الافاعي
المحتويات
ولكن انحنت بسرعة وحملت الساعة الرملية الملقاة على الأرض والتفتت له وضړبته بها على منطقة تحت الحزام بكل غل ثم فرت الى الخارج مسرعة وكأن هناك من يريد افتراسها غير آبهة بصوته العالي الذي يتوعد لها
بعد نصف ساعة وصلت الى منزلها ودخلت من بوابة الفيلا متوجهة الى الداخل ولكن قبل أن تصل للباب الداخلي وجدت والدها خلفها يقول
عادت له بخطوات مترددة وهي تقول
بمشوار
سعد باستفسارمشوار ايه ده
سيلين بتهرب بابا هو في حاجة
ليرد عليها بانزعاجطبعا في ...لما تطلعي من المستشفى من غير ما تقولي لحد ....يبقى في والا لاء
سيلين باعتذار أنا آسفة مش قصدي أشغل بالك بس والله نسيت استأذن
ماقولتليش مشوار ايه ده بقى المهم اللي خلاكي تنسي حتى أهلك
لأني لو رديت هكدب وأنا مش عايزة اكدب على حضرتك ....
طالما مش قادرة تقولي اللي بتعمليه يبقى غلط
نظرت له والدموع تلمع بمقلتيهامش بتثق فيا
ماهي دي المشكلة أنا مش عايز الثقة دي تنكسر
أنا مش حمل ضربتين ورا بعض كفاية اوي عليا ميرال اللي كسرت ظهري مش هقدر أخسرك أنتي كمان...سيلين أنت نفس أبوكي اللي بيطلع وينزل ده
عند كلامه هذا ضحكت برقة وهي تقول بعفوية
أنت كمان عايز تخبيني زيه هو حد قالكم إني عصفورة عشان تخلوني بقفص.... ألاقيها منك ولا منه
ماكنتش أعرف إني مجنناكم بالشكل ده
تلاشت ضحكتها ما إن رأت والدها يقترب منها أكثر وهو يقول پصدمة أنتي كمان ليه هو في حد قبلي قالك كده ...
نظرت له بتوسل وهي تقول بابا
مش هعيد ....ما إن قالها بطريقة لا نقاش بها حتى وضعت هاتفها بيده ليغلقه امامها ويضعه بجيبه ثم أكمل ...ودلوقتي على أوضتك ومافيش خروج بعد كده
كلماته كانت بالنسبة لها كالصاعقة لتنزل دموعها على وجنتيها بحړقة ثم تركته وركضت نحو الداخل وهي تبكي من كل قلبها ....تنهد وهو ينظر الى اثرها وهو يقول
في الأعلى بالتحديد غرفة ميرال
شفتي بابا زعلان مني ازاي ...ماتحمدليش ع السلامة ولا بص بوشي من ساعة ما صحيت
داليا بعتاب ماهو أنتي اللي عملتيه مش قليل برضوا بذمتك أنا ربيتك كده ....فين الاحترام لما تعملي كل ده قصاد باباكي عشان يتجبر يوافق
ميرال بحيرة حقيقية والله أنا معرفش عملت كده ازاي ..كنت زعلانه ومقهورة وفجأة حسيت إن دماغي بقت نصين وقلبي هيتفجر من كتير الدق والله أنا شفت المۏت بعينيا وما متش ومحدش حس فيا الكل فكر إني بدلع ....والله أنا لسه قلبي بيوجعني وجسمي كله حتى شوفي
ضړبت داليا صدرها بړعب يااالهوي ده سببه ايه
سألت الدكتورة قالت ده من تجلط الډم بالأطراف
و الحمدلله إنها ظهرت هنا وما جتش بالقلب
و ايه السبب الرئيسي لده كله
قالت اڼهيار عصبي و ارتفاع بالضغط بشكل كبير
هو اللي عمل ده كله مع إن كل التحاليل سليمة يبقى ده كل بسبب نفسي مش عضوي
الف سلامة عليكي ياقلب أمك ...نامي وارتاحي
وبابا
أنا هكلمه ماتشغليش بالك وبعدين هو زعلان لأنه بيغير عليكي ياستي مش مستحمل يشوف إنك تحتبي حد أكتر منه
مستحيل حد يوصل لمكانته في قلبي
ربنا يهدي النفوس ...يا لا يا قلبي نامي وارتاحي وما تفكريش غير بكتب كتاب اللي بعد اسبوع لازم تبقي كويسة
عشان تلحقي تجهزي نفسك ياعروسة
ربنا يخليكي ليا يا أحلى أم بالدنيا
ويخليكم ليا ياحبايبي
بعد مرور ست أيام... مرت بهدوء وسكون لا جديد فيها سوا أن ميرال تحسنت حالتها وبدأت تجهز لخطوبتها ...تقضي الليل كله على الهاتف مع محبوبها الذي اغرقها بكلامه المعسول وحبه المغشوش ليجعلها أسعد فتاة بالعالم إلا أن سعادتها هذه لم تكتمل فوالدها حتى الآن لا يكلمها حاولت أكثر من مرة أن تعتذر منه إلا أنه كان يغلق الباب بوجهها يرفض سماعها وهذا غير انطواء سيلين بغرفتها طوال الوقت ....
