الافاعي
وتغير أحمر شفاهها من العسلي الفاتح إلى الماروني الغامق فوالدتها أصرت هذه المرة ان تضع القليل فقط ولكن لم تكن سيلين إن لم تعاند وتفعل ما تريده هي ....
إنحنت إلى الأمام بجذعها وأخذت تمشط خصلاتها بأصابعها لتزيد من حجمه وما إن إعتدلت بجسدها حتى أخذت تحرك رأسها يمينا وشمالا بدلال لترقص معها خصلاتها المصفف بشكل الويفي
الحرير يلتف حول قوامها بإتقان يصل طوله إلى أسفل ركبتيها مع كم شيفون شفاف مطرز بنعومه من نفس اللون يصل إلى نهاية ذراعها مع فتحة صدر صغيرة و حذاء عالي جدا
سحبت حقيبتها الصغيرة بيدها ثم خرجت تمشي بخطوات واثقة لتتفاجئ به يقف أمامها يقطع طريقها وهو يقول بإعجاب
رفعت حاجبها بحدة وهي تقول
-وعايز تشوفني ليه يا غالب بيه
نظر لها كالذئب الجائع وقال
-غالب بس بلاش بيه دي
سيلين برفض
-لاء انا من رأيى إننا نحافظ على الألقاب أحسن وبعدين كنت عايز تشوفني ليه
-شغل طبعا ....ما إن قالها حتى زوت مابين حاجبيها وهي تقول بإستغراب ممزوج بعدم إقتناع
كان ممكن تكلم والدي بده ونتقابل فالشركة بطريقة رسمية أكتر من كده
-أكيد هشرحلك وجهة نظري بس مش هنتكلم هنا يا آنسه إتفضلي معايا وهتفهمي كل حاجة في وقتها
قالها وهو يفسح لها الطريق لكي تتفضل معه لتنظر له بضجر ثم تخطته وهي تود أن ټصفعه بقوة فهو كائن لزج ونظراته لها تزعجها
وقف بإستعداد ما إن وجد سعد وعائلته يدخلون أخيرا ولكن لحظة !!!! أين... سيلينا ...هل يعقل لم تأتي معهم ...عند هذه الفكرة أصبحت الاجواء باهتة بنظره دون طعم ...تنهد بضجر حقيقي ....لدرجة بأنه كاد أن يخرج من المكان المزعج هذا ولكن ما إن الټفت بعدما حمل متعلقاته ليخرج
أخذ عقله يكرر عليه السؤال وكأنه لايريد أن يصدق عينيه ...هل هي الآن حضرت الحفل برفقة غالب منصور ذلك الساذج الذي يكاد وجهه أن يتشقق من شدة إبتسامته الواسعة فهو بالتاكيد لايصدق بأن سيلينا تقف إلى جانبه وترافقه
-إيه قلة الذوق دي لو سمحت ماتلمسنيش
نظر لها غالب ببراءة حمل وديع
-أنا أسف بجد مش قصدي أضايقك أنا كنت حابب أساعدك بس
-شكرا وفر خدماتك لغيري ...كانت تتكلم بضيق ثم تركته وذهبت نحو والدها الذي ما إن رأها حتى إبتسم لها بحب
-سيلين تعالي يا حبيبتي
وقفت إلى جانب والدها بفخر وكأنها تود أن تصرخ وتقول هذا الرجل العظيم يكون والدي أنا ...
