رواية كامله للكاتبه روز امين الجزء الثاني
المحتويات
للألم حتي تهدأ وتتوقف عن صرخاتها المتواصلةدلف ياسين وطارق ومروان الذي دخل يهرول علي صغيرته بعدما بات يشعر بأنها مسؤلة منه بعد تخلي والداها عنهاوبمجرد ما أن رأته الصغيرة حتي أشارت عليه وتحدثت بعيناي حزينة وكأنها تلومه علي تركها لحالها
مارو
أسرع عليها وما أن إقترب من الشزلونج حتي ألقت بحالها داخل أحضانه وبدأت تبكي وهي تلوم عليها
أجابها وهو يحتويها داخل أحضانه وينثر قبلاته الحنون فوق جبهتها وشعر رأسها
أنا أسف يا حبيبتيالدكتور هو اللي خرجني
تحرك ياسين وجاور شقيقيه الوقوف ثم وضع يده علي كتفه بمؤازرة وتحدث بعدما رأي دموعه الغالية
إهدي يا عمرالحمدلله هي كويسة قدامك أهي
هز رأسه وتحدث بهدوء
الحمدلله
كدة يا ليزا تخضينا عليك بالشكل ده
ما زالت متشبثة بملابس مروان ډافنة وجهها داخل أحضانه وكأنها تحتمي به من الجميعمد عمر يده وملس علي شعرها برفق وتحدث إليها في محاولة منه لحثها علي التقرب إليه
ليزاالۏجع راح يا حبيبتي
أومأت برأسها بصمت ومازالت مختبأة بأحضان مروان الذي تحدث إليها وهو يبعد وجهها في محاولة منه لحثها علي الخروج من أحضانه والنظر إلي عمر
رفعت رأسها للأعلي وهي تنظر إليه باستغراب فأشار إلي عمرحولت بصرها إلي حيث أشار وجدت عمر يبتسم بۏجع وينظر إليها من بين دموعهتخطته ثم استقرت ببصرها علي ياسين الذي أشار لها علي عمر وتحدث مفسرا
ده بابي يا ليزا
ضيقت الصغيرة عيناها باستغراب ثم وجهت حديثها إلي ياسين بما تعرفه عن ذاك الشخص
فعقب ياسين بإبتسامة حنون
أيوة يا حبيبتي ما هو عمر هو بابي بتاع ليزا
تشتت عقل الصغيرة التي حولت بصرها إلي مروان ونظرت إليه وكأنها تتأكد من صدق ما خبرها به ياسين فتحدث الفتي قائلا بتأكيد
مش أنا قلت لك إن إسمك ليزا عمر عز محمد المغربي
أومأت بتأكيد وسألته مستفسرة
يعني عمر هو بابي
أومأ لها فنظرت علي عمر وتحدثت بلمعة ظهرت داخل عيناها
أيوة يا قلبي...نطقها بدموع غزيرة جرت فوق وجنته مما جعل ياسين وطارق ومروان يتأثرون بشدةسحبها وضمھا لداخل أحضانه وبات يبكي بشدة وهو يردد نادما
أنا أسف يا حبيبتيسامحيني
وبرغم حداثة سن الصغيرة وعدم استيعابها الجيد لما يحدث من حولها إلا أنها كانت سعيدة للغايةلطالما كانت تريد أن تنادي أحدهم بأبي بعد إختيارها لمليكة بأن تصبح أما لها بعدما إستمعت إلي مروان يناديها بأمي وبعد كم الحنان التي غمرتها به مليكة كي تعوضها فقدانها للأموها هي قد تحققت أمنيتها وحصلت علي أحدهم لتناديه بأبيتحدثت باستفسار برئ مثل روحها
طبعا يا حبيبتيلازم تقولي لي يا بابيوأي حاجة تحتاجيها إطلبيها مني وأنا هجيبها لك حالا...نطقها بدموعه الحارة
تهلل وجه الصغيرة واومأت بسعادةتحرك طارق ووقف بجوار شقيقاه والتف هو وياسين حول ذاك الباكي الحاضن لطفلته وبدأ كلاهما باحتضانه ومؤازرته تحت تألم قلب مروان ودموعه التي حضرت تأثرا بالمشهد وبسعادة تلك البريئة التي كانت تنظر لأبيها بتيهة ممزوجة بكثيرا من السعادة والحماس الطفولي
ربت ياسين علي ظهر شقيقه وتحدث بنبرة حنون
يلا يا عمرشيل بنتك علشان نروح
أومأ لشقيقه وقام بتجفيف دموعه ثم حمل صغيرته واتجه بها إلي منزل ثريا تحت سعادة الجميع وتأثرهم بذاك المشهد الذي إنتظره جميعهم وتأملوه منذ ظهور تلك البريئة بحياتهم
باليوم التالي
أشرفت ثريا علي صنع مائدة طعام عشاء ضخمة أقامتها للعائلة إحتفالا بتلك المناسبة السعيدةحضر الجميع وتناولوا عشائهم وسط أجواء مبهجة وخصوصا عمر الذي ضل حاملا صغيرته طيلة الوقت بعدما غمرها بكثيرا من الألعاب والهدايا التي أسعدتها وجعلتها تشعر بأهميتها القصوي لدي أحدهم
