
رفع ياسين وجهه لينظر علي ذاك الواقف بجوارهما بهيأة مبعثرةعيناي ناعسة وشعر رأس مشعثا حيث فاق من غفوته مشتاقا إلي أبيه وبدون تفكير تحرك من غرفته المشتركة مع أنس وجاء إلي غاليه كي يغفو بأحضانههبت مليكة واقفة وتحدثت وهي تنحني من صغيرها كي تصبح في مستواه
رد الصغير وهو ينظر إلي أبيه
عاوز أنام في حضڼ بابي
إنتفض قلبه وهتف سريعا وهو يحمله ويضمه ويثبته داخل أحضانه
تعالي يا حبيبي
لف الصبي ساعديه الصغيران حول عنق أبيه وډفن وجهه داخل ثنايا عنقه وبنبرة طفولية تحدث بصوت ناعس
أنا بحبك قوي يا بابي
ضمھ ياسين إلي صدره واسترخي فوق مقعده إلي الخلف وتحدث بنبرة تقطر حنانا وهو يقبله من وجنته
جلبت مليكة من الداخل غطاءا وغمرت به جسد الصبي ثم قامت بوضع قبلة حنون فوق جبينه مع لمساتها الحنون لشعر رأسه مما جعل الصغير يبتسم بحبور ويغمض عيناه مستمتعا بحنان والديه الذي غمراه به
جلست بمقعد مجاور في حين تحدث الصغير بعدما وضع قبلة علي عنق والده عبر له من خلالها عن كم الحب والاشتياق الذي يحملهما داخل قلبه إلي والده
بنبرة حنون طمأنه وأشبع حنينه
حاضر يا قلبيهنيمك في حضڼي أنا ومامي
حبيبي يا بابي...نطقها بنبرة أظهرت نعاسه وبعد قليل دخل بغفوة من جديدفحمله ياسين ووضعه ليتوسط التخت وتمدد العاشقان وغفيا بسلام جانب صغيرهما
بعد مرور حوالي إسبوعان أخران
كان ينتظرها خارج البوابة الحديدية للجامعة بعد أن أبلغته عبر الهاتف الجوال أنها بصدد الخروجلاحظ تأخرها فتحرك باتجاه الباب كي يراقب الوضع الداخليبات يبحث متجولا بعيناه عن تلك المتمردة التي بدأت مؤخرا بشغل حيزا ليس بالقليل من تفكيرهوأخيرا وبعد معاناة عثر عليها من بين جموع الطلبةضيق عيناه باستغراب بعدما رأها تقف مقابلة لشاب أنيق يبدو عليه وكأنه بأوائل العقد الثالث من عمره
إنه أستاذها الذي يدرسها ويدعي باسم عبدالكريمحيث أوقفها حينما كانت تتحرك بطريقها إلي البوابة بعد أن هاتفت كارم وأعلمته بخروجها
تعلل بتفوقها وبات يتحدث إليها ويشيد عن حضورها الطاغي اليوم داخل المحاضرةجل هذا فقط للتقرب منها والتعرف عليها أكثر بعد أن نالت إعجابه ورأي أنها من الممكن أن تكون الزوجة المناسبة لإبن رجل الأعمال الشهير وخصوصا بعد علمه بشخص أبيها ومكانة عائلتها المرموقة من حيث الجاه والسلطة والمال
عودة لذاك الذي احتدم صدره غيظا فور رؤيته للمشهد حتي أنه شعر بالډماء تغلي بداخل عروق جسده بالكامل وتحرك إليها علي عجالة حتي إقترب من وقفتهما وتحدث بنبرة عملية أظهرت كم إحترافيته في التحكم بانفعالاته
بعد اذنك يا دكتورةياريت تتفضلي معايا علشان كدة هنتأخر علي ميعاد رجوعنا
إرتبكت حين رأته واقفا أمامها بهيأته الخاطفة لأنفاسهاأومأت له وكادت أن تتحرك لولا ذاك المغرور الذي حدثه بنبرة متعالية وهو يشمله بتقليل من قمة رأس إلى أخمص قدمه
إيه قلة الذوق اللي إنت فيها دي
ثم رفع قامته واسترسل بغرور
إنت إزاي ټقتحم وقفتنا وإنت شايفها واقفة معايا وبنتكلم
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه وتحدث مقللا من شأنه
أفندم! إنت بتكلمني أنا بالطريقة دي!