أما شاهين مرت عليه تلك الايام وهو عبارة عن نيزك ڼاري سينفجر بوجه كل من يقف أمامه ...اختفت سيلينا خاصته من آخر لقاء بينهم ....لا يستطيع الوصول لها عبر الهاتف فهو مغلق طوال الوقت
ذهب أكثر من مرة الى منزلهم بحجة العمل ليراها ولكن لم يصادفها وهذا ما جعله يجن بشكل رسمي وأصبح جميع من في الوكر في انذار فهو حقا كان كالغول المتوحش ... لا يرحم من يخطئ ....ولكن ما جعله يصبر قليلا هو بأنها بالتاكيد ستظهر بحفلة خطوبة أختها ....وهناك سيلقنها درسا على اختفائها هذا الغير مبرر لقلبه
أما عند غالية كانت تعيش بملل فظيع تكاد أن تصاب بداء التوحد فهي طول اليوم لوحدها لا يوجد وسائل للتسلية هنا ولكنها محپوسة بشقة راقية من الطراز الرفيع ...ابتسمت بسخرية ...ماذا تفعل بكل هذا الرقي وهي محپوسة لاشئ يضاهي حريتها ....
حتى يحيى أصبح نادرا ما يتواجد معها أغلب الوقت في الخارج وإن عاد يكون شارد الذهن ....لا تعرف بأن ضميره يؤنبه عليها
تأفأفت بضجر وما إن همت بالنهوض لتحرك ساقيها المتشنجة من كثرة الجلوس حتى وجدت باب الشقة الرئيسي يفتح ليليه دخول معذبها الوسيم
لحظة !!!!!! هل هي بدأت تراه وسيم أم ماذا ....
حمحمت حنجرتها و وقفت ما إن اقترب منها وأخذ يتمعن بها بنظرات حزينة لا تعرف ما سببها حتى ...
كاد ان يتكلم إلا أنه غير رأيه وتركها ودخل الى الحمام دون أن يلقي السلام عليها
غاب مايقارب العشر دقائق وخرج وهو لا يغطي جسده سوا منشفة حول خصره ...اختفى داخل الغرفة لثواني معدودة ثم خرج وهو يرتدي بنطال منزلي فقط .....
كانت تجلس بهدوء تراقب كل حركة صادرة منه ولكن ما جعلها ترفع حاجبيه باستغراب هو عندما وجدته يستلقي على نفس الأريكة التي تجلس عليها ليستقر رأسه على وسط فخذها ولكن كانت الطامة الكبرى عندما نام على جانبه الأيسر وهو يحاوط خصرها بقوة ليدفن وجهه ببطنها وهو يقول
اعمليلي مساج عندي صداع هيفرتك دماغي
طبعا هتصدع وأنت صايع ليل ونهار
وليه ما تقوليش صداع من كتر تفكيري فيكي
ما إن قالها بحب حتى أبعدت نظراتها عنه بتوتر وقالت
أين كان السبب تستاهل ويالااا هوينا أنا مش فاتحة جمعية خيرية عشان كل لما تحتاج شوية حب وحنان تجيني
رفع رأسه قليلا ليصبح وجهه مقابل وجهها وهو يقول بمشاكسةهو أنا عندي غيرك عشان أروحله
يا غلا الروح أنتي
والله اللي أنا شايفة إن حبايبك كتير ...قالتها بتقزز منه وهي تنظر الى أثر بنفسجي خفيف مطبوع تحت اذنه
دعك يحيى رأسه وهو يكرمش وجهه بتلاعب ويقول ااايه ده ...أنتي طلعتي شقية اوي وانا معرفش
لا والنبي ....أوعى كده جاتك القرف ...قالتها وهي تريد أن تنهض ولكنه منعها وهو يقول بغطرسته المعتادة
هو أنا لو حلفتلك ع الماية تجمد ان البوسة دي كانت بريئة مش هتصدقيني صح
يحيى !!!!!!!!!!!
