الافاعي
المحتويات
الجهة الأخرى عند ميرال ما إن استيقظت من نومها في الصباح الباكر حتى غيرت ثيابها وخرجت تتمشى في شوارع القاهرة تريد ان تستكشف معالم هذه المدينة الجميلة ولكنها فشلت فهي لاتعرف شئ هنا
جلست على أحد المقاعد الحجرية امام نهر النيل ما إن تعبت وشردت عينيها بالمراكب التي تبحر على سطح هذا النهر ...المنظر عادي مثل كل يوم ولكنها رأت فيه حب الناس لبعضهم وطيبتهم هذا الشئ لم تكن تراه في الخارخ فهناك لا أحد يساعدك دون مقابل.. الجميع يقول نفسي....نفسي....
-ليه ادايقتي لما قولتلك مرمر
خرجت من دوامتها والتفتت له بتفاجؤ
-أنت عرفت مكاني منين
الټفت لها برأسه وغمزها وهو يقول بشقاوة
-هو انت متعرفيش ان قلبي دليلي ...تنهد وأكمل بتساؤل ما ان وجدها تتجاهله ...ماردتيش عليا زعلتي امبارح ليه
-تؤ ...ليا...أي حاجة تخصك ليا فيها
ولكن ما ان نظرت له پغضب واضح بعينيها الواسعة
حتى رفع يده أمامها وهو يقول بضحك
-ابوس خدودك الحلوة دي بلاش تبصيلي كده أنا مش قدهم
-اللي هم إيه
-عنيكي يامرمر
ميرال بزعل حقيقي -يااااسين عشان خاطري بلاش الدلع ده
ياسين بمشاكسة -يخربيت ياسين على سنين ياسين
ميرال بضجر -عشان خاطري بقا
ياسين بستغلالموافق بس بشرط
ميرال بستنكار -بتتشرط كمان
ياسين بتأكيد -طبعا
لتقول ميرال بإنصات -اللي هو ايه
ليرد عليها بستغلال اكبر -نقضي اليوم مع بعض ....
-بصيلي ...قالها وهو يرفع وجهها له وما إن أسر عينيها بخاصته حتى أكمل ...قولي موافقة وفرحيني ...طال الصمت بينهما ولكن لغة العيون لم تصمت بل أخذت تصرح بالمحظور
مسك يدها وخلل أنامله بخاصتها وشدد عليها ونهض وسحبها معه ولكنه وجدها تمنعه وهي تقول برفض واهي -إيه ده على فين أنا لسه ماوافقتش
-بحبك ...
احمرت وجنتيها خجلا وأخذت تنظر حولها وكأن كل الناس سمعت ما قال ...نظرت له وقالت بضيق كاذب
-انت مچنون وعديم الرومانسية هو في حد يعترف كده
-ليه
-لأن احنا بنختلف عن الآخرين يامرمر ...قال الأخيرة وضحك لتنظر له بعتاب وهي تقول
-بردو مرمر دي
ياسين بمشاكسةايوه وخدي من ده كتير ...عندك اعتراض
ميرال بسخرية -قال يعني لو عندي اعتراض هتسمعه
ياسين بجبروت -ولا هاخد بيه أصلا
-شوفت
ياسين بتوعد مبطن -ايوة شفت ...بس أنتي اللي لسه ماشفتيش حاجة معايا
-ربنا يستر منك عقلي مش مطمنلك بس هاجي معاك
ليقول ياسين بمشاعر جياشة -انا قولتهالك وهقولها تاني ...ماتخافيش مني ...عمري ماهضيعك ده أنا ماصدقت لقيتك ...ثقي فيا
نظرت له ميرال قليلا بصمت ثم قالت بجدية
-الثقة بتجي بالأفعال مش بالكلام ...لو عايز ثقتي فعلا اكسبها بفعلك
ابتسم لها ياسين بثقة وقال
-هيحصل وهتشوفي ...ودلوقتي تعالي نفطر سوا لأني متأكد إنك لسه مافطرتيش ...
لتقول ميرال بدلال عفوية -لا أنا عايزة غدا مابحبش الفطار
-بس كده يقلبي ...ده أنتي تؤمري وأحلى غدا لأحلى بنوته عنيا شافتها ..قالها وهو يتحرك بها لتتبعه كالمنومة مغناطيسيا وهي تنظر له بإعجاب واضح وابتسامة حالمة واخذت تنسج أحلام وردية التي بيعيدة كل البعد عن الواقعها
لتقضي اليوم بطوله معه ومع كل دقيقة تمر عليها وهو الى جانبها كانت ټغرق أكثر وأكثر في بحره العميق
ولكن ما أنهى يومهم هذا هو اتصال سيلين لها تخبرها بإنها يجب أن تعود الى المنزل فورا بطلب من والدهم
في منطقة شعبية بالتحديد داخل شقة أم غالية
-قلبي واكلني على غالية ياترى كويسة ولا تعبانة ...
