الافاعي
المحتويات
عند شاهين ما إن تركه أخيه حتى حرك رأسه برفض لما يفعل الآخر وهو يفتح باب سيارته ليصعد ولكن أغلقه بعدها عندما جذب إنتباهه صوت لموسيقى أسبانية تأتي من غرفة منفصلة عن الفيلا على مايبدو بأنها خاصة بالرياضة ...
الفضول دفعه يتحرك نحو مصدرها بشكل آلي وهو يقطب حاجبية ويقلص عينيه بترقب فهو كلما تقدم إرتفع الصوت وجذبه أكثر ياترى من هو سبب كل هذه الضجة
لينشف الډم بعروقه ما إن رأى حورية أبدع الخالق في حسنها تتمايل ببطئ أمام مرآة كبيرة كان بقدميها حذاء عالي أنيق لايعرف حقا كيف تستطيع الوقوف به ... مع بنطال جينز قصير مع توب أسود كانت الرؤية غير واضحة بالشكل الطلوب له لهذا
إقترب من الباب وفتحه ليسند ذراعه على إطار الباب وهو يكتف ذراعيه ونظراته كانت ماتزال تأكل تلك الحلوة
ليرفع حاجبه بإعجاب واضح وهو يعتدل بوقفته ما إن رآها تلتفت وهي تضحك لتتلاشى ضحكتها إلى صدمة ثم إلى ڠضب جامح عندما أستوعبت تواجده أمامها
إيه قلة الذوق دي ....مين اللي سمحلك تدخل عليا بالطريقة دي ....
لم يرد عليها فهو حتى الآن لم يزول سحرها من عليه بل على ما أعتقد زاد فنظراتها الغاضبة وإنفعالها وهي تحرك يديها بكل الإتجاهات ...كانت كالمهرة الجامحة ترفض الترويض بأي شكل
عيب يا أستاذ يامحترم عيب ...لما تدخل بيت حد لازم تحترم حرمة بيته
....دخولك هنا يا أستاذ عشان شغل وبس ...و ياريت تحترم ده ...والمرة الجاية لما تخلص شغلك مع بابا تاخد بعضك وتركب عربيتك وعدل ع البوابة ..سامع يااااا...متر
قالت الأخيرة بتهكم واضح وهي تتعداه وتخرج لترى بعدها ياسين يقف بالقرب منهم على مايبدو بإنه سمع الحديث كله ....لتنظر له هو الآخر بضيق ثم أخذت تكمل طريقها بإنفعال لداخل الفيلا
...دي رجالة بشنبات معملوهاش واااااء
صمت ياسين فورا وإبتلع باقي كلامه ما إن نظر له شاهين بحدة مخيفة وصلته من خلالها رسالة واضحة بإنه قد تجاوز الخطوط الحمراء
تحمحم ياسين لينظف حنجرته ثم لحق بالآخر ما إن تركه وذهب نحو سيارته ليقول له بجدية
ليه ...حصل إيه ...قالها بتساؤل و تركيز عالي وهو يجلس خلف مقود القيادة ليقول ياسين بتخمين ما إن جلس هو الآخر إلى جانبه وربط حزام الأمان
اللي فهمته إن يحيى جاب العيد بدري
أومأ له شاهين بقلق داخلي على أخيه الروحي ولكنه حافظ على ثباته الخارجي وإنطلق بسرعة نحو الوكر ليرى ماذا هناك
ستوووووب
الفصل السابع
في الوكر تحديدا بالقبو كان ولاد اللداغ مجتمعين فيه
بس ده اللي حصل مع رامي ...وأنا علمته الأدب..
يبقى أنا كده غلطت في حاجة ...قالها يحيى وهو يرفع يديه بتساؤل وكأنه بريء ونظره معلق على شاهين الذي كان جالسا ولم ينطق بحرف منذ حضوره ليتدخل ياسين وهو يقول بدفاع عنه
أبدااااا ...عداك العيب ...أصلا اللي عملته فيه قليل ...
بقا الجربوع ده جاي يتحدانا في منطقتنا ليه هو مفكر نفسه إبن مين في البلد عشان يتجرأ على أسياده
نظر يحيى له بفرحة لمساندته أمام شاهين وهو يقول
حبيبي والله ...محدش بينصرني غيرك
أخيرا نطق ذلك الحجر وقال بتساؤل.. بعدما تنهد بهمة
هو رامي لحق يعرف بجوازك إمتى ... أنا اللي عرفته أنه خرج من التخشيبة عدل على هنا
حمحم حنجرته وقال بتوضيح
ماهو أنا حبيت أعلم عليه بدري وهو في القفص وقتها هيكون مولع شطة ومش لاقي حد يطفيه
أيوة عملت إيه يعني ما إن قالها بترقب حتى رد عليه الآخر بمراوغة
حاجة بسيطة ياشاهين ماتشغلش بالك بيها
ضړب كفيه على الطاولة بقوة وهو ينظر له بتحذير
يحيى !!!!!!!!
