الافاعي
اللي بتطلبه وخصوصا الحفلة هتخلص متأخر عايزني آجي معاك فين بس
تمام وصلني جوابك ...قالها وهو ينهي هذه المكالمة دون أن يسمع ردها لترفع الهاتف عن أذنها وهي حزينة ...
نهضت من فراشها بزعل وذهبت نحو الحمام لتغسل وجهها وأسنانها ثم نزلت ببجامة نومها الحرير ذو اللون الړصاصي الغامق دون أن تغيرها
خرجت مباشرة إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي ولكن تفاجئت بوجود أختها تجلس قرب حوض السباحة ...ذهبت بإتجاهها وما إن جلست إلى جانبها حتى احتضنتها بحب وهي تقول بحنين
عايزاني أكلمك أقولك ايه مبروك مثلا وأنا عارفة إنك
رايحة لنهايتك برجليكي
ميرال بعتاب سيلين !!
شفتي كلامي مش على هواكي عشان كده بعدت عشان مازعلكيش على أمل تفوقي أو أطلع أنا اللي غلطانة
اڼفجرت ميرال پاختناق من كل مايحدث يووووووه أنا بجد تعبت ...كل البنات تتجوز تفرح إلا أنا الكل ضدي ....مش عارفة ألاقيها من مين والا مين
قالت الأخيرة وهي تبكي متوجهة الى الداخل ولكن ماهي سوا خطوتين و وجدت نفسها بحضن والدها الذي احتواها بذراعيه بحنان عندما وجد دموعها تجري على وجنتيها
رفعت نظرها له وهي تقول بغصة بابا
مبروك يا حبيبتي ...قالها سعد وهو يقبل جبهتها لتقول بنبرة متوسلة وهي تحتصنه بقوة
ربنا يبارك لي فيكم ...قالها وهو ينظر بحب إلى سيلين التي تقف أمامه بزعل ....
عند نظراتها المدللة هذه لم يستطع أن يقاوم أكثر ليفتح ذراعه لها هي أيضا لتأتيه راكضة على الفور ليضمهما معا الى صدره وأخذ يقبلهما لتقول ميرال بتردد
بابا
نظر لها وقال قولي يقلبي
ميرال بقلق أنت لسه زعلان مني
بس كده من عينيا ...قالتها ميرال بفرحة وهي تقبل فكه ثم تركتهم وذهبت الى المطبخ لينظر سعد الى أثرها وهو يقول بتنهيدة
آاااه يا ۏجع قلبي أنتم
احنا ۏجع يا بابي قالتها سيلين باندهاش وهي تنظر إلى عينيه الحزينة باستغراب
هو أنا عملت إيه بس ده أنت معاقبني ومخاصمني من غير سبب
متأكدة من غير
سبب .....خدي تلفونك أهو ....أنا مافتحتوش من ساعتها عارفة ليه
ليه
مش عايز اڼصدم كفاية عليا ضړبة ميرال ...لأن لو جتني ضړبة منك انتي بالذات أنا مش هستحملها
بابي أنا معملتش حاجة
عارفة شاهين قالي إيه
شحب وجهها ونظرت له بتقرب لما سيقول ...نظر لها بتمعن لقلقها الملحوظ هذا وأكمل پقهر فأصبح شكه يقين الآن ...قال لو أخويا مالوش نصيب عندكم أنا أكيد ليا... كان بيتكلم بثقة غريبة ...هو مش ده نفسه اللي كان عايز يحبسك بقفص زيي والا أنا غلطان
نظر لها سعد بحدة وقال بعدما رفع سبابته بوجهها شوفي يا سيلين لو أنا وافقت على ياسين لما شفت ميرال تعبت لما رفضته أنتي بقى عندي استعداد أشوفك بټموتي قصادي ولا إني أديكي ل شاهين ده سامعة
بابا أنت فاهم الحكاية غلط أنا أصلا مش بفكر بالجواز ولا بالكلام ده خالص
أتمنى يابنت قلبي ....أتمنى !!