خليل باستنكار لما سمع -تعبانة ايه ياولية !!! دي بنتك أتجوزت راجل ماكنتش تحلم بيه طول عمرها عايزة إيه تاني
لتقول امها بشوقعايز أشوفها واضمها كده لصدري واشم ريحتها دي وحشاني اوي ده أنا محيلتيش غيرها
حس بيا
صړخ بها خليل بتهرب -يوووووه افضلي كده اندبي ع بنتك وخلي جوزها يطفش ...شكلك عايزاها تطلق مش كده
-بعد الشړ عليها تف من بقك..بس هو هيطفش ليه.. ده أنا عايزة أباركلهم بس واطمن عليها زي كل أم.. إيه مش من حقي ...ده حتى أخدها واختفى ...مافيش حد بيعمل كده
-انت الكلام معاك مالوش فايدة ...قالها وهو يتركها ويخرج من الشقة بأكملها
اخذت ټضرب على فخذها وهي تقول پقهر
-يااااناس قلبي موغوشني عليها مش بايدي
حركت تحية زوجة خليل فمها بعدم رضا وبشهقة خفيفة قالت -اطمني يا اختي ...وحطي في بطنك بطيخة صيفي ...بنتك بقت مرات يحيى اللداغ .. يااابختها مش زي
والدة غالية بمحاولة مستميتة -طب ما تخلينا نعزمهم بمناسبة جوازهم وأهي حركة حلوة مننا بردو
-اعزم ايه هما فاضيين لينا ...دول عرسان في شهر العسل عايزة تنكدي عليهم ليه ...وبعدين اعزمهم بإيه هو انا حيلتي حاجة
ترد عليها بلهفة -انا عندي ...أعزمهم على حسابي
تحية بفرعنة -حساب مين يا أم حساب ده أنتي قاعدة واكلة شاربة ببلاش ....قال على حسابي قال هو أنتي حيلتك حاجة ...تركتها وخرجت وهي تتكلم كلام تكرهه الأذن وتشمئز منه الروح لدنائة أصحابها
نزلت دموع الاخرى بعجز وهي ترى كيف تركتها وخرجت غير آبهة بها ولا بلوعة قلبها ....رفعت كفيها للأعلى وأخذت تشكو ۏجعها وضعفها وقلة حيلتها لله عز وجل وتدعوه بتذلل بإن يحفظ لها ابنتها الوحيدة من كل شړ
في مطعم راقي وفخم لا بل كان أشبه بالقصور الضخمة دخل من البوابة سعد وعائلته ليكون في استقبالهم صاحب المكان وهو غالب منصور وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يصافحهم
-اهلا وسهلا سعد بيه
-اهلا بيك ...
-نورتي ياهانم ...قالها وهو ينظر الى داليا ويصافحها باحترام حتى ردت عليه بمجاملة
-تسلم ده نور حضرتك
-النور الحقيقي هنا ...قالها بخفوت وهو يصافح سيلين ليرفع يدها له وقبلها وهو ينظر الى عينيها بتمعن... مشهد الحفلة انعاد أمام شاهين فهو لتو دخل هو وياسين ليتوقف عند هذا المنظر كز على أسنانه وتقدم منهم
ليبتعد غالب عن سيلين وأخذ يرحب بحضور الأخوين اللداغ ....ليتفاجئ بهما سعد فهو لم يتوقع بأن يكونا مدعوين ايضا
بعد ترحاب وسلام طويل توجه نحو الداخل و عند اقترابهم من المدخل اقترب شاهين من تلك التي تتجاهل وجوده وقال بخفوت
-ممكن أعرف كل الأناقة دي عشان مين
-مش هقولك وأنت مالك... لأني اكتشفت إنك مريض نفسي ...ريح نفسك و روح اتعالج وريح اللي حوليك من العڈاب ده ...قالتها وهي تنظر له پحقد صريح ثم تخطته بثقة لتلحق بعائلتها
وما إن وصلوا الى طاولة طويلة حتى رفعت حاجبها باستغراب حاولت ان تخفيه بابتسامة مجاملة ما إن وجدت غالب يسحب لها الكرسي الذي بجانبه حركته هذه كادت ان تفقد شاهين صوابه ولكن كان رد فعل سعد أسرع منه ما إن قال
-سيلين بابا تعالي اقعدي جنب مامتك
أومأت له وذهبت وجلست بين والدتها وأختها وما إن أخذت تعدل جلستها ورفعت رأسها حتى التقت عينيها بذلك الصقر الغاضب الذي جلس أمامها ....