بعد إنتهاء العشاء إنتقل ياسين وطارق وزوجتيهما إلي حجرة المضيفة المتواجدة بالحديقة بعيدا عن الجمع الجالسون بالحديقة
جلس كلا بجوار حبيبته وباتوا يتبادلون الأحاديث فيما بينهمتحدثت مليكة بارتياح ظهر فوق ملامحها
إنتوا مش متخيلين أنا قد إيه فرحانة علشان عمر أخيرا حس ببنته وأخدها في حضنه
واسترسلت بعيناي متأثرة
واللي فرحني أكتر من عمر هي ليزاالبنت يا حبيبتي فرحانة وكل شوية تبص عليه زي ما تكون مش مصدقة
عقبت چيچي بمصادقة علي حديثها
أنا كمان أخدت بالي من البنت يا مليكةعلي قد ما هي صغيرة بس ماشاء الله تحسيها ذكية جدا ولماحة
ليزا وارثة ذكاء العقربة أمها...جملة نطقها ياسين وبعدها إرتشف مشروبههتفت مليكة باعتراض
بعد الشړما تقولش كدة علي البنت يا ياسين
عقب بايضاح
هو أنا قولت عليها حاجة غلط يا مليكةالشيطانة أمها كانت ذكية جدا وده مش غلطالغلط إنها استثمرت ذكائها الخارق ده في الشړ وأذية الغير
أردف طارق بنبرة حادة لملامح وجه غاضبة
وأهي أخدت نصيبها وغارت في ستين داهية تاخدها هي واللي وراها
واسترسل بعيناي متمنية
أنا اللي شاغلني حال عمرنفسي يرجع لطبيعته ويلاقي واحدة بنت حلال تعوضه عن التجربة القاسېة اللي عاشها مع بنت الأبالسة
عقب ياسين بنبرة تفاؤلية
هيحصل يا طارقبس الحكاية محتاجة شوية وقت
تنهدت چيچي وتحدثت بهدوء
عمر حد كويس قويومحتاج واحدة تفهمة وتعوضه هو وبنته عن كل اللي شافوه في التجربة القاسېة دي
حاوط ياسين كتف مليكة بذراعه وسألها
مسك فين يا حبيبي
نامت مع عمتها يسرا ودخلتها علي سرير ماما...هكذا أجابته فهمس بجانب أذنها بتمني
يا سلام بقي لو عمتي توجب معايا وتخليها نايمة عندها النهاردة
ضحكة رقيقة أطلقتها مليكة قبل أن تستمع إلي صوت تلك التي تقف أمام الباب وهي تتحدث إلي والدها
يلا يا بابي علشان نروحالوقت إتأخر وأنا حابة أتناقش معاك في الكتاب اللي أخدته من مكتبتك قبل ما أنام
طب خلي النقاش لبكرة يا حبيبتيعلي الأقل نكون فايقين أكتر من كدة ونقدر نتناقش فيه بشكل مفصل...هكذا أجابها متمنيا تفهمها فعقبت بنبرة حزينة بعدما تجهمت ملامحها وفهمت من خلال كلماته رفضهوبأنه يفضل البقاء في عش غريمتها عن قضاء بعض الوقت التي تشعر فيه بالحميمية والخصوصية معه
متشكرة يا بابي
بحدة إلتفتت بجسدها لتعاود إلي منزلها تحت تألم الجميع لأجل ما وصلت إليههتف ياسين بتراجع عن موقفه بعدما رأي تعمق حزنها الظاهر بعيناها
إستني يا أيسل
توقفت بمكانها دون أن تلتف إليهمفي حين نظرت عليه مليكة وسألته متعجبة
إنت هتبات هناك النهاردة كمان!
عقب علي سؤالها بعيناي أسفة
معلش يا حبيبيهروح أقعد معاها ساعتين بالكتيرعلي ما تطمني علي الولاد وتطلعي تغيري هدومك هكون رجعت
أومأت بتفهم وتحرك هو بعدما قبل جبهتها وتحدث إلي ذاك الثنائي
چيچيطروقتصبحوا علي خير
وإنت من أهله يا حبيبي...نطقها طارق وهو يلوح له بكف يدهثم نظر إلي مليكة وتحدث بمؤازرة
معلش يا مليكةالبنت لسة متأثرة بمۏت أمها ولازم كلنا نتحمل إسلوبها لحد ما ترجع لطبيعتها
بنبرة هادئة عقبت
عادي يا طارقأنا إتعودت خلاص
هبت واقفة ثم استرسلت تحت نظرات چيچي المتأثرة لأجلها
تصبحوا علي خير
نطقتها وانسحبت للخارج فتحدثت چيچي إلي زوجها
بصراحة يا طروق بنت أخوك زودتها قويومليكة كل ده ساكتة وما بتتكلمشلكن لما هيفيض بيها ھتنفجر في ياسين وساعتها محدش هيقدر يوقفها
أشار بكف يده وتحدث معترضا علي حديثها
إنسيمليكة بتحب ياسين ومقدرة اللي هو فيه وقابلة بيه في كل حالاتهده غير إنها بنت أصول واتربت علي إنها تصون جوزها وتتحمل ظروفه
ممكن...قالتها باقتناع فتحدث هو متفاخرا بشقيقه
الباشا بتاعنا مسيطر
ضحكت وتحدثت بدلال
بصراحة بقي كل رجالة المغربي ليهم
متابعة القراءة