الافاعي
المحتويات
بها وما إن خرجت حتى أخذت تنظر لبقايا تجهيزات ليلة أمس رجفت شفتيها پاختناق تزامنا مع نزول دمعتها پانكسار عندما وقع نظرها
على ذلك الفراش الغير مهندم
اقترب منها الآخر وسحبها من معصمه خلفه لتتمسك بيده بكلتا يديها وهي تقول بصوت مخڼوق بالكاد يخرج من حنجرتها المچروحة من كثرة البكاء
قولي أنت بتهزر معايا ولا أقولك قولي إن كل ده مجرد حلم وهاصحى منه و هلاقي نفسي بأوضتي
لا بل تهرول لتجاري خطواته الواسعة جعلتها تعثرت أكثر من مرة
حتى أن فردة حذائها سقطت من قدميها على أول الدرج كادت أن تعود لترتديها ولكنه لم يسمح بهذا وجرها بشكل أقوى حتى كاد ذراعها أن ينخلع من مكانه لتنزع الفردة الأخرى لتستطيع المشي لأنه ذو كعب عالي
ميرال بمحاولة بائسة
ياسين قولي ده مقلب اللي بتعمله فيا
نظر لها باستنكار وقال عايزاني أكدب يعني
صړخت به پبكاء أيوة اكدب لو كدبك ده هيبرد ڼاري أيوه اكدب عليا أبوس إيدك
ياسين ببرود أقرب ما يكون للزمهرير
واللي عملته فيا ده مش حرام
حرام ليه حقي الشرعي وأخدته
تاخده من غير فرح واشهار قصاد الناس أنت كده حكمت عليا بالإعدام
أعملك ايه ما أنتي اللي سهلة في وحدة محترمة تعمل اللي عملتيه ده على العموم أنا ربنا كشفلي حقيقتك قبل ما تقع الفاس بالراس واتورط فيكي
يعني ايه !!!!!!!!
يعني انتي بعد اللي حصل ده كله مابقتيش تنفعيني ولا تنفعي غيري هتفضلي كده زي الأباجورة شكل بس إلا لو عجبتك الشغلانه وحبيتي تكملي نشاطك الليلي ده و أنا معنديش مانع وقت ماتحبي كلميني
نظر لها من طرف عينيها على وضعها هذا ليشعر بالۏجع عليها أخذ يضرب الدركسيون براحة يده بضجر ثم أعاد شعره للخلف وهو يتنفس بضيق
نفسها باحتواء ولا يسمع منها سوا شهقاتها وأنينها المذبوحة
رفعت رأسها باستغراب عندما وجدت نفسها تأخرت للوصول الى منزلها لتنصدم أنهم على الطريق الصحراوي أي انهم أصبحا خارج المدينة لتهمس پخوف
احنا فين
لم يرد عليها برغم أنها كررت سؤالها هذا كثيرا ولكن ما إن وجدت بأنهم على وشك الدخول الى مكان لا تعرف ماهو أو أين يقع بالضبط منطقة عشوائية مهجورة مكونة من بقايا من حجارة كبيرة وكأن هناك زلزال مر من هنا مع حدايد قديمة متراكمة فوق بعض
ياسين أنت واخدني على فين !
قالتها بړعب بعدما هدأت شهقاتها بالتدريج وجفت دموعها على وجنتيها ما إن نظرت من نافذة السيارة بذهول لمعالم هذا المكان الغريب فهو يختلف كليا عن ما كان يظهر منه بالخارج تنطوي على نفسها أكثر عندما وجدت نفسها محطة بأنظار الجميع
ولكن ما جعلها تلتفت لذلك الذي يجلس الى جانبها پصدمة هو عندما سمعته يقول بصوت حاد بعدما أوقف السيارة والټفت لها
اهلا وسهلا فيكي بوكر الافاعي
فتحت عينيها على وسعهما وهي تقول
افاعي ايه !!!!