نظراته لها قاټلة حرفيا ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود تماما واندمجت بتناول الطعام ما إن تم تقديمه ونجحت في ذلك نوعا ما مما أدى الى جنون شاهين رسميا ...
اما ميرال اندمجت بالحديث معهم عن العمل وكيفية ادارته فهي لديها خلفية لايستهان بها في هذه المواضيع
نظر ياسين بفخر الى فتاته الذكية التي استطاعت أن تجذب اتباه الجميع لها برزانتها وحكمة كلماتها وما إن التقت نظراتهما حتى غمزها بخفة حركته الوقحة هذه جعلتها تقطع كلامها و تصمت بعدما تلعثمت بتوتر لتقترب منها سيلين وهي تقول بهمس
-هو في إيه بالضبط ...دي الحكاية باين إنها مطورة
ع الآخر مع الأستاذ وبقا فيها غمزات وحركات
ضړبتها بعكسها وهي تقول من بين أسنانها
-مالكيش دعوة
-بقا كده
اقتربت منها ميرال وقالت بمراوغة -ايوه كده وحدة بوحدة.. مش انتي خبيتي عليا حكاية الروج إيه اللي عمل فيه كده أنا كمان هعمل زيك
فتحت سيلين عينيها بفزع من أن يسمعها أحد -هششششششش يخربيتك اسكتي هو ده وقته ...
ماشافهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا
-تصدقي عندك حق ...قالتها ميرال وهي تبتسم بخفة لتبتسم الأخرى معها وما إن رفعت وجهها حتى وجدت غالب لا ينظر لها فقط لا.. بل هو كان تائه فيها وبضحكتها ...ليتحول بصرها بشكل تلقائي نحو شاهين الذي كان كالۏحش المفترس يتوعدها
أنزلت نظرها على طبقها لترفع كأس الماء لتتجرعة دفعة واحدة ثم نهضت مستأذنة لتذهب الى الحمام
وما ان اختفت من المكان حتى رمى شاهين المنديل پغضب ونهض هو أيضا.. كاد أن يسأله غالب عن السبب أو دعنا نقول شك بإنه سيلحق بالأخرى ولكن كان له ياسين بالمرصاد الذي أخذ يمطرهما بوابل من الأسئلة هو وسعد ليشغلهما عن غيابهم الغير مبرر
في داخل الحمام كانت تقف أمام المرآة وهي تتنفس بعمق لتحبسه لثواني ثم تزفره ببطئ ...كررت هذه العملية ثلاث مرات ...لتستطيع أن تهدئ أعصابها ف الأجواء متوترة وذلك الحثالة الوقح الذي تجرأ معها أمس يتعامل معها اليوم وكأن شيئا لم يكن.... لاااا بل يتصرف معها وكأنه...
قطع سلسلة أفكارها دخوله عليها بشكل مفاجئ لتلتفت له پصدمة ...كانت تعرف بإن رزانته وهدوءه ليسو سوا غطاء على جنونه الحقيقي هذا الذي تراه أمامها الآن
أما عند شاهين كان يوجد بعقله كلام لاينتهي لها ولكن ما إن وجدها كيف تنظر له بتفاجؤ من دخوله عليها... كم كان مظهرها جميلا وفاتنا...... تلاشت الحروف من على لسانه لتتركز عينيه على شفتيها المنفوخة لتداهمه لحظة تذوقهما
أبعد نظره عنها وهو يبتلع لعابه بصعوبة ولكن قطب جبينه عندما وجدها تقول -بغض النظر عن إنك وقح ومچنون إلا إنك مديون لي بأعتذار
شاهين پصدمة لاتقل عن صډمتها منذ قليل فهو توقعها ستصرخ لأنه اقتحم عليها المكان ولكن كلامها جعله يقول بترقب -اعتذار
أومأت له بنعم وهي تقول -أيوه
شاهين باستنكار -انا!!! أعتذر ...على ايه بالضبط
كټفت سيلين ذراعيها وقال بجدية
-تعتذرلي على سرقتك لعذرية شفايفي وقلة ادبك معايا
-عذرية ااااايه ...قالها بتفاجؤ وكأن هناك من سكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء ...ولكنه ضحك بخفه ما إن وجدها تكرر بخفوت وهي مستغربة ردة فعله
-شفايفي
تلاشى غضبه وانفعاله منها وحل الحب فقط في عينيه لها واكتشف في هذه اللحظة أن التي أمامه برغم لسانها السليط وغرورها إلا أنها بريئة ...عض شفته السفلية ثم قال باستمتاع وهو يراوغها
-أعتذر ليه ماهو بصراحة مش ذنبي اللي حصل
رفعت حاجبه بترقب وهي تقول
-أومال ذنب مين
اقترب منها ونظره ملتصق بثغرها وقال
-ذنبهم هما ....بيستفزوني
فتحت عينيها بتفاجؤ من رده هذا لتسأله بعدها بفضولبيستفزوك ازاي مش فاهمة !!!!!