لا شاهين ولا غيره هيقدروا ياخدوني منك ....قالتها وهي ترمي هاتفها بحوض السباحة ثم عادت الى أحضانه وهي تكمل ...مش عايزة من الدنيا دي غيرك
إيه جو العشق الممنوع ده ...قالتها داليا وهي تكتف يديها وتنظر الى زوجها بغيرة مضحكة
انا أنسحب أحسن ما اضرب... قالتها وهي تريد أن تهرب من أحضان والدها إلا أن سعد تمسك بها وقال كده بتستغني عني يا سيلي وتسبيني بوش المدفع
عادي.. استغنيت عنك ل مامي مش لحد غريب وبصراحة كده أنا مش قد ضربها ...دي بتقرص جامد تقول عقربة
ما إن قالت كلمتها الأخيرة حتى شهقت داليا پصدمة وهي تقول أنا عقربة ...تعالي هنا يابت
اختبأت خلف والدها وهي تقول
آسفة والله ما قصدي هي طلعت معايا كده
داليا بتوعد اطلعي من ورا أبوكي اللي مطلع عينك ده عشان أربيكي من تاني
سيلين بترجي جميل بابي احميني منها عشان خاطري
أهو يلا اجري على فوق بقا ....قالها وهو يحتضن زوجته لتفر سيلين الى الداخل بسرعة وهي تضحك بكل شقاوة
نظرت داليا الى زوجها وقالت پغضب
عاجبك عمايلها دي
سعد بقبول جدا ..سيلين تعمل اللي يعجبها
والله ماحد مقويها علينا غيرك
حبيبة أبوها ودلوعته
وأنا مش حبيبتك ...قالتها وهي تلعب بمقدمة ثيابه بدلع لينحني نحوها وهو يقول عند أذنها
أنت عندك شك بكده
حركت رأسها وهي تقول أيوه عندي شك
خلاص نفطر ونطلع أوضتنا نريح شوية عشان أشيل الشك ده من عقلك بشكل عملي وشفهي كمان
داليا بحب ممزوج بمياعة أيوه كده.... هو ده الكلام
بابا الفطور جاهز ...ما إن نادتهم بها ميرال حتى دخل سعد مع زوجته ليجلسوا حول طاولة الطعام مع عائلته الصغيرة ليمر الوقت عليهم بسرعة بين التجهيزات ولكن كلما اقترب الوقت شعرت سيلين بأختناق حتى أنها رفضت النزول للحفل ولكن تحت ضغط والدتها داليا رضخت في الأخر لكي لا تكسر قلب أختها وتتمنى من الله أن يسير كل شيء على مايرام وأن كل مايدور بعقلها من شكوك ليس سوا تهيؤات
مساء في الحديقة الأمامية لفيلا الجندي التي كانت مزينة بشكل أقل ما يقال عنه فخم وراقي فقد حرص ياسين أن تكون التجهيزات على أتم ما يكون.... وقام بدعوة أكبر رجال الأعمال
كان يقف الهجين مع بعض المدعوين ولكن بدأ قلبه قبل عينيه يبحث عن تلك التي سړقت النوم منه ...أيام طويلة لم يراها بها أو حتى يسمع صوتها ...
تنهد و رفع رأسه بشكل تلقائي وهو يتحدث مع أحدهم لتتبعثر الحروف من لسانه ما إن وقع نظره عليها كانت تقف بالشرفة ترتدي فستان اسود بربع كم مع شال شفاف على مرفقيها من نفس اللون وخصلاتها المموجه تتطاير خلفها بين الحين والآخر بسبب فعل الهواء ....كانت كالأميرة التي تنتظر حضور فارس أحلامها
مع إن وجهها كان حزين للغاية ولكن برغم هذا كله ...جمالها لم ينقص بل زاد بنظره لا يعرف أهو بسبب شوقه لها أم هذا هو جمالها الرباني
انسحب من بين المدعوين وصعد لها خلسة وهو لا يصدق ما يفعله الآن ...هل هو مراهق أم ماذا ...
ولكنه الآن أيقن أن الحب يفعل الأفاعيل ...لحظة
...حب هل هو الآن بالفعل واقع بحبها
وصل الطابق الثاني وتوقف وهو يفكر بسؤاله هذا
ولكن لم يجد له الجواب أو دعنا نقول بأنه رفض أن يعترف لنفسه بهذا...
ذهب نحو الشرفة الكبيرة ليجدها تعطيه ظهرها
لينطق لسانه تلقائيا سيلينا
التفتت له بسرعة وهي لا تصدق وجوده هنا
أنت بتعمل إيه هنا
شاهين باستفسار ممزوج بانزعاج
كنت مختفية فين طول المدة دي وقافلة تلفونك ليه
وأنت مالك ...حل عني بقا
نظر لها قليلا ثم بحركة سريعة مسكها من رسغها وذهب بها نحو الداخل ليبعدها عن أنظار الناس
رفعها من خصرها وأخذ يدور بها وهو مازال يعتصرها بداخله أكثر من السابق لدرجة آلمتها كأنه بفعلته هذه يعاقبها لمقاومتها له أنزلها على الأرض وابتعد عنها قليلا لينظر إلى عينيها الحاقدة وهو يقول بتملك
ياويلك مني لو غبتي عن عيني مرة تانية أنتي مش ملك نفسك عشان تعملي كده ....
والله أنت مچنون مش طبيعي ....