ليقول يحيى بإعتراف على الفور ..فهو يعرف بأن لا مفر من مخالب شاهين إن أراد أن يعرف شيئا سيعرفه عاجلا أو آجلا
بص بصراحة هو أنا بعتله صورة من قسيمة الجواز وهو فالسجن وكتبت وراها
ما إن ختم كلامه حتى وجد شاهين ينقض عليه كالكوبرا ليدفعه پعنف على الحائط وأخذ يضغط على عنقه بساعده الأيسر بقوة وهو يقول پغضب ممزوج پصدمة
ولااااااااا ....عايزه يتخيل إاايه ... إحنا آااه فينا كل حاجة ۏسخة ممكن أي حد يتخيلها بس إنك تبقى قليل غيرة على عرضك دي حاجة جديدة عليا مكنتش أعرف إن الخصلة دي فيك
إقترب منهم ياسين بسرعة ترقبا لأسوأ تطور وهو يقول
إهدى ياشاهين مش كده ...هو حصل إيه لكل ده
نظر شاهين پغضب إلى عينين أخيه يحيى وهو يقول
بخذلان واضح من فعلته
في إن أخوك نسي إن البنت بقت عرضة هو ... إزاي يعمل كده ....أنا كنت من الأول مش راضي على اللي عمله ...بس طالما نشف دماغه يتحمل النتيجة ...
ابتعد عنه أو بالمعنى الأصح نبذه من بين يده وسأله بإختناق ...مراتك فين دلوقتي
يحيى بهدوء وهو ينظر على الأرض في شقتي
أنت بتهزر صح !!! ...بصلي هنا وقولي إن اللي فهمته غلط ...قالها شاهين وهو ينظر له بعدم تصديق وشك لعل الآخر ينكر.. ولكن ما إن أكد له بصمته وعدم رده عليه ...حتى جن جنونه رسميا
جايب مراتك وسط المجرمين وقطاعين الطرق ...أنت تجننت صح ..غضبك وحقدك على الزفت التاني خلاك واحد متسرع وعديم المسؤولية...بقت تصرفاتك طايشة ومن غير حساب
نظر يحيى لياسين لعله يساعده ولكن ما إن وجد الصدمة تزين ملامح الآخر أيضا حتى زفر أنفاسه بضجر ثم قال بتبرير
ياريت تفهموني إنتم الإتنين ...أنا ماكنش عندي مكان أسيبها فيه وأأمن عليها ...أعمل إيه يعني
شاهين بإنفعال
تقوم تجيبها بإيدك هنا اااانت هتستعبط يالااااا...تعرف لو شمو خبر إنها موجودة هنا هيحصل إيه ...!!!!
إلتفت إلى ياسين وضحك پقهر ... ساكت ليه إنت التانى...ماتتكلم وتقوله هيحصل فيها إيه لو حد شم خبر بوجودها ...
صمت شاهين فهو عاجز عن الكلام حقا وأخذ ينظر إلى الإثنين ثم أخذ يحرك رأسه يمين وشمال ليقول بعدها بأمر وهو ينظر ليحيى
البنت دي ترجع من المكان اللي أخذتها منه و الليلة تطلقها قبل ما الفاس يوقع بالراس
يحيى برفض قاطع
مش هقدر ...لاطبعا ...طلاق مش هطلق
ياسين بإستغراب من رده بهذا الشكل
ليه ...هو إنت لحقت حبيتها ب 24 ساعة دي
يحيى بنفي
لاء بس هي ماعندهاش حد غيري ...خالها إنسان واطي ماينفعش أرجعها ليه ...
إنت عنيد كده ليه ...هااا ليه ...مابتسمعش كلامي ليه أنا مش عدوك أنا أخوك وخاېف عليك طريقك دي آخرته وحشة إسمع مني و رجعها لخالها أحسن بكتير ماتبقا كل يوم في حضڼ واحد ....ما إن قالها شاهين بجدية تامة حتى رفع يحيى نظره له پصدمة ليقول بعدها پغضب
أنت بتقول إيه !!!!