عقب دكتور باسم بغرور بعدما استفز من حديث ذاك الكارم
بكلمك بالطريقة دي!يظهر إنك مش عارف إنت بتتكلم مع مين
ثم رفع وجهه للأعلي واسترسل بنبرة أعلي غرورا
أنا دكتور باسم عبدالكريمإبن رجل الأعمال الشهير عبدالكريم السيوفي اللي أكيد تعرفه
أجابه كارم بغرور مماثل تحت ذهول أيسل التي تقف بالمتتصف تنظر حائرة إلي هذا تارة وذاك تارة أخري
يظهر إن إنت اللي مش عارف إنت واقف قدام مينومن الأفضل ليك إنك ما تعرفش
ضحك باسم ساخرا وأردف متهكما علي شخص كارم
هتكون مين يعنيحتة security ما يسواش تعريفة
إلي هنا لم يعد باحتمالها الصمت فتحدثت بنبرة دفاعية عن ذاك الفارس الذي أصبح بين ليلة وضحاها فارس أحلامها التي طالما حلمت به وتمنت رؤياه
من فضلك يا دكتورسيادته بيكون رائد في جهاز المخابرات الحړبية وليه وضعه وكيانه اللي ما ينفعش حضرتك تيجي وتقلل منهم
دكتورة أيسل...نطقها بحدة محذرا إياها بعيناي تطلق شزرا لسببانأولهما كشفها عن هويته أمام ذاك الغريب وهذا ما يعد مخالفا لتعليمات الجهاز ولقوانين سلامته الشخصيةوالسبب الآخر ذكوري بحتحيث إستشاط ورفض الرجل داخله دفاعها بدلا عنه
ڠضبت من إسلوبه الحاد في معاملتها وخاصتا أنه حدث أمام أستاذها الجامعي مما جعل داخلها يحتدم غيظا لكنها فضلت الصمت كي لا تغضبه أكثر بعد ان أصبح يعني لها الكثير
في حين إقترب كارم من ذاك المغرور حتي كاد أن يلتصق به وتحدث متهكما عليه بنظرات تطلق شزرا
إسمعني كويس وإفهم الكلام اللي هقوله لك ده يا إبن
واسترسل محذرا إياه بابتسامة ساخرة
يا أبن رجل الأعمالتبعد عن الدكتورة نهائي وكل علاقتك بيها كأستاذ تكون داخل مقر قاعة المحاضرات
واستطرد بټهديدا صريح
غير كدة هعتبره تعرض لسلامة أمن وتعريض حياة الدكتورة للخطړ وهبتدي أشوف شغلي اللي أنا مكلف بيه
واستكمل بنظرات متوعدة
وربنا يكفيك شړ رجالة المخابرات لما بيقوموا بشغلهم وخصوصا مع الناس اللي ليهم معزة خاصة زي اللي بينا كدة
إبتلع باسل لعابه واتخذ خطوة للخلف كي يستطيع إلتقاط أنفاسه التي حپسها بفضل نظرات ذاك الشرس الفتاكة
إبتسم كارم علي تعبيرات وجه الأخر واسترسل بنبرة ټهديدية
ياريت بعد كدة تحترم نفسك وإنت بتتكلم مع الناس وتبطل تتباهي بفلوس بابيمفهوم الكلام يا شاطر ولا
نطقها بعيناى تحذيرية فأومأ باسم برأسه بعدما ابتلع لعابه من شدة توتره بفضل هيأة كارم الصارمة وملامح وجهه التي توحي بالخطړ
باستحسان مال كارم برأسه بخفة ثم حول رأسه إلي تلك الغاضبة وتحدث بهدوء وهو يشير لها بيده إلي الأمام بعدما استعاد رجولته التي هدرت منذ القليل علي يد ذاك الإمعة
إتفضلي قدامي يا دكتورة
لم ترد الذهاب قبل أن ترد له صڤعتهبحركة إستفزازية نظرت إلي باسم
متابعة القراءة