لو كنت أنا مچنون ف أنتي سبب چنوني ...ما إن قالها وهو يكز عليها أسنانه يود أن يأكلها ياا الله كم هي شهية ومغرية له وهذا كله جعل سيلين تحرك رأسها بغرور وهي تقول
وأخيرا اعترفت إنك واقع فيا ...أيوه كده جرب الۏجع ...هو ده اللي أنا عايزاه بالضبط ...هكون ليك سراب يا ابن اللداغ كل ما تقول هانت همسكها تلاقيني هووووووب اختفيت من بين إيديك ...ان ما وريتك إن الله حق ...ولففتك حوالين نفسك ما بقاش أنا سيلين الجندي
رفع حاجبيه بهدوء متعمد ما إن قال
بجد !!! كل ده هتعمليه فيا ...اممم شوفي سيلينا نصحتك كتير.. بس غرورك أعمى عيونك ...لو مفكرة إنك ممكن تلعبي فيه أحب أقولك ذكائك خدعك أنتي لحد دلوقتي ماشفتيش من شاهين غير الحنية فبلاش تخليني أقلب عليك
أنا مابتهددش
وأنا مشتاق
نعم
مشتاق ليهم ....قالها وهو ينحني إلا أنها عادت للخلف باندهاش ممزوج پغضب من تصرفه هذا... ليضحك عليها وهو يمسكها من يدها رغما عنها وأخذ يغلغل أنامله بخاصتها وكأنها ملك خاص به غير آبه برفضها ثم سحبها معه إلى الأسفل
حاولت ان تحرر كفها منه إلا أنها فشلت وبجدارة بهذا الشئ لتقول بتوسل وهي تنزل معه الدرج
شاهين سبني والله بابا لو شافني هينزل مني ....
وقف بالبهو وقال أسيبك بشرط ايه ....
شرط ايه
ترقصي معايا برا وقصاد الكل
مش موافقة
طيب ...قالها وهو يحرر يدها وتنظر لها بذهول فقد تركها مع أنها رفضت شرطه ....
ماتستغربيش إني سبتك لأن بمزاجك أو ڠصب عنك هترقصي معايا ...
هو كل حاجة عندك عافية
أنتي ماتجيش غير كده ....وأنا كل حاجة عايزها باخدها وأنا عايزك... وهاخدك عروسة ليه بعد بكرة يابطة
قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم تركها وخرج لتبتعد بخطوات بطيئة وهي تفكر بكلامه هذا ...اقتربت من والدتها التي كانت تقف إلى جوار ميرال ....وأخذت تراقب المراسيم... ما إن جلس ياسين الى جانب المأذون و وضع يده بيد سعد وأخذ يردد ما يملى عليه بسعادة أما والدها الروحي كان مع كل كلمة يلفظها يشعر پاختناق وكأنه يتم نزع روحه منه لااااا يريد
كل هذا ولكن ما باليد حيلة ...أغمض عينيه وتنهد بصعوبة ما إن سمع
جملة المأذون الشهيرة بعدما تم عقد القران
نهض ياسين واقترب من ميرال ليمسك يدها ويجعلها تقف امامه ليقبل كفيها ثم نظر لعينيها وهو يهمس لها بمغزى
أخيرا وصلت ليكي
و ستوووووووووب
الفصل الثاني والعشرون
ألبسها الخاتم بخنصرها الأيمن بأجواء هادئة ولكن أقل ما يقال عنها بأنها رائعة لتبتسم له باتساع شديد حتى ظهرت أسنانها كلها فهي تكاد ان تطير فرحا من كل ماتعيشه الآن ليبادلها الآخر الحب ما إن رفع يدها وقبلها بنبل ثم سألها بهمس عند أذنها بعدما سحبها
من خصرها نحوه
فرحانة
عندك شك بكده ...قالتها وهو تنظر له بعينين عاشقة
حتى النخاع ولكن الآخر استغل هذا الموقف ليقترب منها و وضع جسر أنفه على خاصتها لتمتزج أنفاسهما
لتنصهر بين يديه خجلا وهي تقول
ياسين عيب كده ابعد مش قصاد الناس
بقيتي مراتي خلاص ...ما إن قالها باسترخاء وبشكل عفوي حتى ابتعد عنها پصدمة من ما شعر به الآن ...أخذ ينظر لها باستغراب يا الله هذه الكلمة هزته من الداخل وجعلت دقات قلبه تتفاوت ....أخذ يمرر باطن يده على وجهه بضيق ثم قال بهدف المرواغة عندما لاحظ علامات الاستفهام تزين وجهها
بتحبيني يامرمر
أظن إنك عارف الجواب .....ما إن قالتها وهي ترفع إحدى منكبيها بدلع حتى قبل وجنتها دون خجل من أن يراهم أحد وهو يقول عايز اسمعها منك هتستكتريها عليا
رفعت رأسها له وقالت بحب صادق أنا سلمتك حياتي بيدك يبقى ده تسميه إيه غير إني بمۏت في هواك مش بس بحبك
مبروك يا حبيبتي ....قالها سعد وهو يقترب منهما ليسحبها بغيرة من ياسين الذي كان حرفيا يعتصرها بين ذراعيه ...