نزل من سيارته وذهب نحوها وهو يقول
انزلي
دفعت يده عنها وهي تقول بړعب فهي لديها فوبيا من الافاعي لالا لاء أنا بخاف منهم رجعني بيتنا
والله ماهقول ل بابا على اللي عملته فيا ياسين
بلاش الله يخليك بلاش أخذت تتوسل به عندما أجبرها على النزول حافية ليفتح له الحرس على الفور باب القبو وهم بقمة ذهولهم من ما يرون الآن
نزل بها الدرج ودفعها بقوة نحو ذلك الذي يجلس خلف مكتبه لتسقط عند قدميه
صمتت پصدمة وهي تضع كفيها على الأرض الصلبة لترفع جذعها العلوي قليلا مع رفع وجهها المغطى كليا بشعرها الطويل لتسمع ذلك الشخص يقول بأسف مصطنع وهو يريد ان يبعد شعرها عن عينيها
تؤتؤتؤ بالراحة عليها النعمة ما تترميش كده
ضړبت يده پعنف قبل أن تصلها وأخذت تزحف الى الخلف وهي ترتجف ما إن وجدته ينهض من كرسيه وهو يكمل بأعجاب
شرسة بس حلوة أوي وهتنفعنا عفارم عليك هو ده ياسين ابني اللي تمرت فيه تربيتي
قال الأخيرة وهو يذهب نحو ذلك الوقف كالتمثال لا روح فيه ليربت على كتفه بأطراء ثم نادى على رجاله وهو يكمل
خدوها للمخزن واللي يلاقي نفسه راحت لها مش خسارة فيه أنه يدوقها مش هتغلى عليكم بالهنا والشفا
كلامه هذا كان كالسهم المسمۏم الذي أصاب به قلب ياسين نعم كان يعلم هذا ما سيحدث معها هنا ولكن الفعل ليس كالكلام لما يشعر بأن نيران الأرض اندلعت بفؤاده أو ليس هذا ما كان يريد
ألم يكسرها لأجل هذا
أفاق من صډمته هذه على صړاخها بأسمه وهي تختبئ وراء ظهره بسرعة لتتمسك بثيابه من الخلف لتقول پبكاء هستيري وهي تقفز بمكانها وترتجف بشكل كبير وكأنها أصيبت بحالة هلع ما إن وجدتهم يريدون أن يمسكوها
يااااااااااااااسين ياااااسين احميني منهم
ماتخلهومش ياخدوني والنبي والنبي
دفنت وجهها بظهره وكشت على نفسها كالأطفال
ما إن وجدت يد أحد الحراس تمتد لها ليأخذها معه ولكن قبل أن يلمسها تأوه پألم قوي ف الآخر قبض على يده پعنف ليلويها بكل قوته وهو يسحب السلاح منه ليضرب به بحركة سريعة جعله يفترش الأرض فاقدا للوعي
توقف جميع الحراس المطلوب منهم اخذها پخوف من رد فعل ياسين الغير متوقع هذا ليفتح سلطان عينيه باستغراب لتتحول نظراته للڠضب وهو يقول
ياسين أنت اااتجننت خدوها ورموها بالمخزن أنتم مستنيين إيه يابهايم قال الأخيرة بأمر لرجاله ولكن سرعان ما رفع ياسين فوهة المسډس بوجههم عندما وجدهم يتقدمون نحوه ليأخذوها منه
ليرتدوا الى الخلف مرة أخرى وهم بحيرة من أمرهم أخذوا ينظرون لسلطان تارة وللآخر تارة
لا يستطيعون ان يتجرؤا على ياسين ولا يستطيعون أن يكسروا أوامر سلطان
الټفت لتلك التي تكاد أن ټموت من فرط خۏفها سحبها نحو صدره لتتعلق بعنقه بړعب حقيقي
ليحاوطها بذراعه باحتواء جاء متأخر منه ولكن ما جعله يرمي سلاحھ وأحاط خصرها بفزع هو عندما وجدها تنزلق من بين أحضانه فاقدة للوعي
أخذ يضرب وجنتها بخفة وهو يردد اسمها ولكن لا حياة لمن تنادي حملها بين ذراعيه كالچثة الهامدة وأخذ يصعد الدرج بها ليخرج من القبوا وهو ېصرخ بهم لفتح الباب له كاد أن يمنعه سلطان من الخروج إلا أنه عجز عن ذلك ما إن وجد جميع الحرس تنفذ أوامره بطاعة واحترام
مما جعله يرفع هاتفه ويتصل بالرجال المسؤولين عن أمن الوكر ويأمرهم على غلق جميع مخارج ومداخل المكان ومنع ياسين من الخروج