شاهين بتهكم وقهر من غباء الآخر تسرعك وغرورك خلاك تنسى قانون الوكر .. إن أي
صمت عندما رأى شحوب أخيه وهنا أخذ ېصرخ به پغضب وهو يضغط على أسنانه حتى كادت ان تتكسر
اااااااااااايه بلمت كده ليه !!!!!!!!! هاااااا .... صدمتك بكلامي مش كده ...إنت عارف مشكلتلك إاايه إنك مابتفكرش إيه هي عواقب أفعالك والنتيجة أهي عرضك هيبقى من إيد لإيد
يحيى بقوة ورفض مغرور لهذه الفكرة بس دي مراتي أنا ... مرات يحيى اللداغ حتى لو حد عرف إنها موجودة محدش هيتجرأ يبص ناحيتها بصة وحدة حتى
عض شاهين شفته السفلية وأخذ يحرك رأسه ثم نظر له بتمعن وقال بسخرية مرة
إذا كانت مرات الحاج سلطان ماسلمتش من ولا واحد منهم مراتك أنت هتسلم
غزى التوتر والقلق قلبه وأخذ يقول بثبات واهي كالقش
محدش يعرف إنها موجودة هنا ومش هخليها تطلع ابدا وهقفل عليها وبكده هحميها لحد اااء
قاطعه وهو يرفع حاجبه
أيوااااااا لحد امتى
معرفش بس هحاول ألاقي مكان تاني بأسرع وقت
قالها يحيى بشرود وضياع داخلي ثم تركهم وخرج لينظر ياسين إلى الآخر وقال
ماتساعده وتلاقيله مكان لمراته !!
تؤ ....خليه يتحمل قراره الغبي ....قالها وهو يعود إلى كرسيه ليضع قدم فوق الأخرى ليأتيه رد ياسين
أيوة بس ده يحيى حبيبك اللي ربيته وأديته إسم اللداغ ...ده مني ومنك ...أخونا هتسيبه كده يتأذى!!
شاهين بمغزى
أكيد لاء مش هسيبه ...أنا هاحميه هو وعرضه بروحي بس لازم يحس أنه لوحده عشان مايتعلمش أنه يعتمد على حد ...
إبتسم ياسين براحة وقال
من يومك كبير
شاهين بثقة
سيبك من يحيى محدش يقدر يقرب منه وأنا عايش وقولي إنت بقا ياااا باشا ناوي تهبب إيه مع بنت سعد شكلك مش هتجيبها البر
ياسين وهو يغمزه
ناوي أعيش معاها بالعسل دي البت لوز
شاهين بإستفسار
إلا صحيح أنت خليت سعد يرجع هنا إزاي بعد ماكان بقاله سنين مستقر هناك ومكون حياته
سيلين ...ما إن نطق إسمها ياسين حتى تحفزت جميع حواس شاهين وهو يقول بحذر
مالها
هي السبب ...لما عرفت إنها نقطة ضعف سعد إشتغلت ع النقطة دي ...وعرفت وقتها إنها مصممة أزياء مبتدئة بس موهوبة.. وبتعافر عشان توصل ...ساعدتها
شاهين باستفسار
ساعدتها بإيه
لما عرفت إنها مشتركة في مسابقة كبيرة لأكبر شركات أزياء في لوس أنجلوس ..دفعت
فلوس بالهبل عشان هي تفوز ...
شاهين بإستفهام
ليه عملت كده هتستفاد إيه
إعتدل ياسين بجلسته وأخذ يشرح للآخر وهو يقول
أقولك ...سعد برغم السنين اللي عاشها برا بس هو كان مراقب بناته جدااا وبيتجنن حرفيا لو لاقى حد بيقرب منهم أو بقت وحدة منهم محط للأنظار ...بېخاف عليهم لدرجة ماتتوصفش ...وأنا بقا لعبت ع النقطة دي
خليت سيلين تفوز ويبقى العرض لتصميماتها ويوم العرض دفعت للعارضة الرئيسية أنها متطلعش وتتحجج بأي حاجة و فعلا التانية نفذت بالحرف المطلوب منها وده اللي خلى سيلين هي اللي تلبس فستان الفرح اللي صممته بنفسها وتطلع هي ع الاستيج بدالها قدام الكل
قطب جبينها وقال
ايه اللي خلاك متأكد إنها هتعمل كده
سيلين شاطرة في شغلها وهي ماصدقتش إنها توصل للمرحلة دي فأكيد مش هتسمح بإن شغلها كله يبوظ عشان حاجة زي دي ...كان لازم تتصرف وقتها ...