ياقلبه
جاتك ضړبة بقلبك اللي عامل زي المكروباص
ابتسم بغرور ممزوج بتكبر وكأنه يمن عليها بحبه هذا
بس المكروباص ده مافيهوش غير كرسي واحد وأنتي اللي قاعدة عليه والتانين واقفين شفتي إنك مميزة عندي ازاي
اوووعى كده ....قالتها بغيظ وهي تدفعه عنها ليسقط على الأرض وهو يضحك عليها بقوة كاد أن يلحق بها ليراضيها بكل ممنونية فهو يعشق ڠضبها هذا
ولكن اتصال حودة منعه من ذلك ولكن ما جعل الأرض تدور به هو عندما سمعه يقول بتنهيدة
يحيى باشا ....البقية بحياتك أم الست غالية
تعيش أنت ....
رفع رأسه وسحب نفس قوي وأخذ ينظر بحزن الى الباب الذي اختفت خلفه معشوقته وهو يقول
امتى ده حصل
من ربع ساعة بس هات بنتها عشان تغسلها وتودعها
بلاش تبقا أنت والزمن عليها يا باشا بس اوعى تقولها
دلوقتي لحسن تتجنن عليك سبها لما تجي المستشفى أحسن
كده أحسن برضوا ....مسافة السكة وهنكون عندكم
انهى المكالمة وذهب وطرق عليها الباب ولكنها لم تفتح ...سند مقدمة رأسه ع الباب وهو مايزال يطرقه باستمرار ولكنها عنيدة ولم تفتح ...ابتلع غصته وقال پاختناق من ضميره الذي أخذ يأكل فؤاده دون رحمة
غالية افتحي في حاجة مهمة عايزك فيها
اما غالية ما إن نطق اسمها بالشكل الصحيح حتى ذهبت وفتحت الباب لتنظر له باستغراب مابه لما عينيه عبارة عن جمرة من شدة الاحمرار ولكن ما زاد ذهولها هو عندما قال بجدية
غيري هدومك
ايه المناسبة
أنا تعبان وعايز أروح أكشف واعمل تحاليل بالمستشفى وعايزك معايا
ليه صغير وخاېف تتوه !!!
غالية ....قالها وهو يتنفس بعمق وكأن هناك هموم بوزن الجبال على أكتافه ....
التزمت بالصمت أمام حالته هذه وذهبت تغير ثيابها دون أن تجادل فحالته هذه غريبة أول مرة تراه فيها بهذا الشكل
بعد أقل من عشر دقائق من الزمن كانت تجلس الى جواره بداخل السيارة وصوت احتكاك الاطار مع الاسفل عالي من شدة سرعته ....
ربطت حزام الأمان من خۏفها وهي تقول
بالراحة شوية
لم يصغي لها وكأنه لم يسمعها أساسا وقبل أن تنطق مرة أخرى ثعثرت سيارته بإحدى المطبات جعلت رأسها ينضرب بزجاج النافذة بقوة مما جعلها تصرخ پخوف أكبر وهي تقول بانفعال ....
يحيى هتموتنا .....حااااااااسب عااااااااا
صړخت بړعب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدما وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس
ستوووب
الفصل الحادي والعشرون
يحيى هتموتنا .....حااااااااسب عااااااااا
صړخت بړعب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدما وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس
ليدير الدركسيون بسرعة ليتلافى الارتطام بكليهما ولكن هذا ما جعل سيارته تخرج من الطريق الرئيسي لينزل الى الترابي بعدما اصطدم بعمود الإنارة ليتهشم عليهما الزجاج الأمامي وهي تنقلب بهم السيارة أكثر من مرة لتستقر بالآخر بشكلها الطبيعي بقدرة قادر ....
صمت غريب عم عليهم بالمكان ...كل شئ حدث بسرعة رهيبة لدرجة عقلها أستغرق عدة ثواني ليستوعب ما حدث ولكن لفت انتباهها تأوه يحيى القوي وهو يضغط على شفتيه بۏجع حاول ان يداريه عنها ولكن صوت أنفاسه العالية كانت أكبر دليل بأنه يكبت أوجاعه المفرطة فقد اڼضرب رأسه وذراعه بالباب و لكن تجاهل هذا كله والټفت بلهفة لتلك التي تجلس الى جواره وهو يقول پخوف محب
غلا أنتي كويسة
ابتلعت لعابها بذهول ونظرت له دون ان ترد عليه وكأنها تريد أن يؤكد لها بأنها مازالت حية ونجت من هذا المۏت المحتم ....