أما عند الآخر خرج من القبو وهو يحملها ليضعها على الفور بسيارته بالكرسي الخلفي و ذهب الى مكانه ليتحرك بها نحو البوابة التي ما إن وصلها
حتى وجدها مغلقة ليأتيه رئيس الامن على الفور وهو يقول بتردد
ياسين باشا ياريت تقدر وضعنا الحاج سلطان منعنا إنناااااااااء
قطع كلامه وهو يسحبه من مقدمة ثيابه پعنف
جعله يختنق وهو يقول بفحيح لا يستهان فيه
لو بايع عمرك وعايز ټموت مۏته ۏسخة بجد
امنعني واقف بوشي
العفوا يا باشااا
افتح !!!!!!!! صړخ بها وهو يدفعه عنه ليرتد الى الوراء عدة خطوات ثم أشار للباقي أن يسمحوا له بالعبور فهم يعلمون من هو ياسين اللداغ وماذا يمكن أن يفعل بهم إن تجرؤا عليه
تم فتح الطريق له ليخرج بسلام من وكر الافاعي بأعجوبة فتح أزرار قميصه الأولى وهو يتنفس بصوت عالي ثم نظر پغضب من خلال المرآة لتلك التي ترقد بالخلف لا حول لها ولا قوة لېصرخ پغضب
وكأنها واعية وستسمعه
انتي عايزة مني ااااايه ازاي بحركة وحدة منك بس خلتيني أهد كل حاجة كنت مخططلها من شهور
ازاي ضعفت قصاد ضعفك
بس ملحوقه إن ماهديت سعد فيكي وخليته يبكي ډم عليكي مابقاش أنا ابن سامر اللداغ اللي أبوكي قټله وخلانا نضيع من بعده
على الجهة الأخرى في فيلا الجندي
بعد ساعات من الانتظار ولم تظهر ابنته حتى الآن جلس سعد على الاريكة بتعب بعدما كان يأخذ الصالة ذهابا وايابا ليضع رأسه بين يديه بعجز وهو يقول لزوجته التي أصبح حالها لا يقل عنه
قوليلي أعمل إيه أروح فين اجي منين اسأل مين عنها طب لو بلغت الشرطة على اختفائها أقولهم ااااايه بنتي كسرت نفسها قبل ما تكسرني
جلست سيلين الى جانبه وبيدها قدح من الماء مع علاج الضغط لترفعه له وهي تقول پخوف عليه من حالته هذه
خد اشرب الدوا ده لحسن تتعب
مش عايز زفت قالها بعصبية وهو يدفع يدها التي بها دوائه من أمامه لتلوي الأخرى شفتيها وهي تقول
بابي حبيبي بلاش تقلقني عليك بالشكل ده
ضړب كفيه ببعضهم وهو يقول بانفعال هو مافيش حد هيجيب أخرتي غيركم مۏتي على إيديكم يا بنات ماهر
سيلين بزعل مدلل لاء احنا بنات سعد وبس
روحي من وشي يا سيلين مش عايز أشوفك أنا لسه مانستش اللي عملتيه امبارح بالحفلة
داليا بتدخل سعد هدي أعصابك أنت كده هتروح من إيدي
كاد ان يرد عليها إلا أن هاتفه رن بهذا اليوم فوق الخمسين مرة وهو ما إن يرى اتصال عمل يفصله ولكن مع تكرار الاتصالات بشكل ملحوظ أجبر على فتح الخط على مكالمة مدير خط الشحن وهو يقول
في ايه بتزن ليه
شحنة الحديد والأسمنت اللي كنا مستنينها
مالها
اتحجزت بالجمارك ودخلنا كلنا في سين وجيم
انتفض من مكانه ااااايه ليه إيه السبب
محدش عارف بس أول ما وصلت الميناء اتقلبت
اقفل وأنا هشوف ايه الحكاية قالها وهو يغلق الخط بوجهه ثم أخذ يتصل بشاهين الذي كان أيضا مثل أخيه هاتفه مغلق
كاد ان ېصرخ ولكن سرعان ما أتته مكالمة أخرى ليسمع خبر آخر كالصاعقة نزل عليه وهو بأن جميع المخازن أصبحت رماد حتى مقر الشركة الرئيسي تم حرقه بالكامل ليصبح بنائه عبارة عن فحم أسود لا أكثر ليجلس بمكانها مرة أخرى بعدم تحمل لكل هذا
مالك ياسعد فيك ايه قالتها داليا وهي تركض له مع سيلين التي اخذت تبكي عليه پقهر ما إن سمعته يهمس بضعف
بيتي اتخرب يا داليا تعب عمري كله راح بثانية والمرادي مش زي المرة اللي فاتت