على طاولة قريبة منهم نطق يحيى ونظراته تتنقل بين شاهين و الأخرى
-شايف اللي أنا شايفة ....ده بدء يتحول
أومأ له ياسين وقال بغموض
- دي أول مرة أشوفه مايعرفش يسيطر على إنفعلاته بالطريقة دي
يحيى بمشاكسه
-شكله وقع فيها خلاص ...وبصراحة هي تستاهل دي قنبلة ذرية
حرك ياسين رأسه برفض لهذه الفكرة وقال
-وقع لا ماظنش بس أكيد عجباه
رد عليه يحيى بذهول
-كل ده وعجباه بسسسسس
-ماهو الراجل لما تعجبه ست بيعمل المستحيل عشان يوصلها إسألني أنا ....قالها وهو ينظر إلى ميرال وهي تتشارك الحديث مع والدتها وإبتسامة هادئة تزيد ثغرها الجميل ليبتسم بشكل لا إرداي معها ثم ترك
يحيى بمفرده و أخذ يقترب منها وكأنها تجذبه بتجاهلها كالمغناطيس برزانتها ...وشخصيتها
ولكن ما إن إلتقت عينيها الواسعة بخاصته حتى بعث لها قبلة بالهواء ...فعلته هذه جعل تيار كهربائي يصيب فتاته ويقشعر جسدها بأكمله وكأن قبلته هذه وصلتها حقا
إبتسم بثقة ما إن رأى تأثيره عليها ليسحب هاتفه وبعث لها رسالة نصية محتواها ( هستناكي بالشرفة لو إتأخرتي هاجي عندك ولا هيهمني حد ) وضع هاتفه بجيب سترته ثم ذهب بقرب الشرفة بعدما تأكد من قراءتها لرسالته
أما ميرال مسحت رسالته التي وصلتها للتو وكأنه لم يبعث شئ ثم تنهدت وأخذت تنظر حولها لتنهض وتذهب نحو والدها الذي يقف برفقة سيلين وما إن وصلت لهم حتى قالت بإبتسامة صغيرة وهي تمد له يدها
-ممكن ترقص معايا
إبتسم لها سعد وذهب معها بعدما قال
-أكيد طبعا ...ده عرض مايترفضش بصراحة وبعدين هو أنا أطول أرقص مع القمر ده
أخذ سعد يتمايل مع ابنته بسعادة بلغت عنان السماء بعدما سحبها إلى وسط المكان لتضحك عليه ما إن رفع يده إلى الأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدت مرات ثم أعادها له كما كانت
كان مظهرهم في غاية الجمال بالنسبة للجميع إلا ياسين كانت نظراته لهم حاقدة فهي تجاهلته للمرة التي لا تحصى ...حرك رأسه بتوعد لها وإنتظر أن يمر عليهم القليل من الوقت ثم ذهب لهم وهو يبتسم ليقول لسعد -تسمحلي أرقص مع الأنسة
تلاشت ضحكة سعد ونظر إلى صغيرته ثم إلى الآخر وقال بجدية فهو لا يرغب بأن ترقص إبنته مع رجل غيره
-لأ
نظر ياسين بإستعطاف مصطنع له وهو يقول بهزار
فهو توقع رده هذا
-لااااء ليه ياباشا ....دي حبة صغيرة بس ... وبعدين ده أنا حتى هرجعهالك
سليمه لا ناقصها إيد ولا رجل هاااا قولت إيه !
-إتفضل ...قالها بضيق حقيقي وهو يسلمه إبنته بيده ليستقبلها الآخر منه بترحاب شديد وما إن أخذ يراقصها بخفة حتى أخذت عينيه تأكلها حرفيا ليقول بعد برهة من الصمت بإعجاب
-رقصك حلو
-وإنت كمان مش بطال ....ما إن قالتها بجمود وهي تبعد نظرها عنه وتضع مسافة معقولة بينهم حتى سحبها من خصرها له مرة أخرى يرفض بها بعدها عنه هذا وهو يقول
-لسه زعلانة مني يا حبيبتي
-إيه حبيبتي دي !!!! أنا مش حبيبة حد إنت ماتهمنيش أصلا عشان أزعل منك أو لاء حالك حال كل الموجودين اللى هنا وجودك مش بيضفلي حاجة وغيابك مش بيأثر فيا ... فمتديش لنفسك حجم أكبر من حجمك
-بجد يعني مش بهمك ....قالها وهو يقترب من وجهها وينظر إلى عمق عينيها بطريقة جعلتها تبتعد عنه قليلا وهي تقول بإنزعاج
-أيوة بجد
إنحنى عند أذنها وهمس بخفوت شديد
-بس إنت تهميني
ردت عليه بنفس درجة صوته وقالت
-وإنت أخر همي
زاد من إحتضان خصرها وسند جبهتها على خاصته وأخذ يقول
-ميرال أنا أسف ... أسف بجد مششش
قاطعته وهي تبعد يده عنها ثم وقفت أمامه وهي تقول بثبات تام لتنهي هذه المهزلة من وجهة نظرها
-الأنسة ميرال لو سمحت ... أنا مش عايزة أشوفك تاني و لو شفتك ياريت تتعامل معايا بحدود الشغل وبس ... لأني ببساطة رجعتك غريب بنسبالي زي ما كنت في أول مرة شفتك فيها ...