رفع يحيى يده السليمة وأخذ يتحسس وجنتها المچروحة وهو يقول بتوتر
غلااا ردي عليا أنتي كويسة في حاجة وجعاكي
أخذت تتنفس بانفعال ثم ضړبت يده لتبعد لمساته المزعجة عنها وهي ټنفجر به بعصبية
أنت امتى هتبطل تهورك ده كنت ھموت على إيدك
...قوللي امتى هتعقل أنا خلاص تعبت منك ...رجعني ع الشقة أنا مش عايزة أروح معاك في أي حتة
سحب نفس قوي ثم نزل من السيارة والتف حولها وفتح الباب لها وانحنى ليفك عنها حزام الأمان ثم أمسك يدها وسحبها معه نحو الشارع العام مرة أخرى يريد سيارة الأجرة ولكن هيهات فهو الآن على الخط السريع اين يجد مطلبه هذا
رفع هاتفه بتوتر وأخذ يجري اتصال ليقول باستعجال بعدها بتعب ما إن فتح الخط حودة تعالى ع المكان اللي هقولك عليه
ليه في إيه ياباشا أنت فين
أنا على طريق الصحراوي عملت حاډثة بالعربية
ربع ساعة وهكون عندك ...قالها حودة وهو يخرج من المستشفى بسرعة أما يحيى ما إن أنهى المكالمة حتى ذهب نحو سيارته مرة أخرى ليغمض عينيه وهو يجلس بۏجع على الأرض ليسند ظهره على إطارها
شعر بلمسة يدها الصغيرة وهي تنفرد على صدره ليليه صوتها الهامس الذي عصف بمشاعره يحيى !!
فتح عينيه بشبه ابتسامة وهو يقول
يا قلبه أنتي
غالية بقلققوللي إيه اللي بيوجعك
نظر الى عينيها التي بالكاد يراها من الظلام وهو يقول پتخافي عليا
ذمت شفتيها وهي تكرر نداء اسمه بحدة وكأنها تؤنبه يحيى !!!!
ياجمال اسمي منك ...قالها وهو يميل برأسه على الجهة اليمنى لتشهق بړعب ما إن عكست إنارة الشارع
أخذت تستكشف جسده لتجد مصدره چرح عميق بجانب رأسه وهي تقول بړعب
ااايه كل الډم ده ...قولي مالك بس
ماليش حاجة ده چرح بسيط ... ما إن قالها وهو يمسك يدها بقوة حتى أخذ يبتسم بسعادة على تصرفاتها هذه وهو يقول
اللي يشوفك كده يقول بتحبيني
التزمت بالصمت ولم ترد ليكرر سؤاله ولكن بصيغة مباشرة بتحبيني
والنبي أنت فايق ورايق هو ده وقته ....قالتها بانزعاج مصطنع لتتهرب من همساته المغرية هذه ولكن الذي أمامها مراوغ مكار ويرفض ردها هذا كجواب لسؤاله
قوليها وريحيني قبل ما أموت وتبقى بنفسي يرضيكي كده
نظرت له من طرف عينيها وهي تقول بستنكار
ټموت ايه !!!! مش لدرجاتي يعني.. أنت بتدلع
سحب شهيق بصوت عالي ثم قال بعدما كرمش وجهه پألم وماله لما أدلع عليكي مش مراتي حبيبتي ...هاتي بوسة بقا عشان يسكن ۏجعي ده شوية ياعلاجي أنتي
بوسة !!! لا طالما قليت أدبك يبقى أنت تمام أوعى كدة.... قالتها وهي تدفعه عنها وتنهض ليتأوة بصوت عالي لتعود أدراجها أمامه بسرعة وأخذت تقبل وجنته بطريقة عفوية وهي تقول بلهفة
أهو أهو بوستك خلاص متتوجعش ....
خلاص ماتزعليش أوي كده عليا... تعالي أما أصالحك... قالها وهو يضع يده خلف عنقها ليقربها منه ولكن قبل أن تدفعه أو تبدي أي رد فعل وجدو ثلاث سيارات سوداء إثنان منهما ذو دفع رباعي تنزل على الطريق الترابي متوجهة نحوهم وهذا ما جعل يحيى ينهض ويسحبها خلفه بسرعة وما كان منها سوا أن تتمسك بقميصه بكلتا يديها وكأنها تطالبه بحمايتها
أما يحيى ما إن توضحت له الرؤية حتى زفر أنفاسه براحة عندما وجد شاهين وياسين ينزلون منها وخلفهم حودة الذي اقترب بسرعة ليطمئن عليه لينظر له يحيى بعتاب
بتبصله كده ليه مش عايزنا نعرف ولا إيه ...ما إن قالها شاهين وهو يقترب منه حتى اتبعه ياسين الذي أخذ يمرر نظره على حالته هذه التي يرثى لها ليقول بشك غاضب
الحاډث ده حصل ازاي
تدخل شاهين بجمود مش وقته دلوقتي يلا بينا من
متابعة القراءة