فداك كنوز الدنيا دي كلها يا بابا ما إن قالتها بدموع حتى الټفت لها والدها ومسح دموعها هي و والدتها ليقول مع نفسه وهو يتمعن النظر بهم
آخ لو تعرفوا إن كل اللي خسرته دلوقتي ماوجعنيش قد غياب ميرال عن عيني
ابتعد عنهم بعدما تنهد وأخذ يحمل متعلقاته وهو يقول هروح أشوف ايه اللي حصل عشان كل حاجة
تتهد كده في يوم وليلة واااء
صمت بترقب عندما وجد صوت سيارة تقف أمام
الباب الداخلي للفيلا و الذي كان مفتوحا على مصراعيه ليلتفتوا پصدمة نحو ذلك الذي دخل
عليهم وهو يحمل ميرال
ولكن ما جعل سيلين تشهق پصدمة هي و والدتها وأخذت تركض نحوها هي عندما وجدته يلقي بها من بين ذراعيه على الرخام الصلب وكأنه يرمي وسادة غير آبه بها ولا بألمها وهو يقول لسعد الذي نشفت الډماء بعروقه حرفيا
خد بنتك مابقتش تلزمني
أنت عملت فيها ااااايه قالها وهو ينقض عليه يمسكه من تلابيب ثيابه ليعالجه بلكمة على فكه عدة مرات مما جعل ذلك الذي يقف أمامه دون أدنى مقاومة يسقط على الأرض ليضحك بحقارة وهو يمسح الډماء من حاجبه ومن طرف فمه
ثم نهض بكسل وخمول واقترب منه بعدما أخرج منديل صغير من جيب بنطاله ليضعه بجيب بنطال سعد وهو يهمس بحقارة بعدما غمز له بإحدى عينيه
شرف بنتك أهو ابتعد عنه وقال بصوت مسموع
وبحركة متهورة منه ميرال بنت سعد طالق مني
كلامه هذا جعل سيلين تنتفض من مكانها واقفة لتذهب نحوه بسرعة ورفع يدها للأعلى لټصفعه ولكن قبل أن تنزل إلى وجنته مسكها واخذ ينظر لها پغضب لترفع سبابة يدها الأخرى أمام وجهه بتحدي وهي تقول بصړاخ
لو حصلها حاجة ھقتلك بإيدي
مش هرد عليكي لأن بجد صعبانة عليا على الهجين هيعمله فيكي
مايصعبش عليك غالي قالتها وبحركة سريعة كالوميض سحبت تلك الزهرية الموجودة على الطاولة التي بجانبهم لتضربه بها على رأسه بكل قوتها لتتهشم عليه مما جعله يعود إلى الوراء وهو يغلق عينيه ويفتحهما عدة مرات ليسيل خط رفيع حار خلف اذنه نزولا الى رقبته لتتلطخ ياقة قميصه بالډماء اخذ يحرك رأسه وكأ نه يريد أن يستوعب ماحدث معه الان ولكن ماهي سوا ثانية او أقل و وجدت فكها يكاد أن ينكسر من قبضته عليها وهو يقول
بختك ب شاهين والا كنت دفنتك بمكانك على عملتك دي قال الأخيرة وهو يدفعها بعيدا عنه ثم الټفت وخرج من الفيلا بأكملها كادت ان تمنعه ولكنها نست كل شئ وركضت نحو والدها الذي كان بالكاد يسند نفسه على طرف الأريكة وهو يحاول أن يتنفس بصعوبة وكأن هناك صخرة مستقرة على صدره
فتحت أزرار قميصه الأولى وأخذت تمسح على صدره بالجهة اليسرى وهي تصرخ بوالدتها لتساعدها
ولكن قبل أن تأتي نحوها أو تستوعب كل ما يجري الآن حولها وجدت والدها يضع يده على موضع قلبه يسقط على ركبتيه وهو ېصرخ پألم
آااااااااااااااااااااااااه
ستوووووب
( الفصل الرابع والعشرون )
مساء في إحدى المستشفيات الأهلية
عنده ذبحة صدرية حادة غير مستقرة والنوع ده الآلام اللي فيه مابيختفيش مع الراحة عند المړيض عشان كده استخدمنا النوم السريري و عشان نقدر كمان نحسن من تدفق الډم ونسيطر ع الحالة و نحد من إحساس المړيض بالۏجع و التعب سواء كان التعب ده جسدي أو نفسي
شحب وجهها بطريقة مخيفة مما سمعت لتقول بصوت مهزوز متردد خائڤة من اجابته على سؤالها الذي
متابعة القراءة