رمت كلماتها بوجهه دون أدنى مجاملة أو تعاطف فهو حتى لا يستحق نظرة واحدة منها ثم تركته يقف خلفها وحيد لتذهب نحو والدتها التي كانت تراقب كل شئ بتمعن من بعيد وهي تتكلم مع زوجها تحاول على قدر المستطاع أن تشتت إنتباهه عنهم
أما عند يحيى المسكين كان يتأفأف بضجر من
هذه الأجواء فهي لا تستهويه ...نظر إلى شاهين وقال بعدما طفح منه الكيل
-أنا هرجع للوكر
ليقول شاهين له بلامبالاة فكل تركيزه منصل على تلك المهرة البرية
-إعمل اللي يعجبك
-تمام لو إحتاجتني إبقى كلمني ....سلام ...قالها يحيى وخرج من القاعة لا بل من الفندق بأكمله متوجها الى الوكر الذي وصله إليه بوقت قياسي ليتوجة مباشرتا نحو شقته بتعب وضجر من يومه الممل هذا
أما عند غاليه ما إن اخبرها يحيى في الصباح بأنه لن يعود اليوم و سيتأخر حتى الغد...كان هذا الخبر بالنسبة لها كالعيد ...قامت بتنظيف المنزل بهمة ونشاط ثم إغتسلت وغيرت ثيابها لأخرى مريحة وجميلة فهي قد سأمت حقا من الثياب الفضفاضة والطويلة والغير المهندمة ....
وما إن أنهت كل أعمالها وعنايتها الخاصة بنفسها وبجسدها حتى ذهبت وجلست عند النافذة كعادتها تراقب هولاء الناس غريبى الأطوار طول الليلة والنهار فهذه تسليتها الوحيدة.....في سجنها هذا
ولكن مالفت نظرها هو دخول شاحنة نقل كبيرة إلى هذا القطاع لينزلون منها الحمل الذي كان عبارة عن صناديق حديدية مستطيلة الشكل وبالتأكيد كانت ثقيلة لأنها وجدت كل أربعة اشخاص يحملون صندوق واحد...
وكان من ضمن الموجودين بهذا التجمع .. زوجها المبجل الذي كان من المشرفين ع هذا النقل مع شخصين آخرين ذات هيبة مخيفة أخذت تقارنهم بعلتها وكابوسها !! وجدت ان يحيى اهون بحدته من الآخرين الذين يحيطون به ....بل هو بمقارنته بهم ذو قلب رحيم وعطوف
ولكن ما إن تم كل شى على مايرام وبدء المساء يحل والظلام يعم المكان بالتدريج حتى إختفى الجميع من الشارع
لتبدء بعدها ضجة كل ليلة بروتينهم المعتاد مرت الساعات عليها وهي شاردة بذهنها بعيدا تفكر بوالدتها القعيدة ...تقسم بأنها تكاد أن ټموت من شدة شوقها لها ياااالله كم تتمنى أن ټحتضنها بين ذراعيها وتشم رائحة الجنة منها ...نعم الجنة ياسادة ...فهي تعتبر والدتها هذه هي جنتها على الأرض
نزلت دموعها ببطئ على وجنتيها پقهر لتزداد هطول الأمطار من مقلتيها وغصة كبيرة بدأت ټخنقها وهي تفكر بكل ما حدث لها في الأوان الاخيرة...
أخذت ټضرب على فخذيها بإختناق أكبر ولكن ما إن زاد أنينها حتى دفنت وجهها بين ركبتيها وأخذت تبكي بحړقة قلب مزقت به نياطها دون شك بعدما إحتضنت نفسها پخوف فطري
بعد مدة هدأت نوعا ما ونهضت نحو الحمام لتغسل وجهها بالماء البارد وما إن انتهت وخرجت حتى شهقت پخوف عندما لمحت شخص يدخل من الباب ويضئ النور بشكل مفاجئ وهذا ما جعلها تغمض عينيها وتفتحها من سطوع الإضاءة عدة مرات فهي قضت وقت طويل بالظلام وما إن نظرت له مجددا حتى وجدته يقف أمامها وهو يضع يديه بجيب البنطال كان شكله في غاية الأناقة و الوسامة ببدلته الرسمي هذه
زمت شفتيها بحسد عندما وقع نظرها على بشرته التي تلمع بإشراق على عكسها تماما كان لونها باهت
وبرغم حقدها عليه لم تستطيع أن تمنع عينيها من النظر له بإعجاب فهو دائما وأبدا مايكون أنيق ونظيف بصورة مستفزة لها ....
يا خسارة شكلك ده بكل المعاصي اللي بتعملها
قالتها مع نفسها ولكن ماجعلها تفوق من شرودها به هو نظراته الوقحة التي كانت تسافر على كل تفاصيل جسدها وكأنه بدء يعريها من سترها
إعتدلت بوقفتها وإرتدت قناع البرود بعدما قررت أن تذهب إلى الغرفة وتغلقها عليها دون أن تتكلم معه فهي متعبة حقا ومزاجها لا يسمح لها بجدال ..