كاد ياسين أن يمد يده ويصافحه إلا أنه رفع حاجبيه بذهول عندما وجده يأخذ ميرال معه ويذهب دون أن يبارك له وكأنه غير مرئي
نظرت داليا بعدم رضا لأفعال زوجها هذه وهي تقول
سعد أنت ماباركتش ل ياسين ليه
الټفت لها وقال بتفاجؤ كاذب
بجد !!! ماختش بالي
داليا بحدة سعد !!!!!
نعم
كټفت داليا ساعدها أمام صدرها وقالت بتأنيب
روح رجع البنت جنب عريسها وبلاش حركاتك دي قصاد الناس هنتفضح كدة ....عييييييييب
سعد باستنكار وعدم قبول لما سمع عريسها ايه أنتي كمان ده مجرد خطيبها يعني بأي لحظة ممكن نفركش و خالتي وخالتك وتفرقوا الخالات
وترجعلي بنتي لحضني
قبلته ميرال من وجنته وقالت بحب
بتغير عليا يابابا !!!
نظر لها سعد بامتعاض ھموت وأعرف ايه اللي عاجبك فيه ...
ردت عليه ميرال بتسائل أنت ايه اللي عجبك في ماما عشان تتجوزها
كل حاجة عجبتني فيها
أنا كمان زيك
ماشي بس ياترى هو بيحبك وېخاف عليكي زي ما أنا بحب مامتك كده وبخاف عليها ...ما إن قالها والدها حتى ردت عليه بثقة
أكيد طبعا
تنهد سعد بحزن وقال أتمنى !!
ممكن عروستي ياعمي ...قالها ياسين وهو يقف أمامه بابتسامة مزيفة
سعد بتعديلقصدك خطيبتك
ياسين بنبرة غريبة والله سواء كانت خطيبتي أو عروستي مش هيفرق معايا كتير اللقب بس اللي اعرفه إنها بقت مراتي خلاص وحضرتك اللي ادتهالي بنفسك ...بعد إذنك ...قال الأخيرة وهو يمسك يدها ويأخذها معه لمنتصف الحديقة ليبدأ معها الرقص بسلاسة
لتدمع عينين والدها رغما عنه وهو يراها تضحك من كل قلبها مع الآخر ...مسح وجهه پاختناق عندما سمع زوجته تقول بعتاب
وبعدهالك يا سعد سيب البنت بحالها
سعد بإحساس قوي قلبي مش مطاوعني بكده
...حاسس إني مش هشوف ضحكتها دي تاني
نطقت داليا پخوف بعد الشړ عليها...أنت هتقلقني
ليه ماهي زي الفل افرحلها وبلاش تنكد عليها وعلينا عشان خاطري
ليقول سعد بهم كبير بعدما سحب نفس قوي و زفره ربنا يسعدها هو أنا هعوز ايه أكتر من كدة
أما عند سيلين كانت تقف بزاوية بعيدة عن هذه الضجة تنظر الى ياسين وأختها بدهشة هذه أول مرة تراهم مع بعض بهذا الانسجام ..الفرحة واضحة على كليهما
للحظة شكت بنفسها هل هي مخطئة ....نعم ...
مخطئة ف الآخر ها هو الآن أمامها.. الابتسامة لاتزول عن وجهه ...وإن لم تكن مخطئة فهو ممثل بارع لدرجة أنه أتقن دور العاشق بهذا الشكل ...
عند هذه اللحظة اعطت ميرال عذرها إن كانت هي بنفسها تشوشت بين أن تصدق أم لا ...فما بال أختها المسكينة التي وقعت بشباك ذلك المكار
انتهت الموسيقى الهادئة ليتوقف الجميع عن الرقص وارتفع صوت تصفيق الحضور ولكن ما إن ارتفعت موسيقى أخرى خاصة حتى شهقت بتفاجؤ عندما وجدت يد من الفولاذ تحتجز يدها الصغيرة بإحكام وهذا الشخص لم يكون سوا
شاهين !!
نطقت اسمه پصدمة ما إن رأته يأخذها لساحة الرقص بعدما رمى سترته ليبقى ببنطال وقميص أسود مفتوح أزراره الأولى ليظهر أسفله عضلاته القوية ...كان حقا وسيم للغاية
وقف وسحبها بقوة له لتلتصق بصدره ..ابتلعت لعابها پخوف عندما وجدت نفسه معه محط أنظار الجميع وخاصة والدها الذي صعق من منظرها هذا أمامه.... لتنطق بتوسل ما إن