ماكان ممكن تخلي أي حد يطلع في عارضات كتير
ياسين بإطراء
سيلين عارفة إمكانياتها وجمالها وعارفة إن لو هي طلعت بالفستان هيبقى في ضجة حقيقية ع العرض وده اللي حصل فعلا ...أنت ماشفتش فلاشات الصحافة ولعت إزاي لما ظهرت قدامهم ...وشها بيساعد جدا ذكية بتعرف تجذب الأنظار ليها وهي إستغلت النقطة دي لصالحها
بس أنا كمان دفعت لكام صحفي عشان يخليها الخبر الرئيسي للمجلات بتاعتهم وصورها تكون ع الصفحة الأولى وبقت وقتها خبر الموسم هناك
وده اللي خلى سعد يلف حولين نفسه لما شاف حبيبة قلبه هتضيع من بين إيديه وخصوصا لما بقيت أبعت ع شقته بوكيهات ورد بأسماء رجال أعمال معروفين بيعزموها ع العشا أو سهرة
شاهين بترقب لرد فعلها
وهي كان ردها إيه
لاء ما أنا كنت ببعتهم لسعد مش ليها براقب المكان ولما تكون مش موجودة ببعتهم ليه وهو بيتجنن و وقتها كنت عرفت أتسلل ليه وعملت معه شراكة وصداقة وخليته يأمن من ناحيتي وشجعته بإنه يرجع مصر وهو وافق على طول وطلب مني إني اجهز الأوراق ليه بسرعة من خوفه على بنته من إنها تضيع
وهنا بقا عملت آخر حركة خليت مدير ميرال يضايقها ويزعجها عشان يجبرها ع الإستقالة.. و نجحت وإتعرفت عليها وبكده الكل كان موافق إنه يرجع إلا سيلين كانت رافضة ...بس إقتنعت إزاي دي بقا معرفش... فكرت إنها هتعند وترفض بس رضخت لوالدها بسرعة عارف ده معناه إيه ....معناه مش بس سيلين نقطة ضعف والدها لاااا ...سيلين طلعت كمان نقطة ضعفها هي سعد لأنها سابت حلم عمرها بعد ما إتحقق وجت هنا عشانه بس !!! تخيل !!!
صمت ياسين عندما إنتهى ليشرد شاهين بكلامه وهو يتذكر كيف كانت عينيها منفوخة من البكاء في أول مرة يراها في المطار ...كانت حزينة على مافاتها
عرفت الإبتسامة طريقها بالتدريج الى فمه ما إن زاره طيفها كيف كانت تتمايل بخصرها أمام المرآة وكيف كانت تزم شفتيها بتركيز لتضبط الحركة ولكن سرعان ماعبس وجهه عندما تذكر هجومها الشرس عليه عندما أمسكته بالجرم المشهود وهو ينظر لها ....وكيف إنعقد لسانه عن الرد أمامها وكأنه مذنب أمامها
دي طلعت سحرها باتع عليك وأنا معرفش ...قالها ياسين وهو ينظر إلى شاهين بخبث الذي ما إن نظر له وفهم مقصده حتى تركه وخرج دون أن يعلق على كلامه وكأنه لم يسمع منه شئ...
ضحك ياسين بعدم تصديق هل مارأى الآن حقيقة هل أستطاعت تلك الصغيرة لفت نظر شاهين لها شاهين اللداغ الذي لم يلتفت لأي أنثى في حياته وكأنه راهب رفض قربهم بشدة يحتقرهم ويقلل من شأنهم في كل مكان ...وكأنهم حشرات أمامه... يكرههم حتى النخاع
تنهد بحيرة هل ما شعر به صحيح أم أنه أخطأ الحكم
...أخذ يفكر ويفكر حتى تعب ليقرر في الاخر الإستعانة بيحيى لكي يساعده بكشف ماهية أخيه.. و وقتها سيعرف إن كان محقا أو مخطئ وعلى حسب النتيجة سيقرر ماذا سيفعل
مساء في فيلا الجندي
كانت ماتزال جالسة في الصالة لم تصعد بعد إلى غرفتها
نظرها معلق بالتلفاز ولكن عقلها بعيد كل البعد عن ما ترى الآن ...كلماته المتقنة الإختيار أثرت بها حقا ...لم تسمح لأي شخص طوال حياتها أن يتجاوز معها الخطوط الحمراء ولكن ياسين هذا أخترق حصونها دون إستئذان منها وكأنها حق مكتسب له بالوراثة ...
يفرض عليها حضوره بهيئته الطاغية ترفضه أمامه ولكن في داخلها راغبة بأفعاله ووقاحته معها
...تخجل من نفسها من رغبتها هذه ولكن عليها أن تكون صريحة مع ذاتها ...ياسين يروق لها حقا ...
عمرها الآن 28 سنة ولكن ماتشعر به الآن يثبت بإن روحها ماتزال مراهقة ...إصراره عليها يشعرها بأنوثتها وبأنها مرغوبه جدا ...
سرحانة في إيه ...ما ان قالتها داليا وهي تجلس إلى جوارها حتى شهقت ميرال بصوت عالي
متابعة القراءة