أما عند يحيى ما ان دخل شقته وأضاء النور حتى وجدها أمامه بهيئتها الجديدة والتى لم
يراها عليها من قبل كانت ترتدي فستان منزلي قطني باللون الأسود يصل طوله لركبتيها مع ربع كم اي يعني ملابسها كانت تظهر يديها و ساقيها بسخاء له .... أما فتحة العنق كانت كارثية فهي واسعة تظهر من خلالهما عظام الترقوة بشكل مغري بالله كم يود أن يلثمها بحب وما زاد زينتها هذه فتنة هو شعرها المنكوش الذي لطالما كان يذمها به ولكن لماذا الآن أصبح يغريه
اخذ يبتلع لعابه بصعوبة وكاد أن يقترب منها ليتذوق ما لذ وطاب من رحيقها الطبيعي إلا انه فاق من سكرته بها ما إن وجدها تتخطاه لتحبس نفسها داخل تلك الغرفة اللعېنة لتحرمه منها ومن رؤية جمالها هذا ..
عند هذه الفكرة تحرك جسده مباشرتا ووقف أمامها ليمنعها من الدخول وهو يقول بإستفزاز ساڤل مثل صاحبه
-طالما عندك حاجات حلوة كده ياغلاتي حرماني منها ليه ...ماتمتعيني بيها ....
الله مالك كده إهدي ياغلا انت خاېفة كده ليه مني ده أنا حتى جوزك
قال الأخيرة عندما وجدها تبتعد من أمامه پخوف من مغزى كلامه هذا ولكن ما إن نطق بكلمة جوزك حتى تبخر خۏفها كله ولوت شفتيها بضجر من هذه الحقيقة المرة التي لطالما يرميها بوجهها
إبتعدت من أمامه لتتخطاه وتدخل الغرفة إلا أن كلامه أوقفها ما إن سمعته يقول بصوت شاعري مليئ بنبرة الإغواء وكأنه على وشك أن يقدم لها العرض الذهبي
-أكيد في صفقة هترضينا إحنا الإتنين
..يعني هات وخد فاهماني انت صح ...هدلعك وأعيشك ملكة متوجة وفي حاجات كتير أوي هتتغير ...فكري فيها وهتلاقي ان ده أنسب حل ليك ... لأن مافيش داعي آخد حاجة بالڠصب طالما ممكن إنها تتوفر ليا بالتراضي
إنصدمت غالية منه حقا فهو كان يتكلم بثقة يحسد عليها حقا وكأنه متأكد من ردها وبأنها ستطير فرحا وهي تصرخ بالموافقة من عرضه هذا الذي لا يرفض وما زاد صډمتها حقا هو ما إن أنهى كلامه حتى ذهب وجلس على الأريكة وهو يضع قدمه على الأخرى ونظره معلق عليها وأخذ يخرج هاتفه أمامه ينتظر خضوعها
إبتسمت له بسخرية بمعنى إنك تحلم بالتأكيد...ثم إلتفتت لتدخل وتغلق الباب بوجهه كرد الطبيعي على طلبه الساڤل هذا إلا أنها توقفت ما إن ذكرها هاتفه الخاص بشئ ما....عند هذه اللحظة إلتفتت له وهي تقول بلهفة
-عايزة أكلم ماما ...إنت عندك رقمها صح
حرك رأسه بنعم وإبتسم بإنتصار ثم قال
-صح ....بس ياترى هتديني إيه في المقابل
غالية بتذمر
-مقابل ايه بس ....ده أنا بغسل هدومك وبنظف البيت وبعملك سم هاري تطفحه ....عايز إيه أكتر من كده
رفع يحيى رأسه بكبرياء وقال بغطرسة
-الغسيل والتنضيف ده مقابل إقامتك هنا ياهانم والاكل انتى كمان بتطفحي منه زيى ...ده غير إنه
على حسابي
عضت على شفتيها بتفكير سريع لتخرج من هذا المأزق ...وبالفعل ماهي سوى ثواني حتى أبتسمت بمكر لا يستهان به وهي ترفع إحدى حاجبيها و تقول
-طب ردا للجميل إني لحد دلوقتي مابلغتش عنك إنك حابسني هنا
قطب جبينه بترقب وإعتدل بجلسته وقال بإستفهام
-تبلغي عني ازاي
غالية بتوضيح مضحك لاتستطيع ان