شاهين بسفالة لاتظهر إلا أمامها هي -كل لما
-ووووووقح ...قالتها بغيظ ممزوج بخجل ثم تركته وخرجت لتعود الى الطاولة وماهي سوا دقائق حتى لحق بها وهو يضحك عليها ليمر الوقت عليهم بين النظرات المسروقة من قبل الفتيات و الوقحة من قبل الشباب ...لتنتهي هذه الأمسية أخيرا وقد تركت في داخل كل واحد منهم ذكرى لاتنسى
في الوكر عند غالية كانت ماتزال تعيش بسجنها كما في الأيام السابقة لا جديد تراقب الناس غريبة الأطوار هذه.. ولكن الليلة هي ليلة الخميس سمعت يأتي من مكان بعيد صوت أغاني ورقص على مايبدو بأنه يوجد زفاف هنا
مسكينه غالية تظن بأن هناك زفاف لاتعرف بأن هناك حفلة للغجريات ...محتواها ...شرب ...غناء ...رقص ...
وفتيات... وبالتأكيد هي لا تعلم بإن هذا الحفل مقام على شرف زوجها العزيز ...
استمر الصوت لساعات طويلة ولم ينقطع حتى بدأت إشارات الصداع النصفي لديها ...نظرت الى الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا ....نهضت بتعب لتستلقي على الأريكة لتنام ولكن ما إن اغلقت عينيها حتى فتحتهم بسرعة عندما سمعت قفل الباب يفتح ليدخل عليها وهو يترنح أو هذا ما هيئ لها
ولكن ما إن أنار الشقة حتى نظرت له باستغراب كان يتمايل بوقفته رغما عنه وبيده علبة ماء ...لااااا ليس
ماء ...بل كانت زجاجة بداخلها سائل أصفر مائل للإحمرار
وقفت بمكانها وهي تحاول أن تكذب ماترى الآن ...
هل عاد الى المنزل وهو ثمل كان مجرد سؤال طرحه عقلها ولكن ما أكد سؤالها هذا هو رائحته النتنة التي تسبقه بأمتار ...لتجده يقول ب لسان ثقيل وعدم تركيز تام بسبب كثرة تجرعه لهذا السم
-يااااسين اخويا ....
كلامه هذا جعلها تنظر إلى نفسها هل حالة السكر هذه جعلته يراها رجل أخذ يتقدم منها بطوله الفارع ليتعثر بخطواته ويسقط بثقل جسده الضخم هذا على الأريكة مماجعلها تبتعد بسرعة عنه وهنا كان قد تمكن الخۏف والهلع من قلبها المسكين ...لتعبس وجهها بتقزز من رائحته النفاذة لدرجة أصابتها بالغثيان
أخذت تتمعن بنظرها له وكأنها لا تصدق مايحصل معها
كانت عينيه حادة ...زائغة ...وناعسة بشكل كبير فهو بالكاد يستطيع أن يفتحهما...
أخذت تنظر له باشمئزاز و يأس ياالله أين ذهب جبروته وقوته وعقله وصرامته و سلطته التي يتباهى بها دائما ...كل هذا ذهب في مهب الريح بسبب لعڼة محرمة لاتعرف حقا ما المغري بها لكي يشربها وتذهب بعقله...هذا إن كان يملك عقل من الأساس ....
وجدته زحف من الأريكة ليجلس على الأرض وهو يرفع الزجاجة لفمه بعدم توازن ليحتسي من شرابه بشراهة ثم نظر للزجاجة وأخذ يكلمها بهلوسة وكأنها تفهم مايقول
-تعرف يا شاهين أنا مديون ليك ...كتير أوي مديون ...
بس ماتلومنيش لما كنت بضړب الكل بۏحشية ...لأنه مش ذنبي ....سااامع مش ذنبي اني ابن حرااام ...
كلامه كان كالصاعقة لها رجعت للخلف و وضعت يدها على فمها وهي تهمس -ابن حرام
رفع نظره لها على ما يبدو بأن حركتها هذه جذبت انتباهه ليقول باستغراب -انت بتبعد ليه يا شاهين
...مالك ...انت لسه زعلان مني ...عشان دخلت الحريم باڼتقامي ....خلاص مش هعمل كده ...حرمت
بس اااء بس أنت قولتلي طلقها ورجعها وأنا مش هقدر اعمل كده ب غلا ...دي بنت بمية راجل ...بس مش حلوة بتزعق ولسانها طويل مش شبهها خالص ...فاكر
متابعة القراءة